قصص قصيرة

أشواك الياسمين

By

الجزء الأول :

حذيفة : لو سمحتي وين مكتب الدكتور غسان ؟

ياسمين : اول مكتب على ايدك الشمال

حذيفة : شكرا

يكتر خيرك الي رديتي

ياسمين : اهلا العفو

وبعدين شو قصته هاد ما بدو يحل عني .. اوووف منك

////

شيماء : ياسمين يلا تاخرنا على المحاضرة

سمر : يارب ما يجي الدكتور

اسماء : مع مين بتحكوا انتوا ؟؟ مو ملاحظين انه ياسمين ولا كانها بالجو

ياسمين : …

 

بعد المحاضرة >>

 

سمر : وبعدين معك ياسمين بدك اتضلي هيك طول العمر من لما فتنا الجامعة وهي صرنا بدنا نتخرج وانتي على نفس الحالة ، مو احنا صاحباتك ؟!

ياسمين : واعز والله

شيماء : طب ليه ما بتوثقي فينا وبتحكيلنا شو الي مخليكي دايما انطوائية، يعني شوفي كم محاولة منا لحتى نتقرب منك  وتوثقي فينا

ياسمين : مين قلكم اني ما بوثق فيكم

اسماء : كتمانك الشديد على شغلة بتخصك بتخلينا نحكي هيك، اي والله الفضول قتلنا لنعرف شو قصتك يا بنت

ياسمين : معكم حق صبايا وانا مقدرة اهتمامكم فيي بس والله الموضوع اصعب من اني احكي لانه حتى بكره اني اتذكره

شيماء : ماشي حبيبتي احنا حبينا نعبرلك عن اللي جواتنا ومتى ما حبيتي تحكيلنا كلنا آذان صاغية

ياسمين : تسلمولي

 

_______

 

ام يامن : اهلا وسهلا بنتشرف فيكم والله … ان شاءالله بانتظاركم بكرا عال7 المسا …. وعليكم السلام

يا ياسمين جهزي السفرة ماما قرب يجي ابوكي واخوانك

ياسمين : حاضر ماما .. ماما مع مين كنتي تحكي ؟

ام يامن : جماعة جايين بكرا يشوفوكي وومنوع الاعتراض الشب ماشاءالله عليه و….

ياسمين : بس يا امي انتي بتعرفي رأيي بالموضوع وانا ما

ام يامن : بدون ما حكيت ممنوع الاعتراض وخلص

 

بدق الجرس وبدخل ابو يامن ومعه اولاده التنين ( يامن وياسر ) بشتغلوا معه بالمحل

السلام عليكم

ام يامن وياسمين : وعليكم السلام .. يعطيكم الف عافية يلا غسلوا ابديكم وبتكون السفرة جاهزة

ابو يامن : الله يعافيكي .. اه والله رح نوقع من الجوع

ياسمين : خسى الجوع

 

////

 

ياسر : يسلم ايديكي ياسمينتنا على هالشاي الزاكي

ام يامن : عقبال ما اتشربيها لعريسك

ابو يامن : الله كريم .. عقبال ما نفرح بتخرجها ونشوفها عروس ونشوف اخوتها عرسان يارب

شو اخبارك يابا كيف الجامعة واستعدادك للتخرج ؟

ياسمين : الحمدلله كل اشي تمام وهيني بدي ابدا احضر لمشروع التخرج عندي بحث

الجميع : بالتوفيق

ام يامن : بكرا جايينا جماعة خطابين لياسمين عال7 المسا حاولوا ترجعوا بدري على البيت

ابو يامن : ان شاءالله خير وياسمين شو رأيها؟

ياسمين : ……… يلا انا فايتة ادرس شوي وانام، تصبحوا على خير

الجميع : وانتي من اهله

ام يامن : هالبنت بدها تجنني كل ما تسمع عن عريس بخف عقلها والله منا عارفة شو قصتها كل هالبنات بنبسطوا الا بنتي

ابو يامن : اتركيها براحتها، اللي اله نصيب بشغلة باخذها لو اخر يوم بعمره

 

_________

 

بغرفة ياسمين عال 12 بالليل كان الكل نايم وهية كالعادة متل كل ليلة كانت بتصلي وبتناجي ربها وقلبها ببكي قبل عيونها ..

ياسمين البنت المميزة باخلاقها اللي كل بنت بتتمنى يكون عندها ربع جمالها؛ وجهها ابيض متل الياسمين وعيونها لوزية ولونهم عسلي فاتح متل شعرها ..

طولها وسط وجسمها متناسق مع طولها يعني باختصار كاملة مكملة، بس روحها تعبت من سر دفنته خوفا على مشاعر اهلها …. عزائها الوحيد هوة املها بربها انه ينصفها و كلها يقين من هالاشي

 

______

_

 

في الجامعة >>

سامي : يسعدلي هالصباح

محمد : صباح النور

حذيفة : ……

سامي ومحمد : يا صباح يا فتاح

سامي : خير حذيفة من مبارح وانت مو طبيعي صاير معك مشكلة ؟

محمد : لا بس ياسمين ما عبرته

سامي : يا زلمة بالله عليك هاي سيرة تستصبحوني فيها سيبك منها هاي معقدة الف بنت بتتمنى كلمة منك

حذيفة : وانا ما بدي الف بنت .. انا بدي هاي البنت وبس ورح اضل وراها لحتى اوصل دار اهلها واخطبها

سامي : طب شو صاير من مبارح لليوم اشي جديد ؟

محمد : راح حذيفة مبارح على قسمها وتحجج انه بدور على مكتب دكتور عشان يسالها

واخيرا … طب حكت معه ؟؟ سال سامي

محمد : اه بس باختصار شديد

__________

 

عند ياسمين وصديقاتها >>

 

شيماء : متى رح نبلش بالبحث ؟

ياسمين : اه والله تاخرنا لازم نبلش من اليوم

اسماء : طب اخترتوا شو الموضوع اللي رح تكتبوه؟

شيماء : والله كتير محتارة .. بس يمكن اكتب عن ( .. ) وانتي ياسمين ؟

ياسمين : اليوم بروح على المكتبة وبدور عالنت عن موضوع

اسماء : انا اخترت موضوعي وبدي ابلش اكتب اليوم ان شاءالله

سمر : ان شاءالله .. المشكلة اليوم انا مروحة بكير عشان عنا عزومة وامي قالتلي ارجع اساعدها ، ياسمين شوفيلي موضوع معك و جيبيلي كتب ازا قدرتي حبيبتي

ياسمين : انا ما عندي اشي خلص بروح وبجيب الي والك ومري عليي بكرا على البيت عشان تاخدي الكتب

سمر : واااو شو هالدلال .. طيب ابعتيلي اياهم ديلفري

اسماء وشيماء : عنجد واااو

خبطتها ياسمين بالدفتر وحكتلهم : يلا سلام انا رايحة على المكتبة عشان استغل الوقت قبل ما يخلص الدوام

البنات : الله معك

 

بعد ما راحت ياسمين >>

 

سمر : شفتوا الشب اللي مبارح حكى مع ياسمين ؟

اسماء : شكلها عقدتها بلشت تنحل، بس ما بوثق بشباب الجامعة انا كلهم شغل تسلاية

شيماء : الموضوع مو موضوع عقدة، بس انه ملاحظ عليها انها بس تلتقى فيه بهز كيانها كله

سمر : وين بدها تلتقى فيه ؟ شيماء شو مخبية علبنا

شيماء ( الله ياخدني كيف زلق لساني ) : لا لا قصدي مبارح لما حكى معها حسيتها توترت شوي

اسماء : ااااه طيب خلص ما دخلنا بما انه هية ما حكتلنا من الاساس ونحن اللي شفناهم

شيماء : خلص سكروا على الموضوع .. يلا سمر بلاش تتأخري عامك

سمر : يلا بشوفكم بنات .. بااي

______

_

في المكتبة >>

ياسمين عم تتناول بالكتب ، بس في كتاب بالرف العالي ومش عارفة كيف بدها توصله والكراسي بعيدة عنها و هية معجوقة ، بتحاول تنزله بمساعدة كتاب معها بس بتشوف ايد انمدت و اخدته قبلها ..

الشب : تفضلي هاد الي بدك اياه

 

بترفع راسها ياسمين بتلاقي الشب الي حكا معها مبارح هوة الي موجود قدامها ، على طول بصير وجهها احمر وبتحاول تتهرب بس صوته الدافي برجع يهز كيانها من جديد وبحكيلها :

انا آسف اذا احرجتك بس حبيت اردلك معروفك مبارح بس سألتك عن مكتب الدكتور

ياسمين : …

حذيفة : ممكن نحكي شوي ؟!

ياسمين ( بتوتر ) : عن شو ؟

حذيفة : هيك على الواقف ما بنفع خلينا نقعد عهديك الطاولة عشان ما اتضلي حاملة الكتب بايدك

ياسمين : لا ما بقدر .. عن اذنك

حذيفة : …..

 

كنت مروحة على البيت وانا حاسة قلبي رح يطلع من بين ضلوعي، نظرات الشب وصوته وكل اشي فيه ما عم يفارقوني ..

شو صار فيي ؟ ليه هيك تلبكت بس سمعت صوته ؟ يا ترى شو كان رح يحكي لو قعدنا ؟ اسئلة كتيرة و شعور غريب جواتي اول مرة بحس فيه ..

شب كل بنت بتتمناه ؛ بشرة حنطية ، عيونه لونهم اسود و وساع ، شعر كستنائي ، طوله فوق 175 يمكن ، جسمه رياضي وكلامه مهذب ..

ياريتني قعدت معه عشان اعرف شو بدرس واي سنة وشو اسمه كمان ..

وصلت عبيتنا ولقيت ماما مرتبة البيت والضيافة ومستعدة ..

 

ياسمين : مسا الخير ماما يعطيكي العافية

ام يامن : الله يعافيكي يا روح ماما .. ليش تاخرتي مو حكتلك ارجعي بدري عشان تلحقي تجهزي حالك

ياسمين : هيني رجعت ما صار اشي بسرعة بجهز

 

عال7 المسا بالضبط رن جرس الباب، كان الكل قاعد بصالة الضيوف عن يستنوهم ما عدا انا بغرفتي ..

فتح اخي الكبير الباب ودخلت ست عمرها باخر الخمسينات ومعها كمان وحدة صبية والعريس

استقبلوهم بالاهلا وسهلا وشرفتوا ..

قعدت امي شوي واجت عليي تحكيلي احضر صينية العصير وانه على طول بس يضيفوهم اجي انا اسلم اقعد شوي واطلع ..

انا كل هالموضوع مو ببالي، عقلي كيف رح اقنع اهلي انه ما بدي اتجوز هاد كمان فيما لو انهم وافقوا عليه ..

مضي الوقت وروحوا الجماعة طبعا العريس ما شاءالله عنه وما قعدت معه ..

ولما سالني بابا عن رأيي حكتله انه ما ارتحتله وكمان انا حاليا عقلي بالتخرج ومابدي اشي يلهيني

طبعا امي الكلام ما عجبها بس سكتت على مضض وتسكر الموضوع بلحظتها واتفقنا انه نرد خبر للجماعة بعدم القبول بحجة الدراسة

/////

تاني يوم كان الجمعة وكل وقتي راح وانا مشغولة بالكتاب الي جبته مشان احضر للبحث ..

رنت عليي سمر تسالني ازا في مجال تمر تاخد الكتاب الي بدها تقراه عشان البحث ..

