#رحلة_قدر
#بقلم_وعد_السعيد
الجزء الأول :
بين حيطان هالبيت الكبير المليانة حب و دفى ، كنت واقفة بالمطبخ عم أحضر للغداء ، حسّيت بتعب ..
سحبت كرسي و قعدت ، ركيت ايدي عالطاولة و سندت راسي عليها ..
نزلت خصلة من شعري غطت عيوني و جبيني ، رفعتهم باصابع ايدي ..
بهاللحظة دخل عليي بطَلْتُه الساحرة ، كانت ملابسه بلون الرّمادي ، اللون المفضل عندي اللي بذكرني ب( يوسف ) ..
قرب مني ، و أخد بوسة من خدي ، و نزل لمستواي ، و تقابلت عيوني مع عيونه ..
وسألني : ماما ، هالوجه الحلو ليه لونه شاحب و الارهاق واضح عليه ؟
كلمة ماما بتطلع من بين شفافه متل اللحن العذب اللي ما بمل منه ، مسحت على شعراته بحنية و ضحكوا عيوني ..
جاوبته : سلامتك حبيبي شوية تعب هلا برتاح
حط اصبعته على تمي ، و قال : ما بدي أشوفك هيك خلص تعبتي بما فيه الكفاية و صار الوقت لترتاحي
هزيت براسي بالإيجاب و سألته : لوين رايح ما بدك تتغدى معنا ؟
ابستم ابتسامة عريضة و جاوب : ست الكل يخليلي اياكي بس أنا طالع عندي شوية شغل بخلص و برجع ، و إذا تأخرت تغدوا ما في مشكلة
طلع من عندي ، تنهدت و قمت كمّل شغلي ، لما خلصت قعدت ارتاح ، قبل ما أحط الاكل و أنادي لباقي اولادي ( سالي ، يوسف ، زيد ، رهف (
اولادي اللي عم يكبروا و كل واحد فيهم عنده حكاية ..
بس في حكاية بخاف احكيها ، لانها ما بعرف شو رح تكون عواقبها أو حتى كيف أرسم نهايتها ، هالنهاية بدها شجاعة و قوة قلب مني ..
بهاللحظة اجت عيني على مجموعة صور ، مجمعين ببرواز واحد موجود بزاوية رخامة المطبخ من سنوات ، و بكل لحظة بتيجي عيني عليه بترجع فيي الذكريات ؛ ذكريات لازلت اسيرة في معتقلها ..
كنت طالبة بالسنة الأولى لما التقيت فيه لأول مرة ..
رمشت عيوني و أنا عم اتطلع عالبرواز ، لمحت حدا قاعد جنبي ..
يا الله لهالدرجة ماخدتيني الذكريات و ما انتبهت لوجوده بهالمكان ؟!
سيلين : احم .. متى اجيت ؟
محمد : مو من زمان بس انتي اللي متى رجعتي ؟
سيلين : ما فهمت ( قمت من مكاني متوترة من نظراته ) رح حضر السفرة فوراً
مسكني من ايدي و شدني لعنده ..
رفعلي اياها و طبعلي بوسة دافية عليها ..
و عيونّا متعلقين ببعض ..
عيونه اللي تعبت من شوفتي عم إسرح بهالبرواز ، و غيره كتير من الصور بالبيت ..
كسر صمتنا صوت : ماما انا جعت متى رح نتغدى اليوم ؟
محمد : شو يا زعرة ما في مرحبا للبابا
ركضت عليه رهف بشعرها الذهبي ، و عيونها الزرق ؛ طفلته المدللة ، شبيهة امها بكل شي ، و عانقته ..
رجعت للواقع ، و ناديت على باقي اولادي ليتغدوا ..
تجمعوا حولين ابوهم بسعادة و حب ..
هيك تربوا و كبروا ببيت انبنى على المودة بين كل افراده ..
قعدت على يمين زوجي ، و سكبت الاكل حسب الاتيكيت و الكل بستنى يدوق من اكلاتي الشهيّة اللي بقدمها كل يوم ..
على السفرة >>
محمد : شو وينه خالد ؟
سيلين : طلع يخلص كم شغلة و حكالي لا تستنوني عالأكل ، مسكين مو ملحق دراسة و شغل الله يهديه ما عم يريح حاله
محمد كان ماسكة الشوكة و عم ياكل بقطعة لحمة و قبل ما يحطها بتمه ، قال : لمين بدو يطلع غير لأبوه
غصّيت باللقمة ، ناولني محمد كاسة المي – صحة حبيبتي كلي على مهلك –
رهف : السفرة مو حلوة بلاه .. حبيبي الله يخليلنا اياه
بهالاثناء فتح باب البيت و بين من وراه خالد ، كان ماسك موبايله و مشغول فيه و بس انفتح الباب ..
خالد : السلام عليكم
الجميع : وعليكم السلام
خالد : نفسي اعرف ليش حماتي ما بتحبني .. الله يسامحها بس شو بدنا نعمل يضرب الحب شو بذل
وصل لعندهم و سحب كرسي قعد بجنب عمه عالجهة المقابلة لأمه
زيد : و هي اجا حبيب القلب
نتر راسه محمد ما عجبه الكلام .. اتطلع عليي كنت عم آكل و مو عايرة انتباه للموضوع
سالي : خالد حبيبنا كلنا
خالد : خير يا جماعة مالكم ؟ اكيد بحبكم كلكم بس شو مناسبه هالحكي !!
محمد ترك شوكته و سكينته و مسح تمه بالمنديل ، و التفت عليي ، و قال : دايمة عالاكل ، يا ريت تعمليلي فنجان قهوة و تلحقيني فيه عالمكتب ..
و رجع التفت للباقيين و قال : صحتين
الجميع : عقلبك
تناول خالد صحن و بلش يسكب بالأكل ، و يقطع بالشوكة و السكينة و ياكل بكل هدوء ..
بحب راقبه بكل لحظة و اهتم في تفاصيله ، كل شي فيه بشبهه و هالشي بحسسني بالذنب قدام زوجي ، اللي بحاول يخفي غيرته قدر المستطاع حتى مركب حياتنا يضل مستقر و نبعد قد ما فينا عن الأعاصير اللي بتعكّر صفو حياتنا ..
تركت اولادي مبسوطين و عم يحكوا ، و انسحبت من مكاني و رحت اعمل قهوة ، و طلعتها ل محمد اللي كان قاعد على كرسيه الجلد و ماسك جهازه اللوحي و كل تركيزه فيه ؛ حتى انه ما حس عليي لما فتت لعنده ..
سيلين : تفضل هي قهوتك
محمد : شكرا
كنت رح اطلع من الغرفة بس وقفني صوته :
رح أسافر على ( .. ) لحضور مؤتمر طبي ، ما بعرف كم رح اقعد بس بحاول ما اتأخر عليكم
استغربت منه ، هالمرة ما سألني اذا بحب روح معه ..
تركته براحته و عملت حالي مو مهتمة ، و سألته عن موضوع المؤتمر ؛ بما انه مختص بجراحة الدماغ و الاعصاب جاوبني : عن ( .. )
هزيتله براسي ، و لفيت وجهي ..
و كملت طريقي لعند اولادي ..
موضوع مؤتمر محمد رجعني شي 30 سنة لورا ، و قلب عليي المواجع ..
بهاللحظة :
محمد : يا سيلين .. وينك ؟ امي جاي عنا كمان شوي معها اخوي وائل كمان
طلعت من بوابة الماضي بلمح البصر ، و رديت : اهلا وسهلا
حكيت هالكلمتين ، وطلعت على غرفتي أتجهز لاستقبالها ..
بلحظة بتغير مجرى حياتنا ، لما تقرر السيدة الوالدة تتكرم علينا بزيارة تفقديّة لأحفادها ، و خصوصاً خالد ..
اسئلتها الغريبة و الرتيبة بكل لقاء بينها و بينه ، رغم محبته الها بس صارت تشعره ببعض من القلق ، مع تكرار هالوضع على مدى 20 سنة ..
اووف يا ربي بكل زيارة الها عندي بتزكرني بجبروتها و قوتها ، و باللي عملته فينا انا و يوسف ..
نفضت راسي يمين و شمال مشان أشيل هالكلام منه ، و أحاول أكون اقوى بوجود محمد جنبي ، لأنه سندي و حبه الي ما بقل عن حب يوسف ..
محمد مميز بحكمته و حنكته بالتعامل مع كل الاشخاص اللي بحياته ؛ و بقدر يمسك العصاية من النص ، و من تاريخ زواجنا ، انا و امه ما صار بينا اي اصطدام ..
بعكس يوسف كان دائماً مايل لناحيتي و يتعامل مع امه بعناد شديد لحتى كرهتني بقدر حبه الي ..
______________
بعد ما روحوا الضيوف ، قعدنا سوا في غرفتنا الخاصة <<
قرب مني و حاصرني بايديه و همسلي : بحبك ، بس بحب تكوني معي دائماً بكل كيانك ، بحاضرك و مستقبلك ، و ما اتضلي اسيرة الماضي
سيلين : وانا كمان بحبك ، بس انا ما عدت اسيرة الماضي متل ما عم تقول
ضل عم يتأملني و يحرك بعيونه بكل الاتجاهات ، بعد ايديه عني و قال :
صح ، في موضوع مهم لازم نحكي فيه و منه بقدر احكم عليكي اذا ما عدتي اسيرة
استندت على المخدة و رفعت شعرها ورا اذنيها :
بعرف عن شو رح تحكي ، خلص محمد لا اتضل تزكرني ( بتبكي ) بكل مرة بتيجي فيها امك بتفتح جروحاتي
محمد : بس يا سيلين بتوقع اجا الوقت المناسب لحتى تصارحيه بالحقيقة
سيلين : لك حقيقة شو فهمني ( بتبكي ) حقيقة اني ربيته و سهرت و تعبت عليه متله متل باقي اولادي ، يعني خالد ابني ، ابني انا عم تفهم عليي
محمد : بس ما رضعتيه يا حبيبتي ، لا تنسي هالموضوع لأنه كثير مهم
سيلين : مو ناسية
محمد : بس نسيتي انه رهف عم تكبر ، بكل بساطة خالد ابن عمها مش اخوها
سيلين : بس تربوا سوا و همة متل الاخوة
محمد : متل الاخوة انتبهي مو اخوة
سيلين : انا تعبت
محمد : و انا تعبان اكثر منك ، و بعمل جهدي حتى اساعدك بس انتي مو مساعدة حالك ، سيلين اوعديني تلاقي حل للموضوع قبل ما انا اتصرف ، و هلأ تصبحي عخير ( لف وجهه عالجهة التانية ) و اه حاولي تهيئي رهف كمان
بقيت مركزة نظري على محمد بعد ما لف وجهه عني ، و كيف وصلت فينا الحياة لهالمرحلة الصعبة ؟
انا سيلين زوجة و ام لاربع اولاد ، و الحياة منحتني ولد خامس اهتمت فيه و ربته ، و واجهت اصعب الظروف في سبيل يضل بين احضاني ..
بعد شهرين بكمل الخمسين سنة ؛ مرقت خلالهم بمراحل صعبة ، دقت الوجع بكامل مرارته ..
قطعة السكر اللي كانت تحلي حياتي بعد ما خسرت يوسف ، هية ضحكة اولادي ..
عاهدت نفسي عالاخلاص اله ، لكن القدر منحني قطعة سكر تانية لتزيد حياتي حلاوة ، هوة زجي محمد ..
بهالليلة بالذات ما قدرت أنام بدون ما أفكر بكلامه ، و اخده بمحمل الجِد ؛ لأنه كان متغيّر عليي بتصرفاته و كلامه و تعامله ، و لأول مرة بشوفه بارد معي ، مع انه مو اول مرة بنفتح هالقضية ..
غفيت و انا بسترجع اول محطات رحلة حياتي ..
و بداية طريق عشقي ..
___ في عام٢٠١٠___
بلشت داوم بجامعتي متلي متل اي طالب جديد ، بكون مندفع من كل النواحي ..
و من اول يوم تعرفت على صديقتي ( دانا ) ، كنا من نفس التخصص ( هندسة مدنية ) ، و اتفقنا من أول لحظة تكون صداقتنا قوية ، و نحب الخير لبعضنا ..
و تعرفنا على كمان كم بنت من نفس تخصصنا ، و هيك مرقت فينا الايام و علاقتنا بتقوى كل يوم اكتر من التاني ..
اكثر شي كان يميزني بين صديقاتي هوة جمالي الممزوج بين جاذبية الشرقي و سحر الاوروبي ، بحكم انه أم امي من الشيشان و أنا اخدت منها كل المواصفات المميزة ؛ من لون العيون الفاتح و البشرة البيضا الصافية ، و الشعر الاشقر و الشفايف الوردية ..
ما كان حدا يمرق من جنبي ، بدون ما الفت انتباهه ..
انهينا الفصل الأول و تفوقنا بفضل الله ، و بدأ الفصل التاني ..
كان عنا محاضرة وحدة بكل برنامجنا في كلية الهندسة ، و هيك صار النا مشاوير على كليتنا ، و صرنا نتعرف على بنات من التخصص الأكبر منا ..
و كان حديثهم و اهتمام كل البنات بالكلية عن شلة لثلاث شباب بالسنة الخامسة ، ماخدين عقولهم بتميّزهم دراسياً ، و كل بنت حلمها تحكي معهم ، بس لحد هلأ انا و دانة ما شفناهم ..
بنعرف اسماؤهم لانهم على لوحة الشرف ، و من اوائل الكلية ( يوسف / مراد / .. )
و بيوم كنّا قاعدين عم نستنى المحاضرة ، اقترحت على دانة نشتري شغلة نشربها ، بس ترددت بحجة انه المحل كله شباب ، و صعب انه نمرق من خلالهم ..
سيلين : شو يعني هية جامعتهم لحالهم ، امشي معي
و فعلاً وصلنا انا و دانا و حاولت اطلب ؛ بس كان اللي ببيع معجوق بالطلبات ، بعدين سمعت صوت بحكي معي بنبرة حادة :
شو ما ضل مكان تيجي تطلبي منه الا هاد ؟، مو شايفة كل اللي واقفين شباب ؟، احكيلي شو طلبك و انا بجيبلك اياه
اتطلعت عليه ..
و لأول مرة بحياتي كلها بقابل هيك شب ، كله هيبة من صوته لطلته لوقفته كله عبعضه مميز ..
طبعاً انا ما قدرت ارد ضليت صافنة فيه ، و دانة تضربني بكوع ايدها و انا ولا من هالدنيا ..
حسيت الوقت توقف و عيوني تجمدت ..
صحيت على صوت دانا عم تحكي :
يسلمو ايديك ، امشي ست سيلين هي النسكافيه اجا
التفتت عليها ، كان الشب رايح من قدامي ..
و هية واقفة مكانه و ماسكة كاسات النسكافيه ، و كتير معصبة ..
سيلين : يسلمو ايديكي
دانا( بعصبية ) : قصدك يسلمو ايديهم للشباب
سيلين : اي شباب ؟ انا بس شفت واحد
دانا( بتسبل بعيونها ) : لا حبيبتي اللي كان يحكي معك ، و في واحد تاني كان جنبه ، يا ويلي ما احلاه
سيلين : دانا شو اسمه لهداك الشب ؟
دانا : أي واحد فيهم ؟ اللي حكى معي و لا اللي حكى معك ؟ باينته مغرور بحاله كتير
سيلين( باهتمام ): لا اللي حكى معي
دانا( بلا مبالاة ) : مع اني ما طقته ، بس يمكن يوسف هيك سمعت صاحبه الحلو بناديله ، شو بدك فيه ؟
سيلين : كان مزعوج من وقفتي بين الشباب و طلب مني ..
دانا ( قاطعتني ): لا تكملي سمعته ، المهم صاحبه ما قبل ياخد حق النسكافيه
سيلين ( باستنكار ) : و انتي مبسوطة ، بكرا بدفعله حقه او ليش لبكرا هلا بدور عليه و بعطيه ..
دانا ( استدركتني و وقفتني) : تعي لهون وين بدك تلاقيه ؟ خلص سوسو امسحيها بدقني هالمرة رح تروح علينا المحاضرة و برد النسكافيه
روحت على بيتنا ، حاولت أكون طبيعية رغم محاصرتي بأسئلة غريبة من أمي ، و تهربت منها و دخلت على غرفتي بحجة الدراسة ..
بس انا وين و الدراسة وين ؟، يوسف اخدلي عقلي كله و ما قدرت اعمل شي غير اتزكر تفاصيله ..
فعلا هاليوم ما كان طبيعي ، و رحت لعالم جديد رسمته من لقائي الأول ل يوسف ؛ صوته ضل صداه يتردد في أذني ..
شخصيته اللي ما قدرت انسى معالمها ..
كان شب طويل القامة و نحيف ، ببشرة حنطية و عيونه لونهم رمادي و عالداير لون عسلي واسعين و رموشه كثيفة ، شعره و لحيته بلون كستنائي ..
الوقت تأخر ، و انا بقلب بهالصفحات و بخربش بقلمي عالفاضي ..
تاني يوم صحيت نشيطة ، و لبست أحلى ما عندي ، و طلعت عالجامعة بدون ما أفطر حتى ..
يومها ما كان عندي أي محاضرة بكلية الهندسة حسب برنامجي ، بس انا رحت لهناك حتى بدون ما اخبر دانا ..
ضليت اتفتل بالقسم ، لحد ما لقيت يوسف و تنين شباب قاعدين معه ..
و اول ما اظهرت حالي و لمحني يوسف ، صاروا يتهامسوا ..
و لما قربت اكثر لعندهم ناديت : لو سمحت يوسف ممكن نحكي شوي ؟
في واحد ما شال عيونه عني من لما شافني ، و لما ناديت على يوسف لف وجهه عليه ، و رجع اتطلع عليي من فوق لتحت ..
قلبي نقزني من هالنظرة ، و رجف جسمي ، و بعدت خطوة لورا ..
بهاللحظة قام يوسف بسرعة من مكانه و اجا لعندي ، و على وجهه علامات العصبية
) في عيون عم تتبعهم (
يتبع ..
الجزء الثاني :
يوسف : مين انتي و من وين بتعرفيني ؟
كانت هالكلمات أول شي حكالي اياه ..
طلبت منه نوقف على جنب مشان نحكي براحتنا ..
سيلين : انا اسمي سيلين مبارح كنت واقفة بدي اشتري نسكافيه و انت اجيت حكيت معي
يوسف( بلا مبالاة ): امممم تذكرتك ، بس ما فهمت سبب تواجدك بهالمكان ، معي ؟
سيلين( متجاكرة ): اممم سبب تواجدي مشان اتشكرك على المساعدة ، و اه كنت رح انسى ( طلعت من جيبتي فلوس ) هدول للشب اللي كان معك و دفع بس لأني ما عرفت شي عنه حبيت اجي اعطيك اياه لحتى توصلّه اياهم ، و شكرا مرة تانية
يوسف( مصدوم ): أ كيد عم تمزحي ، مستحيل اخدهم لا انا و لا صاحبي ، مش محرزات اصلاً غلبتي حالك عالفاضي
يومها عرفت انه شايف حاله كتير ، حسيت اني تعلقت فيه اكثر ، مع انه كان عم يحكي معي و عيونه بالارض و ما اهتم لوجودي ابدا ، و استأذن مني و راح ..
راح و اخد عقلي معه ..
ملك قلبي ..
تحديداً من هداك اليوم ابتديت اراقب كل تفاصيله ، استغل كل لحظة بالكلية مشان اشوفه ، حفظت كل اماكن محاضراته ، عرفت انه يوسف من شلة الشباب المميزين اللي سمعنا عنهم ، هالشي خلاني اتعلق فيه اكثر و زاد اصراري على اني أشد انتباهه الي ، فقررت اني اعمل خدعة خبيثة شوي ..
سيلين ( بصوت ناعم ) : شكرا لمساعدتك
عبد الله ( بثقة ) : لا ولو ما عملت الا واجبي
كنت واقفة مع شب زميلي بالدفعة ، و باخد منه شغلة بخصوص احد المحاضرات ..