وخبرت ماما واجت سمر واعطيتها الكتاب

سمر : ليش عيونك بلمعوا ؟

ياسمين : كيف يعني بلمعوا ؟

سمر : يعني كانوا زمان لما نطلع عليهم عيون عادية بس هلا فيهم نظرة غير شكل ولمعة زايدة حلاهم

ياسمين : انتي عزومة مبارح مأثرة عليكي شكلك ماكلة كتير ، هههههههههههههه خلص يلا امشي ابوكي بزمرلك تاخرتي عليه، وحسابك بعدين عشان جايتيني من الباب وانا فكرتك جاية زيارة

سمر : ماشي اهربي هلا بس انا وراكي والزمن طويل

 

اول ما طلعت سمر ركضت على مراية وصرت اتطلع فيها واضحك انه شو اللمعة الي بتحكي عنها سمر ..

//////

اجا يوم الاحد وكالعادة الصبح بدنا نشرب نسكافيه ..

وقفت انا والبنات بالكفتيريا وعم نطلب واذ بسمع شباب عم يحكوا :

سامي : اليوم لازم نكثف التدريبات عشان المباراة قربت

محمد : هاي اخر مباراة النا قبل التخرج كثير متحمس وان شاءالله الفوز حليفنا

حذيفة : اااخ يا ريت مبارح ياسمين قبلت تحكي معي كنت رح احكيلها عن المباراة خليها تيجي تحضرها

 

هاد صوت الشب هداك ما غيره، انا سمعت اسمي ولفيت وجهي مصدومة كيف عرف اسمي، الحمدلله ما كانوا شايفين انه انا وراهم ..

صاحباتي كانوا ماخدين النسكافيه تاعهم وانا كنت اخر وحدة فيهم اجا دوري وكانوا هدول ال 3 شباب لسا واقفين ..

شيماء : ياسمين يلا هينا بنستناكي على درج الكفتيريا

 

 

الجزء_الثاني :

 

ويلفوا وجوههم الثلاث شباب وينتبهوا اني واقفة وتيجي عيني بعين هداك الشب وضحكته صارت من الدان للدان على اساس انه هلا عرف اسمي ..

طبعا انا وجهي صار بالالوان وعلى طول اجا النسكافيه واخدته وطلعت بسرعة ..

سامي : سيرة مليون ليرة على هالصبح

محمد : ههههههههه

حذيفة : معقول سمعت شو كنا نحكي قبل شوي ؟

 

ياسمين : ضروري يا ست شيماء تنادي عليي وانتي شايفة انه في شباب واقفين

سمر : خلص مشيلنا اياها

اسماء : بس ليه وجهك انخطف اول ما شفتي الشب الي كان واقف قبالك

ياسمين : لا شو انخطف بس اتدايقت عشان نادت عليي

شيماء : بس هدول مو من كليتنا

ياسمين : ما بهمونا خلص امشوا على المحاضرة

 

اسبوع بدايته أحداث غريبة، صحيح كنت مشغولة كتير بتحضير البحث؛ بس هداك الشب ما راح من بالي – مع انه متعودة اشوفه بكليتنا –، بس ما كان الموضوع شاغلني ولما عرفت انه عارف اسمي وابصر شو بعرف كمان ؟ زاد اهتمامي فيه بطريقة غريبة ..

 

كنت بنطط الكرة بسرعة كبيرة وبركض وبسجل السلة وبرجع انططها كل مرة اسرع من اللي قبلها ..

ما بعرف ليه ما كنت قادر اسيطر على حركة ايدي، لا مو بس ايدي، كل شي فيي كان خارج السيطرة ..

كنت لما اسجل هدف بالسلة ما احس اني عملت انجاز؛ وارجع مرة تانية اسجل واسجل

لحد ما سمعت صوت حدا بصفق بصوت عالي ..

رجعت لوعيي، حنيت ظهري وحطيت ايدي على ركبي، كنت اتنفس بسرعة وحبات العرق بتنزل من وجهي على ارض الملعب ..

 

المدرب : ما توقعت تواجدك بهالوقت المتأخر

حذيفة : عنا مباراة ولازم اكون مستعد

المدرب : متأكد انه عشان المبارة ؟( مع ضحكة صفراء )

حذيفة : …

المدرب : حذيفة يا ابني صاير معك مشكلة لا سمح الله او متدايق من شغلة ؟

 

حذيفة تنهد و تناول مطرة المي و شرب منها ، بعدين رفع راسه للسما واستقر نظره على القمر الي كان بدل على انتصاف الشهر ورد على مدربه ( الاستاذ ايمن ) :

من لما كنت صغير كان حلمي اكون مهندس ناجح و إله اسمه بالبلد متل والدي، وكبرت وهالحلم كبر جواتي، وكمان عندي هواية رياضة كرة السلة و الهواية صارت ملازميتني متل حلم الهندسة والحمدلله كمان كم شهر بتخرج وبصير مهندس وببدأ بطريقي

المدرب : طيب وين المشكلة باللي حكيتلي اياه؟

حذيفة سكوتك بخوفني لا تخلي الافكار تاخدني شمال ويمين احكي وريحني

حذيفة : اذا حكتلك ما بتضحك عليي

الاستاذ ايمن : خير يا ابني ؟

حذيفة : كيف ممكن احتل قلعة محصنة بس بدون حرب يعني بدي خطة سِلمية ويكون هدف الاحتلال المشاركة لا السيطرة ؟

الاستاذ ايمن : بتبعت رسول سلام يحمل رسالتك لداخل القلعة

حذيفة : و اذا كان صعب انه ابعت رسول سلام ؟

الاستاذ ايمن : بكون من الضروري انك تواجه هالقلعة بذكاء مع القليل من الدهاء و يكون سلاحك الحكمة؛ وانا هيك متعود عليك .. انت حذيفة الي ما بنخاف عليك و نصيحتي الك ( الصبر ثم الصبر والاصرار على هدفك ) و يلا صار لازم ترتاح عشان تكون قد مسؤوليتك في المبارة بكرا يا كابتن حذيفة

حذيفة : شكرا على اهتمامك استاذي وبوعدك اكون قد المسؤولية باذن الله

صحيت من نومي وتجهزت لاروح على جامعتي وعندي كمية طاقة ايجابية لأول مرة بحس فيها، حتى اني كنت ماشية وانا مبتسمة ورجليي طايرين مو ماشيين، طلعت بالباص اللي بوصلني من منطقتي للجامعة متل كل يوم ..

وصلت الجامعة ومشيت باتجاه كليتي ( الآداب ) والتقيت بصاحباتي، و قعدنا وتناقشنا بموضوع البحث ووين صارت كل وحدة فينا لانه كل طالب اله بحثه الخاص بس نحن بنساعد بعض باسم صداقتنا المستمرة من 4 سنوات ..

كان في عيون البنات حكي ما قدرت افهمه، تطليعاتهم لبعض حسيتها بتحكي عني ..

اول مرة بشوفهم هيك، نحن كتير صاحبات وما عمرنا حكينا عن وحدة من وراها ..

حاولت ابين اني مو مهتمة، واخترعت حجة و انسحبت من الجلسة ..

سمر : عيونها بيبرقوا برق هههه

اسماء : معقول ياسمين تكون عشقانة

شيماء : بس انتي واياها عيب عليكم ازا بتحكوا عنها هيك ليش لتصاحبوها ؟

اسماء : ليش الحب عيب ولا حرام ؟ احنا ما حكينا اشي او قلنا انها بتعمل اشي غلط

سمر : معقول يكون اللي ببالي ؟

////

كل حديث الجامعة اليوم عن المباراة النهائية بين فريق كلية الهندسة مع كلية الاقتصاد، بس من اي فريق هوة ؟ لأنه الفريق الفائز كان كلية الهندسة ..

كتير اجا ببالي اروح احضرها بدون ما اخبر صاحباتي، بس ترددت خصوصاً انه اذا هداك الشب كان موجود او اصحابه رح يفكروا اني جاي عشانهم ويعرفو اني سمعت كلامهم..

اااخ خلص احسن اشي اروح على المكتبة اجيب كتب عشان اكمل بحثي وارجع البيت ..

 

كنت منسجمة بالكتاب لما ماما رنت عليي، اتطلعت على الساعة لقيتها 5 ياربي تأخرت الوقت اخدني بين الكتب

رديت : السلام عليكم .. وعليكم السلام … اه اسفة ماما بس أنا بالمكتبة .. اه هيني طالعة … بشوفكم

طلعت اركض وانا حاملة كتبي وبدي اوصل للبوابة واركب، وقبل ما اوصل البوابة اجت عيني على سيارة ماشية وقفتلي عشان اقطع الشارع ..

كان فيها هداك الشب، يا الله ابتسمت بدون ما احس على حالي وهوة كمان ابتسم واشر بايده انه اقطع الشارع ..

كنت طول اليوم مو شايفته، من سنتين وانا بشوفه تقريبا كل يوم ..

الحمدلله خلص يومي الجامعي باشي حلو، ليش حلو طيب ما انا كل يوم بشوفه ما كنت احكي انه اشي حلو ؟!

مالك يا بنت اركزي والحقي الباص قبل ما يطلع، و نبع الحنان تبعت الشرطة اتدور عليكي ههههه

وصلت البيت كان في جو فرح مسيطر على اهلي – خير

حسيت في تمهم حكي بس بلشت انا قبلهم :

اسفة جدا انشغلت بالبحث ونسيت حالي بالمكتبة

ام يامن : الله يعطيكي العافية ويوفقك و يفرحني فيكي واشوفك عروس متل ما رح نشوف يامن عريس قريبا

و طلعت منها نظرة جانبية باتجاه يامن الي كانت الدنيا مش واسعته من الفرحة ..

ياسمين : جد .. مبارك اخي ، بس مين سعيدة الحظ؟

ام يامن : صابرين بنت عمك ابو صابر الله يرحمه اللي كانوا جيرانا بالبيت القديم

فجأة دخت و وقعوا الكتب الي بايدي وقعدت على الكرسي ، جابتلي امي كاسة مي وشربتها مرة وحدة ..

ام يامن : خير يا بنتي ليش هيك صار فيكي ؟

غصيت وحكيت بصعوبة : بنت ابو صابر؟ ليش ؟ ما ضل بنات بالبلد يا اخي؟

يامن : بالنسبة إلي اه ما ضل .. شو مشكلتك معها فهميني ؟

ام يامن : ليش مالها البنت والله امورة وبتنحب اهلها من ثوبنا

ياسمين : وانا ما بحبها و اذا كنت بتعزني بتصرف نظر عنها

يامن : هاد اخر كلام عندك

ياسمين : اه اخر كلام ، يلا تصبحوا عخير انا تعبانة وبدي ارتاح

ام يامن : بس لسا ما اكلتي اشي و ..

ياسمين : مو جوعانة

 

في اليوم الماضي حدث في منزل ابو يامن تحديدا غرفة يامن >>

 

يامن : حبيبتي بوعدك اني افتح الموضوع مع اهلي عن قريب بس انتي كمان ساعديني و مهدي الموضوع لأمك

صابرين : انت عارف انها بتتمنى يكون عريس بنتها المدللة شب متلك حياتي بس مش عارفة كيف رح تقنع ياسمين فيي ؟

يامن : اختي ما في اطيب من قلبها واكيد لما تعرف انك اختيار اخوها ما رح تعارض ورح ترجعوا صاحبات متل زمان

صابرين : ياريت والله بتمنى ، اهم شي نكون انا و اياك لبعض

يامن : ان شاءالله ، يلا لازم اسكر الخط وانام بنتحاكى بكرا حبيبي

صابرين : اوك تصبح على خير

 

تركت اهلي في حيرة من موقفي لانهم تعودوا على ياسمين طيبة قلبها وحبها للجميع ، بس ما بعرفو عن هالقلب شو مخبي سر صعب ينحكى حتى لأعز الناس .. دخلت غرفتي وقعدت على تختي ضميت ركبي لصدري ، كان جسمي كله برجف و تزكرت شو الي عمل من وردة الياسمين شوكة بتأذي كل حدا بقرب منها او حتى بحاول يقرب منها حتى لو كان احسن منها؛ صحيح ربنا اخدلي حقي من زمان بس شو اعمل بالشوكة الي انزرعت جواتي وكبرت معي بكل يوم بكبر فيه .

بهالليلة ما نمت ابدا كنت احس روحي رح تطلع اذا نمت ، تذكرت كل شي صار معي بهداك اليوم ، كل ما اغمض عيوني اشوف عيونهم الأثنين ..

كل شوي افتح الشباك اخد نفس وارجع اسكره .. ما كان الاكسجين يكفيني لحتى ارجع للحياة .. الموت عليي ارحم من اني اشوف اخي يتزوج صابرين المهم انا ما اكون موجودة معها وما اشوف بعيونها نفس العيون الي زرعت فيي الشوك ..

لانه كان في شبه بينها وبين هديك العيون لا مو شبه همة طبق الاصل متل بعض ..

 

في منزل حذيفة >>

ابو حذيفة : الف مبارك الفوز وعقبال التخرج والنجاح الباهر

ام حذيفة : حبيب امه دايما رافعلنا راسنا

حذيفة : الله يطول عمركم واضل عند حسن ظنكم فيي ، هاد من رضاكم

ام حذيفة : الله يرضى عليك وعلى اخوك ويفرحني فيكم

الجميع : امين يارب

ابو حذيفة : يلا شدي حيلك وبلشي دوريله على عروس من هلا عشان بعد ما يخلص نطلبله اياها

حذيفة : ههههههه بدكم تخلصوا مني

ام حذيفة : لا بدنا نفرح فيك .. عندي عروس الك بتاخد العقل بس ادعي تكون من نصيبك

حذيفة : انا تعبان كتير ولازم ارتاح يلا تصبحو على خير

اهله : تلاقي الخير يا ابني

أبو حذيفة : بعدين معه هالولد شو الي عامل فيه هيك ؟ ما حكالك اذا صاير معه اشي بهالفترة ؟!

ام حذيفة : انا خايفة تكون بنت من هالجامعة ماخدة عقله الله يستر

ابو حذيفة : مش غلط المهم انها تكون بتستاهله

 

شوفتي لياسمين باخر لحظة قبل ما اطلع من الجامعة زادتلي فرحتي

حطيت راسي على المخدة وانا بفكر بكلامي مع الاستاذ أيمن

( 💕 اذا كانت عيناكي سجن .. فأسري فيهم هو حريتي 💕 )

/////

صليت الفجر و حاولت انام شوي قبل موعد الجامعة، صحيت متاخرة لبست وطلعت من البيت ، وصلت المحاضرة بعد ما اخد الدكتور الحضور والغياب ..

اتطلعت حواليي ما لقيت الا سمر واسماء، بعد المحاضرة كنت بدي اسأل عن شيماء سبقتني سمر و قالت :

اول مرة شيماء بتغيب و ما بتحكيلنا السبب، شو رايكم نروح بعد الدوام عندها على البيت ؟

ياسمين و اسماء : تمام بس نخبر اهالينا

///////

دخلت الكلية وكل الطلاب بباركلونا بفوزنا الساحق، بالمباراة مبارح ..

سامي : والله اهلين بالكابتن

حذيفة : اهلين فيكم

محمد : كثير تعبان مو عارف كيف اجيت عالجامعة

حذيفة : لولا ياسمين ما بداوم

سامي ومحمد : شكرا واحنا كمان جايين نشوفك حبيب قلبنا انت

كلهم : هههههه

بعد ساعة >>

ياسمين : وينه هاد مو مبين اليوم ؟( بصوت واطي )

حذيفة : هيني

ياسمين : … عفوا ، مافهمت ؟

حذيفة : انا بفهمك، انتي كنتي تحكي وينه مش مبين اليوم بس انا كنت جنبك الا اذا كنتي بتقصدي حد غيري !!

ياسمين : …

حذيفة : لو سمحتي ممكن نحكي شوي ؟

لو ضربني قذيفة كان اهون عليي من انه يسمعني وانا بحكي هالكلام اي انا بيني وبين حالي يا دوب استوعب انه طلع مني

ياسمين : …

حذيفة : ياسمين انتي معي؟

ياسمين : كيف عرفت اسمي؟ وشو بتعرف كمان غير اسمي ؟ اصلا مين انت وشو بدك مني ؟

حذيفة : هههههه طب شوي شوي عليي صدقيني ما بعرف الا اسمك وتخصصك وانك اخر فصل ؛ واسمك سمعت صاحبتك مرة بتنادي عليكي بالكافتيريا

ياسمين : بس انا سمعتك بالكفتيريا قبل ما صاحبتي تنادي عليي

حذيفة : يعني كنتي سامعتينا ؟

ياسمين : مممم ما كان قصدي ؛ انتو كان صوتكم عالي .. و لو سمحت لا تجاوب السؤال

حذيفة : هههههههههههههه

ضحك ضحكة طويلة وحط ايده ورا راسه وحك شعره شوي ، كنت اراقب كل تفاصيله ، هدوئه و اتزانه وبنفس الوقت جذااااب ..

حذيفة : نسيت اعرفك عن حالي ، انا اسمي حذيفة سنة خامسة هندسة مدنية ، بالنسبة انه كيف عرفت اسمك مو مهم المهم انه ليش عرفته وليش انا هون اصلا ؟!

ياسمين : ‘يا الله شو هاد كلامه وكأنه عم يقرأ تعويذة سحرية

عاشت الاسامي و الله يوفقك ؛ ماشي وليش انت هون؟ وشو بدك مني ؟

حذيفة : كل خير ان شاءالله .. بدك الصراحة انا فقدت الامل انه يصير في بيناتنا حديث لو بسيط انا كل الي بدي اياه انه تعطيني فرصة اثبتلك فيها حسن نواياي ، شو رأيك ؟

ياسمين : ‘مجنونة بكون ازا …’

فجأة سمعت صوت بنادي عليي : ياسمييين

التفتت حواليي لقيت سمر و أسماء ، رحت لعندهم بسرعة ..

اسماء :شو ست ياسمين نسيتي انه رايحين على شيماء

سمر : يلا ما بدنا نتأخر

ياسمين : لا يلا كنت استناكم

سمر واسماء : آآآه

 

مشيوا البنات وكان حذيفة واقف بعيد ما عرف شو الحكي اللي صار بينهم وليش راحت ياسمين حتى بدون ما تعتذر

 

وصلت البيت بعد يوم حافل، وافكار مشتتة، و شاعر مو ملاقية تفسير الها، رديت السلام على اهلي الي كانوا بوضع صامت لدرجة ما حدا رد السلام، او يمكن ردوا بصوت واطي وانا ما سمعت ..

 

ياسمين : في مشكلة ؟ زعلانين مني اكيد عشان الي صار مبارح

كانت قاعدة جنب ابوها وعم تحكي بصوت مخنوق ..

لفها بين ايديه وحكالها : ياسمينتنا ما بنزعل منها ، وكل بيت في نقاشات وممكن يصير سوء تفاهم لكن الصعب انه ما نتجاوزه

ام يامن : لازم تتفاهمي انتي واخوكي ، مدام اختار البنت انتي لازم تحترمي اختياره وخصوصاً انه ما في مبرر لرفضك الها ، بنعرف انك افضل منها بكتير شغلات ومتأكدين انه رفضك مش غيرة بنات

بابا كتير حنون علينا و مخلص لأصدقائه و كل الناس بتشهدله على هالشي ، و انا كنت خايفة احكيله الحقيقة و اصدمه بأشخاص كان يعتبرهم من اعز الناس على قلبه و التزمت الصمت طول هالسنين مشان ما

اشوف ملامح الزعل على ثنيات وجهه ، و اخي يامن طول عمره حنون عليي و بدللني و ما برفضلي طلب ، يا ربي شو هالإختبار الصعب اللي عم بمرق فيه ..

قبل ما تخلص امي كلامها سمعنا صوت الباب انفتح وفات يامن الي انا كنت مفكرته بغرفته ، اول ماشافني ابتسم ابتسامة صفراء ما بعرف ليش قشعر بدني منها ..

 

يامن : اجيتي ياسمين حبيبتي ليش تاخرتي؟ قلقنا عليكي

ياسمين : …

ام يامن : كانت عند صاحبتها

يامن : طيب ، انا بدي اطمنك اني صرفت النظر عن صابرين

الكل ( بدهشة ) : ليش ؟

يامن : هيك .. يعني معقول اتجوز وحدة اختي حبيبتي مو موافقة عليها

ياسمين : … تصبحوا على خير

لازم اكون مبسوطة بهالخبر بس قلبي مش مرتاح ، الله يستر

فتحت الكتب اكمل بحثي الي كان عنوانه ( .. ) و انشغلت فيه لوقت حسيت حالي عطشت ، تركت من ايدي و حت عالمطبخ قبل ما اضوي الضو سمعت صوت همس حدا عم

يحكي : اه اه حسيتها اقتنعت … خلي الباقي علييبس مش مقتنع ليش هيك خليتيني احكي .. ههههههه … طيب متل ما بدك حبيبتي … تصبحي على خير

صابرين في نفسها ‘ ياسمين رح اخليكي تندمي رح اعمل فيكي الي ما انعمل لسا

كنت بدي ارجع على غرفتي بسرعة قبل ما يكشفني بس خبطت بباب المطبخ وطلع صوت ..

يامن : ياااااسمين

ياسمين : انا .. انا

يامن : شو بتتنصتي ؟

ياسمين : لا هلا اجيت اشرب مي ازا ازعجتك بروح

يامن : لا خلصت فوتي اشربي .. تصبحي على خير

 

على شو ناوية يا صابرين وعاملة اخوي خاتم باصبعك بتخططي وهوة بنفذ، الله يستر منك ..

لسا شو ضل تعملي لتخربي حياتي مو بكفي الي عملتيه فيي انتي وعيلتك ..

رجعت على غرفتي وما كنت قادرة اعمل أي شي الا انه حط راسي على مخدتي ونام ..

الصبح لما طلعت على الجامعة فجأة تذكرت شغلة وضربت ايدي براسي : يا الله نسيت

 

 

الجزء_الثالث :

 

وصلت وعلى طول رحت على كلية الهندسة بدي اشوف حذيفة لاني مبارح كنت احكي معه وطلعت بدون ما اعتذر، قعدت على كرسي، بصراحة ترددت وبلحظة رح ارجع على كليتي بدون ما اشوفه

 

حذيفة : ياسمين شو بتعملي هون ؟

ياسمين : الناس بتحكي صباح الخير اول

حذيفة : يا صباح الياسمين

ياسمين : صباح النور .. انا اجيت مشان مبارح رحت مع صاحباتي وما قدرت ارجع اخبرك

حذيفة : هوة انا كنت عتبان بس بما انه استصبحت فيكي خلص سامحتك

ياسمين : …

حذيفة : هاد احلى صباح الي من خمس سنين

ياسمين : انا تأخرت على المحاضرة .. عن ازنك

 

كملت يومي وكنت بحالة الطيران .. كنت متفائل بعلاقتي مع ياسمين و اخدت قرار اخبر اهلي عنها، وارجع احكيلها انه ناوي اطلبها، بما انه الفصل قرب ينتهي واحنا الاتنين رح نتخرج ..