و تعمدت يكون هالحوار على مسامع يوسف ، و قدام عيونه ..
بعد ما صرت اطلع بوجهه باغلب الاوقات على مدار شهرين متتاليات ، و خليته يحفظني منيح ..
يوسف ( بنبرة حادة ) : ممكن نحكي شوي
اللي ما كنت متوقعته ، انه يوسف يكون مهتم للشي اللي عملته ..
و قبل ما اتحرك من مكاني ، اجا يوسف ..
سيلين : خير في اشي ؟
يوسف ( رفع حواجبه بثقة ) : اسمك سيلين صح ؟
سيلين ( بغرور ) : امممم ، صح ، و انت يوسف ؟
يوسف ( تبسم ) : اها ، بتتذكري هداك اليوم ؟
استرسلنا بالحديث ، بس ما توقعت الكلام اللي كان رح يوصلله ..
يوسف ( برومنسية و متوتر) : انا يمكن ، يعني من هداك اليوم
سيلين : شو القصة يوسف ؟ احكي فيي اشي غلط ؟ انه ليه هيك عم تتطلع فيي
يوسف : صراحة سيلين
سيلين : يا ريت
يوسف : انا معجب فيكي ، لدرجة ما بتروحي عن بالي ، و براقبك من بعيد
سيلين ( مصدومة ) : انا ؟
يوسف : اليوم لما شفتك مع هداك الشب اتدايقت كتير ، و حسيت اني جد بغار عليكي ، لاول مرة بيجي على بالي اعمل مشكلة مع حدا ، بس ما في سبب الا انه بحكي معك
تغيير جذري صار بحياتنا ، و اعجابه فيي تحول لحب ، عم يكبر يوم عن يوم ..
غيرة حلوة و اهتمام احلى كنت اشوفهم بعيونه ، و بتصرفاته و كلامه معي ..
طلع شب رومنسي و جنتل مان ، كل بنت بتتمناه يكون من نصيبها ..
بس بهالفترة بلشت احس بصداع شديد و ارهاق ، و بقيت شهر على هالحالة ، و كل حدا بشوفني بسألني ليه ضعفانة ؟
مع انه كان جسمي كتير متناسق و وزني طبيعي ، بس بلشت فعلا احس الملابس عم تكبر عليي ..
لحد ما اجا هداك اليوم اللي غبت فيه عن الجامعة >>
يوسف : ما شفت سيلين اليوم ( كان عم يحكي مع صاحبه مراد و همة واقفين عند الكفتيريا و دانا كانت وراهم )
دانة : سيلين مبارح تعبت كتير و اخدوها اهلها عالطوارئ
التفت يوسف و مراد لمصدر الصوت ، ما كانوا عارفين انه دانا وراهم
يوسف : خير شو القصة ؟ الي فترة ملاحظ عليها التعب ( مسك موبايله و بدو يرن عليها )
دانا : لا ترن بتكون نايمة و بلا ما يكون حد من اهلها و يرد
هديل : يا دانا .. دانا وينك .. اسفة قاطعتكم ( و صارت تطلع على يوسف و دانا بخبث )
دانا : لا بس كان يسأل عن سيلين و حكتله انها تعبانة
هديل : اه يارب تقوم بالسلامة
يوسف بلع ريقه و هز راسه بغصة ، راحوا دانا و هديل .. يوسف و مراد اخدوا قهوتهم و كملوا طريقهم ، خلص اليوم و يوسف ما بعرف اي شي عني ..
تاني يوم <<
دخلت عالكلية مو شايفة قدامي ، و بمشي بعصبية و دانا عم تركض وراي و تحاول توقفني ، بس انا كتير عنيدة .. دورت على يوسف ما لقيته ، رنيت عليه و حكالي 5 دقايق بوصل
اول ما وصل التقينا و حضني بعيونه ، و مشي لعندي بسرعة ..
يوسف( بلهفة ): صباح الورد حبي ، اشتقتلك طمنيني كيف صرتي اليوم ؟ قلقت عليكي مبارح و دانا حكتلي ما ارن عشان اهلك حواليكي
سيلين : …
يوسف : مالك يا قلبي ليش ما بتردي عليي ، سيلين بحكي معك
سيلين( بعصبية ): اللي سمعته صحيح ؟
يوسف : و شو سمعتي ؟ ليش هيك معصبة و بدك تبكي كمان شوي
سيلين : يوسف عم بسألك اللي سمعته صحيح ؟ انت و دانا ليه بتحكوا مع بعض ؟
يوسف : لا انتي اكيد لساتك مريضة ، عم تحكي معي بأسلوب كأني عامل جريمة
سيلين : امبلى هديل حكتلي انكم كنتوا واقفين سوا و عم تحكوا عني ؟
سيلين : دقيقة مين هديل هاي لحتى تخوّني ؟ واجهيني معها خليني افرجيكي كذبها
سيلين : يعني ما حكيت مع دانة ؟
يوسف : يا خسارة انا جاي و نفسي اشوفك و اتطمن عليكي و انتي بتقابليني بهيك اتهامات باطلة ، احكي مالك سكتي ؟ افرضي انك مش واثقة فيي ، دانا شو وضعها مو على اساس توأم روحك ، و كنتي تضحكي عليي عشان بغار منها ؟ ، طبعاً ما عندك جواب ، عن اذنك
ما كنت قادرة رد عليه ، معه حق يمكن هديل عم توقع بيني وبينه او بيني و بين دانة ..
تاهت افكاري ..
انربط لساني ..
و يوسف زعلان ..
لاحقاً مع دانا في المحاضرة <<
سيلين : سامحيني لاني صدقت وحدة متل هديل ، لو واحد غير يوسف حبيبي كنت صدقت انه ممكن يخوني ، بس مستحيل يوسف يكون من هالنوع انا واثقة بحبه الي
دانا : تزاعلتوا بسببها ؟ لازم تعتذري منه
سيلين : خلص بعد المحاضرة بشوفه ، و انتي شو اخبارك مع مراد
دانا : امممم بلشت حس باهتمامه و شوف عيونه عم تراقبني
سيلين : ايه الله يسمعنا الاخبار الطيبة
_____
كنا طالعين من المحاضرة انا و دانا ، بلحظة حسيت الدنيا فتلت فيي و وقعت ..
و لما فتحت عيوني كنت على سرير بالمستشفى ، و بجنبي كانت دانا واقفة و عم تبكي ، و يوسف قاعد على طرف السرير و عيونه عم تراقبني بخوف ..
يوسف : فتحتي عيونك يا عمري الحمدلله يارب
سيلين : يُ يوسف .. وين انا ؟ و شو صار معي ؟ دانا ليه عم تبكي
دانة : خفنا عليكي ، اول ما فقدتي وعيك صرت صرخ و اطلب المساعدة بعدين تزكرت يوسف و رنيت عليه من موبايلك ، و خبرته لانه كنا بحاجة سيارة تجيبك لهون
سيلين : كل هاد صار و انا مو حاسة ، طيب شو حكو الاطباء ليه هيك صار معي ؟
يوسف : لا تخافي حبيبتي كلشي رح يكون منيح بازن الله
ما عرفت شو اللي صار ، بس اللي همني انه يوسف كان جنبي من جديد ..
دخلت علينا دكتورة ، قربت مني و تفحصتني
الطبيبة : لو سمحتوا لازم احكي مع المريضة لوحدها ، بتقدروا تنتظروا خارج الغرفة
سيلين : خير دكتورة طمنيني ؟
الطبيبة : الف سلامة عليكي اولا ، تاني صديقتك خبرتني عن الاعراض اللي صارت معك من فترة و عرفنا عن الفحوصات اللي انعملتلك و تواصلنا مع والدك الدكتور ( انس ) و رح يجي ينقلك لمستشفى في طبيب مختص بحالتك
سيلين : عفواً ، شو قصدك بحالتي ؟
الدكتورة : لما يجي الوالد بخبرك بكل التفاصيل ، الف سلامة عليكي
طلعت الدكتورة و انا صابني انهيار ..
ركضت عليي دانا تفهم شو اللي صار معي ، وليه هيك انهرت فجأة بس ما قدرت احكي ..
صوتي انخنق ..
سألتها عن يوسف حكتلي انه بحكي مع الدكتورة ، طلبت منها تناديه ما كان بدي اياه يعرف اي شي عني ..
لسا ما بعرف شو نتيجة فحوصاتي ، بس اللي فهمته انه معي مرض ..
اجا يوسف و كنت مسيطرة على حالتي شوي ، شافني منيحة و حكتلهم انه بابا رح يجي كمان شوي ف خلص ارجعوا عالجامعة ..
اتطلعوا ببعض ، و طلعت كلمة وحدة منهم التنين : ما رح نتركك
صرخت فيهم : ازا ما بتروحو بنادي للممرضات يطلعوكم
دانا : سيلين مستحيل اتركك ، هلا بس يجي ابوكي بروح معك و يوسف برجع عالجامعة
يوسف كان بحالة ذهول من تصرفاتي ..
و من الاشياء اللي بتصير معي ..
ما عم يلاقي تفسير ، و انا سكرت الطريق بوجهه ..
التزم الصمت ، و انسحب من المكان كله ..
بكيت كتير بعد ما طلع ؛ بس هيك افضل من انه يعرف شي يشغل باله بهالوقت ؛ لأنه هاد فصل مصيري و بحدد مستقبله اللي عم يرسم فيه من 5 سنوات ..
وصل بابا و كان طبيعي جداً ، كنت اتطلع بعيونه لحتى لاقي اي شي يفسر كلام الدكتورة ، بس كان مبتسم متل دايما و بدللني بكلامه الحلو ..
عرّفته على دانا ؛ لانه و لا مرة شافها ببيتنا بس بسمع عنها كتير ..
طلعنا بسيارته ، و توجهت عالمستشفى حسب ما حكتلي الدكتورة ، رح بكون فيه علاج لحالتي اللي ما عرفت شو هية لحد هلأ ..
دخلوني لغرفة و لبسوني تياب المستشفيات اللي لونهم اخضر ، و نيموني على سرير ، و قال بابا انه لازم نام لبكرا مشان يقدروا يعملولي الصورة المطلوبة مني ..
هزيت راسي و ما حاولت استفهم عن أي شي ..
بعد ما اتطمنت عليي دانة ، رجعت على بيتها ، و امي اجت ..
كانت كتير بكيانة ، و بتهرب بعيونها مني ..
كنت حاسة انها عم تموت عالبطيء ، كل ما تشوف حدا من الدكاترة اجا لعندي و سألني أي سؤال ..
تاني يوم اجو الممرضات ، و سحبوني لغرفة فيها جهاز تصوير الرنين المغناطيسي ..
و قبل ما ادخل عالجهاز اعطوني ابرة ؛ اللي فهمته انها بتعطي زيادة وضوح للصورة للعضو اللي بدهم يكشفوا عنه ..
دخلت في الجهاز و كان متل التابوت ، بابا طمني و نصحني بقراءة سور من القرآن و انا داخل الجهاز ..
بعد نص ساعة او اكثر طلعت من التصوير ، و كان وجه بابا ما بيتفسر ، و امي عيونها مليانة دموع ..
طلب مني احد الاطباء و كان مبين عليه انه كبير بالعمر و اله شخصية مميزة ، اني رافقه على غرفته مع بابا اللي كان ماسكلي ايدي متل كأني طفلة و جديد تعلمت عالمشي ..
وصلنا الغرفة و قعدت على كرسي مقابل مكتب الدكتور، و لما بدا بالحكي قال انه صعب يقدروا يشخصوا شو معي حاليا وبدهم كم يوم لحتى يعرفوا النتيجة بشكل دقيق ، و اعطى بابا اسطوانة مدمجة فيها كل الصورة اللي عملتها ..
و بعد كم يوم رجعت عالمستشفى انا و بابا لحالنا ، و قعدنا مع نفس الطبيب ، و شرحلنا شو تشخيص حالتي بالضبط ، اسلوبه كان حلو رغم مرارة اللي كان يحكيلي اياه ..
و بس خلص حديثه اللي كان نهايته : تحديد العملية لازم يكون بأسرع وقت مشان نبدأ بالخطوة الثانية من العلاج
هزيتله راسي بدون ما تطلع مني أي كلمة ..
كنت حاسة وجهي بدون لون او ملامح ، و جسمي كله مقشعر ..
تشكره بابا ، و سندني و طلعنا ..
طلبت منه ارجع عالجامعة ، لأنه ما في شي بعطلني حالياً ..
و صلت على مكان محاضرتي ، و الحمدلله ما كانت بكلية الهندسة ..
لقيت دانا قاعدة على كرسي ، و أول ما شافتني ركضت لعندي و ضمتني بقوة ..
ما بعرف ليه ما قدرت ارفع ايدي و عانقها ..
بس اللي قدرت اعمله وقتها هوة اني أسألها : متى موعد مناقشة مشروع يوسف ؟
اتطلعت فيي باستغراب وسألتني : ليه عم تسألي ؟
سيلين : مشان اعرف متى احدد موعد لعمليتي
دانا : عملية شو ؟ فهميني، سيلين بحكي معك ردي ، لك لوين رايحة
سيلين( بصوت مخنوق ): اوعديني يضل هالشي بيناتنا و ما تخبري حد خصوصاً يوسف
دانا : بوعدك ، بس احكيلي اعصابي تلفت لأنه
_____
رجعت عالبيت بأعصاب تلفانة ، و قلب بيعتصر وجع و قهر على أهلي اللي كانوا بوضع مثير للشفقة ؛ لدرجة نسيت انه انا المريضة و صرت واسيهم ..
حمدت ربي على ابتلائه ، و وصيت الكل يحتسب و يتوكل على ربنا و يدعولي ..
طلعت عالجامعة تاني يوم و حاولت اكون طبيعية قد ما فيي ، و اضحك مع صحباتي ، بس دانا عيونها كانوا يفضحوها بكل لحظة بتقابلوا مع عيوني و بتبلش بالبكى ، و انا اصير ابكي معها بس مو عارفة على شو ..
كنت زعلانة على كل شي ممكن اني افقده في حال متت .. الفراق اصعب شي بواجهه الانسان بحياته ، و فراق الموت ما اله دواء الا الصبر ..
سيلين : يوسف انا اسفة عشان اللي صار بيناتنا بالنسبة لموضوع هديل انا تسرعت و ..
يوسف (قاطعني ):لا تكملي سيلين ما بدي اسمع اي شي بخصوص هالقصة ، و لا اسم هالبنت قدامي ، بعدين مو موضوعنا هاد ، احكيلي شو صار معك بالتفصيل و شو صار بفحوصاتك ، و لا تخبي عليي شي الله يرضى عليكي
سيلين : اممم للأسف طلع معي فقر دم حاد و هالشي سببلي دوخة و بس
يوسف : شو بس ؟ يعني الدكتورة لما حكتلي بدهم يعملو صورة رنين لدماغك شو دخله بفقر الدم ؟
سيلين (بحاول اغير الموضوع ): اي كانت مخربطة و شكوكها مو بمحلها الحمدلله
يوسف : انا حكيت كل شي صار معك لابي و اخي ما انتي عارفة انهم اطباء ، و ما جابوا سيرة انها اعراض فقر دم
سيلين : محمد شو بتخصص قلتلي ؟
يوسف : جراحة الدماغ و الاعصاب ، ليه ؟
سيلين : اممم ولا شي بس بسأل ، خلص خلينا نغير هالموضوع احكيلي شو اخبار مشروع تخرجك ؟
يوسف ( معصب ) : …
سيلين (بدلال) : بتحبني ؟
يوسف : انا اللي لازم اسألك هالسؤال
سيلين : انا بموووت عليك
و هيك مرقت الأيام بيني وبين يوسف ، بكل مرة يحاول يستجوبني فيها اغير الموضوع و اتحجج بشغلات و انسحب ..
و مرات كتير اروح على مكان بعيد مشان ابكي بدون ما حدا يحس عليي و ارجع كمل يومي بشكل طبيعي ..
_____
دانا : يا عيني الورد للورد من الورد
سيلين : حلوين ؟ و جبتله علبة الشوكولا هي كمان شو رايك ؟
دانا : هي حلوان شو بالضبط ؟ تخرجه و لا قومتك بالسلامة من العملية
سيلين : هششش و طي صوتك ، ما بدي يحس بأي اشي ، خلي هالمناقشة تخلص عخير بباركله و بضل رايحة عالمستشفى
دانا : كيف قدرتي تطلعي مو عأساس مبارح دخلوكي ؟
سيلين : لك ايه زبطت الدكتور هههه و اقنعته اني روح مشان تنجح العملية اما ازا ما رحت رح موت تحت ايديكم
دانا : مو معقولة اي دكتور ؟ و عم تضحكي كمان
سيلين : دكتور عم يتخصص و كتير جنتل و فوق هيك شكله معجب
دانا : حكتيلي معجب ؟ يا يوووسف
سيلين : هشش اسكتي ، شو نسيتي انه انا ما في حدا بعبي عيني غيره
خلصت مناقشة يوسف و زفوه صحابه ، كان كتير مبسوط بانجازاته و تفوقه اللي استمر على مدار ال 5 سنوات .. رحت لعنده و باركتله
)في عيون عم تراقبهم من بعيد (
يوسف : يسلمولي هالديات اللي ما بتشبهوا الا بالورد
سيلين : الف مبارك يا عمري و قليل عليك اي كلمة ، ان شاءالله منها للأعلى
يوسف : حبيبتي عقبال عندك ورح جيبلك احلى خاتم خطبة و لبسك اياه قدام الجامعة كلها ، بحببببك انتي احلى اشي صار بحياتي
سيلين : و انا بحبك كتير ( بتبكي (
يوسف (مستغرب) : سيلين ليه عم تبكي ؟
سيلين : دموع الفرح حبيبي ، يلا انا لازم روح هلا
يوسف : بس بكير ، لوين رايحة ما بدنا نحتفل سوا ؟
سيلين : معلش حبيبي اليوم احتفل انت و اصحابك و انا و اياك بنحتفل بيوم تاني
يوسف : انتي غريبة اليوم ، صاير معك اشي و انا ما بعرفه ؟
سيلين : لا ما في شي ، بس ادعيلي
يوسف : ما فهمت
سيلين : سلام
يتبع ..
الجزء الثالث :
ما كان حدا من اهلي عارف اني طلعت من المشفى بعد ما اصريت عليهم انه ما حدا يبقى معي قبل العملية ، و طلعت من الجامعة اركض لحتى اوصل قبل اي حدا ..
كان في ازمة كتير بالشوارع ، وصلت كان بابا و ماما و اخواني ال3 موجودين عم يستنوا فيي بغرفتي و معهم الطبيب اللي طلعني بدون ما ناخد اذن من المشفى ..
كتير خجلت منه لأنه عصبوا عليه و كانوا رح يشكوا عنه ، عرضته للمسؤولية ، و ما عرفت عواقب تصرفي ..
بس ما كان زعلان مني و قابلني بابتسامة حلوة ، و خفف عني ، بس اتدايقت لما خبرني انه ما رح يشارك بعمليتي لأنه عنده عملية تانية ..
وبداوا الممرضات يجهزوا فيي لدخول هالعملية المصيرية ، اللي نسبة نجاحها كانت لا تتعدى ال 30% لكن كان لابد اني اعملها حتى نقدر نسيطر عالمرض لأنه بمراحله الاولى ..
في الجامعة <<
دانا : يوسف يوسف يا يوسف
يوسف : دانا انتي عم تنادي ، خير ليش عم تركضي ؟ دانا : انقطع نفسي و اخيرا سمعتني ، لازم خبرك شغلة مهمة ، بس بسرعة لانه ما ضل وقت
يوسف : احكي
دانا : سيلين اليوم عندها عملية و حاليا عم تتجهز لتفوت عليها
يوسف (بخوف) : سيلين ! عملية شو ؟ وليش انا ما بعرف
دانا : اكتشفوا انه عندها ورم بالدماغ و لازم استئصاله لحتى يقدروا يسيطروا عليه
يوسف : وين بأي مستشفى ؟
دانا : بمستشفى( .. ) يلا استعجل مشان نلحق نوصل
_____
فتحت عيوني على صوت جهاز دقات القلب ، يادوب كنت قادرة احركهم ..