 

كل شي فيه بهز كياني، بتمنى الزمن يوقف واضل اتطلع بعيونه و أغرق بتفاصيله ‘ يارب يارب تكتبلي الخير وترشدني طريق الصواب

رجعت على البيت وبالسهرة كانوا اهلي مشغولين بالأخبار ، كنت استنى الوقت المناسب لأفتح معهم موضوعي

 

حذيفة : ماما وبابا لو سمحتوا ممكن نحكي شوي

ام وابو حذيفة : اكيد .. تفضل

حذيفة : اول اشي كونوا مستعدين لمناقشة مشروعي

ابو حذيفة : اكيد مستعد وبستنى بهداك اليوم على احر من الجمر

ام حذيفة : الحمدلله رح اشوف ابني احلى مهندس وافرح بتفوقه

حذيفة : ما يحرمني منكم .. بس انا الي طلب عندكم، اسمعوني بدون مقاطعة .. انا من سنتين براقب في بنت وقبل كم يوم حكيت معها بس لسا ما بتعرف اشي عن مشاعري تجاهها، وانا رح اطلب منها تيجي يوم مناقشة مشروعي عشان تشوفوها، ورح تعرفوا ليش اخترتها اول ما تلتقوا فيها

ابو حذيفة : مو قليل طلعت هههههههه ، بصير خير ومدامها اختيارك اكيد احنا واثقين فيك

ام حذيفة : الله يقدم الي فيه الخير

حذيفة : شكرا لتفهمكم

ابو وام حذيفة : الله يرضى عليك

__________

كل يوم كان يمرق عليي انا وحذيفة حتى بدون ما يكون بينا اي حديث يكون يوم حلو لدرجة نسيت صابرين ويامن وشو الي ممكن تكون مخبيتلي اياه..

لحد ما اجا اليوم اللي سلمت فيه بحثي قبل نهاية الفصل بأقل من شهر ..

وكان موضوع البحث شاغل بال اهلي وخصوصاً ابي اللي علامات الاستفهام واضحة في كل نظرة يعطيني اياها ،

اخ يابا لو تعرف ليه هيك بنتك كتبت ‘ ..

وفي يوم اجا عليي حذيفة يخبرني عن موعد مناقشة مشروعه وأكّد على حضوري ، خجلت منه وكيف رح اروح بأي صفة ؟ حكالي رح اجاوبك على هاي الاسئلة بالوقت المناسب..

 

/////

 

يوم المناقشة التوتر كان واضح علينا انا واصحابي بس انا كان توتري من نوع آخر ؛ كل شوي يخطر ببالي انه ياسمين ما تيجي او امي تعترض ..

 

ياسمين : مبارك حذيفة ‘ يا ويلي طالع حلوو كتير

 

لفيت وجهي على الصوت بس شفت باقة ورد حاملتها احلى وردة ..

 

حذيفة : الله يبارك فيكي .. شكرا شكرا وجودك بغطي على كل الورد، ماما وبابا هون تعالي حابين يتعرفوا عليكي

ياسمين : ليه بعرفوني؟

 

ام حذيفة من بعيد بتحكي لزوجها : شوف هديك الصبية شو رايك احكي لحذيفة عنها ؟

ابو حذيفة : اول اشي خلي يعرفنا على البنت الي حكالنا عنها

حذيفة : ماما بابا هي ياسمين الصبية الي خبرتكم عنها

ام حذيفة : اهلا وسهلا ياسمين ماشاءالله اسم على مسمى

ياسمين : اهلا خالة تسلمي ومبارك تخرج حذيفة

ابو حذيفة : لو صبرتي على نصيبك شفتي كيف طلعت سبحان الله نفس البنت الي عجبتك

ام حذيفة : اه الحمدلله

 

كان لقائي بأهل حذيفة شعور اول مرة بحسه، بس ما كنت فاهمة كلامهم ونظراتهم بين بعض ..

ودعتهم ورجعت على بيتي، وتاني يوم اجا حذيفة على كليتي وواضح عليه الفرحة، قبل ما يحكي اي اشي حكتله :

بصفتك شو جاي تحكي معي اليوم ؟ طلبت منك توضحلي سبب تعرفي على اهلك بس ما سمعت اي اشي منك

حذيفة : طيب انا جاي اليوم اكمل معك الموضوع بس خلينا اول نروح على مكان اهدى، انا عازمك عال ..

ياسمين : ما بدي اروح على اي مكان وما بدي اشوفك هون مرة تانية لو سمحت، عندي امتحانات ومشاكل عائلية، وفوق هيك اسئلة صاحباتي الي ما عم الاقي اجوبة الها

حذيفة : هاد اخر كلام عندك؟

ياسمين : متل ما سمعت

حذيفة : براحتك ياسمين

 

طلع قلم من جيبة قميصه و سحب الدفتر الي بايدي وكتب رقم موبايل عليه

حذيفة ( بعصبية )  : هاد رقمي لما تخلصي امتحانات وتحلي مشاكلك العائلية رني عليي عشان اعطيكي اجوبة تحكيها لصاحباتك

 

ما بعرف سبب تصرفي مع حذيفة حتى انا مستغربة من حالي، يعني واضح ليه عرفني على اهله ..

يا ربي تكتبلي الخير في حياتي و تبعد عني كل شر ..

قطع تفكيري صوت سمر : شو صبايا ما بدكم تروحوا على البيت ؟

اسماء : ما الي نفس ، أيامنا في الجامعة صارت معدودة

ياسمين : انا كتير تعبانة يلا خلونا نروح ورانا تحضيرات الفاينال .. يارب يخلص هالفصل على خير ونرتاح

الصبايا : رح نشتاق لقعدتنا سوا

 

//////

 

كملت طريقي، ركبت سيارتي و بدون اي وجهة محددة صرت ألف وألف بالشوارع، ما ضل في راسي عقل ( ليه هيك ياسمين عملت فيي ؟ )

شو الغلط الي عملته معها لحتى تتركني بعد ما وصلت لآخر الطريق معها وكنت رح اطلبها على طول بعد ما نتخرج ؟! ما توقعت يكون في( شوك للياسمين ) جرحه أدمى قلبي، تعبت خلص رح اتوكل على الله واللي كاتبه رح يصير ، بالنهاية الزواج قسمة ونصيب ..

وصلت على بيتنا كانت الساعة ١ بعد نص الليل، يا الله طب موبايلي وينه؟ معقول تكون رانة عليي ياسمين؟ هه انا شكلي بلشت اهلوس من التعب ..

حطيت راسي على المخدة فكرت رح انام على طول بس صورة ياسمين ما فارقتني، وغفيت بدون ما احس على حالي وفجأة ..

 

حذيفة : بسم الله الرحمن الرحيم .. خير يارب

 

شفت حلم مزعج عن ياسمين وصحيت مفزوع، وما قدرت ارجع اغفى بعده، رجعت افكر فيها واحلل شو ممكن يكون هالحلم ..

 

///////

 

في الأوقات اللي بكون مزعوجة فيها، افتح دفتري واقرأ رقم حذيفة، حتى رقمه حلو ومميز، بدأت احس بشعور الحب اللي كنت دائما اسمع عنه ..

هالشب خلاني عيش احلى شعور ممكن تحس فيه الانثى، بس يا ترى التصرف اللي عملته كان صحيح ؟

شعور داخلي كان ملازمني طول فترة انقطاعي عن حذيفة، انه رح نرجع نلتقي بيوم من الأيام ..

بس ما بعرف وين ؟ او متى ؟

انقضت فترة امتحاناتنا النهائية وخلص الفصل، وانطوت سيرة زواج أخي يامن من صابرين، وبدأنا نستعد للتخرج، لكن قبل حفلة التخريج كان في بروفات لازم نروح عليها، وآخر بروفا كنت متدايقة لدرجة ما قدرت أكملها للنهاية ..

في داخلي هاجس خلاني اروح بأقصى سرعة على بيتي، فتحت الباب ووصلت الصالة ، كانت امي بتحكي مع حدا على التلفون ما بعرف مع مين :

لا يا بنت الحلال شو هالحكي احنا جيران ازا انتي حكيتي هيك شو خليتي للي ما بعرفونا … شوووو ….

ووقع الموبايل من ايدها وصارت تبكي

اخد بابا التلفون واول ما حطه على ادانه سمع :

الجزء_الرابع :

 

الجارة : الله عالم مع مين مخبصة .. يا عيب الشوم عليكم بدك تخدعي ابني وتخطبيه وحدة عاي…. !! وسكرت الخط بوجه بابا ، صار نفسه سريع وتعرق بشكل كبير

انا واقفة بسمع من بعيد ومصدومة من منظر اهلي وخايفة يصير اشي عليهم ..

ما كانوا اهلي حاسين بوجودي واول ما انتبه بابا عليي اجا حكالي : ليش الجيران بحكوا عنك ( … ) وقبل ما ارد عليه وقع على الارض ..

صرت اصرخ انا وامي واجوا الجيران على اصواتنا و طلبوا الاسعاف، وكلهم بحكوا انه بسبب بنته هيك صار فيه، ويتطلعوا عليي من فوق لتحت نظرات استحقار ..

طلعنا انا وماما بسيارة الاسعاف ، وصلنا المستشفى ودخلو بابا على العناية وكانوا اخواني سابقينا على المستشفى ..

طلع الدكتور بعد فترة وحكالنا انه صابته جلطة دماغية وحاليا تحت المراقبة واذا الله كتبله وعاش بكون معه شلل نصفي حتى حكي ما رح يقدر يحكي ..

امي من الخبر ارتفع عندها الضغط والسكري وحطوها بغرفة مشان يعالجوها ..

يامن كان وجهه ما بتفسر، وياسر وانا مصدومين ومو عارفين شو اللي صار ..

 

ياسر : شو اللي صار فجأة كان منيح وحكالنا رح يرجع على البيت يرتاح واحنا ضلينا بالمحل ؟!

ياسمين : انا كنت بالبروفا ورجعت على البيت وكانت امي تحكي تلفون مع وحدة من الجارات وبعدين سمعت اشي وانصدمت ورمت التلفون وبابا اخده وسمع وفجاة وقع، كان يحكيلي ليش الجارات بحكو عني انه .. انه ..

يامن : انه شو ؟

ياسمين : انه انا ( … )

ياسر : شوووو

و بسرعة يامن يركض ما عرفنا لوين راح وضلينا انا وياسر بحالة لا يرثى لها؛ ويلنا ابونا ولا امنا ولا السمعة الي طالعة عليي ومين اللي طلعها ؟

اجوا صاحباتي على المستشفى مشان يوقفوا معي بهالوضع الصعب، بس تكتمنا على موضوع السمعة الي مطلعينها عليي واكتفينا بوضع اهلي الصحي ..