حسيت بشي تقيل على راسي ، اجيت لارفع ايدي مشان احسه ، كانت مرتبطة بالسيروم و شغلات تانية ..
ما قدرت افكر بشي ، غير اني شايفة النور بعيوني ..
رجعت بذاكرتي لأتأكد اني كنت بعملية ، احد احتمالاتها الموت و حاليا انا موجودة ..
الطبيب : الحمدلله عسلامتك ، بتقدري تحكيلي بشو حاسة ؟
حركت عيوني لأعرف مصدر الصوت ، شفته واقف قدامي بابستامته و لمعة عيونه مضوية عالمكان ..
حاولت رد ما قدرت ..
الطبيب : ارتاحي و انا رح طمن اهلك
( اهلك ) كانت كفيلة لتنزل دمعة من عيني ، و حمدت ربي اني رح شوفهم مرة تانية ..
بس يوسف كيف رح قابله؟ ، و يا ترى شو عمل بغيابي لاني اكيد ما رحت عالجامعة اليوم ..
قاطع تفكيري صوت بابا بلهفته ، وصل و اعطاني بوسة عجبيني و حمد الله على سلامتي ..
شاف دموعي و مسحلي اياهم ، و مسك بايدي و طمني عن وضعي و انه كل اموري رح تكون تمام ..
ما بعرف ليه صوتي كان رايح و ما قدرت رد بأي كلمة و بس أحرك بعيوني ..
خبرني انه ماما رح تفوت لعندي كمان شوي ؛ لانه ممنوع اكتر من شخص يجي مرة وحدة ..
تبسمت و غمضت عيوني وفتحتهم دليل على الايجاب ..
بتزكر بهداك اليوم شفت كل عيلتي ، و حكولي انه خلصت العملية بعد 10 ساعات ، و بعدها 72 ساعة ضليت تحت المراقبة و فاقدة الوعي ، و الكل بستنى فيي فتح عيوني و أأكد على نجاح العملية ..
كمان يومها الدكتور ما فارقني ، كان يضل يفحصني و يحاول يخليني احكي بس ما قدرت احكي ولا حرف ..
لحد ما سمعت صوت كنت استنى اسمعه طول الوقت
دانا : الحمدلله عسلامتك سوسو ( بتبكي ) ، اول ما حكتلي خالتو انك صحيتي اجيت على طول
سيلين : د د دانة ( بصوت ضعيف و مخنوق (
دانا : يا قلبي و اخيرا سمعت صوتك ، اشتقتلك كتير
سيلين : انا ما متت شفتي
دانا : الحمدلله
سيلين : خلص خبري يوسف
دانا : يوسف بعرف كلشي ، سامحيني سيلين ما قدرت خبي عليه اكتر و خبرته يوم العملية و كان معي انا و اهلك
سيلين : كييف !!
دانا : حكتلهم انه زميلنا بالجامعة ، بس امك ضلت تحقق معي لحتى حكتلها كلشي
سيلين : ماما عرفت ؟ طيب وينه ليه ما اجا يشوفني لحد هلا
دانا : ما بعرف اي شي عنه من يوم العملية
قعدت عندي دانا 10 دقايق و حكت كتير اشياء خلالهم ، بس ما سمعت اي شي و لا قدرت ركز معها ..
تفكيري مشتت ..
قلبي بنبض بشكل هستيري ..
كل كياني مشغول بس فيه ..
هوة و بس ..
ياريت بقدر اوصله بهاللحظة و خبره اني بحاجته ..
اشرحله ليه خبيت عنه ..
بس للاسف ما كان طالع بايدي الا اني ادعي لربنا ، انه حب يوسف الي ما يتوقف و نكمل حياتنا سوا متل ما وعدنا بعض من اول يوم بعلاقتنا ..
و انه القدر ينصف حبنا
_____
بعد مرور اسبوع <<
دانا : شو سيلين رح تقدمي امتحانات بالمستشفى ؟
سيلين : لا رح ادرس بالمستشفى و روح عالجامعة بموعد الامتحان
دانا : تمام الله يوفقنا ، ما اجا عندك يوسف اليوم ؟
سيلين : رن عليي مشان يشوف ازا في مجال يجي بس كان عندي اخي و حكتله بس يكون الوضع مناسب بحكيلك
دانا : و هداك الدكتور شو صار معه ؟
سيلين : لا تزكريني ، كل مرة بدعي انه ما يجي لما يكون يوسف عندي او العكس
دانا : بس صدق اللي قال بخلق من الشبه اربعين
سيلين : شو قصدك ؟ انهم بشبهوا بعض ؟
دانا : ايه تقولي اخوة مو هيك ، بس الدكتور احلى بشوي صغيرة
سيلين : اي روحي زبطيه ، بدل ما اتضلي راكضة ورا مراد
دانا : لا مستحيل مراد ما بحل عنه ، المهم متى رح يبلشوا بعلاج الكيماوي ؟
سيلين : ضروري تزكريني انتي التانية ، مو مطولين عن قريب رح يبلشوا
دانا : يا قلبي انتي ان شاءالله رح تشفي و ترجعي متل اول و احسن
حاولت قد ما فيي كون قوية قدام اهلي و يوسف و دانا ، و اوقات تانية كون فيها بأضعف حالاتي ، و ما الاقي حد يواسيني و يشجعني قد الدكتور اللي كان اهتمامه فيي عم يزيد يوم عن يوم ..
و مع ازدياد اهتمامه يزيد خوفي ..
و كلام دانا بهداك اليوم ، ضل برن أذني و يديق نفسي كل ما اتزكره ..
بس اللي صار بهاليوم كان فوق تصوراتي ..
الطبيب : كيف حاسة حالك اليوم ؟
سيلين : الحمدلله دكتور ، بس قلقانة بخصوص الامتحانات و العلاج كيف رح اقدر قدمهم ؟
الطبيب : لا تخافي كلشي رح يكون منيح ، بدي اياكي اتضلي قوية متل ما عرفتك
كان ماسك الملف و عم يسجل نتائج الفحوصات الروتينية اللي بتعملي اياهم الممرضة بكل زيارة لاي طبيب مختص بحالتي ، لما سمعنا صوت الباب انفتح ..
يوسف : السلام عليكم ، كيفها ..
طل علينا بابتسامته العريضة ، و عيونه الفرحانة بشوفتي متل كل مرة بشوفني فيها ..
وقع القلم من ايد الدكتور ، و طلع صوت رجفت بمكاني بسببه ..
كنت عم راقب يوسف و عم استناه يوصل لعندي ، بس يوسف وقف فجأة مكانه و ما كمل جملته ، صار ينقل بنظره بيني وبين الدكتور بعدين كمل كلامه و وجَّهه للدكتور ..
تحولت ابتسامتي بهاللحظة لجمود في ملامح وجهي ، تمنيت موت قبل ما اسمع هالحوار :
يوسف : ها ؛ هي محمد هون ، سيلين هاد اخوي الدكتور محمد ، بس ما بعرف انه بشرف على حالتك ، محمد هاي سيلين اللي حكتلكم عنها و والدها بكون الدكتور انس ، اخصائي ( .. ) ، تذكرتها ؟
تناول القلم من الارض و التفت علي ..
محمد : لا ما كنت اعرف ، بس هاي صار في سببين لندير بالنا عليها ، يلا انا خلصت شغلي خدوا راحتكم
يوسف : يعطيك العافية حموود ما بدك توصاي ها
بلع ريقه و حكالي : فرصة سعيدة سيلين ، و لا يهمك اخي
)تصنع الابتسامة ، لكن ما رح انسى عيونه و هي عم تتامل فينا ، كان فيها وجع قدرت اني لاحظه ، بس ما بعرف كيف قدرت اتجاهله (
كملنا حديثنا انا و يوسف و كان معظمه عن اخوه و كيف كان والده يحاول معه يبعته يتخصص برا البلد ، و محمد رفض بحجة انه ما بحب الغربة ، و كم هوة و اخوه متعلقين ببعض ..
هاللقاء كان كفيل انه من بعده ، الاحظ تغيّر كبير في اهتمام الدكتور محمد فيي ..
ما بنكر اني ارتحت نفسياً ، بس بنفس الوقت ضميري كان عم يعذبني ..
يمكن لو من زمان عرف اني حبيبة اخوه ، ما كان اهتمامه عم يزيد ..
بس مشيئة القدر كانت اقوى من كل امنياتنا ..
_____
بعد شهرين >>
يوسف : حبيبتي اليوم آخر جرعة مستعدة ؟
سيلين : مستعدة و اخيراً رح اخلص من هالعذاب ، يوسف انا رح اشفى خلص و لا شو ؟
يوسف : رح تشفي باذن الله بس انتي خليكي متفائلة
اتطلعت بعيونه المليانة حب و دفا و سألته : ما رح تتركني صح ؟
جاوبني بصوت مرتفع ، بعد ما فقد اعصابه من هـ السؤال المتكرر :
يا الله سيلين بعدين مع هالسؤال حكتلك و رح اضل اعيد بنفس الكلام، ما رح اتركك مااا رح اتركك ، انا بحبببببك .. بحببببك
سيلين : خلص وطي صوتك هههه سمعتك ، يلا هي اجت الممرضة و اهلي رح يوصلو كمان شوي
يوسف : ماشي خلص رح روح مع انه نفسي اضل معك ، بدي افهم من شو خايفة
سيلين : لا اتضل تعيد نفس السيمفونية
يوسف : بدي اضل اعيدها ، امك بتعرف عني و كمان خلص هي تخرجت و طلعتلي المنحة و رح صير معيد بالجامعة ادّرس و اكمل ماستر يعني لو خطبنا رح نتزوج بس اخلص
سيلين : ماشاءالله عليك اللي بسمعك بقول اهلك وافقوا عليي ، لساتك مو قادر تحكي لحدا الا لأخوانك
يوسف : انتي بتعرفي ليه لسا ما حكيت
سيلين : خلص يوسف روح هلا بعدين بنكمل حديثنا ، ادعيلي
يوسف : ماشي ، يلا بالسلامة يارب
وجع الكيماوي و الاعراض اللي بتصير معي بسببه ، كتير اهون عليي من انه اهله ليوسف يرفضوني كزوجة لابنهم ، بس يوسف دائما كان يطمني و يبشرني بأنه انا البنت الوحيدة اللي رح يتزوجها ..
_____
ام سيلين : الحمدلله عسلامتك يا نور عيوني ، و اخيرا بنتي رجعت لبيتها معافية الحمدلله ياربي
سيلين : حبيبتي ماما الله يسلمك و البيت منور بوجودكم ، مو حكتلكم ما رح اترككم و رح كمل جامعتي و تشوفوني احلى مهندسة
فاجأوني اهلي بتزيين بيتنا ، و احتفال كبير ، و كانوا كل قرايبنا موجودين و الكل كان مبسوط بسلامتي ، و أخيرا رجعت لبيتي ..
رجعت لسيلين القديمة ..
المليانة امل و تفاؤل بالحياة ..
راضية بحكم ربنا و ابتلاؤه ..
و مستعدة لكمل مشواري اللي ابتدى ..
و استقبل اللي بقي من قدري المكتوب ..
سيلين :الو يوسف
يوسف : عمره ليوسف انتي ، ما يحرمني من هالصوت سيلين : ههه اشتقتلك
يوسف : الحمدلله عسلامتك ، و انا ميييت من شوقي الك ، طمنيني كيف وضعك ؟
سيلين : كتير منيحة الحمدلله عكل حال ، خلص شعري رح يرجع يطلع ههههه
يوسف : ما بهمني اي شي غيرك انتي ، انا بحب سيلين بكل حالاتها ، بحبها لاجل الحب نفسه مو لشعرها او شكلها او اي شي تاني
سيلين : يخليلي اياك شو اخبارك ؟
يوسف : صراحة على قد ما انا مبسوط بسلامتك ، زعلان على موضوع تاني
سيلين : خير يا قلبي ، قلقتني
يوسف : اخوي محمد بدو يسافر ، رح يكمل اختصاصه ب(…)
سيلين : جد ؟! شو اللي غير رأيه ؟
يوسف : ما بعرف قال احسن من هون و باخد البورد هناك و برجع البلد بكون وضعه افضل
سيلين : طيب ما تزعل حبيبي كلها كم سنة و اكيد رح يجي يزوركم فيهم ، و لازم تنبسط مشان مصلحة اخوك
يوسف : اممم معك حق ، يلا خير
رجعنا انا و اياه نكمل حياتنا ، و مرقت علينا الايام متل لمح البصر ..
انا كان باقيلي سنة لاتخرج ، و يوسف تخرج من الماجستير ، و صار جاهز ليخبر اهله عني و نستعد لاول خطوة ..
هاجس خوفي من رفض اهله راح ؛ لاني شفيت من مرضي الحمدلله و رجعت لحياتي الطبيعية ، بس القدر كان بحمل مفاجأة غلبت كل توقعاتي ..
يومها كنت انا و دانا طالعين نشم هوا ، و قعدنا بمكان نشرب شغلة ..
رن موبايلي :
سيلين :الو يوسف
يوسف : وين انتي ؟
سيلين( مندهشة) : ..
يوسف : عم احكي معك وين انتي ( بعصبية و صوت عالي )
سيلين : ما فهمت ليه هيك عم تحكي معي ؟ عكل حال طالعة انا و دانا نتمشى شوي
يوسف : كتير حلو و انا عم صارع الدنيا مشانك و انتي ولا هامك شي
سيلين : كيف عم تصارع الدنيا ؟ و كيف عرفت اني مو هاممني شي ؟
يوسف : خلص لما تفضيلي ببقى افهمك ، سلام ( سكر الخط )
صفنت بالموبايل ، و انتبهت على موقفي قدام دانا ، على طول سألتني : سلين شو القصة ؟
مو عارفة ، يوسف كتير معصب و عم يحكي كلام مو مفهوم
دانا : خير ، خلص بس يروق برجع يحكي معك
سيلين : اسألي مراد بلكي بيعرف عنه شي
دانا : مراد !
سيلين : اي مراد مو قلتيلي انه في علاقة بينكم
دانا : اه ، بس مانعني اتدخل بينه و بين اصحابه بلييز لا تعلقيني في لسانه ، يلا كم ساعة و بروق و برجع يحكي معك ( سامحيني سيلين بس لازم كزب مشان مصلحتي )
سيلين : دانا يا دانل وين رحتي ، خلص امشي نرجع عبيوتنا ما ضل الي نفس بشي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دانا كان فيها شي غريب ما عم افهمه ، كتير بتتجنب تحكي عن مراد قدامي او تشاركني بشوي من خصوصياتها ، مع انه كنت احكيلها كل تطورات علاقتي انا و يوسف ..
رجعت عالبيت ، رنيت على يوسف مرة و تنين و عشرة ، ما رد عليي لا بمكالمات و لا برسائل ..
قلقت عليه كتير ..
ما معي اي رقم بخصه ..
رجعت احاول مع دانا مشان تجيبلي خبر من مراد ، بس للاسف صديقتي كسفتني ..
انهيت مكالمتي معها بضحكة صفراء ..
حطيت راسي على مخدتي ، و بلشو دموعي ينزلوا متل الشلال ..
اول غفوتي صحيت على رنة موبايلي اللي كنت ماسكته بايدي ..
اتطلعت عالاسم ما صدقت عيوني ..
رديت بلهفة : حبيبي وينك ؟
سكرت الخط ، و رميت موبايلي عالسرير بعصبية ..
حطيت ايدي التنتين على رقبتي و كأنه حدا عم يخنق فيي ..
ركضت على الشباك افتحه ، و اتنفس كل الاكسجين اللي بالجو ..
ما عم استوعب شو اللي سمعته ، و مين اللي حكى معي من كم دقيقة ..
الكلام اللي حكالي اياه محمد طير النوم من عيوني ، و دخلني بأوهام خسارة يوسف ، و انه حبنا يصير من الأحلام الصعب تحقيقها ..
دخلت نوبة اليأس و التشاؤم ، و مضى عليي اسبوع ما دقت فيهم طعم الراحة ..
موبايلي ما وصلته اي رنة او رسالة من يوسف او دانا او حتى محمد ؛ اللي اعتبرته حبل النجاة لهالاوهام اللي غرقت فيها ، بعد ما حكى معي و طمنّي انه يوسف بخير ، بس طلع و نسي موبايله مشان هيك ما عم يرد على اتصالاتي ..
وينك يا يوسف و شو اللي صار معك يا ترى ؟
و دانا شو السر اللي مخبيتيه عني ؟ انتي دائما كنتي رفيقتي و توأم روحي ..
وسط هالاسئلة الجهنمية ، و الافكار التشاؤمية ..
فتحت امي عليي باب غرفتي ، و على وجهها ضحكة ما شفتها الا يوم ما طلعت من المستشفى – بعد شفائي من المرض –
طلعت راسي المدفون بين شعري و رجليي المضمومات لصدري و اتطلعت عليها و هية عم تحكيلي :
ام سيلين : هاتي البشارة
يتبع ..
الجزء الرابع :
ما رديت عليها ..
استمرت بحديثها : عم قلك هاتي البشارة ، ما بدك تعرفي لشو ؟
سيلين : شو رح يكون صار ؟
ام سيلين : الدكتور زيد
سيلين : مين هاد ؟
ام سيلين : ابوه ليوسف
سيلين : يوسف !
ان سيلين : اه يوسف ما غيره ، اتصل على ابوكي و طلب موعد ليزورونا هوة و عيلته
انتفضت من مكاني ، و صرت انط على سريري و اضحك ، حسيت كل شي حواليي عم يرقص و يغني ..
بس فجأة اختفت ضحكتي ، و رجليي ما عاد حملوني ..
قعدت مرة تانية نفس القعدة اللي شافتني امي فيها لما دخلت عالغرفة ..
قربت مني امي و صارت تمسح على شعري و تهديني ..
سيلين : طيب شو يعني رح يجو يزورونا ؟ ليش اعتبرتيها بشارة يعني
ام سيلين : اسم الله عليكي من شوي كنتي تنطي من الفرحة و هلا بتقولي ليش بشارة ؟ اكيد جايين يطلبوكي سيلين : ليه اكيد ؟ بلكي زيارة عادية تعارف مثلا بما انهم زملاء
ام سيلين : سيلين لا تجننيني ، يلا استعدي ابوكي اعطاهم موعد يوم الجمعة
حكت هالجملة و طلعت ، و انا تحولت للعبة فيها بطارية و صرت اعيد بجملة ( يوم الجمعة (
ما بعرف كم من الوقت مرق عليي و انا اعيد فيها قبل ما يرن موبايلي ..
مسكته مشان اعرف مين المتصل ، معقول ! ترددت كتير قبل ما ارد ..
توقفت الرنة و رجع رن مرة تانية برضو كان نفس الاسم عم يطلع ..
فتحت خط بدون ما احكي و لا كلمة ..
دانا : كيفك يا عرووس ؟
سيلين ( مندهشة ) : …
دانا : سوسو الووو ردي يا بنت شو بطلتي تعبرينا ، معك حق بعرف انك زعلانة مني
سيلين : لا تكملي ، شو عروس ؟
دانا : ليش ما اتصلوا ؟
سيلين : مين اللي رح يتصل ؟
دانا : اهله ليوسف بدهم يجو يخطبوكي
سيلين : انتي كيف عرفتي ؟
دانا : شو كيف عرفت ؟ اكيد من مراد
سيلين : بالله ! و شو بتعرفي كمان ؟
دانا : سيلين معلش اسمعيني يوسف مرق بظروف صعبة …
مكالمة ابرد من التلج ، بيني و بين اعز الناس ، لدرجة ما قدرت اسألها عن سبب غيابها ؛ لساني انربط ..
تفكيري تجمد ..
ما قدرت اعمل شي الا فكر بالحكي اللي قالته
)يوسف مرق بظروف صعبة / اهله اقنعهم اخوه / رح تخطبوا اخيراً و انسي كل شي صعب و اضحكي (
أضحك !!