 

شيماء : شو اللي صار فجأة ؟ هاي الجلطات بتيجي على زعل او خبر مو منيح

ياسمين : ما بعرف انا اجيت على البيت كان منيح وفجاة وقع ونقلناه هون

سمر واسماء : الله يشفيهم ويفرحوا بتخرجك … هاي روب التخرج جبتلك اياه بعد بكرا الحفلة خلص

ياسمين : ما بعرف ازا رح اقدر احضرها، ليه هيك حظي

البنات : توكلي على ربنا حبيبتي اللي كاتبه بصير، يلا صار لازم نمشي وان شاءالله بتطمنينا على عمو وبنسمع اخبار حلوة

ياسمين : ان شاءالله

 

اول ما طلعوا صاحباتي اجا اخوي يامن كان عم يلهث كانه بماراثون ونادى عليي : ياسمين تعالي معي بسرعة

ياسمين : لوين ماخدني ؟

يامن : على دكتورة نسائية ولا تسألي كتير انا رح احل كل الموضوع .. اوثقي فيي

سامحيني يا اختي انا السبب ورا كل شي صار

 

عند الدكتورة >>

 

يامن : لو سمحتي اكتبي تقرير مفصل عن حالتها

الدكتورة : ولا يهمك، هلا بنختمه وهيك بكون جاهز لتقدمه للقاضي

ياسمين : قاضي شو؟

يامن : حكتلك لا تكتري اسئلة خلص بعدين بفهمك كل اشي

 

راح يامن وضليت عند الدكتورة بلكي فهمت منها ..

 

ياسمين : دكتورة لو سمحتي شو التقرير اللي كتبتيه وليش لحتى يتقدم للقاضي؟

الدكتورة : هههه شكلك فضولية كتير لا تخافي امورك تمام ورح تكسبوا القضية باذن الله

ياسمين : قضية شو ؟

الدكتورة : قضية القذف والطعن بشرفك ونشر الخبر بين الناس بدون دليل

ياسمين : طيب شكرا كتير عن اذنك

 

طلعت من عيادة الدكتورة لعند امي ابكي بحضنه ، ما بعرف شو اللي عم بصير كنت منهارة على الاخر، اول ما وصلت لعند امي وشفت منظرها كيف ممددة على السرير وحالتها صعبة وكمان هاكلة هم ابي، دخت ووقعت على الارض ، فتحت عيوني لقيت حالي ممدة على سرير في الغرفة اللي فيها امي، كانوا متجمعين حوالي ..

 

ام يامن : الحمدلله على سلامتك يا عمري لا تخافي كل اشي رح يكون بخير

ياسمين : ماما ليه قمتي و انا ليه هون ؟ شو صار؟

ياسر : بس نزل ضغطك عشان كنتي بلا اكل من الصبح واعطوكي مغذي وكل امورك تمام الحمدلله

ياسمين : يامن وينه؟

 

امي وياسر اتطلعوا ببعض وما عرفوا شو يحكوا ..

 

ياسمين : جاوبوني ليه ساكتين ؟

ياسر : رح تعرفي كلشي هلا ارتاحي

 

ارتاح !! سهلة هالكلمة لما تطلع من تمنا بس صعب فعلها

 

تاني يوم كنّا انا وماما وضعنا احسن من مبارح وضلينا عند الغرفة الي فيها بابا ونستنى الاطباء يحكولنا خبر يريحنا، اخي يامن كان على تواصل معنا بس ما اجا على المستشفى الا مرة وحدة مشان اوقع على ورقة ما عرفت شو هية ..

اصلا ما كنت قادرة احكي او اسأل عن أي شي، ماما وياسر كان بعيونهم حكي كتير خبوه عني وما فهمت شي الا بعدين

 

////

 

في المحكمة >>

 

القاضية : تفضل احكيلنا شو صار بينك و بين صابرين لحتى ترفع عليها هالقضية ؟

يامن : علاقتي مع صابرين كانت ممتازة ؛ او انا كنت مفكر هيك

بس قبل ما ينجلط ابي باسبوع صار بيني وبين صابرين مشادّة كلامية انتهت بانفصالنا، طبيعي ما اتحمل لما توصل معها انه :

صابرين : حبيبي اختك ياسمين ما بيجيها عرسان؟

يامن : امبلا كتير اجاها حتى الجيران كلهم خطبوها بس هية مو مفكرة بالزواج قبل ما تتخرج .. ليه عم تسألي ؟

صابرين : لا بس وحدة بجمالها غريب ما تزوجت لحد هلا

يامن : كل اشي نصيب واحنا مو مستعجلين عليها

صابرين : بصراحة يامن فكر بالموضوع بجهة تانية، يعني معقول ما في حدا بحياتها وخصوصي انه هية بالجامعة والله اعلم شو بتعمل بتعرف قصص كتير صار الواحد يسمع ويخاف

يامن ( بعصبية ) : خلصتي كلامك ؟

صابرين : ليه هيك بتحكي شو شكله كلامي بمحله و ..

يامن : اذا خلصتي كلامك بتقدري تسكري الخط وما تسمعيني صوتك ابدا وبتنسي كلشي بيناتنا

صابرين : انت قد هالكلام ؟

يامن : شو رأيك

صابرين : رأيي انه رح تندم

يامن : أعلى ما بخيلك اركبي

وسكرت الخط بوجهها ..

بعد ما سمعت من الجيران انه في وحدة اجت على بيت جارتنا الي كانت تحكي مع امي ومخبرتها انه هية من طرفنا و جاي تحذرها ما تخطبي ياسمين لابنك لاني سمعت مرة انها ( مو بنت )، والجارة اتصلت على امي وحكتلها بس بدون ما تجيب سيرة انه في صبية جاية ومخبرتها هالحكي ..

لما طلعت من المستشفى رحت على الحي الي ساكنين فيه وتأكدت من مواصفات البنت الي جاية عند جارتنا بعد ما حققت معها مين الي خبرك هالحكي عن اختي، رحت على محامي متخصص بالقضايا الي متل حالة ياسمين وطلبت منه ارفع دعوى ضد صابرين، طلب مني دليل ( الفحص الي عملته الطبيبة النسائية وكتبت تقرير بأكد عذرية ياسمين ) وهيك بكون الكلام الي طلع عليها باطل وتتهم صابرين بالقذف ..

القاضية : بعد التحقق من كلامك من خلال التحقيق مع المدعو عليها ( صابرين .. ) ووالدتها ( .. )  والنظر الى التقرير الطبي الخاص بالمدعية ( ياسمين .. ) تم الحكم على صابرين و والدتها بال ( .. )

رفعت الجلسة ..

 

انتهت قضية اختي ياسمين بدون ما أخبرها بأي شي وتوكلت انا عنها، بس اللي ما فهمته صابرين ليه هيك حكت ؟ حتى انها كانت متأكدة من كلامها لما راحت عند جارتنا

 

////

 

تاني يوم كان موعد حفلة تخرجي، كنت نايمة عالكرسي جنب امي وياسر..

صحينا كلنا على صوت جهاز القلب بالغرفة الي فيها بابا، شفنا كيف الاطباء والممرضين عم يركضوا

كان في اكتر من مريض بنفس الغرفة فما عرفنا لمين هاد الجهاز، ولما طلعوا حكالنا الطبيب هديك الجملة المشهورة : عملنا كلشي بنقدر عليه بس ..

الله يرحمه

قاطعه صوت يامن جاي من بعيد : لااااااا

صرخنا وضمينا بعض .. بس شو فايدة البكا ما برجع ميت ..

طلعوه من الغرفة مغطيين على وجهه بدهم ياخدوه على التلاجة، و ركضنا عليه وضميته وحكتله يسامحني ، يامن جنبي بعدني وحكاله لا انا السبب يابا سامحني سامحني

سحبوا السرير من بين ايدينا ..

راح ابي ..

راحت بسمتنا ..

راح كلشي حلو كنا نحلم فيه ..

راح قبل ما يشوفني بروب تخريجي ..

راح قبل ما يشوف اولاده عرسان ..

رجعنا على بيتنا نحضر لعزا والدنا، يا الله وجع اليتم ما في دوا بشفيه الا الصبر والاحتساب، ما كان عنا قرايب بالبلد كلهم مهاجرين حتى اهل امي ما ضل منهم الا خالتي وساكنة بالضفة ..

_________

 

في الجامعة >>

 

كنت متحمس لاستلام شهادتي وذكر اسمي الاول على الدفعة، بس كان في اشي ناقصني، اه بالضبط ( ياسمين ) يالله شو اشتقتلها، بكفي اني اسمع اسمها لما ينادوا على اسماء خريجين قسمها – ادب لغة انجليزية – ، لمحت صاحباتها قبل ما نفوت على المدرج

 

حذيفة : مرحبا

سمر : اهلا .. مبارك التخرج

حذيفة : يبارك فيكي ومبارك الك، بدي اسألك وين ..

سمر : لا تزكرني ب ياسمين

حذيفة : خير خير

سمر : قبل يومين والدها صابته جلطة دماغية واليوم الصبح اعطاك عمره

حذيفة : انا لله وانا اليه راجعون .. طب ممكن عنوانهم او رقم تلفونها اعزيها

سمر : انا اسفة ما بقدر بدون ما اسألها ، هلا عن اذنك

 

///////

 

في بيت ياسمين لاحقاً >>

 

ياسمين : مبارك تخرجكم حبيباتي

البنات : ومبارك الك

سمر : ياسمين في هداك الشب اللي كان يحكي معك بالجامعة بتتزكريه ؟ اجا سالني عنك اليوم

ياسمين : حذيفة .. اه شو حكتيله؟

سمر : ولا شي خبرته عن وضعك وبين عليه انه حزن عليكي وطلب عنوانك او رقمك ..

قاطعتها ياسمين : واعطيتيييييه ؟؟؟؟؟

سمر : لا لا اعتزرت منه

ياسمين : ‘ ياريت اعطيتيه ‘ اه منيح

 

كان وضع البيت حزين ، والجيران كمان كانوا حاسين بالذنب بأنهم صدقوا الي حكته صابرين عني وعمل عند بابا جلطة وراح فيها ، اكيد قضاء الله وقدره فوق كل شي ..

خلصت ايام العزا وكانو قرايبنا الي برا البلد رح يرجعوا، طبعا ما حدا كان عارف شو الي صار بالضبط اخواني حاولوا قدر الامكان التكتم على القصة ..

خالتي بس الي كانت تعرف، وكان الها دور بتهدئة امي بس امي وآآخ من امي الي روحها معلقة ب أبي شريك عمرها وسندها راح وتركها ..

بعد يومين صحيت لقيت الساعة 11، صراحة استغربت بالعادة بصحى بعمل فطور الها ولخالتي واخواني، طلعت من غرفتي ما لقيت حدا صرت انادي وادور بالغرف، كانت امي نايمة وخالتي واخوتي مو بالبيت : ماما حبيبتي يلا قومي مشان نفطر سوا … ماما وين خالتي و اخوتي؟

 

الجزء الخامس :

ماما .. قربت عليها وهزيتها من كتافها .. ماما يلا قو… ايديها رخت كانه ما فيها حياة .. كانت مسلمة روحها

صرت ابكي واصرخ : لييييه يا امي انتي كمان تركتيني ؟ لمين ؟ ياربي خدني وارتاح من حياة ما فيها ام واب .. انا السبب ياربي ..

كانت خالتي واخواني طالعين يجيبوا فطور ويغيروا جو بعد ايام العزا ورجعوا على البيت لقوني حاضنة امي وعم ببكي ، اجوا مسكوني وحضنوها و بوسوها واتصلوا بالاسعاف ..