وقفت قبال مرايتي ، من شي اسبوع ما شفت حالي بالمراية ..
خفت من منظري كنت شاحبة ، شعري مو مرتب ، بشكل عام الاهمال واضح عليي ..
بنفس اللحظة تذكرت كلمة ( عروس ) انا عروس ؟
كلمة ميتة ما الها روح بدون وجوده ، تعاهدنا نكون لبعض و بس ، معقول حلمنا رح يتحقق و كون عروسته ؟
اختفاء دانة و يوسف و ظهورهم من جديد كان متزامن ..
عندها اخبار بكل شي عم يخص علاقتنا ، و بالتفاصيل المملة ..
مراد هوة مصدر هالاخبار ! مو على اساس ما بشاركها مواضيع اصحابه ؟
ااخ يا راسي رح ينفجر ..
كل ما اطلع من دوامة اسئلة بوقع بدوامة اصعب ..
متى رح الاقي اجوبة كل هالتساؤلات ؟
////
اليوم الجمعة ..
لبست شي عادي جداً و حافظت على طبيعتي قدر الامكان ..
امي كانت معجوقة بالضيافة و ترتيب و تنسيق القعدة ..
بابا كان مبسوط ما بعرف ليه ؟ يمكن امي ملمحتله من بعيد لبعيد ..
اخواني كانوا مستعدين كمان ..
يوسف ما بعرف عنه اي خبر ..
دانا كل يوم كانت تحكي معي و تسألني عن تحضيراتي ، حاولت قد ما فيي اكون رسمية معها بس لحتى اشعرها بإني تغيرت بسبب تصرفاتها الغريبة ، مع ذلك ما حسيت انه فارقة معها ..
كانت مهتمة باشي واحد
) انا و يوسف نتزوج بأسرع وقت (
كانت تكرر هالجملة كتير ؛ كأنه زواجنا عقدة في طريقها ..
دق الجرس و فتح اخي الباب ..
انا كنت بالمطبخ عم راقب من بعيد ، امي و ابي كانو بالاستقبال و دخل ابوه و امه و بعدين شفت باقة ورد حمرا كبيرة و علبة شوكولا مغلفة بطريقة راقية و مرتبة كتير ..
حاملهم بايديه التنتين ..
تناولت امي منه باقة الورد و سلم على بابا و اخواني ..
كان مبين عليه هيئة العريس ..
ملفت لانظار الجميع ببدلته السودا ، و ربطة عنقه الرمادية المخططة بالابيض ..
صوته الدافي و كلامه المنمق ..
تعابير وجهه ..
كلشي فيه خلاني مشدودة اله بكل جوارحي ..
لأني كنت مشتقتله كتيييير ، لا اكتر من الكتييير ..
اتطلعت على حالي و ركضت على غرفتي باسرع ما عندي ، غيرت كل هيئتي و طلعت متل الملكة ..
بعد شوي نادتني امي حتى اسلم عليهم ..
دخلت و انا عم امشي براس مرفوع ، و طلة بتسحر ..
اول ما فتت من الباب اجت عيني بعينه ، وقف بدون ما يحس على حاله ، و الده قال ( اللهم صل عالنبي ) ..
سلمت على امه ، بس للاسف سلامها كان بارد لما شافته وقف مشاني ..
ابتسمتله ، و قعدت على كنباية مقابلة اله بالضبط ..
بعد شوي بدا والده يحكي بموضوع انهم جايين يطلبوا ايدي لابنهم ..
اهلي كان ردهم نقعد سوا لنتعرف عبعض اكتر ..
كنت خايفة من هاللحظة ، بس يوسف اول ما سمع هالجملة قام و سأل : وين ممكن نقعد ؟
اتطلعت عليه امه بتحكيله : اتقل شوي ماما
رمقها يوسف بنظرة ، و رجع سأل عن مكان لنقعد انا و اياه فيه ..
بس بالنسبة الي كلمتها وقفت متل الشوكة بحلقي و حسيت طريق الآلام بلش بحياتي ..
كل اللي مريت فيه لا يعتبر آلآم بالنسبة للي رح أشوفه من بعد اليوم ..
احساسي عمره ما خيبني ..
قامت امي و قعدتنا بمكان بعيد عن الجلسة ..
قلبي كان رح يطلع من مكانه ، و يوسف كان كتير معجوق و مش عارف شو يحكي ..
أول جلستنا كانت نظرات و بس بلش يحكي ..
نزلوا دموعي ..
و حديثنا ابتدأ بالعتاب ، و كل شي صار معه بالوقت اللي اختفى فيه ..
و طلب مني سامحه :
يوسف : سيلين بتمنى تسامحيني و تطوي هالصفحة السودا بتاريخ علاقتنا صدقيني كل شي كان فوق ارادتي ..
و كل شي عملته كان مشانك ( عدّل جلسته و تنهد بكل قوته ) او مشان علاقتنا تستمر و تنتهي بالزواج
و اكيد انا ما بقدر ما سامحه ، انا اصلا سامحته من لما فات على بيتنا اليوم ..
ما بعرف كيف مرق هاليوم ..
انا و يوسف تحقق حلمنا ، رجعنا ولاد صغار و بتشاكسوا سوا ..
رجعنا نتنفس الحب ..
نحضن بعض بعيونا ..
و رح نكمل باقي عمرنا سوا ..
سهرنا سوا ..
و رسمنا احلامنا ..
رفعنا العتب ..
و طوينا الصفحات المليانة دموع ..
تعبنا كتير لحتى وصلنا لهاللحظة ..
ما بعرف شو السر بأنه افراحنا لازم يكون في شي بنغصّها ؛ ما توقعت توصلني هيك مكالمة بهاد اليوم ، اليوم اللي ظنيت فيه انه سعادتي اكتملت و حلمي انا و يوسف اقترب من الحقيقة ، بسمع كلمات متل السّم ، و من شخص كنت اظنّه من اصدق الناس واقربهم النا ، لكنّه بالواقع ثعلب ماكر ..
احترت شو اعمل اخبر يوسف ، او اتركه يحترق بنار غيرته لمّا يشوفنا متزوجين و سعيدين بحياتنا ؟!
في شي جواتي خلاني رن على دانا ، اللي هلكتني و هية تبعتلي رسائل لتطمن ازا اتفقوا اهالينا و رح نخطب أو لا !
ردت عليي بلهفة ، بس فرحتها ما كملت بعد ما خبرتها باللي صار معي قبل شوي ..
الشهقة اللي طلعت منها كانت مخنوقة ، .و امتزجت بدموعها ..
كانت هالمعلومة اللي حصلت عليها ، سبب لإتخاذها قرارها الحاسم ، و بداية حياتها الجديدة ..
و نصحتني بإني طنش كلامه ، و استمر بالطريق اللي ابتديت فيه مع يوسف ..
و فعلا هاد اللي صار وقتها ، حاولت اتناسى كلماته و رميت حالي على سريري ، كل ما اغمض عيوني اسمع صدى كلماته :
)اتركي يوسف .. امه بتكرهك و تعاستك على ايديها .. تزوجيني انا لتكوني ملكة (
دفنت راسي تحت مخدتي ..
و صرت ابكي و ابكي ، لحد ما غفيت عيوني بدون ما احس على حالي ..
صحيت تاني يوم على ايدين امي بتلمس على وجهي و شعري ..
سمعت صوتها بتقرأ عليي قرآن ..
بعد ما صحصحت شوي فهمت من اهلي انه اجو عليي بالليل و انا عم اصرخ ، كانت ليلة صعبة عليي و عليهم كمان ، خافوا كتير ، ما حدا كان عارف شو اللي عم يصير معي ، و خافوا يخبروا يوسف قبل ما اصحى ..
سيلين : ماما ، بابا .. انا منيحة لا تقلقوا
ابو سيلين : كيف يعني منيحة يا بنتي و الحالة اللي كنتي فيها الليلة من شو ؟
سيلي : يا بابا يا حبيبي شوية ضغوطات نفسية و مرقت الحمدلله ، خلص اتطمنوا عم قلكم اني منيحة
ما بعرف كيف يومها اقنعت اهلي ، و لفلفت الموضوع بدون ما يوصل خبر ليوسف ..
هيك وصتني دانا قبل ما تنهي مكالمتها ..
ما توقعت تكون هالنصيحة سبب لتدمير حياتي ..
اختبارات كتير بوقعنا فيها القدر ، و بتكشف علاقاتنا بالأشخاص اللي بحياتنا ..
بس بضل علينا انه نستخدم عقلنا ، و نقدر نتخذ القرار الصائب ، و ندرس ابعاده من كل الجهات ..
و هالاختبار اللي مرقت فيه ، اثبت فيما بعد اني فكرت فيه بقلبي اكثر من عقلي ..
_____
تمت خطبتنا ، و استمرت ل 6 شهور ، مليانين بالحب و رسمناهم باحلامنا ، اختصرت كتير تفاصيل حتى ما اعكر اجواء حبنا و رومنسيتنا الملفتة لنظر كل اللي حوالينا ، كنت كل ما احكي معه او اشوفه غنيله هالاغنية :
♡ أنا لحبيبي و حبيبي إلي ..
يا عصفورة بيضا لا بئا تسألي ..
لا يزعل حدا .. و لا يعتب حدا ..
انا لحبيبي .. و حبيبي إلي ♡
و كان يرد عليي بهالاغنية :
♡ قولي احبك كي تزيد وسامتي فبغير حبك لا اكون جميلا ..
قولي احبك كي تصير اصابعي ذهبا و تصبح جبهتي قنديلا ..
الآن قوليها .. قوليها
الآن قوليها و لا تترددي .. بعض الهوى لا يقبل التأجيلا ♡
مرقت علينا احلى ايام عمرنا .. تمنيت ما يكون شي حلم و يخلص اول ما اصحى من نومي ، كثير كنت اسأله هالسؤال :
سيلين : احنا بعلم و لا بحلم يوسف ؟
يوسف : حبيبتي للمرة المليون صرتي سائلتيني هالسؤال و بجاوبك انه بعلم ، المرة المليون و واحد رح اقرصك من هالخدود الحلوين بلكي بتصدقيني
سيلين( بخوف مصطنع ) : تقرصني( حطت ايدي على خدودي ) لا دخيلك انا بتوجع كتير من القرص ، خلص خلص ما عاد ارجع اسالك ، بس اذا طلع حلم رح ازعل منك ها
يوسف : لا حول و لا قوة الا بالله ، يارب تعدي هالخطبة على خير ، كم التاريخ اليوم ؟ مطول العرس يا ناس
سيلين : لك تعااا لوين قايم هلا اهلي بيجو و بفكروك رح تهرب ههههه
يوسف : آخرتني اهرب من جنانك هاد
سيلين : بس رح تاخدني معك اكيد
يوسف : اه اكيد ليش بقدر ابعد عنك انا
سيلين : حبيبي
بعد مرور ستة شهور <<
بين الاضوية الخافتة ..
و الشموع المنورة كل طاولات القاعة ..
كنت عم اتمايل بخصري المحصور بين ايديه ..
و عم يهمسلي بكلمات الاغنية اللي كنا عم نرقص عليها ..
و كل شوي يمسكلي ايدي و يلفني حوالين حالي ..
و بآخر الرقصة حملني من خصري و دوخني ..
كان عرسنا متل الاحلام ..
فستاني و طلتي احلى من الاميرات ..
اجواء الحفلة مغمورة بحبنا ..
آخر لحظات حفلة عرسنا كانت مليانة بدموع فراقي لأهلي ، ممزوجة بضحكات الفرح لأنه العد التنازلي رح يخلص بعد لحظات ، لتبدأ حياة جديدة الي مع يوسف ..
كلنا بنحلم بالسعادة الأبدية ..
و تحقيق امنياتنا ..
سيطرنا على كل شي ممكن ينغص سعادتنا لهاليوم ، و اهم شي امه اللي كانت متل القنبلة الموقوتة بأي لحظة ممكن انها تنفجر و اتدمر المكان ..
كان يوسف موصي اخوانه عليها ، و الكل وعدها انه رح تكون راضية عليي بس تسمحلي بفرصة اثبتلها ..
و فعلا اهتميت فيها بالحفلة ، و صممت كتير شغلات على زوقها ..
و مع ذلك ما تركتني ارتاح من نظراتها ليوسف و غيرتها من حبه الي ..
ايدينا كانوا مشبوكين ببعض طول الوقت ، لحتى وصلنا على غرفتنا المحجوزة مع القاعة بنفس الفندق ..
انفتح الباب و نزل عليي بالونات ، و ارضية الغرفة كلها ورد ..
مشينا سوا لحتى وصلنا للسرير ، كمان مزينه بطريقة جذابة ..
عقلي كان طاير من الاجواء و ناسية وين انا و شو عم بعمل هون ، لحتى حسيت بايديه عم تحملني و تلف فيي و رماني عالسرير ..
______
____
صحيت على لمسات ايديه عم تتخلل بشعري المفرود عالمخدة ..
آخر شي بتزكره انه لف وجهه عني و هوة عم بوصيني الاقي طريقة اصارح خالد بالحقيقة ..
كنت انا كمان نايمة و وجهي للجهة التانية ..
محمد : ما نمتي ؟
سيلين : …
لفني من خصري و سحبني لعنده ، تقابلنا وجها لوجه ..
محمد : بعتذر عن الحديث اللي حكيتلك اياه قبل ما انام ، بتمنى ما تاخدي على خاطرك مني
سيلين : … لا معك حق
محمد : اشتقت لصوتك ، اشتقت لكل شي فيكي ، بنام و بدعي ربي اصحى مشان ارجع شوفك
سيلين : الله يطول بعمرك و ما يحرمنا من بعض
ضمينا بعض بقوة ، و ارواحنا تعانقت ، و انفاسنا اختلطت ..
محمد : ما رح اسمح لأي شي بالدنيا يعمل بيني و بينك أي سوء تفاهم
سيلين : و انا بوعدك احل هالموضوع بأقرب فرصة
محمد : بعرف انه القرار صعب حتى عليي ، خالد ابن اخوي من لحمي و دمي ، بس هيك القدر كاتبلنا ، و المكتوب ما منه مهروب
ما بلحق امسح دمعة لتنزل بدالها دموع ..
هيك قضيت حياتي من لما تعرفت على يوسف لحد اليوم ..
و اصعب اختبار مرقت فيه هوة الامومة ..
الغريزة اللي ربنا وهبنا اياها و صارت نقطة ضعف كل انثى ..
حتى لو كانت هالام هية اللي ربت مو اللي انجبت !!
////
بنفس اليوم و كنت متل عادتي عم جهزلهم الغدا قبل ما يرجعوا من اشغالهم و مدارسهم ، انفتح باب البيت بقوة و تسكر بقوة اكبر ، ركضت اشوف مين ، بس لمحت خالد متل البرق عم يركض على الدرج ..
ناديت عليه ما رد ..
دخل غرفته و قفل الباب عحاله ..
طلعت وراه ، بس حطيت ايدي على ايد الباب ..
يتبع ..
الجزء الخامس :
حاولت افتحه كان مقفله بالمفتاح ..
بلشت اسمع صوت تكسير و خبط ..
ناديت عليه اكتر من مرة ، جاوبني بعد فترة بصوت مخنوق :
خالد : ما بدي اشوف حدا ، اتركوني بحالي
اول شي خطر ببالي احكي مع محمد ، رنيت عليه اكتر من مرة برضو ما رد ..
بقيت عم اتمشى رايحة جاية بالبيت ، و احاول احكي مع خالد من ورا الباب بس ما كنت اسمع اي جواب منه ..
بهالأثناء وصلت بنتي سالي و شافت حالتي ..
خبرتها باللي صار ..
سالي كانت صحبة كتير مع خالد لأنه اعمارهم متقاربة ( بينهم سنة ) طمنتني و قالت : انا رح حاول احكي معه
هزيتلها براسي ، و مسكت ايدي و طمنتني ببوسة كلها حب منها ..
تركتني و طلعت اتدق الباب عليه ..
و بعد محاولة دامت لاكثر من ساعة فتحلها ..
كنت رح ادخل معها اشوفه بس ابني يوسف وصل عالبيت ..
استغرب من وضعنا و شرحتله اللي صار ..
هداني و ضل معانقني ..
كل هالوقت و محمد ما عاود الاتصال فيي ، و لا زيد و رهف رجعوا من مدارسهم ..
زاد قلقي و كبر همي ..
يوسف كان رح يروح يسأل عليهم ، بس مو قادر يتركني لوحدي بهيك وضع ..
وسط كل هالحيرة و القلق ، بنفتح باب البيت و بدخل محمد و معه زيد و رهف و على وجههم ضحكات بأصوات عالية ..
بتتلاقى مع وجهي الحزين المغطى بدموع متل الجمر اثارها على عيوني ..
بتختفي ضحكة ، محمد و بقرب مني شوي شوي بايدين مفتوحة ليضمني فيهم ..
ضميته و رجعت ابكي بحرقة و وجع ، طبطب عليي و اخدني على غرفتنا و سكر الباب ..
قعدت على كنباية و هوة نزل لعندي برجليه و مسك ايدي التنتين ..
محمد : ما كان قصدي اتأخر عليكي بس رحت اجيب الاولاد من المدرسة و نسيت ارجع اخبرك ، مو مستاهل كل هالخوف و الدموع منك !
سيلين : خالد ( بتبكي )
محمد : خير صايبه اشي ، وينه ؟ ( سأل بخوف شديد )
سيلين : ما بعرف
فتح باب الغرفة علينا ابني يوسف بلهفة و بخبرنا : ماما سالي طلعت من عند خالد
////
كلنا مجتمعين بغرفة سالي ؛ لنعرف منها أي شي يريحنا عن خالد ..
بلاقيها ماسكة صورة ، ناولتني اياها ..
مسكت الصورة و وقعت على ركبي ، و حطيت ايدي على تمي ..
شهقت شهقة بصوت مبحوح ..
كيف وصلته هالصورة ؟
محمد سحب الصورة من ايدي و مسكها بايديه اللي بيرجفوا من العصبية ..
جعلكها بايد وحدة و رماها عالارض ..
وسط اجواء مليانة بعلامات استفهام من اولادنا ..
قلوب حيرانة ..
زمن عم يرجع بالحاضر اللي توقعناه يكون افضل ..
بتنمد ايده ليطول الصورة و يرجع يفتحها ..
بوقف مواجه الي و بحكي بنبرة حادة ..
صوته الدافي اللي ماخدة من أبوه ، اليوم عم اسمع فيه كلام ما كنت متخيلة اسمعه بيوم من الايام ..
خالد : مين انتي ؟
قرب مني اكتر ..
قعد على ركبه مقابل الي ..
رفع الصورة بوجهي و رجع يسألني بصوت اعلى ..
و دموعه عم تغرق الارض تحته ..
خالد : مين انا طيب ؟ مين هدول ؟
عاد السؤال اكثر من مرة و يعلي صوته ..
و يهز اكتافي بايديه بطريقة هستيرية ..
خالد : ليش خبيتي عني الحقيقة كل هالوقت ؟
ما بدك تجاوبي ؟
احكي اي شي يكذب اللي سمعته عنك
ليش عملتي فيي هيك ؟ لييييش
قرب منه محمد و مسك ايديه و بعده عني ..
محمد : خالد ، اتركها ، بحكيلك اتركها ، انا بشرحلك كل شي بس ابعد عنها .. سيلين ما الها ذنب بأي شي
وقف خالد و محمد مواجهين لبعض بعد ما بعده عني ..
خالد : بعد عني ، انت متلك متلها و متل اخوك كلكم كذابين
محمد ( ضربه كف ) : …
سيلين : لا محمد !!!
خالد من قوة الكف اللي ضربه اياه محمد وقع عالارض و نزل دم من تمه بسبب جرح ، بس قام بسرعة و مسح الدم بظهر ايده ..
قمت اساعده بلهفة ..
خالد : بعدي عني ( رفع ايدها عنه و رجع يحكي مع عمه و هوة رافع اصبعه و بهز فيه بوجهه بشكل تهديدي )
ما رح سامحكم .. كلكم
كل الموجودين كانوا مذهولين باللي عم يصير ..