اجت سيارة الاسعاف كل الحي فكر صار فيي اشي، بس لما طلعوا امي وشافونا وراها منهارين، عرفوا انها امي ما قدرت تكمل الحياة بعد بابا الله يرحمه ..

 

ما بعرف كيف مرت ايام العزا … ما بعرف كيف قدرنا نرمي التراب على امنا وابونا باقل من اسبوع كانو ميتين .. فرحتنا بتخرج اختنا انقلبت لعزاء، مسكينة محملة حالها الذنب وهية الي ما تهنت بفرحتها .. الله يقدرنا ونقدر نحميها

 

بعد شهر >>

 

يامن : ليه خبيتي علينا

ياسمين : كان صعب اني احكيلكم، كنت مفكرة انه الموضوع انتهى بوقته

ياسر : بس هاي قصة ما بتتخبى، شفتي كيف استغلت هالموضوع وعملت منه إشاعة واهلك ماتوا بسببها

يامن : خلص الموت قضاء وقدر وصابرين وامها صاروا بالسجن وبيتنا رحلنا منه … بدنا نبدأ حياة جديدة من بيت وحي جديد، وانتي ياسمين لا اتضلي أسيرة لحزنك .. إحنا كمان متلنا متلك فقدنا اهلنا والموضوع صعب بعرف لكن الحياة مستمرة .. لازم نكون قد المسؤولية الي ربونا عليها ابي وامي

 

كلمات اخي يامن كانت بمحلها ، فعلا الحياة مستمرة ..

 

////

 

رجعت من شغلي بمكتب والدي، واستعديت للنوم .. وصلني مسج على الموبايل

(السلام عليكم حذيفة .. في مجال نلتقي لما يكون عندك مجال .. ردلي خبر على هاد الرقم – ياسمين – )

يمكن قرأت الرسالة اكثر من عشرين مرة عشان اتأكد من حالي اذا اللي شفته حلم أو حقيقة .. ولكووا هاي ياسمين

ياسمين ما غيرها ولا مين ؟؟

ما قدرت ارد عليها ، حسيت لساني انربط وافكاري تشتت مع اني من زمان بستنى بهالرسالة، خبيت كل شي بقلبي لحد ما التقي معها ..

 

_______

 

بعد ما استلمت اوراقي وشهادتي من الجامعة، بديت ادور على شغل بالمدارس او اي مكان بحتاج تخصصي ..

كنت بس بدي اشغل حالي بأي شي المهم انسى ريحة الموت الي عالقة بكل جزء فيي ..

وصلت على البيت كنت ميتة من التعب والجو صيف، ما في مجال الا انه اخد شاور وانام ..

طلعت من الحمام وسمعت صوت موبايلي برن، لما شفته رقم حذيفة ما قدرت ارد ..

كنت خايفة اسمع صوته مع انه انا اللي طلبت مقابلته لهدف.

قطع تفكيري رنة رسالة : ( بانتظارك غدا عال3 p.m في …… )

ابتسمت ورميت موبايلي عالطاولة ونمت بدون ما احس عحالي ..

صحيت على صوت التلفزيون ، اتطلعت على الساعة لقيتها 7، كانو اخوتي راجعين من شغلهم وعم بسهروا، صليت المغرب وحطيت اكل لانه كنت نايمة بدون اكل وهمة جايين وماكلين لحالهم ..

 

ياسر : لقيناكي غرقانة بالنوم ما حبينا نصحيكي

ياسمين : اه والله انهلكت اليوم وانا بلف على المدارس وبتعرف مواصلات والدنيا شوب مو طبيعي

يامن : ان شاءالله تلاقي اشي يعوضك عن تعبك

ياسمين : ان شاءالله

 

ياربي احكيلهم ولا لاء عن موعدي مع حذيفة؛ احسن اشي بكرا بس ارجع بحكيلهم شو بصير معي .. اصلا ما بعرف شو رح يصير..

 

////

 

اجا موعد لقائي مع حذيفة، لبست متل العادة جلبابي بس كان اسود وكلشي اسود، لساتني مو قادرة اطلع من حزني ..

الحزن مو باللبس الاسود لكن قلبي كان ميت وحياة الانسان بعد اهله بتصير بدون الوان ..

وصلت قبله وصارت الساعة 3 ونص وحضرته ما اجا، قمت عن الكرسي وحملت شنتتي وبدي اطلع، اجت عيني بعين شب كان قاعد على الطاولة الي جنبي بس انا ما كنت شايفته ..

 

ياسمين : حذيفة !!

حذيفة : ياسمين هاد انتي ؟ الي نص ساعة بستناكي، بس ما عرفتك ليه هيك عاملة بحالك؟ اسف تفضلي اقعدي هون

و سحب الكرسي وقعدت ورجع قعد قبالي و قال : كيف حالك ؟

ياسمين : ( بتبكي )

حذيفة : عظم الله اجركم، حكتلي صاحبتك عن وفاة الوالد زعلت كتير ان شاءالله العمر لأمك و..

ياسمين : ماما ماتت بعده بخمس ايام

حذيفة : لا حول ولا قوة الا بالله؛ بس ياسمين حتى ولو ما بصير تعملي هيك بحالك، حرام

ياسمين : بعرف، بس انا مو جاي لحتى احكي بهالموضوع، اساسا ما ضل وقت الي نص ساعة جاي وما بدي اتأخر

حذيفة : طيب تفضلي احكي

 

كنت جايبة معي البحث الي كتبته لتخرجي وطلعته من شنتتي واعطيته لحذيفة ..

 

ياسمين : شوف هاد البحث الي كان مشروع تخرجي

 

مسك حذيفة البحث وعلامات الدهشة ظهرت على وجهه أول ما شاف العنوان

( التحرش الجنسي للأطفال وآثاره على نفسية الطفل، والسلوكيات التي تنتج بعد التحرش وكيفية تعامل الآباء مع سلوكيات طفلهم المتعرض للتحرش )

Sexual harassment of child and its effects on the psyche of the child, behaviors produced after harassment and how parents deal with the behavior of their child being harassed

حذيفة ( بدهشة ) : ياسمين شو هاد !

ياسمين : هاد بحثي الي عملته للتخرج

حذيفة : وليه مختارة هاد الموضوع بالذات؟

ياسمين : هلا رح احكيلك قصة منها رح تعرف ليش اخترت هاد الموضوع

حذيفة : اوك تفضلي

اخدت نفس عميق و بلشت اسرد بقصتي و سر حياتي لأول مرة :

قبل 16 سنة وفي أحد الاحياء .. تحديدا في هديك الغرفة الي كانت بتجمع بنتين بعمر 7 سنوات دايما بلعبو سوا وبدرسوا سوا ..

بنت اسمها ياسمين، وبنت اسمها صابرين ..

ابوها لياسمين كتير بحبها وبدللها و صداقته القوية مع ابو صابرين معروفة بالحي الي كانوا ساكنين فيه .. ابو صابرين ما كان عنده الا هالبنت وابنه صابر مات اول ما انولد وكان كل اهله مقاطعينه بس ما حدا بعرف السبب !

 

ابو صابر : تعالي يا ياسمين العبي مع صابرين

ابو يامن : روحي بابا على بيت صابرين والعبي معه ، يلا يا ابو صابر تعال نروح على المحل

ابو صابر : خلص روح انت وانا بلحقك بعد شوي

 

بعد ما لعبت ياسمين وصابرين اجا ابو صابر وكان جايب كيس فيه شغلات زاكية متل كل مرة وبعطي حصة لصابرين وبخليها تروح برا الغرفة

 

ياسمين : ( بتبكي )

حذيفة : كملي

 

قعدت بزاوية وضمت رجليها وكورت حالها وجسمها عم ينتفض وشعرها كان مغطي وجهها ..

دخلت ام صابر اللي كانت طالعة عند جارتها وشافت ياسمين بهالحالة .. قعدت عندها وسالتها :

ياسمين ليه هيك حالتك خالتو مين عمل فيكي هيك ؟ صابرين اكيد تخانقتي معها صح؟

هزت راسها ياسمين يمين وشمال ..

ام صابر : طيب احكيلي شو صار ؟

ياسمين ( بصوت عم يرجف ) : عمو ابو صابر دايما بحكيلي تعالي نلعب مع بعض لعبة حلوة .. بخليني اقعد بحضنه وبعطيني اشياء زاكية وبصير يفوت ايده من تحت فستاني وبس يخلصو الاشياء الزاكية بقومني وبحكيلي روحي على البيت .. بس اليوم حكالي بدنا نلعبة لعبة جديدة اقعدي على التخت وصار يشلح ببنطلونه ويرفع بفستاني ونام جنبي على التخت لما صرت اسأله شو عم تعمل حط ايده على تمي بس انا لما توجعت عضيتله اياها وصرخت .. قام بسرعة وراح

ام صابر : حكيتي لامك اي اشي ؟ ياسمين : لا ولا مرة .. بس صابرين كانت اليوم عم تتفرج من ورا الباب بعد ما طلعها عمو .. خالتو ليه صابرين ما بتلعب معنا ؟

زبطتها ام صابر واخدتها على بيتها، وبالطريق فهمتها انه ما تجيب سيرة لامها او اي حدا عن اللي صار، و الا رح تحرق لسانها ..

ام يامن : اهلا ماما اهلا ام صابر تفضلي

ام صابر : لا معلش بنتي لحالها بالبيت وخلص يا ام يامن بلاش تيجي ياسمين تلعب معها صاروا يتخانقوا كتير

ام يامن : ههههه قاضي الصغار شنق حاله فوتي يا امي هيك فضحتينا مع جيرانا

ياسمين : ( بتبكي ) ..

 

ومن هاليوم بلشت اكره صابرين وحقدت عليها وعلى كل عيلتها

 

/////

 

في نفس اليوم حدث بين ابو صابر وام صابر >>

 

ام صابر : شو الي بتعمله مع ياسمين ؟ بتعرف لو حكت لأهلها شو رح يصير فينا .. وين رح نودي وجهنا من الناس .. ناسي انه عندك بنت بكرا بتكبر مين بدو يقبل في وحدة ابوها ( .. )

ابو صابر : هششش وطي صوتك .. شو بتحكي انتي ؟ ما عملت اشي انا

ام صابر : لا انا سالت ياسمين وهية حكتلي كل اشي عملته معها

ابو صابر : بتصدقي كلام بنت صغيرة .. بجوز شايفة امها وابوها و مصدومة من اللي شافته هههه

ام صابر : وبتضحك كمان .. عكل حال الله اعلم فيك و بنواياك ويستر على ولايانا .. نايم ولا عبالك

ابو صابر : ….

 

صابرين : ماما .. ليه بابا بحب ياسمين اكتر مني وبلعب معها لحالهم وبطلعني برا الغرفة

ام صابر : لا حبيبتي بابا بحبك اكتر منها .. خلص ما رح تيجي عنا

صابرين : احسن .. اصلا انا بكرهها

 

///////

 

حذيفة ( بحقد ) : و بعدين شو صار مع ابو صابر الزفت ؟

ياسمين : كل ما يحكي ل ابي خلي ياسمين تيجي عنا، امي تعترض بحجة انه انا وصابرين بنتخانق، حتى انه خفت علاقتي كتير مع صابرين وصرت اتجنبها بس ما خلصت، ابوها اللي نظراته على الرايحة والجاية ما كانت ترحمني، لحد ما بيوم كنت انا وقتها بالصف العاشر رجعت على البيت و ما كان في حدا من اهلي، بعد ما وصلت ب 10 دقايق اندق باب بيتنا

 

حذيفة تناول كاسة المي الي كانت عالطاولة وشرب منها شوي و رجعها ..