ما حدا فاهم اشي ..
و لا قادرين يقربوا منه او يتدخلو باي كلمة ..
سيلين : خااالد لا تروح ( بتبكي )
كان رح يطلع من الغرفة بس وقف لما ناديت عليه ..
التفت عليي بطرف عينه ..
سيلين : انا رح احكيلك كل شي من البداية و انت احكم بعدها ، و شوف مين اللي كذب عليك
اخد نفس ، و هز راسه ..
خالد : ماشي
خيّم الهدوء عالمكان ..
و الأجواء لسا مشحونة ..
اتدخلت سالي و قالت انها رح تعمل قهوة ..
سندني محمد و طلعنا نقعد كلنا بالصالة ..
خالد كانت عيونه بتقدح شرار ..
يوسف و زيد حاولوا يحكو معه ، بس ما كان لطيف معهم و خصوصاً مع زيد ، فالتزموا الصمت ..
رهف قعدت بمكان لحالها تبكي بحرقة ..
سالي كانت هادية كتير و الوحيدة اللي كان خالد يتجاوب معها ..
مسك فنجان القهوة و ولع سيجارته ، كانت سالي قاعدة بجنبه و بايدها موبايلها كل شوي برن و بتتجاهله ، لحد ما تحول هدوئها لتوتر ..
يوسف قاعد بمكان قريب من (سالي و خالد) ، عم يهز برجليه و كل شوي يدخل ايديه بشعره ، و كل ما يرن موبايل سالي يتطلع عليها و ينفخ بعصبية ..
عيون خالد كانت عليي بانتظار اني ابدأ كلامي و اسرد هالقصة المخبية بين صفحات هالقدر اللي عشته بِمُرُّه قبل حِلوُه ..
خالد : يلا هي شربنا القهوة انطقيلنا هالجوهرة عاد
محمد : احكي بأدب مع امك
خالد : مو لأتكد اذا كانت امي او لاء بالأول ؟!
حواره مع محمد زاد من خوف خسارتي اله ، و أسرعت بالبدء برواية حكاية الرحلة اللي وقفت فينا احد محطاتها هون ..
سيلين : تمام ، جاهزين لتسمعوا ؟
خالد : و اخيرا
كلماته كانت تصيب قلبي متل السهام المليانة سم ..
قطرات دموعي خانتني و صارت تنزل بدون استأذان ..
مسحتهم بايدي و مسكت بايد التانية الصورة و رجعت سرحت فيها و بلشت احكي بدون وعي ..
كأني تحولت لمسجلة عم تعيد الشريط اللي جواها بدون ما حدا يوقفها ..
____
_____
بعد 7 شهور من زواجنا انا و يوسف <<
كنت قاعدة بالبيت عم جهز حالي لاستقباله ، لبست احلى فستان عندي و رتبت شعري و حطيت مكياج خفيف لانه هيك يوسف بحب يشوفني ..
جهزت طاولة العشا ، و ولعت شموع على الشمعدان ، وقعدت استنى فيه من الساعة 6 المسا ( موعد رجعته عالبيت ) لوقت ما :
يوسف : سيلين حبيبتي فيقي ، ليه نايمة هيك هلا بتمرضي
رفعت راسي بتقل عن الطاولة ..
سيلين : كم الساعة ؟ يوسف كيف دخلت عالبيت ؟ مين فتحلك
يوسف : شو مالك حبيبتي نسيتي انه معي مفتاح ، تأخرت عليكي .. بعتذر بس صارت معي شغلة
سيلين : لا بسيطة .. خير شو صار معك ؟
يوسف : موضوع تافه لا تشغلي بالك ، يا سلام شو هالسفرة هاي و شو هالحلاوة .. يلا دقيقتين اغيّر اواعيي و ارجع عندك
كلام يوسف كان مبعثر ..
وجهه ما بتفسر ..
تأخيره ما طمني ..
خلصنا عشا و قعدت جنبه نشرب قهوتنا ..
آخر شي بتذكره اني كنت عم استناه فيه لأخبره عن موضوع رح يفرحه كتير و من زمان بنتمنى يجي هاليوم ..
اتطلعت عليه كان ماسك فنجان القهوة و سرحان فيه ، اخدته و حطيته عالطاولة ..
و قربت منه و لفيت وجهه عليي ، و حطيت ايديي على كتافه و صرت زبطله بقبة التيشيرت اللي كان لابسه ..
بتزكر منيح كيف كانت عيونه عم تهرب مني ، اعطيته بوسة على خده :
بيبي .. لو تعرف شو صار معي اليوم ؟
يوسف : شو صار ؟
سيلين : كنت كتير تعبانة و عم استنى موعد … من اسبوعين
يوسف : آه ؟
سيلين : شو آه ؟ جبت فحص من الصيدلية و طلعت
قام من محله و قعد عالطاولة مقابلي و ضحكته من الدان للدان
يوسف : لك كملي ليش سكتي
سيلين : انا .. انا ( و حطيت ايدي على بطني بخجل ) انا حامل
يوسف : حامل .. عم تقولي حامل ، الحمدلله يا رب .. يارب انت عالم بالحال .. ولك بحببببك
و حملني و صار يلف فيي و انا اخبطه و احكيله ينزلني ، بعد محاولاتي باقناعه لينزلني ..
قعد و حطني بحضنه و صار يمسح على شعري و عيونه مليانة دموع و يحكي الحمدلله
سيلين : يوسف شو صرلك حبيبي ليش الدموع ؟
يوسف : سيلين بتعرفي ليش تأخرت عليكي اليوم ؟
سيلين : قلتلي صارت معك شغلة
يوسف : هلا رح احكيلك كل شي
[ الو يوسف / اهلا ، كيف حالك ماما ؟ / مو منيحة ابدا تعال عندي بس تخلص شغلك / خير ؟ بمر باخد سيلين و باجيكي / لك لا بدونها للست سيلين ، تعال عاوزتك بموضوع / حاضر ]
{ بعدين مع هالسيرة يا امي ما بدنا نسكرها / مستحيل .. حكتلك من الاول هالبنت ارضها بور و ما بتجيب اولاد ما سمعت كلامي .. كله من الكيماوي اللي اخدته انا سألت و حكولي ما في امل منها / مين اللي حكالك ؟ انا محمد أكدلي انه هالشغلة بالذات ما الها علاقة بالكيماوي و كتير اطباء مرت عليهم حالات و نساء حوامل كانو ماخدات كيماوي بحياتهم / ما دخلني انا بدي اشوف اولادك الكم 7 شهور متزوجين و ما في اي خبر منها ، يا امي اسمع مني خليني اجوزك / شو عم تحكي انتي انا مستحيل اعيش مع حدا غير سيلين هي حب حياتي ، و شو يعني 7 شهور عادي في ناس بتقعد سنوات وبعدين ربنا برزقهم / ما عم قلك طلقها .. تجوز و جيب اولاد من غيرها / مستحيل }
طلعت من عندها و ضليت جاي بوجهي لعندك بعد نقاش اكتر من ساعتين معها ، تمنيت يكون ابي او محمد لحتى يساندوني و يقنعوها
سيلين : خلص حبيبي انا مو زعلانة .. هلا احكي معها و بشرها بالحمل
يوسف : لا ما بدي .. اليوم انا و اياكي بس بنحتفل و بكرا بنجيب حلوان للكل
بعد 3 شهور من حملي و تأكيد الاطباء على انه الحمل ما عليه اي مشاكل ، كنا نايمين قبل ما اصحى على وجع شديد ..
فتحت عيوني ما قدرت اقوم ..
صحيت يوسف و انا عم صرخ من الوجع ..
طلبت منه يحملني عالتواليت ..
بعد ساعات >>
الحمدلله عسلامتك يا امي .. م ماما وين انا ؟ شو صار ؟ .. العوض بسلامتك .. شو يعني ؟ ابني وين ؟ لك شو صار حدا يفهمني ( بتبكي )
امي صارت تبكي على حالتي و مو عارفة تهدي حالها و لا تهديني
طيب يوسف وينه .. هيو برا قاعد مع اهله ، حماتك اجت و عقلها مو معها ، الله يسترنا من عمايلها .. ناديه ، ليش عم تطلعي عليي ، عم قلك ناديلي اياه
فات يوسف لعندي و وجه بالالوان ..
مديتله ايدي ..
قرب مني بتردد ، و كانت امه واقفة عند الباب ..
كأنه خايف يحكي اي شي معي او يقرب مني
سيلين : يوسف
يوسف : الحمدلله عسلامتك
سيلين : سمعت .. راح ابنّا
يوسف : معلش حبيبتي لا تزعلي بنجيب غيره ، المهم انتي تكوني بخير
كلماته كانوا معدودات ..
نظراته ما بتتفسر ..
كل شوي يلف وجهه و يتطلع على امه اللي ما سمعت منها الا كلمة ( سلامتك ) و يرجع يتطلع عليي ..
قعدت ليلة بالمستشفى امي بقيت معي فيها ، و تاني يوم خرجوني ..
يوسف تغير عليي ..
حتى بوكيه ورد ما شفت منه ..
اللي فهمته مع الوقت انه في دكتورة حكتله ما لازم احمل الا لبعد فترة منيحة ..
بعد سنتين <<
عم قلك شفت طبعة بقلم حمرة ما عندي هاللون انا ، و كمان شميت عليه عطر ما بحياتي استخدمته .. سيلين طولي بالك مو هيك بتنحل الامور ، اكيد صاير معه شي لأنه مستحيل يفوت عالبيت فيه لو كان اللي بتفكري فيه صح .. اااخ يا دانة لو تشوفي كيف بكون بتطلع عالاولاد بحرقة ( بتبكي ) مشتهية جيبله ولد يفرح قلبه و يسكت فيه هالعالم .. توكلي عالله ، و ربك ما بترك حدا ، شوفيني انا جبت هالولد من 4 سنين و ما حملت لحد هلا .. الله يطعمك و يطعمني ، خلص اليوم بدي اسأله مو قادرة اسكت اكتر من هيك .. انتي حاسستيه متغير يعني ؟ .. هاد المجنني بزيادة ، أبدا أبدا ابدا مو متغير عليي و ما بيتأخر عالبيت ، بس معقول يكون اللي بفكر فيه صح ؟
بنفس اليوم رجع يوسف عالبيت و كان مزاجه معكر ، و مو طايق يسمع كلمة مني ، حسيت انه لو فتحت معه الموضوع رح اخسره فضليت ساكتة لحتى شوفه روق ..
كمان مو قادرة اعرف شو صاير معه ؟
اففف الدنيا تسكرت بوجهي ..
خطر ببالي احكي مع حماتي اسألها اذا صاير شي بالعيلة بما انه علاقتنا تحسنت كتير من كم شهر و صارت تتقبلني و تتصل فيي على طول و تهتم باخبارنا .. بس لغيت الفكرة من راسي و حطيت راسي لأنام و اهرب من كل شي عم يدور في بالي ..
تاني يوم بفتح عيوني على اتصال منها :
الو .. صباح الخير .. ولا مسا الخير .. اهلين مرت عمي .. بعد نايمة لهلا ؟ اي يلا صحصحي عازمتكم عالغدا اليوم .. يسلمو ايديكي ليش مغلبة حالك .. لا غلبة و لا شي ، محضرتلك مفاجأة حلوة .. الله يسمعنا الاخبار الطيبة خير .. اي خير خير ان شاءالله ، يلا بستناكي و يوسف انا بحكي معه و بخبره يجي عنا على طول ، لا تتأخري
طلعت من البيت حتى بدون ما احكي ليوسف
♡♡♡♡
خالد : طيب و بعدين ؟ لحد هلا ما سمعت اشي بخصوص هالصورة
سيلين : رح كمل
اخدت كاسة المي و شربتها على دفعات .. كنت عم الهث كأني بركض من فترة
كانت المفاجأة مو اكبر من توقعاتي بكتير ..بس يوسف كان متفاجأ بوجودي يومها ..
كأنها امه مو مخبرته عن عزومتها الي ..
قعدنا كلنا عنفس السفرة ..
كانت عيونها عليي و بتراقب كل تفاصيل وجهي و ردات فعلي لما رن جرس بابهم و نادت : تفضلي يا بنتي
التفتنا كلنا باتجاه الباب اللي دخلت منه صبية لابسة فستان واسع ..
قام يوسف من مكانه بارتباك ، و قال لامه :
هاي شو عم تعمل هون ؟
سيلين : مين هاي يوسف ؟
ردت عليي بكلمات واثقة ، بعد ما صارت قريبة من يوسف و حطت ايدها على كتفه :
انا لينا ، مرته ليوسف
يتبع ..
الجزء السادس :
و حطت ايدها على بطنها و كملت :
و ام ابنه اللي عالطريق
ام يوسف : اقعدي لينا ما بسوالك التعب بنتي عشان اللي ببطنك
التفتت عليي و قالت : و انتي يا سيلين اعتبريها اختك الصغيرة ، و تتقبلي انه يوسف بدو ولد يحمل اسمه ، ما تزعلي لانه استناكي كتير بس ..
سيلين : لا تكملي مرت عمي
يوسف : سيلين .. سيلين حبيبتي لوين رايحة ؟ .. انتي شو جابك لهون ؟
ام يوسف : روح الحقها اخرتك ترجع لعند مرتك و ابنك
يوسف : بكفي ماما ( بعصبية )
طلعت و صرت امشي بالشارع و دموع خيبتي متل المطر عم ينهمروا على وجهي ..
الدنيا كانت شتوية وقتها ، وقفت سيارة فجاة قدامي ، يوسف نزل منها و اجا يحكي معي ..
شفت عيونه مليانة دموع كمان
يوسف : تعالي معي
مد ايده يمسك بايدي ..
بدون وعي ضربته كف على وجهه ..
حط ايده مكان الكف ..
معك حق ، بستاهل اكتر من هيك .. شو بدك هلا ؟ ليش لحقتني ؟ شو ضل بدك تكسر فيي اكتر من اللي كسرته ؟ .. بدي اياكي انتي وبس ، انتي مرتي و حبيبتي و بعمري ما شعرت بالسعادة الا معك .. لك بكفي كزب .. بكففففي
مرقت سيارة تكسي من جنبنا ..
اشرتلها و ركبت فيها بدون ما اتطلع وراي ..
طلبت منه يوصلني على بيتي ..
وصلت و طلعت شنتة كبيرة و بلشت ضب باواعيي ..
وصل يوسف بهالاثناء و شافني عم ضب كل شي بخصني و بدني كله عم يرجف ..
صار يطلع بالاواعي من الشنتة و يمسكني و يشدني لعنده ..
و انا اتفلت منه بكل قوتي ..
ما طلعت مني ولا كلمة ..
ما كنت قادرة اتطلع بوجهه اصلا ..
رجعت ضب اواعيي بعد ما يأس مني ، سكرت الشنتة و جريتها و طلعت من البيت ، و قبل ما اطلع وقفت على باب البيت و حكتله بصوت مهزوز :
( طلقني )
كان واقف على باب غرفة النوم و صار يقرب مني شوي شوي ، لحد ما صار مقابلي و مسك وجهي بايده و رفعه و قال : ( مستحيل )
نزلت ايده عن وجهي بعصبية و طلعت من البيت ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت واقفة عالشباك ، و دموعي عم تسبق حبات المطر النازلة من الغيوم ..
بعد ما مر كم شهر ، على الاعراض اللي رجعتلي متل قبل سنتين بالضبط ..
شو هالتوقيت و الصدفة اللي اجت بوقت ما عرف انه رح يجيه ولد ..
ما كان مهم اني خبره بقد ما كان جرحي عميق و صعب يلتئم ..
سمعت صوت موبايلي وصلته رسالة ..
فتحت أشوف من مين ؛ لانه من بعد هداك اليوم ما عم رد على حدا ..
كالعادة كانت من يوسف اللي ما مل من اتصالاته و لا من رسائله اللي عم توصلني و ما برد على أي شي منه ..
[ أحبك جداً وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل ..
و أعرف أنك ست النساء وليس لدي بديـل ..
و أعرف أن زمان الحنيـن انتهى ومات الكلام الجميل ..
لستّ النساء ماذا نقول أحبك جدا أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى ..
و أنت بمنفى و بيني و بينك ريحٌ و غيمٌ و برقٌ و رعدٌ و ثلجٌ و نـار ..
و أعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ و أعرف أن الوصول إليك انتحـار ..
و يسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية ..
و لو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية ..
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر ..
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر ..
أحبك جداً وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين ..
و أترك عقلي ورائي و أركض أركض أركض خلف جنونـي ..
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها سألتك بالله لا تتركيني ..
لا تتركيني فماذا أكون أنا إذا لم تكوني ..
أحبك جداً و جداً و جداً ..
و أرفض من نــار حبك أن أستقيلا ..
و هل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا ..
و ما همني إن خرجت من الحب حيا وما همني إن خرجت قتيلا .. ]
من لما اجيت عند اهلي ، و اكتشفت حملي ، ما وقفوا عن اقناعي بإني خبر يوسف ..
هاجس خوفي من خسارة ابني التاني كان مسيطر عليي بقوة ..
اقناعات دانة بعدم اصراري عالطلاق ، خصوصاً انه غير قابل للتطبيق بوجود حمل ..
و رسالة يوسف اللي تركت فيي اثر كبير بعد ما قرأتها ..
كل هالاسباب ، و غيرهم ، قدروا يخلوني اتراجع عن قراري ، و قبلت قابله ليوسف لأول مرة بعد محاولاته لمدة 4 شهور متواصلات .. ليلهم و نهارهم
خالد : يعني اللي بالصورة بتكون لينا ، امي ؟
سيلين : اها
خالد : شو صار بعدين كملي ؟ لو سمحتي
يوسف : طيب ماما البيبي اللي كنتي حامل فيه بنفس الوقت عاش ؟
سياين : البيبي كان بنت .. اختك سالي
لف وجهه خالد عليها و بانت على شفافه ابتسامة دافية بين هالدموع و مسك ايدها بحنية .. نزلت راسها و شعرها غطى على وجهها .. رفعلها اياهم و لف ايده على رقبتها و ضمها لحضنه .. رجع التفت عليي :
بتقدري تكملي القصة ؟
ابتسمتلهم من قلبي ..
المشهد اللي صار من شوي رجعني لسنوات بعيدة ..
لوقت اللي حملت فيه خالد بحضني و صرت ام قبل ما اولد بنتي ..
سيلين : رح كملها ، بس بدي تصدق كل كلمة بحكيها ؛ لاني ما بحكي الا كل شي صار بكل صدق
خالد : بوعدك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــ
لما رجعنا التقينا انا و اياه من جديد ، كان باين عليي تعب هالشهور ، الهم و الحزن مغطيين ملامحي ، ما توقع ابدا كلام امي لما قالتله :
و أخيرا التم شملكم و عقبال ما تقوم بالسلامة و تكمل فرحتنا فيكم
يوسف ما صدق اللي سمعه ، و اتطلع عليي و عم بهز براسه يمين و شمال يسألني اذا كلام امي صحيح ؟
و لما اكدلته ما حسيت عليه الا و رجع يحملني و يعمل متل ما عمل قبل سنتين ..
وسط نداءات اهلي و تنبيهاتهم اللي ما كان مهتم بأي شي فيهم من فرحته
نزلني ، و طلب مني اضب اغراضي و ارجع عالبيت معه ؛ لأنه من هداك اليوم عم ينام فيه لحاله و ما بروح لعند لينا ..
انبسطت كتير جوا قلبي ، بس عاتبته على هالشي بأنه مرته ما الها ذنب و ما بجوز يهجرها بهالطريقة و خصوصاً انها حامل و بتحتاجه بأي لحظة ..