هز براسه لياسمين وحكالها : كملي

ياسمين :

اجيت افتح الباب فكرت حدا من اهلي ، بس في حدا بالشارع حكى : ( يا هلا بأبو صابر .. بس ما جاوبه) رجع دق الباب وانا كان جسمي عم يرجف من الخوف، رجع دق بقوة اكتر وكان عم ينادي عليي بصوت محشور بين اسنانه ( ياسمين افتحي الباب)

تمالكت حالي ورديت : اذا ما بتحل عني ، رح اخبر بابا بكل وساختك، بعدها بنشوف شو رح يصير فيك يا ابو

 

عم صمت رهيب ، و ما عدت اسمع صوت خبط على الباب، ضليت خايفة و اعصابي مشدودة لحد ما اجت امي الي كانت بالسوق، اول ما اتأكدت انها ماما فتحت الباب وضميتها بقوة بس ما بكيت ابدا كنت حاسة بقوة فظيعة اجتاحت كل جسمي، امي كانت صديقتي وكتير حاولت تفهم مني سبب بعدي عن هالعيلة وانطوائيتي وخوفي امام كل رجال غريب يدخل بيتنا وانا كنت اهرب من الجواب..

وابو صابر كانت زياراته قليلة ولو اجا عنا بكون مع مرته ( على الأغلب انها واجهته بالموضوع) ”

حذيفة : ام صابر لا تختلف عن زوجها للاسف، اذا مش بدرجة اكبر كمان بما انها تسترت على تحرش طفلة المفروض انها تكون بمثابة بنتها

ياسمين : بس ربك كبير يا حذيفة، بتعرف شو صار فيهم ؟

حذيفة ( وسعت حدقة عينه ) : شووو ؟

ياسمين : ” بيوم اجا بابا على البيت كان وجهه كتير تعبان وواضح انه صاير معه شي ، سألته امي كتير بس ما كان يجاوب، تاني يوم قريب من الفجر سمعنا صوت سيارة الاسعاف صحيوا اهلي من نومهم مشان يعرفوا شو صاير ..

كان ابو صابر محمل على النقالة، لما سالوا شو القصة ؟! كانت الإجابة على سكوت ابي … مريض بآخر مرحلة من سرطان العظم – اللهم نسألك العفو والعافية – وتأخروا بالعلاج، وكانت آخر أيامه..

كان يوم مفصلي بحياتي ، فتحت شباك غرفتي وغمضت عيوني واخدت نفس غميييييق، كان بشبه شعور الأسير الي رجعتله حريته من جديد..

أما ام صابر اهلها زوّجوها واحد كبير بالعمر وكان عنده اولاد وبنات كبار .. برضو ما طولت عنده ومات بس اولاده طردوها و ما اعطوها اشي من ورثته و رجعت، عاشت هي وبنتها ببيت قريب من محل ابي

و من هون بتبدأ حكاية صابرين مع اخي يامن

 

الجزء_السادس :

 

حذيفة : يعني ما في خلاص من هالعيلة ؟ عم اسمعك .. كملي

ياسمين : صابرين كانت على علاقة مع اخي يامن وبده يتزوجها .. وانا رفضت بس صابرين اقترحت على يامن خطة انه يكذب علينا ويحكي انه عدل عن فكرة زواجهم، لكن لما بلشت تلعب لعبتها جد وبدها توصل لاهلي انه انا مو بنت ( هية وامها هيك كانو مفكرين ) اخي قطع الطريق عليها وما سمحلها تجيب سيرتي بالعاطل ..

ولما تركها يامن انتقمت منه ومني ووصلت معها انه تروح عند جارتنا الي بدها تخطبني لابنها وتحكيلها انه ياسمين ( .. ) و لما الجارة اتصلت على اهلي وخبرتهم باللي سمعته ابي انجلط ومات، وامي لحقته على طول

حذيفة : حسبنا الله ونعم الوكيل، وأهلك الله يرحمهم .. اكيد ما كانو مصدقين هيك كلام عنك؟

ياسمين : لا ما صدقوا .. وفترة لما كان بابا بالمستشفى يامن رفع قضية عليها وجاب تقرير من دكتورة نسائية اكدت اني تعرضت فقط للتحرش بدون اي فقدان لعذريتي الحمدلله

حذيفة : الحمدلله .. طيب شو صار في صابرين ؟

ياسمين : لما جابوها للتحقيق اعترفت انه امها هي الي مخبرتها بهيك حكي واستخدمت كلام امها لاسلوب انتقام وحاليا بالسجن هية وامها

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ” سورة النور اية 4

وهاي قصتي يا حذيفة .. هاد السر حملته بقلبي وزرع فيي شوكة الكره لهالعيلة وخوفي من اي رجال غريب وكنت فعلا رافضة فكرة الزواج

حذيفة : صدق الله العظيم .. تسمحيلي احتفظ بالبحث ؟

ياسمين : ما في مشكلة .. بس انا تأخرت لازم اروح

 

كان جبل و راح عني .. هيك حذيفة بقدر ياخذ قراره اذا رح يكمل معي او يرفض يعيش بقية حياته مع بنت عاشت هيك ظروف ..

وصلت البيت قبل ما يوصلو اخوتي ، جهزت السفرة وقعدت استناهم اتغدى معهم ..

 

_____________

 

ياسمين كانت بتحكي قصتها عيونها ما وقفوا دموع ولا كانت تطلع عليي، وانا طول الوقت ما شلت عيوني عنها ..

كنت مفتون فيها وفي كل تفاصيلها وتأثرت لدرجة دموعي ما تحكمت فيهم ..

 

ام حذيفة : خير يا امي ليه راجع بكير اليوم ؟

حذيفة : لو سمحتي ماما في موضوع مهم لازم نحكيه سوا قبل ما حدا يجي ( .. ) و هاي كل قصة ياسمين ، وأنا حابب اقدم مساعدة بسيطة وانتي رح تساعديني .. بس اول احلفي على المصحف انه ما يطلع هالحكي لحدا

ام حذيفة : ماشي حذيفة، بس احكيلي شو نوع المساعدة الي بدك تقدمها ؟

حذيفة : معالجة نفسية

أم حذيفة : لا لا ما رح اقبل، بدك تعملها معقدة البنت ما فيها اشي واكبر دليل انها وثقت فيك وقعدت معك حتى لو بمكان عام ، لو عندها اي شي نفسي من المستحيل انها تشوفك، انا بروح بزورها وبحطها بعيوني و انسى فكرة العلاج

حذيفة : اممممم كلامك في وجهة نظرة، خلص بأمرك انا المهم انه ياسمين تكون بخير

 

////

 

تفاجأت بزيارة خالة ام حذيفة وكان لقائنا حميمي حسيت بمحبتها الي و اهتمامها في ، شفت بعيونها حنية امي الله يرحمها، فرحت كتير بالهدية اللي اعطتني اياها مشان تخرجي الي كنت ناسيته، قعدنا اكتر من ساعتين حكينا كتير شغلات، و لما انتهت زيارتها عانقتني بقوة وودعتني واتفقنا انضل على تواصل دائما ..

 

حذيفة : سلام عليكم ماما لساتك عند ياسمين ؟

ام حذيفة : ههه وعليكم السلام لا طلعت هلا .. ما تركتلي مجال احكي انا معك واطمنك بصلتك محروقة بتضلها

حذيفة : الله يسامحك هههههه طمنيني عنها كيف حالها؟

ام حذيفة : ماشاءالله عليها احسن مما توقعت .. صابرة و راضية باللي كتبه ربنا

حذيفة : الحمدلله

 

///////

 

بس اجوا اخوتي غديتهم وعملت فنجان قهوة و قدمتها بابتسامة خجولة

 

ياسر : سبحان اللي خلق هالوجه ايوا هيك فرجينا ضحكتك الحلوة

ياسمين ( بخجل ) : شكرا ههه

يامن : دووم يارب، يسلم ايديكي وما يحرمنا منك، حاسس في بتمك حكي

ياسمين : صراحة في موضوع بدي احكيلكم اياه

 

حكتلهم كل شي صار معي من لحظة لقائي ب حذيفة لحد زيارة امه اليوم ..

تفاجأ ياسر بس يامن كانت ردة فعله طبيعية، صراحة ما توقعت كلامه ..

 

يامن : باينته ابن حلال وطريقه واضح

ياسر : بس ياريت ما خبرته عن قصتها، بتضل شغلة خاصة وصارت بالماضي

ياسمين : لا انا حبيت اخبره عشان لو في يوم من الايام حدا حكاله عن قصة موت اهلي يكون عارف الموضوع مني مو من الناس

يامن : وجهة نظرها مقنعة، وبالآخر هاي حياتك وانتي بترسمي طريقك الله يوفقكم

 

بعد كل اشي بشع مرقت فيه، أول يوم بنام وقلبي متطمن، وحسيت براحة كبيرة .. أبي وامي اللي ما فارقوني و لا لحظة اليوم شعرت إني طمنتهم بقبرهم

 

///////

 

انا وياسمين ما كنا متل اي تنين عرفوا بعض و حبوا بعض .. كنا نعمل اي شي لإسعاد بعضنا

 

هو من لا تربطه غاية أو منة هو حب البداية💗

تعلمت منذ فترة قصيرة أن الحب دون أي غاية أو نية هو الحب الخالص الصادق💗💗 مجرد شعور انك أحببت…لماذا ؟؟؟وكيف!!! لا تعلم!!!! حتى تقف عاجزا عن سبب حبك

فأعلم

إن كنت تحاول العثور على سبب حبك ولم تجده!!! فأنت في أرقى درجات الحب وأسماها….

( مقتبس )

_________

_____

 

بعد 6 شهور <<

 

سماء ملبدة بالغيوم .. حبات المطر الغزير .. والرياح العاصفة .. اجواء كانون الثاني قد يظنها الناس مميزة .. لكن بعد غياب والداي لا اظن انّ هناك شيئا ذو اهمية .. كان هذا خارج المنزل ..

اما داخله هناك على تلك المنضدة اوراق متناثرة .. واقلام بألوان متعددة .. كلمات مليئة بالحزن على فراقكما .. اليوم يوم ميلادي يا امي .. انتي يا من حملتيني وسهرتي وتعبتي من اجل راحتي .. يمر عليَّ شريط ذكرياتي معك ..

أعلم ان أرواحكما الطاهرتان تطوفان حولنا وترعانا و تبعث لنا الأمل .. ربما ذلك يكفينا ويعيننا على تقبّل فراقكما ..وعلى ذلك السرير فتاة بلون الياسمين القت بشعرها الكستنائي الغزير على وسادتها واغلقت عيناها المليئتان بالدموع واستسلمت للنوم .. باتت كطفلة هي حُلمها الكبير هو حضن والداها الآمن ..

 

ياسر : يلا ياسمين لسا ما جهزتي ؟

ياسمين : مو انت حكتلي زبطي حالك على الآخر

ياسر : لا حول ولا قوة الا بالله .. انتوا البنات حبالكم طويلة .. وهي قعدة يلا بس تجهزي احكيلي

ياسمين : طيب وين يامن ما بدو يروح معنا؟ ياسر بحكي معك يييي هاد نام .. يلا برتاح من النق شوي

ياسر : سمعتك

 

اتفقنا احنا وحذيفة لتحضير مفاجأة بذكرى ميلاد ياسمين، كان اهتمامه بأختي نابع من قلبه ومشاعره صافية ، و عيلته صارت عيلتنا ..

 

////

 

وصلنا انا واخي ياسر على المطعم على أساس انه عازمني على العشاء، وأول ما فتحت الباب، نزل بلالين كتييييير وزينة حلوة وشغلات عليها Happy birthday

اتطلعت قدامي لقيت حذيفة ومعه اهله واخي يامن وصاحباتي ( شيماء، سمر، اسماء ) كلهم حاملين ورد ابيض بس حذيفة كان معه باقة ورد حمرا ولابس بدلة وطالع عريس، وقف قبالي وقدملي باقة الورد و حنى ركبته وطلع خاتم وحكالي بصوت عالي : بتقبلي تتزوجيني ؟

وانا لسا مصدومة مو عارفة احكي وخدودي احمروا من الخجل وكل الي بالمطعم بستنوا فيي احكي، موقف لا احسد عليه ..

ياسمين : هاد كان امنيتي واكيد موافقة اتزوجك

 

صار الكل يصفق ويباركلنا ..

قعدنا عالطاولة وانطفت الاضوية بالمطعم وطلعت اغنية ( happy birthday to you ) وجابولنا قالب جاتو كبير بعجينة السكر لونه احمر وعليه ورد ياسمين وبالنص مكتوب I love you  برضو بالسكر منظره كان كتير مميز

بعد ما قطعت الجاتو .. كل واحد اعطاني هديتي، واجا دور حذيفة يعطيني الهدية ..

طلع كرتونة مغلفة بطريقة حلوة وحكالي افتحيها، ولما فتحتها كان فيها البحث اللي عملته للتخرج بس مطبوع كتيبات صغيرة وطريقة شرح مبسطة وتوعوية وحكالي هدول رح يتوزعوا على المدارس واي مكان بهتم بالطفل والاسرة ..

كانت هدية مميزة متل كل شي قدملي اياه من لما عرفته ..

وبآخر الحفلة أهله طلبوني من اخوتي واتفقنا يكون العرس بعد سنوية أهلي ..

 

بعد خطبتي بشهر اشتغلت بمدرسة وبعد الدوام انشغل بالتحضير لعرسي، بس كنت بقلق دايم على اخوتي؛ مع انهم ما كانوا يظهرولي هالاشي و يعبروا عن فرحهم فيي بس من فترة لاحظت اهتمام يامن بصاحبتي شيماء وسؤاله الدائم عنها و كان يسأل اذا خطبت او لسا .. ف حبيت اختصر عليه الطريق .. لما صار بينا الحوار الآتي :

يامن : شو ياسمين رح تتجوزي وتتركينا هيك عزابية ؟

ياسمين : والله قلبي عليكم ونفسي افرح فيكم باسرع وقت .. آخ الله يرحمك يا امي شو كان نفسك تفرحي فينا

ياسر ويامن : الله يرحمهم ويجعل مثواهم الجنة

ياسر : طيب ياسمين ما في بنت ببالك تخطبيها لاخوكي ؟

ياسمين : اكيد انا ما بتمنى الك الا احسن البنات .. بس انت لازم تكون مقتنع فيها

يامن : يعني في ببالك وحدة ؟

ياسمين : ممممم صاحبتي شيماء شو رأيك فيها ؟

ياسر : هههههههه

 

يامن اتطلع عليه نظرة انه اسكت .. بس انا صرت اضحك مع ياسر

 

ياسمين : لا تخجل ولا عبالك .. هلأ هلأ رح اتصل عليها اخد موعد نروح نخطبها وانا متأكدة انها رح توافق اصلا ما رح تلاقي احسن منك

يامن : توكلنا على الله

يامن وشيماء كانوا كتير لابقين لبعض، شيماء نِعم الإختيار، والزوجة الصالحة الي تمنيت تكون لأخي .. الحمدلله ربنا عوضه ، خطبوا و اتفقوا على عرس بعد عرسنا انا وحذيفة  ..

في خطبتهم ياسر التقى بصبية واعجب فيها وسألنا عنها طلعت بنت خالتها لشيماء ..

طلبناله اياها والحمدلله هيك بترك اخواني وانا متطمنة عليهم ..

اخر شهر قبل عرسي كان شهر رمضان .. أول رمضان بدون لمسات امي ودعائها ورضى ابي ، و اخر رمضان الي انا واخوتي مجموعين على نفس السفرة، كان الحزن سيد الموقف، والدموع تعبر اكثر من الكلمات ..

فراق الموت وجعه لا يوصف، وموت الاب والام كسرة للأنسان ..

___________

__

يوم العرس كان ولا بالاحلام ، السعادة الي كنا فيها واضحة بعيوني انا و ياسمين ..

قطعت عهد على نفسي أسعدها وأعوضها عن كل الي عاشته ..

بس حزنها بعدم وجود اهلها كان صعب اني أغيره بس حاولت قد ما فيي ..

بعد العرس >>

حذيفة : مبارك يا أجمل ما رأت عيني بالفستان الأبيض

ياسمين : مبارك النا التنين يا عمري ، بدعي ربي يقدرني و أسعدك متل ما أسعدتني

حذيفة : حبيبتي ، ما يحرمني منك ، وجود الضحكة على وجهك هي سعادتي ، يلا خلينا نتعشى اكيد جوعانة متلي هههه ، ياسمين ليش عم ترجفي ؟

ياسمين : ما بعرف ، يمكن من الجوع ههههه

حذيفة كان بقمة الرومنسية ، و حاول يحسسني بالأمان بس انا ما قدرت اخبي خوفي ..

كل ما يقرب مني احاول ابعد عنه و اتحجج بشغلة ..

بس لما صار لازم ننهي موضوع الليلة ، حبست نفسي و حطيت ببالي انه ما اخاف واسلم نفسي اله ؛ بس لما اختلطت انفاسنا و تلامسنا ، غمضت عيوني و حضرت ببالي صورة ابو صابر والموقف الي كان بشبه الي عم بصير الليلة ، فتحت عيوني و صرخت ..

ياسمين : حذيفة بعد عني .. بعد عني

حذيفة : ياسمين شو صار فجأة ؟ خدي اشربي مي .. اهدي حبيبتي لا تخافي

ياسمين : ما بدي .. ما بدي شي

حذيفة : اوك و لا يهمك .. ما رح يصير اشي الا برضاكي

صار الشي الي كنت حاسب حسابه .. الله يسامحك يا امي ..

____

____

و مر اول يوم على ياسمين و حذيفة كله تمثيل قدام اهلهم ، بس ياسمين ما كانت مبسوطة بهالشي ..

حذيفة : انا عندي مشوار بخلصه وبرجع ، ما بطول

ياسمين : ماشي حبي ما تتأخر عليي

ابو حذيفة : وين مشوارك يا ابني ليه تارك عروستك من اول يوم ؟

ياسمين : لا عادي عمو اكيد عنده شغلة مهمة

ام حذيفة : تسلملي العاقلة ما احلاها

ياسمين : الله يسلمك خالة ‘ يا ترى وين رايح حذيفة

 

 

ركبت سيارتي و رحت اقابل الطبيبة النفسية الي كنت ناوي اخد ياسمين عليها ..

دخلت وانتظرت لحد ما اجا دوري لاني جاي بدون موعد ..

الدكتورة : اهلا وسهلا .. تفضل

حذيفة : اهلا .. في الحقيقة انا جاي اعرض عليكي مشكلة زوجتي بس ما جبتها معي اليوم ؛ لأني حابب احكي على انفراد معك ، و أشرحلك عن وضعها لأنه هي ما بتحب ترجع تتذكر الي صار معها

الدكتورة : اوك .. شو المشكلة ؟

شرحت للدكتورة مشكلة ياسمين الخاصة و اهم اشي عن الي صار معنا بليلة مبارح ..

الدكتورة : الي صار معها مبارح هوة ردة فعل طبيعية لما تكرر امامها نفس الموقف ، و تجاوزها لهالمرحلة مش صعب ان شاءالله

حذيفة : طمنتيني، انا بهمني بالنهاية هي تكون راضية

الدكتورة : خد موعد قريب و جيبها نبدأ اول جلسة معها ، بس ما في داعي انت تدخل معها على الجلسات

حذيفة : اكيد الي بتشوفيه مناسب بعمله

//////

ياسمين : وين رحت اليوم ؟

حذيفة : على نفس المكان الي رح نروح عليه بكرا

ياسمين : شو حزيرة يعني ؟

حذيفة : لا بس لما نروح بشرحلك كل اشي .. يلا طفي الضو عشان بكرا نكون نشيطين

يعني ما رح تحاول معي مرة تانية ، ما توقعت تستسلم بسرعة

 

في تمام الساعة 10:30 صباحا >>

 

ياسمين : شو هاي عيادة الدكتورة … للعلاج النفسي ؟؟

حذيفة : حبيبتي ياسمين انتي هون مو لأنك مريضة نفسيّا .. لا، لأنك بحاجة لحد يساعدك في تخطي حالة الخوف اللي بتصيبك لما تكوني بنفس الموقف اللي صار معك و انتي طفلة .. والدكتورة رح تساعدك بأسرع وقت ممكن و تصير حياتنا طبيعية متل اي زوجين

ياسمين ( حزينة ) : تمام 

حذيفة : هاتي ايدك ، تأكدي اني بحبك مووت و ما بدي الا تكوني بألف خير ، و كل شي بصير بحياتنا ما حدا رح يعرف عنه الا انا و انتي، يلا تاخرنا على الموعد

////

جلساتي المتكررة يوم بعد يوم عند الدكتورة ساعدتني بشكل كبير على تخطي حاجز الخوف ، و صرت على اتم الاستعداد لبدء حياة جديدة ونسيان الماضي حتى من مخيلتي، و علمتني انا و حذيفة في آخر جلسة العلاقة الزوجية الصحيحة ..

باختصار بداية مشواري الصحيح مع حذيفة بلش من لحظة دخولي على عيادتها ..

 

بعد مرور اسبوعين >>

 

فتحت عيوني بس ما شفت حذيفة جنبي على السرير .. ناديت عليه و ما رد، بعد شوي سمعت صوت باب البيت عم ينفتح .. وصل لعند غرفتنا عملت حالي نايمة، ارتكى على باب الغرفة و نادى عليي ما رديت ..

قرب مني واعطاني بوسة على خدي، فتحت عيوني لقيت باقة ورد كبيرة بايده ..

 

حذيفة : صباح الورد

ياسمين : حبيبي يسعد صباحك يا احلى اشي بدنيتي

حذيفة : يا عمري انتي .. يلا ما في وقت معنا لازم نكون بالمطار عال 7 مسا

ياسمين : مطار !!

حذيفة : اه حبيبتي رايحين شهر عسل .. وهي تذاكر السفر جاهزين طالعين على اوروبا

 

نطت ياسمين عليي و عانقنا بعضنا بحب كبير .. و حبنا كان يكبر بكل لحظة في حياتنا

 

هاد اليوم اول يوم النا كزوجين بينهم علاقة حقيقية و الأهم من العلاقة كان الطريق اللي مشينا سوا لنوصل خط النهاية .. والبداية الجديدة

انتهت…