حط اصابعه على شفافي و قلي : هششش ما بدي اسمع اي كلام بتعلق بحدا غيري انا واياكي و ابنّا .. بنتنا ( حطيت ايدي على بطني و نزلت راسي عم اتطلع على بطني ) قالولي بنت .. ليش اي شهر صرتي ؟ .. امممم بالخامس .. اها ، يعني كنتي حامل و انتي عندي ؟ .. ما كنت اعرف عن حملي ، انشغلت بعلامات المكياج و ريحة العطور على ملابسك بكل مرة ترجع فيها عالبيت .. كنتي تشوفي يعني ؟ وليه ما سألتيني ؟
ما توقعت انه كان يتعمد يترك اثار على ملابسه بس مشان اكتشف زواجه و خرب علاقتهم لأنه تزوجها لإرضاء أمه و يخلص من نقها ..
خبرته اني كنت ناوية اسأله بنفس اليوم اللي عرف فيه انها حامل بابنه ( خالد ) ..
أصريت كتير على قراري ، و عنّدت الا ابقى عند اهلي لحد ما تولد لينا ، و اقنعت يوسف يرجع يهتم فيها و يبقى جنبها ، لما عرفت انها بالشهر التاسع صارت ..
وافقني على مضض ، و اخد عهد مني اني ارجع على طول بمجرد ولادتها ..
قامت من مكانها بجنب محمد ..
((اللي كان عم يسمع هالتفاصيل لأول مرة بحياته ، لأنه كان مسافر بهالوقت و ما حد خبره شو اللي كان يصير ))
قامت سالي من مكانها ، و قعدت امها بجنب خالد ، و ضمته لقلبها و تلمست على شعره و باسته على راسه ..
كان مبسوط كتير بس مخفي هالفرحة بين دموع حيرانة بمصير امه ، اللي ما بعرف عنها شي و لا حتى شكلها غير لما شاف هالصورة ، اللي لازال مصدرها مجهول بالنسبة للجميع ما عدا خالد ..
سندت ضهرها و حطت ايد على كتف خالد ، و هوة رجع ولع سيجارة جديدة ، سحب منها نفس طويل و طلع بالهوا الدخان ، اتدايقت سيلين و صارت تلوح بالهوا لتبعد الدخان عن وجهها ..
ضحكوا بصوت واحد على منظرها ..
بس سكت الكل لما قالت :
كنا قاعدين سوا و عم نفكر بإسم لبنتنا اللي عم ننتظرها بشوق الدنيا كلها ، وقت ما رن موبايله و أول ما حكى الو ..
وقف و قال باهتمام : يلا مسافة الطريق و بكون عندكم
سكر الخط ..
هزيتله براسي اساله عن المكالمة ..
جاوبني و هوة مسرع عم يفتح الباب و واضح عليه القلق :
لينا اخدوها عالمستشفى .. يمكن ولادة .. ادعيلها
طلع و انا حطيت ايدي على بطني ، و عم استنى اللحظة اللي اولد فيها مشان اشوف يوسف هيك مهتم بأمري ، ما قدرت اخفي غيرتي ، بس بنفس الوقت دعيتلها بالسلامة من كل قلبي .. من كل قلبي
خالد : مصدقك .. كملي .. شو صار بعدين ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجع لعندي بعد ما غاب اكتر من ست ساعات ..
كان الوقت بعد نص ليل ..
دق باب اهلي و كان المعظم نايم بس انا ما كان جايني نوم لانه ما اتطمنت على لينا و لا عرفت اي شي عنها لحد هلا ..
فتحله اخي الباب ، طلعت من غرفتي اشوف مين اجا
يوسف عم تمزح .. سيلين بشو احلفلك انها طلبت مني اجيبلك اياه ، و وصتني انك تربيه انتي اذا صارلها شي ، اخر كلماتها كانت هالوصية يا سيلين ، معقول تتركي هالطفل بدون ام ؟ .. ( تبكي ) .. سيلين حبيبتي اللي بعرفها قلبها ما بعرف الا الحب ، خديه حطيه بحضنك ، خالد صار ابنك من اليوم ، تيتم من لحظة ولادته .. الله يرحمها
مضت فينا الايام و خالد صار جزء مني ..
وسط مشاكل كبيرة مع اهل لينا ؛ اللي ما صدقوا انها لينا موصية يوسف انه انا اربي ابنها ..
و اتهموه بالخطف و رفعوا قضية علينا ..
يوسف : لك ما عم يقتنعوا اني ما بكذب عليهم ، بس الله يسامحها و يرحمها لينا هية السبب ، طلبت تشوفني لحالي و حكتلي وصيتها ، يا ريتها حكت هالوصية قدام اهلها كان ريحتني من اللي انا فيه
سيلين : روق حياتي كل شي اله حل ، و الا ما يجي وقت و يصدقوك ، المهم حبيبي خالد معنا و اكيد بنتظر اخته تيجي على هالدنيا مشان يلعبوا سوا
مو هيك يا قلبي تعا لهون .. لك دخيل هالوجه الحلو انا مواااه
بس للأسف كان بدهم بس فلوس لحتى يوقفوا القضية ، و يصدقوا يوسف ؛ اللي انجبر يتصرف هيك بعد ما عرف انه هيك هدفهم من البداية ، و انه الطمع هو السبب في زواج بنت ما تجاوز عمرها 20 سنة ، و مريضة بالقلب يعني موتها كان متوقع بسبب ولادتها
يوسف : شفتي شو طلع حل هالقضية ، اسهل من ما توقعت
سيلين : يا خسارة حق حضانة خالد و محبتهم اله كم قرش بالنسبة الهم
يوسف : لا بس انا اتفقت معهم انه رح اخده لعندهم دايما لانه امها مو موافقة على اللي بعمله اولادها و زوجها للاسف .. و قلبها متقطع على بنتها اللي ماتت باول حياتها
سيلين : الله يرحمها ارتاحت ؛ كانت متعذبة عندهم يعني ؟
يوسف : على حسب ما حكتلي امي اه ما خلوها تدرس جامعة و لا تعمل اشي بتحبه ، و كانو يستنو يجيها عريس غني ليزوجوها اياه و خبوا علينا قصة مرضها كمان ؛ و الله لو بعرف ما كنت خليتها تحمل بس نصيبها هيك
♡♡♡♡
كانت ولادتي بسالي كتير صعبة ، بس الحمدلله قمت بالسلامة و كملت حياتي مع يوسف ، و مضت علينا ثلاث سنوات من احلى ايام حياتنا ، بوقتها كان محمد كمل اختصاصه و اخد شهادات بالبلد اللي راح يكمل دراسته فيها ..
كان اله زيارات للبلد بهالاثناء ، أو اجازات قصيرة لحضور اعراس اخوانه ( وائل و عبدالله ) اللي اصغر من يوسف ..
و في كل زيارة اله يتجنبني كتير ..
ما حدا فاهم شو السبب الا انا ..
و في ما بعد عرفت انه وائل بيعرف عن مشاعره تجاهي كمان ، و هو اللي نصحه يسافر و يبعد ..
لحد ما اجا اليوم اللي كانت اجازته بداية استقراره بهالبلد ، و نهاية سكوته عن الشي اللي بقلبه ..
في المستشفى <<
الطبيب : سامحيني يا مدام بس البقية بحياتكم
سيلين : شو يعني ؟
الطبيب : الاصابة كانت بليغة و تأخروا بانقاذه
سيلين : لا لا لا لا لا مستحيل شو عم تحكي انت
الطبيب : انا لله و انا اليه راجعون
وقعت عالارض بنص المستشفى و صرخت بصوت طلع متل البركان من جوا قلبي :
يوووووووووسف لااااااا ترووووووح
و رحت عليه بالغرفة اللي كان فيها قبل ما يموت ، قمت الغطا عن وجهه و ضميته بكل قوتي ، و صرت امسح على وجهه اللي ملامحه ما بقدر انساها لانها انحفرت جوا عيوني و روحي ..
سيلين : بترجاااك لا تروح و تتركنا .. انا حبيبتك سيلين شو نسيت انك وعدتني تبقى معي العمر كله
بعدوني الممرضات بالقوة ، و لسا صوتي ما وقف و انا انادي عليه ، اهالينا بحالة ذعر من اللي صار ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتحت عيوني و كان كل شي حواليي باللون الابيض ، و انا ممددة على سرير ..
و قبل ما اسند حالي انفتح الباب و دخل منه يوسف ..
كان بنفس الهيئة اللي شفته فيها بأول يوم تقابلنا فيه ..
مشى لعندي بخطواث واثقة و قرب ايده من ايدي ومسكها و شد عليها بقوة كبيرة ، و قال :
كوني قوية متل ما عرفتك ، و تعودت عليكي صبورة دائماً .. انا رح اضل جنبك متل ما وعدتك
رفع ايدي و باسلي اياها ، و ودعني بابتسامته المميزة و طلع ..
بسم الله عليكي .. خدي اشربي مي .. امي يوسف وينه هلا كان عندي ( تبكي ) .. يا امي اصبري على ابتلاء ربك و ان شاءالله بترجعي تلتقي فيه بالجنة ، الله يرحمه و يربط على قلبك .. كان حلم يعني ؟ .. ( بتبكي ) ارتاحي امي رح شوف الاولاد و ارجعلك ، البيت معجوق بالناس و الكل بدو يشوفك .. مو قادرة شوف حدا ، بس جيبيلي اولادي اتطمن عليهم
مرقت اصعب ايام متل الكابوس ..
بكل يوم بمر عليي ، كنت حس جزء من روحي عم ينقص ..
و ما في شي بريحني الا وجود خالد و سالي معي ..
اهله ليوسف ما كان وضعهم احسن مني ؛ فقدان ابنهم بعمر صغير و بحادث مؤسف و مفاجئ ، اكبر سبب ليدخلهم بحالات مرضية و نفسية ، و املهم الوحيد همة ( خالد و سالي ) ..ليذكروهم في ابنهم ..
كل يوم تقريباً كانو يجو يشوفوهم يقضوا النهار و ليلعبوا معهم ..
بعد شهرين من الحادث ، كان يفترض انه باقي لانتهاء عدتي كمان شهرين و عشر ايام بس صار شي ما كان متوقع ..
يتبع ..
الجزء السابع :
سيلين .. يا سيلين وينك امي ؟ .. ماما هيني بالحمام .. خير خير تعي استندي عليي ، اخدة برد .. ما بعرف ، الي كم يوم على هالحالة بس ما خبرت حدا .. شو قصدك ؟ معقول تكوني .. ما بعرف
خبر تمنيت اسمعه انا و يوسف من بعد ما ولدت سالي ، و طال فينا الانتظار بس ما فقدنا الامل ، و راح يوسف قبل ما يفرح كمان مرة و كأنه مكتوب علينا نفترق مشان نفرح بطفل ..
خبرت الكل بالموضوع مشان موعد عدتي اللي تحددت نهايتها بولادتي ، طفل جديد رح يعيش من بداية حياته باليتم ، متل خالد تماماً ..
مشاعر مختلطة سادت على حياتنا بين الفرح و الشوق و بين الحزن عفراق الغالي ..
صورته اللي ما بتفارقني ..
و ادق التفاصيل اللي بخبره اياها كل يوم ، كأنه موجود معنا و زيادة ..
ملابسه اللي بشمهم لأتنفسه ..
باختصار هيك كان روتين حياتي من بعده ..
بنهاية الشهر الرابع من حملي ، و بما اني ما كنت اروح بانتظام عالفحص ، كنت متل عادتي ماسكة صورته ، و حاضنة قميصه ، و اولادي كانوا حواليي ، و بنحكي معه ، غفيت عيوني بعد ما ناموا اولادي ..
وينه وينه ( بفزع ) .. مين هوة ؟ .. لك يوسف مين رح يكون يعني ؟ هلا كان هون .. ااخ يا بنتي والله خايفة عليكي انا .. لا تقولي انه كمان حلم كان هون من شوي مكان ما انتي قاعدة ماما ..و كان لابس هاد القميص (( مسكته و شمته )) و سألني عن الاولاد و وصاني عليهم ، و اخر شي قال : ديري بالك على يوسف الصغير ، و احكيله اني بحبه و مشتاقله كتير .. مين يوسف الصغير ؟..
( حطت ايدها على بطنها ) يمكن هاد ؛ رح سميه يوسف اذا كان ولد متل ما سماه ابوه
فعلا بعد ما فحصت كان البيبي ولد ، و سميناه يوسف ..
كان بشبهني كتير بالشكل عكس خالد و سالي اللي كانوا نسخة طبق الاصل عن ابوهم ..
و هيك بتكون انتهت عدتي ..
و بلشت مرحلة جديدة من حياتي ..
ولادة يوسف كانت بدايتها ، كأنه كلنا انولدنا معه ..
هالوجه الملائكي ، و الضحكة اللي بتدخل السعادة على قلب كل حد بشوفها ..
بس القدر كان مخبيلي مفاجأة نغصت سعادتي ..
بعد شهرين بالضبط من ولادتي ، رجعت تلقيت اتصال جديد من نفس الشخص ..
سيلين .. البقية بحياتك .. شو بدك و هي اجيت متل ما طلبت .. لساتك حلوة متل اول مرة شفتك فيها .. مراد احترم حالك و ادخل بالموضوع .. طيب بعتذر ، رح ادخل بالموضوع فوراً
( لما كنا انا و يوسف بالسيارة وقت صار الحادث ، كنا نتناقش بقصة خالد و انه لازم يعرف الحقيقة عنك بس يوسف كان خايف من ردة فعلك ، انا نصحته انه ما يخفي الحقيقة عن خالد و كان هدفي وقتها انه ازيد المشاكل و علاقتكم تخرب و يكون في مجال ارجع ادخل لحياتك و احصل عليكي )
سيلين : ( العمى شو انك واطي و خسيس ) ممكن تشرح بالتفصيل كيف صار الحادث يومها ؟
مراد : بتؤمري سيلين خانوم .. بس تفضلي امسحي دموعك ما بتحمل شوف انثى بتبكي .. كيف لو كانت هي الاثنى انتي
سحبت المحرمة من ايده و هزيتله براسي ليكمل حديثه ..
( استمر نقاشنا بدون اي خروج عن الاعصاب و كنا رايقين كثير .. يوسف بسوق بسرعة شوي ، و شوي تانية ببطئ .. و الطريق متل ما بتعرفي بعيدة كانت و بدنا نوصل بكير .. برن موبايله و برد بدون ما يحكيلي مين المتصل ، من سياق الحديث فهمت انه الموضوع بخص اهلها ل لينا و ببلش صوته يرتفع و يعصب .. صرت اقنع فيه يصف عاليمين مشان يقدر يحكي براحته و انا باخد بسوق عنه .. ما وافق و استمر بزيادة سرعته و احتد النقاش و ما كانت تخلص هالمكالمة اللي كان ملخصها انه ما حدا يقرب من ابنه بغيابه و بقنع فيهم انه عالطريق و رح يوصل و يجيبلهم الولد بموعدهم الاسبوعي المحدد من زمان بينه و بينهم .. و فجأة بتطلع بوجهنا شاحنة نقل بترول .. و بتصطدم بالسيارة اللي قدامنا و بتشتعل حريقة كبيرة .. بترك يوسف التلفون من ايده و بحاول يتجاوز مكان الحادث لكن القدر كان اسرع من تفكيره و اثر الحادث بلحقنا و بصطدم يوسف بنفس الشاحنة )
سيلين : لك كيف كيف اثر الحادث لحقكم ؟ .. بتقدري تحكي انها منيته حان وقتها ، و عمره انتهى .. الله يرحمه و يجمعني فيه بالجنة .. المهم انا حابب احكي معك بموضوع ؟
لك موضوع شو اللي حكى معي فيه ..
شو هالوقاحة اللي وصلت فيه يطلب يتزوجني ، و بقنعني بانه رح يكون اب حنون على اولادي و اهمهم ( خالد ) باعتبار اني مش امه الحقيقية و اي شخص رح اتزوجه بيوم من الايام ما رح يقبل يربيه بين اولاده ..
كأني انا رح اقدر عيش مع حدا تاني بعد حبيبي يوسف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اقترحوا عليي اهلي اني اشتغل بشهادتي او اي شي ..
بلشت بوظيفتي بمكتب هندسي ، كان عمر يوسف ابني 8 شهور ..
و كنت بكل مشوار اطلع حتى لشغلي اسمع كمية من النصائح و الارشادات ، بما اني ارملة و ما تجاوزت ال ( 28 ) سنة ..
و على قدر عالي من الجمال متل ما بقولو ، و مجتمعنا ما بيرحم ..
دائما لازم كون حذرة بالتعامل مع اي شخص سواء ذكر او انثى !!
لانه الذكر اله اطماعه الخاصة و الانثى خايفة اني اطمع بزوجها مثلا ..
كل شي كنت اتحمله الا اني اسمع حدا بدو يخطبني ، او جايبلي عريس ..
و مع هالاخباريات و القصص اللي بتداولها السنة النسوان بهالبلد ، وصل الخبر لأهل يوسف ..
ام سيلين : و الله يا ام محمد ما في منه هالحكي من وين سمعتيه ؟
ام يوسف : مو مهم من وين سمعته المهم انا جاية و حاطة ايدي بايدك و بدي اياكي توقفي معي لانه متل ما سيلين بنتك هية بنتي كمان
ام سيلين : تفضلي عم اسمعك
/////
سيلين : شي بضحك فعلا ، قال خايفة على احفادها ، لك هدول اولااادي شو عم تحكوا انتوا ؟
ام سيلين : هاد اللي سمعتيه ، يلا البسي شي و انزلي محمد حابب يحكي معك
سيلين : شو بده هاد التاني ؟
ام سيلين : ما بعرف ، اقعدي معه و اعرفي كلشي بدك اياه
اااخ يا قلبي ، يوسف سمعت حبيبي قال بدهم يجوزوني اخوك محمد ، لك كيف كيف بخطر ببالهم هيك اشي ..
معقول انا اترك اولادي و روح اتزوج يعني ؟ ما رح اعمل اي شي يزعلك اتطمن يا عمري موااااه
( باست الصورة و تركتها على سريرها ، حملت يوسف الصغير و نزلت ترمي بشرارة الغضب اللي عم تزيد فيها كل يوم ، من كل شي بتمر فيه و بتشوفه من البشر اللي حواليها )
كان قاعد بصدر المجلس ، و عالطرف التاني ابوه و على يمينه بكنباية تانية كانت امه ، و الجهة المقابلة كانوا ابي و امي و اخي الوسطاني ، و خالد بحضن عمي و سالي مع امي ..
طليت عليهم بخطواتي المتباطئة ، و هدهداتي ليوسف لانه بلش يبكي ..
بلحظة دخولي للغرفة محمد نزل راسه و كأني مو بالمكان ، مرت عمي اخدت مني يوسف بعد ما سلمت عليها و على عمي ، و طنشت وجود محمد عالآخر .. قعدتني جنبها ، و بلشت تحكي بالموضوع بدون مقدمات ، تغرغرت الدموع بعيوني و ما قدرت احبسها ، بس بلحظة كسرت صمتي و حكيت بصوت جهوري : انت شو رأيك محمد ؟
رفع راسه ، و تقابلت عيونا بعد سنين طويلة ، سكتنا احن التنين و حسيت كأنه المكان ما فيه الا انا و اياه ، تزكرت اول مرة شفت هالنظرة منه ، و زادت دموعي بالجريان على وجهي و كأنها نهر ..
قام من مكانه و قال : حابب نقعد على انفراد نحكي اذا في مجال
بدون ما احس على حالي ، قمت و مشيت قدامه لوصلت على صالون تاني ..
انتي منيحة ؟ .. ( بتبكي ) .. امسحي دموعك .. و هي صرنا على انفراد شو اللي كنت حابب تقوله ؟ .. بدي احكي كلام كثير و بتمنى تفتحي قلبك و تسمعيني .. تفضل
بلش حديثه اللي كان اشبه بمقالة ادبية ، كانت مقدمتها رثاء ليوسف و شعوره بعد فقدان الاخ الغالي ، و نصفه الآخر ..
و انه الهدف من زواجنا هوة الحفاظ على اولاد اخوه و رعايتهم لانه ما بتحمل يسمع انه حد اذاهم او عاملهم بطريقة لا تليق بايتام ، و الاخص خالد لانه بدون اب و لا ام ..
و الوصيين عليه شرعا هم اهل يوسف ؛ تبعا للقضايا اللي مرق فيها يوسف لحتى يحصل على حضانته و تنازل اهل امه عنه قانونيا و بتعهد امام القاضي في يوم المحكمة ..
سيلين : موافقة ، بس بشرط
( رفع راسه باهتمام تجاهها )
محمد : اؤمري
سيلين : علاقتنا تكون متل الاخوة .. يعني نمثل الزواج قدام الناس
بعد 18 شهر على موت يوسف..
انقرأت فاتحتي على محمد ..
و كانت تتمة لعمري و قدري المكتوب من قبل ميلادي ..
♡♡♡♡
يوسف ( ببكي ): الله يرحمك يا بابا يوسف ياريت شوفه بشي منام
سيلين : حبيبي ما تبكي ادعيله و ان شاءالله ربنا بجمعكم بالآخرة
انتهت حكاية خالد ، و فهم كل شي كان غامض بحياته ، و اجا الوقت لاتخاذ قرار مهم في حياته ..
محمد كان منسجم كتير بالقصة ، و عند اخر جزء فيها شفت نفس الضحكة اللي طلعت منه وقت ما انتقلت علاقتنا من اخوة لحياة طبيعية متلنا متل اي زوجين ..
صار وقت العشا و ما حدا اله نفس ، قمت احضرلهم اكل ، و اغير الجو المخيم على العيلة ..
خالد و يوسف كتير حزينين ، و زيد بواسي فيهم ..
و رهف حاضنة محمد و عم تبكي بشدة ..
و سالي كانت مو بالجو و مشغولة بهالموبايل من اول الجلسة ..
اما انا كان فكري بمحمد اللي لحد هلأ ما جهزتله شي مشان سفره ، بسبب اللي صار مع خالد ، و اللي صار كتير قريب ..
صرت دور بعيوني عليه ، لقيته قاعد بمكانه و عيونه عم يراقبوا اشي بحرص شديد ، مشيت بنظري لأعرف شو هو الشيء ؟!
و لما وصلت بعيوني ؛ لفتتلي نظري و بلشت دقق كتير فيها ..
صار عندي فضول اعرف مع مين عم تحكي و تكتب بايد و ترفع شعرها الناعم اللي ماخدة لونه من ابوها ؛ بايدها التانية ..
و بتعطي ابتسامات مع ضحكات هادية ..
بهالوقت صار كل الموجودين نظرهم عليها و هية مو حاسة بأي شي بصير حواليها ، و مرق وقت منيح و نحن بس عم نراقبها لحد ما رفعت راسها و شافت منظرنا كيف عم نتأملها ، خجلت و حاولت تتهرب من الموقف :
سالي : شو فيه ليه هيك اشكالكم ؟
يوسف : لا ولا شي بس بنستنى فيكي تخلصي عشان نعرف شو اللي كان مفرحك هالقد ست سالي ؟
سالي : ههههه لك لا ولا شي انت التاني بس عم احكي مع … مع ( تلبكت و ما عرفت شو تحكي )
محمد : كملي عمو مع مين كنتي تحكي ؟
زيد : عادي اختي احنا عيلة ديموقراطية
سالي : لا ما في شي اخاف منه بس ( .. ) و هي كل قصتي انا و آدم
اتطلعنا انا و محمد ببعض ، و خالد صفن فيها صفنة طويلة ، و قال :
طيب يجي هوة و اهله يخطبوكي ليش كل هاللفة و الدوخة هاي
جاوبته بصوت هادي :
هون المشكلة
سند جلسته محمد و قال :
خير ؟ اذا الفلوس قوليله ما يعتبرها عائق ، الرجال ما بينقاس بفلوسه
سالي : لا عمو مو الفلوس .. اممم بصراحة
( حكينا كلنا بصوت واحد )
آاااه ؟
سالي : خايف يفتح موضوع الزواج مع اهله و هو لسا مو جاهز ، يعني ابوه بدو يساعده اكيد بس ما بدو يكون كل اعتماده عليه
كلمتها قشعرت بدني ، حسيت بشعور اليتم اللي كان ممكن يحسوا فيه اولادي لو بقيت بدون زواج ، او لو اخدت حدا غير محمد و تركت خالد بهالدنيا بلا اب او ام ..
كل الدنيا ما بتعوض مكان الاب الحنون ، بس ممكن ربنا يوضع في طريقنا اشخاص يكونوا سبب لسعادتنا ، و بنفس الوقت بكسبوا الثواب من اسباب هالسعادة الغير مباشرة اللي زرعوها في طريقنا ..
كانت في حكمة يوسف يحكيلي اياها دائماً و بآمن فيها كتير لأنها بتمثل كل حياتي اللي عشتها (( من اتّكل على حسن اختيار الله له ؛ لم يتمنّ غير ما اختار الله له )) ..
كل يوم بحمد ربي على الحياة اللي وهبني اياها ، و بجدد صبري على كل ابتلاء ابتلاني فيه ، و بقوي ايماني ب (( المؤمنون أشد بلوة )) ..
♡♡♡♡
كان صعب عليي وداع محمد ، خصوصاً بهالظروف اللي مرقنا فيها بآخر فترة ، و دعناه و لسانه ما وقف عن التوصيات ..
خالد من وقت ما عرف الحقيقة انتقل لبيت جده ينام عند مرت عمي ، بس يرجع من شغله بيجي عنا مشان يضل جنبي ، و لا زال متكتم على مصدر الصورة ؛ ما خبرنا حد بالعيلة مشان ما نفتح دفاتر قديمة و جروحات اثرها لازال موجود بقلوبنا ..
قعدت بغرفتي و سندت راسي على مخدة لحتى ارتاح ، و صرت استرجع ذكرياتي انا و محمد ، و كيف وصلنا لهاليوم انا و اياه ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتفقنا نكون متل الاخوة انا و اياه ، و وافق على شرطي بشرط من عنده انه نحاول نكون اصدقاء ، ما كنت فاهمة شو قصده من هالشرط لانه كان تفكيري مركز على موضوع انه ما كون لشخص تاني بعد حبيبي و ابو اولادي يوسف الله يرحمه ..
فتح عيادة مشان يشغل حاله فيها بما انه واجبه تجاهي كان اب لاولادي ، و زوج شكلي قدام الجميع ..
ما كان فارق معي غيابه عن البيت لانه قرر يسكن مع اهله بنفس الفيلا ، و اقنع امه انه هيك بتضل تشوف اولاد ابنها دايما و بتساعدني بتربايتهم خلال فترة دوامي ..
اتدايقت منه بالبداية لانه هيك ما رح يقدر ينام بمكان تاني لما يرجع عالبيت ..
بس هوة كان اذكى مني بهالموضوع ، و جاب صوفاية كبيرة لغرفة النوم اللي كانت من احلى ما يكون ، و تحولت لمكان نومه ..
غير عن غرفة خالد و يوسف ، و غرفة سالي الخاصة فيها ..
حماتي واسئلتها عن الحمل كانت معدومة جداً ، و معاملتها معي انقلبت عالآخر ؛ محمد كان عامل حدود و مانع اي حدا يتدخل فيي ، و حتى اذا ما عجبهم اي شي من تربيتي لاولادي ، يعتبروا حالهم ما شافوا شي ..
مرقت علينا شهور ، و كلامنا ما يزيد عن الصداقة من جهته ، اما من جهتي لسا ما كنت متقبلة الوضع و بتعامل مرة بنشافة و مرة اكون منيحة ..
مزاجية لابعد الحدود ..
كنت مبسوطة بشوفة اولادي عم يلعبو و يقضوا خاطرهم من كل شي بتمنوه ..
و احياناً انسى انهم ايتام ، و صار قلبي يلين شوي شوي لمحمد ، و اهتم فيه لحتى ما تصير عنده ردة فعل عكسية من تصرفاتي ..
هيك كنت افكر ..
و كل واحد فينا بكون محتاج حدا يسنده ، بضل عنده شعور الخوف و القلق من انه تكون تصرفاته عم تبعد هالشخص عنه ..
سيلين : بدك تلبس هاد ولا هاد ؟ مشان اكويلك
محمد : ما تغلبي حالك انا بدبر حالي ، صحيح شو صار بموضوع الشغالة ؟
سيلين : أي شغالة ؟
يتبع ..
الجزء الثامن :
كان محمد بدو يجيب شغالة خاصة فينا ، غير عن اللي بالبيت ، مشان تهتم باموره و ما يحرجني او يحسسني اني ما عم قوم بواجباتي ..
محمد : شو نسيتي ، مو اتفقنا نجيب وحدة مشان ..
سيلين : لا لا انسى ، بصراحة خايفة عالاولاد منها ؛ بقولو الشغالات ممكن يأذوا الاطفال و هيك قصص يعني ، خلص هي انا بدير بالي عليك ..
قصدي .. قصدي
ما بعرف كيف طلعت هالكلمة مني ..
لمعة عيونه ضوت على المكان متل ما كنت اشوفها بالمستشفى لما كنت مريضة ..
احمروا خدودي و تلبكت ..
بالاحرى دبت بمكاني ..
محمد : يلا ماشي ، خليني البس اي شي انا لاني تأخرت عالعيادة
سيلين : خلص هلا بكوي كل شي و بعلقهم مشان يكونو جاهزين وقت ما بتحتاجهم
محمد : يسلمو ايديكي
طنشني بطريقة ملحوظة و حمل اغراضه و راح يلبس بالحمام متل العادة ..
بس طلع طلبت منه اذن روح عند اهلي ، لانه مناوب بالمستشفى و ما رح يرجع لبعد بكرا ..
هز براسه و حكالي سلمي عليهم ..
زياراته لعند اهلي كتير محدودة و قليلة ، ما كان حد بيعرف هالسر اللي بياناتنا الا امي و مرت اخي الكبير لانه كانت قريبة كتير مني ، بعد ما سافرت دانة مع زوجها على كندا ..
لما رحت عند اهلي كانت امي جامعة نسوان اخواني التلاتة بدون ما اعرف بوجودهم ، بابا كان موجود كمان و متل العادة ركض عليه خالد و حضنه ، و قعد خالد و يوسف كل واحد على ركبة ، و صاروا يلعبوا معه ..
.. : يا حرام هالولد شو رح يصير لو يعرف انه هدول مو اهل امه الحقيقية ؟
.. : اه والله خطي ، رح ينصدم صدمة كبيرة ، و يمكن يحتاج طبيب نفسي
كانوا نسوان اخي الوسطاني و الصغير عم يتوشوشوا بصوت مسموع ، و امي تمسك ايدي و تصبرني ، و تأشرلي بعيونها اني طنشهم ؛ لانه كلامهم ما بقدم و لا بأخر بس مجرد سم عم يبخوه من كيدهم و قهرهم ..
قعدت بغرفتي و ضميت ركبي و سندت راسي عليهم ، كنت حاول امنع دموعي تنزل ، قبل ما ينفتح الباب و لملمهم حتى ما يفضحوني ، او بالاخص يفضحوا ضعفي ، متل ما توقعت كانت هية ، وجودها و كلماتها كانت تريحني دايما :
نور : ما بدي شوف ولا دمعة عم تفهمي
لسا ما كملت جملتها و انهرت بالبكى ، قربت مني اكتر و حضنتني
بتعرفي ليه هيك حالتك ؟
سيلين : …
نور : لانه ما عندك استقرار داخلي يعطيكي قوة تخليكي تواجهي و اتدمري كل حدا بحاول يئذيكي
سيلين : و من وين بدي جيبه لهالاستقرار الداخلي ؟ ما انتي اكبر شاهدة على كل شي مريت فيه ، و مخزن اسراري بعد امي
نور : سيلين افهميني ، انتي و محمد لازم ..
سيلين : لا تكملي .. اوعي تفتحي هالموضوع ، مستحيل و من سابع المستحيلات اسمح لحدا يلمسني بعد يوسف
نور : بس هالشي اكبر غلط بحقك و حقه .. اطلبي الطلاق و ارجعي عيشي عند اهلك احسن
سيلين : لا الاولاد كتير مبسوطين و هوة كمان عم شوف قلبه بيضحك لما يكون معهم
سندت حالي و كملت حديثي :
محمد شخص كتير حنون ، و طيبة قلبه و محبته للناس ما الها مثيل
نور : المرة الجاي رح صورك فيديو و ابعتله اياه مشان تشوفي حنيته مزبوط
سيلين : ايه الحق مو عليكي اصلاً
و مسكت المخدة و ضربتها على كتفها
تبدلت دموعي لضحكات خلال ثواني معدودة ..
طلعتني من غرفتي ، و رجعت لاجواء القعدة ..
////
انا بنصحك اتطلقها .. صعب .. مش معقول صبرك ما اله حد يعني ؟ .. لا تخليني اندم اني حكتلك.. يا صديقي يا محمد الك اكثر من سنة على هالحال و انت كل يوم بتتأمل انها تحس فيك و بحبك الها ، و في المقابل في وحدة بتتمنى انك تحس بحبها الك ، و بعد ما املتها فيك .. ما املت حدا انا ، كرستينا عارفة من البداية اني ما بحبها و لا رح احبها ،
يلا بدي اروح انا .. بشوفك
سكر المكالمة مع صاحبه و انا لسا واقفة مصدومة من ورا باب الغرفة بدون ما احس على حالي ، فتح الباب و لقاني بوجهه
محمد : سيلين ، شو بتعملي هون ؟
بلعت ريقي و انا عم اتطلع فيه ، انحرجت و ما عرفت بشو ارد ..
انسحب من المكان و انا دخلت الغرفة ، و بكل ما فيي من وجع غمرت راسي بالمخدة و بلشت ابكي بحرقة كبيرة ..
فكرت بمحمد كتير ..
شو ذنبه ليعيش معي و يضيع عمره اللي يمرق ..
شب كل بنت بتتمناه ، دكتور و من عيلة مرموقة ، و جماله متل يوسف و يمكن احلى كمان ..
و الاهم من كل هاد انه بحبني ، اه بحبني انا و مفضلني على كل البنات اللي بعرفهم ..
بس انا شو ؟ انا لمين ؟ و لوين رح توصلني هالرحلة اللي اخترت طريقها بمحض ارادتي ؟ نصائح نور و كلام امي معي كل هالوقت اثرت فيي ؟
لا لا مستحيل ، انا قلبي بس ملك ليوسف ، و ما بسمح لحدا يشاركه فيه ، لازم انسى كل اللي سمعته و كمل حياتنا متل ما هية هلا ..
اصلا شو دخلني انا ، هو اللي اختار و مجبور يستمر ..
فتحت عيوني مفزوعة من هالحلم اللي بلاحقني كل مرة بنام فيها و انا ببكي بشوفه ، لقيت اولادي حواليي ، قمت بسرعة و سألت خالد و سالي اللي عم يبكوا :
شو القصة ليه عم تبكوا ؟
خالد : فكرناكي ما رح تصحي و تتركينا متل بابا
سيلين : لا يا امي شو اترككم ، انا كنت نايمة لاني تعبانة ، بس هي شوف عيوني فتحتهم
التموا حواليي و ضميتهم ، خفت كتير ، بعد ما شفت هالحلم ..
انفتح باب الغرفة ، بعد ما سمعت دقته و حكيت تفضل :
صحيتي .. الحمدلله .. مش حكتلكم يا تيتا انه ماما نايمة .. ليش كم الي نايمة ؟ .. و الله يا بنتي ما بعرف على حد علمي انك مع محمد بالغرفة بس محمد بالعيادة و الاولاد استفقدوكي من كم ساعة و ضلوا فوق راسك .. سامحيني ما حسيت على حالي
♤♤♤♤
بعد ما صار عنده امل اني اتقبل وجوده بحياتي ، و صداقتنا زادت نوعا ما ؛ انقلبت لشخصية متعجرفة و تصرفات ما بتطلع من وحدة عايشة مع شخص بحترمها و بودها ..
و فجرت القنبلة لما طلبت منه يغير مكان نومه لغرفة تانية ، وافقني بدون نقاش ، و بدون ما يشعر اهله ؛ اللي كانوا مفكرين انه عايشين بالعسل مع بعض ..
بعد ما مر علينا كم شهر و قربنا على الذكرى الثانية لزواجنا ، بيوم صحيت على صوت حماتي و هية بتلاحقه باسئلة كان جوابها اصعب من انه ينحكى ..
ام محمد : ليش نايم هون ؟ امانة امانة احكيلي شو صاير يمكن اساعدك و اصالحلك اياها
محمد : والله ما في اشي بس يوسف صحي بالليل و كنت انيم فيه و ضليت نايم هون من النعس
ام محمد : يعني اكيد ما زعلتها لمرتك ؟ دير بالك عليها يا امي هاي امانة عندنا و ما بدنا اياها الا تكون راضية
سيلين : صباح الخير مرت عمي شو في ؟
أول ما حكيت صباح الخير التفتوا عليي تنيناتهم ..
مرت عمي شهقت و حطت ايدها على تمها ..
اجت عين محمد عليي و الدهشة بانت بعيونه ..
و حكى بنبرة حادة : ليش طالعة من الغرفة بهالمنظر ؟ مفكرة حالك ببيت لحالك
زميت شفافي ، و هزيت براسي بالايجاب و دخلت على غرفتي و انا عم سب على حالي الف مسبة كيف نسيت وضعنا و طلعت قدامه هيك ؟
طلعت عليهم و كان شكلي طبيعي متل اي وحدة متزوجة ..
يومها كنت لابسة قميص نوم حريري ، و صاحية من النوم ، شعري الذهبي و الطويل مفرود و نازلة خصلات منه على وجهي ..
ما كنت منتبهة عحالي ، لاني من بعد ما صار محمد ينام بغرفة تانية ، عم آخد راحتي باللبس و انا بغرفتي ..
نقزت على فتحة الباب بطريقة قوية ، دخل و سكر الباب بالمفتاح ..
وقف و ارتكى بظهره على الباب ، و عيونه معلقة عليي ، انا لسا واقفة مو مستوعبة المشهد ، صرت دور على شي غطي حالي فيه ، كان روبي مرمي على طرف السرير ..
تقدم بخطوات ثقيلة ، و تناول الروب و رماه عليه ..
التقطه بايدي و لبسته ..
سيلين : شكرا .. محمد انا .. انا
محمد : هشش ما تحكي شي بسيطة ، بس انا تصرفت هيك عشان امي .. يعني عشان تصدق تمثيلتنا
سيلين : …
محمد : ياريت تحاولي مرة تانية تنتبهي على لبسك قبل ما تطلعي من باب غرفتك
سيلين : طيب ليه قفلت الباب بالمفتاح ؟
اتطلع فيي بطريقة استهزائية و قال : لا تخافي .. اكيد عشان يكتمل سيناريو مسلسل حياتنا ( ضحك ضحكة صفراء و هز براسه ، و طلع من الغرفة )
////
هههههههههههههههه لك لا مو معقول .. نور عم تتمسخري ( بعصبية ) .. يعني معه حق صراحة يزت عليكي الروب ، مو وجه نعمة انتي هههههههههههههه من زمان ما ضحكت هالقد .. والله يا امي انا خايفة يكون عنده ضعف هاد جوزك ، مو معقول رجال طبيعي يشوف وحدة بهالمنظر قدامه و يتصرف هيك .. هاد اللي طلع معك انتي كمان ؟ الحق عليي انا اللي حكتلكم ، بدل ما تقولي هاد محترم الشرط اللي بيناتنا و مقدر نفسيتي
رجعت عالبيت بعد ما تعرضت للمسخرة من امي و نور ، دخلت البيت كان عامر باسلافي و عائلاتهم و الهيئة منتظرين رجعتي ..
دورت بعيوني على محمد ، ما كان موجود تنهدت و فتت سلمت عالجميع ..
و احنا قاعدين عم نتحاكى و نلعب بهالصغار ، حسيت بايدين انحطت على كتافي و التمست بطريقة طفولية و قمت من مكاني ، وسط ضحكة عالية من القاعدين و ابتسامة هادية منه حطيت ايدي على تمي و رجعت لمكاني بدون ما احكي اي شي
محمد : اسف ، حبيت اعملك مفاجأة
قعد بجنبي و لف ايده على خصري ، و شدني لعنده حتى تقابلت عيونا ..
شلت ايده عني و تنحنحت ، قمت من مكاني و رحت عالمطبخ ، قعدت على كرسي و اخدت نفس ، لسا ما لحقت كمل هالنفس الا بشوفه فايت المطبخ ..
سحب كرسي ، و لفه للجهة المعاكسة ، وقعد عليه ..
محمد : ليش بتهربي ؟
سيلين : معلش مو جاي عبالي احكي .. بس ما فهمت من شو اهرب ؟
محمد : من الحياة
سيلين : …
محمد : ما عجبك الجواب .. ماشي بس الليلة النا حديث لازم ننهيه ، عشان تفهمي اكثر رح نحط النقط عالحروف
رجع الكرسي لمحله بعصبية ، و طلع بدون ما يعطيني اي اهتمام ..
مسكت اعصابي ، و منعت دموعي تنزل لانه مو وقتها ..
♤♤♤♤
سيلين .. سنتين و دقيقة ما رح استمر بهالوضع ، انا انا ، احم .. انت شو محمد ؟ كمل ليش سكتت .. خدي هاد .. شو هاد ؟ .. اقرأيه و بعدين بنكمل حكي
اعطاني دفتر مذكرات ، دايما كنت شوفه بس ما كنت بهتم بخصوصياته ..
و فتحت الدفتر و يا ريتني ما فتحته ..
يتبع ..
الجزء التاسع :
باقي يومين على ذكرى زواجنا ، و الدفتر معي من اسبوع ، قرأته اكتر من 3 مرات ، و بكل مرة عيوني بتغرق بالدموع على نفس الكلمات :
) صدفة رؤيتي لها اشبه بمعجزة لرؤية ملك من السماء / يا لجنون قدري الذي جعل عشقي لها من الموبقات / قبلة من شفاهها كفيلة بثمالتي حتى الموت / تَمَرُّدي على كبريائك يزداد مع كل لمسة خاطئة من يدي / اقتربت النهاية و اقسم لك ان تكون بداية لتحقيق كل ما تمنيته منذ ان بدأتُ أرى ضوءاً يلمع في عيناي ، كلما وقفت امام مرآتي اللعينة التي تذكرني باني اعشقك حد اللانهاية )
كان هالدفتر فيه كل حرف من لما التقى فيي لحد اليوم اللي اعطاني اياه ، قدرت اشعر بكمية الوجع اللي تجرعه لحظة ما عرف اني بكون حبيبة يوسف ، توأم روحه – هيك كان يوصفه بالدفتر – و بدون اي احساس مني ، قدرت بكل ما اوتيت من انانية اني احرق قلبه ؛ عليي و على اهله اللي تغرب عنهم و طلع من بلده مشان يكون بمكان ما التقى معه فيه ، بس مع هيك ما لقيت اي صفة سيئة نعتني فيها ، كلامه كان دافي و حنون متله تماما ، و هالشي زاد من شعوري بالذنب تجاهه و تجاه يوسف كمان ، لاني سمحت لحالي اتجاهل حب او العب بمشاعر اعز الناس لقلبه ، حتى لو كان بدون قصد مني ، بس بكفيني نظراته و اهتمامه لمحمد اللي كانت اكبر من انه تنوصف ب كلمة حب او عشق ..
يوسف : ماما انا جوعان
سيلين : خسى الجوع يا قلبي تعى معي
صوته الناعم صحاني من غفلتي ، مسكت ايده الصغيرة و نزلنا عالمطبخ مشان اطعميه ، حسيت كأنه البيت مهجور ما في صوت لخالد و لا سالي و لا حتى مرت عمي ..
سالت يوسف عنهم ، قلب شفايفه و رفع اكتافه كانه حدا موصيه ما يحكي ، ضحكت على منظره و كمل اكلاته ..
كنا عم نغسّل و سمعنا صوت باب البيت انفتح ، و تعبى البيت صوت ضحكات و لعب صغار ، القيت نظرة لقيت ( سالي / ليان / خالد / مجد ) كل واحد حامل بالون و كومة العاب ..
خالد : ماما ماما شوفي عمو شو شرالنا
سالي :و اخدنا عالسينما كمان
سيلين :يا عيني نيالكم .. وينه عمو و ليان و مجد مع مين جايين ؟
خالد : كمان عمو وائل اجا معنا و طلعنا كلنا عالمول
وائل : ههههههه شو بشوف بلشت التحقيقات
التفتت لمصدر الصوت ، كان محمد و وائل عم يضحكوا و بعلقوا على خالد و سالي ، محمد لمعوا عيونه لما شافني ، بما النا اسبوع مو ملتقيين حتى لو بالصدفة و نحن بنفس البيت ، اما وائل انا متأكدة انه بيعرف كل التفاصيل و بكل سهولة بقدر افهم على تلميحاته ..
سيلين : اهلين وائل كيفك ؟ اكيد بدي اتطمن على اولادي ولوو ، الا ازا عندك مانع !
وائل : لا الله يسامحك عم نمزح بس ، مو هيك ابو زيد ؟
شو ابو زيد ؟ لك شو عم يخبص هاد ؟ تمنيت تنشق الارض وتبلعني بهاللحظة ، بس للاسف ما انشقت و انجبرت ضل ساير و اتحاشى تطليعات محمد و مراقبته لكل حركة فيي ، يعني باختصار ازا هربت رح يبين عليي ..
سيلين : يلا يا اولاد تعو غسلو و غيروا اواعيكم
خالد : ماما انا بس اكبر بدي اتجوز ليان .. عادي صح ؟
اتطلعنا احنا التلات ببعض و كتمنا ضحكتنا ، قام محمد من مكانه و قرب لعند خالد و مسكه من كتافه :
ماشاءالله عليك كبرت وصرت رجال ، اكيد عادي بس لازم تسأل عمو وائل اول .. صح يا عمو ؟ ( و لف وجهه على وائل و اعطاه غمزة )
خالد : عمو انا بدي اتجوز لولو معلش ؟ بس بتستناني لما اكبر عشان بدي نسكن انا واياها ببيت لحالنا متل ماما و بابا الله يرحمه
كلمته كانت اشبه بصعقة كهربا ، مو كلام و لد بعمر 7 سنين ، ما قدرت افتح تمي بحرف ..
محمد و وائل قلبوا الموضوع لمزح ، و فهموه انه ماما و عمك محمد عايشين هون عشان تيتا و جدو يضلو يشوفوكم دائما ..
ليش هيك صار ، شو هالتوقيت اللي اخترته لتذكرنا بالحقيقة اللي مخبينها عن العالم ..
بحمد الله وصلت سلفتي و كانو معها عمي و مرت عمي ، و تغير مجرى الحديث كله ، بس انا ما كنت بالاجواء و عقلي مشغول باليومين اللي بقيوا من المهلة اللي اعطاني اياها محمد ، بس ما في شي بضل متل ما هو ، صدق اللي قال ( تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ) ..
زينة :سيلين تعي معي عالمطبخ نعمل شغلة ناكلها
قمت مع سلفتي و كنت متل الشخص المنوم مغناطيسياً ..
وصلنا المطبخ و شفتها سكرت الباب و سحبت كرسيين وقعدت انا واياها ..
تصرفها لفت انتباهي و سألتها بدهشة :خير زينة شو في ؟.. بدي احكيلك اشياء كان لازم تعرفيهم من زمان .. متل شو ؟.. صدقيني يا سيلين اني ما بتمنالك الا كل خير و انتي اصلا متل اختي الكبيرة و بتعرفي غلاوتك عندي.. زينة ادخلي بالموضوع لو سمحتي .. طيب طيب ، هادا يا ستي اليوم مرت عمي بتحكيلي انه انه ( و صارت تضرب باصابع ايديها السبابة ) انه محمد بدو يرجع لكريستينا .. ما فهمت ؟ مين هاي كريستينا ؟.. ( اتطلعت على سيلين بعيون حزينة ) هي دكتورة كانت تتخصص مع محمد و اللي سمعته انه كان بدو يتجوزها بس اهله اجبروا يتجوزك مشان .. اه اه حكالي عنها ، يا ستي عادي الشرع حلل اربعة ، مين انا اصلا لامنعه ؟.. ( اتطلعت فيها باستغراب ) بتعرفيها ؟ و عادي عندك ؟ ، عكل انا بس حبيت نبهك و انتي حرة بالاخير هي حياتك .. شكراً لانك خبرتيني ( مسكت ايدها وشدت عليها ) يلا قومي نعمل بوشار
♤♤♤♤
كملت القعدة و كأني ما سمعت اشي من زينة ، بس ما كان قلبي مرتاح ابداً ، حاسة اني وصلت لنهاية اللعبة ..
كان يديق نفسي كل ما تيجي عيني على الدرج اللي بطلع على طابق غرف النوم ، خطر على بالي هداك الحلم اللي بشوفه كل ما نام و انا بكيانة ..
شي فظيع انك تشوف حالك عم تطلع على درج طويل كتير كتير كانه ما اله نهاية ، و اتضل تطلع و تطلع و كل ما تلتفت لورا تشوف حالك بأحد مراحل حياتك ، و كل ما تقطع مسافة تشوف اشخاص مرقوا بحياتك و احيانا يتكرروا نفس الاشخاص ، بس اكثر شي كان يفزعني من هالمنام شوف يوسف عم يتطلع عليي من مكان بعيد كتير و اضل اطلع لاوصله و كل ما اقرب عليه يبعد عني اكتر ، لحد ما وصلت لمكان و اختفت صورته تماماً ، لتيجي مكانها صورة شخص تاني ، هو نفس الشخص اللي عقلي ما بدو اياه بس قلبي عم ينادي عليه ..
صراع بين العقل والقلب ..
وائل : يلا تصبحوا على خير
الجميع : تلاقي خير
وائل : و بنتمنالكم سنوية زواج سعيدة
انا كنت واقفة و عم ودع زينة لما حكى هالجملة وائل ..
مد ايده محمد ، و مسك ايدي و باسها برومنسية قدام الكل ..
ركزت نظري على الوضعية اللي كنا فيها ، و سحبتها منه بهدوء ، و ابتسمت بتصنع للجميع ، و طلعت على غرفتي ، و قفلت الباب عحالي ، رجعت لوضع الاكتئاب اللي كنت فيه ..
بعد اقل من ساعة اندق باب الغرفة ، لما سمعت صوته شي جواتي جبرني اني افتحله
محمد : ما بدك تطمني على اولادك ؟
سيلين : ناموا ؟
كان عم يحكي و هو فاتح الباب نص فتحة و جسمه برا الغرفة ، دخل و سكر الباب ، انا كنت واقفة و عم اتفرج عليه ، قعد على السرير و تنهد تنهيدة حسيت كأنها عاصفة لفحت بوجهي ..
محمد : ليش بتهربي دايما ؟
سيلين : … محمد معلش انا تعبانة
محمد :سلامتك
سكت شوي و كمل : قراتي الدفتر ؟
بلعت ريقي ، و قعدت على الصوفا و انا مشتتة نظري ؛ لاني مو قادرة اتطلع فيه و احكي ..
لك شو احكي اصلاً ؟ بعد اللي قراته كانه ما بقي كلام بكل الدنيا ..
اجا و قعد جنبي ، أول مرة بنكون لحالنا و بقرب مني هيك ..
حسيت دقات قلبي مسموعة ، و رجفة جسمي صارت واضحة ، من وين جاب هالجرأة ؟
ياربي .. صرت ادعي بيني وبين حالي و غمضت عيوني كأني بتمنى روح لعالم تاني و اخلص من اللي انا فيه ..
محمد :ليش غمضتي عيونك ؟ هالقد وجودي زاعجك ؟ فتحيهم ، ما قرأتي شو كاتب عنهم ، و شو صار فيي لما شفتهم اول مرة ؟ ارجوكي فتحيهم و اتطلعي فيي لاني بدي ضل اتزكر كيف غرقت فيهم مع اني سبّاح ماهر
سيلين : ….
محمد : سيلين .. عم تسمعيني ؟
مسك ايدي ، فتحت عيوني على وسعهم و اتطلعت على ايدينا كيف مشبوكين ببعض ، سحبتها بقوة و وقفت قباله و رفعت اصبعي و وجهته عليه بطريقة تهديد
سيلين: اياك .. اياك يا محمد تحاول تقرب مني عم تفهم .. انا مو الك .. و ما رح كون لحدا غير يوسف .. ما حدا قلك تحبني و لا جبرتك تتجوزني .. و انت وافقت على الشرط و بدك تتحمل .. بدك تتجوز حبيبتك روح تجوزها .. اصلا بكفي خبيت انك انغصبت عليي .. ما رح سامحك على هالشي .. لو خبرتني كنت انا رفضت و انت تجوزت اللي بدك اياها .. مو تحملني جميلة بزواجك مني ..
كان عم يتطلع عليي و عيونه رح تطلع من راسه من الكلام اللي سمعه ..
محمد : خلصتي ؟
سيلين : لو سمحت حابة ابقى لحالي
محمد : متل ما بدك ، بس بدك تحكيلي من وين جبتي كل هالمسخرة اللي حكيتيها من شوي ؟!
ما اعرت اي اهتمام لكلامه لاني مجرد اني انهيت كلامي ، صرت ارجف و ابكي بضعف شديد ..
كأني كنت عاصفة و انتهت لتبدا حياة جديدة بعدها ..
قعدت عالارض و شفته قاعد جنبي بعد ما كان قريب من الباب و بدو يتركني ، كاني عم اطلب منه يقرب مو يبعد ..
بعترف اني كنت محتاجة كتير بهاللحظة لحدا يضمني ، و يشعرني بالامان و القوة ..
جواتي كان طفل ضايع ، يتيم ..
معقول انا كمان تيتمت متل اولادي بعد موت يوسف ؟
اول ما ضمينا بعض تزكرت كلمة نور لما قالتلي ( ما عندك استقرار داخلي ) ..
فعلاً داخلي كان مشتت و ما بعرف وين انا و لوين ماخدتني الايام ..
كل انثى و ذكر مهما اكتلمت صفاتهم ، بكون جواهم شي ناقص ما بيكتمل الا من الطرف التاني ..
حضنه كان كتير دافي و اخدني لعالم تاني ، بعد ما كنت تايهة بعالم الضياع ..
همساته المليانة حب ، و مو اي حب ، مشاعر مميزة ، و متزنة ، و عوضني عن كل العاطفة اللي كنت محرومة منها بعد فقداني ليوسف ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجت عينه عالمراية وشافني مفتحة عيوني ، كان لافف نص جسمه بمنشفة ، و واقف قدام المراية عم يلبس ساعته ..
استغربت ليه هيك شكله ، اول مرة بتجرأ يطلع بهالشكل قدامي ..
ابتسملي بدفا و اعطاني غمزة بعيونه البنية ، و قال : صباح الخير
صوته خلاني اصحى من اللي انا فيه ، لفيت حالي بالغطا اللي كان عليي و زورته بدون ما رد بأي كلمة ، و فتت عالحمام ..
شغلت الدش و قعدت تحت المي ، دموعي المالحة كانت عم تحرق وجهي اكتر من المي السخنة النازلة من الدش ..
وعيت على صوت خبط قوي
محمد : سيلين انتي منيحة ؟ عم تسمعيني ؟ ردي عليي و طمنيني
فتحت الباب و كنت مغطية كل جسمي بالمنشفة ، قلتله :
يتبع ..
الجزء العاشر :
انا منيحة لا تخاف .. و لو سمحت تطلع لبرا بدي البس
هز راسه و طلع فوراً ..
طلعت من الحمام و صرت اخبط بكل شي قدامي و كسر فيه ..
اخر شي شفت حالي بالمراية و تزكرت كل شي صار ، مسكت علبة العطر و كسرت فيها المراية ..
فتح الباب عليي ، و منع اي حد يدخل معه ..
فات لقاني مرمية عالارض و كل ايدي دم ..
صار يدور على كحول ليعقمني ، اخر شي بتزكره انه كان ماسك شاش و عم ينضفلي اياها ..
الحمدلله عسلامتك ( بعيون مليانة دموع ).. ما متت انا ؟ .. بعيد الشر عنك ، انا و لا انتي ، حبيبتي ( نزلو دموعهم التنين و كل واحد عم يحكي حكاية بنظراته ) .. سامحني محمد .. انتي اللي سامحيني ، كان لازم استناكي لتكون نفسيتك مستعدة اكتر .. اديه بدك تستنى كمان ؟ خلص بكفيك ، انا و اياك مكتوبلنا نكمل المشوار سوا ، و اللي كاتبه ربك رح يصير( مسحلها دموعها باطراف اصابعه ، و صار يلعبلها بشعراتها و يهديها ، قرب اكتر لعندها ) .. ممكن توسعيلي حابب كون قريب منك .. ( مبتسمة ) اكيد تفضل
ما استناني حتى وسعله ، و رفعني من مكاني بايديه و و تمدد جنبي ، قرب مني و همسلي :
محمد : محضرلك مفاجاة
سيلين : شو هية ؟
كان تاني يوم ذكرى زواجنا ، و فعلا متل ما كان متوقع و كاتب بالدفتر انه رح يكون بداية لحياة جديدة النا مع بعض ، فاجأني بحجز لشهر عسل و قبل ما نروح عالمطار كان عازمني على عشا لانه طيارتنا كانت بوقت متأخر ..
كان عشا كتير رومنسي ، حاولت اتحاشى اي تفاصيل متشابهة مرقت عليي مع يوسف ، لانهم كانوا كتير متشابهين برومنسيتهم بكل النواحي ، و كأني كنت بسباق مين بحبني اكتر من التاني ..
الحياة مستمرة ، مستقبلنا مكتوب و مقدر من ربنا و نحن علينا نسعى لنوصل لكل شي بنتمناه و بنحلم فيه ..
محمد كان مثال للصبر ، اكيد ما بتمنى يموت اخوه ليتزوجني ، لكن هيك نصيبنا ..
رجعنا من شهر العسل بروح جديدة ، بس اللي ما كنت متوقعته يكون محضر مفاجأة تانية ، كل يوم بمرق عليي معه بكتشف معاني جديدة للسعادة ..
عجبك البيت ؟ .. كتير ، يسلمو ايديك بس متى .. من زمان ، قصدي من لما سمعتيني و انا بحكي مع صاحبي .. شو دخل ؟ .. قلبي حسني انك رح تحبيني بعد ما عرفتي الحقيقة ، بس كأنه طولتي ؟ ( غمزني و اعطاني قرصة خفيفة على خدي )
سكتت و ما عرفت وين ضاع الكلام مني ، يمكن من وقتها فعلاً بلشت حس بشي تجاهه و تجاهلته ..
و يمكن لا ..
حبيت ضل ساكتة بهالموقف حتى ما يطلع مني جواب اندم عليه بعدين ..
عجبوكي غرف الاولاد ؟..( قربت لعنده و شبكت ايدي برقبته بدلع ).. اكيد ، كل شي احلى ما يكون ، يخليلي اياك .. بدي نملي هالبيت اطفال ، اان شاءالله
هزيتله براسي و لفيت ظهري و بان الحزن على وجهي ..
مسكني من ايدي و رجعني لعندي ، رفع راسي و ثبته بايديه ..
محمد : خلي املك بربك اكبر من هيك ، حكتلك اياها زمان و رح ارجع اعيدها .. ما تهربي .. واجهي و اكيد ما رح تخسري
كلماته رجعتلي الامل بالحياة ، يمكن معي حق كون هاربة من الواقع بعد كل الظروف اللي مريت فيها ..
خطرت ببالي فكرة ، عجبته كتير ، حسيت بعدها براحة من زمان كتير ما كنت مرتاحة هيك ..
♡♡♡♡
زيارتي التانية لبيت الله الحرام كانت مع محمد هالمرة ، و اخدنا الاولاد معنا ..
نويت العمرة عن يوسف و خبرت محمد بهالشي ..
بس شفت الكعبة نزلوا دموعي ، ما حد بيعرف عن عمره متى بينتهي و بنقطع عمله لله ..
كيف قبل الحادث بست شهور انا و يوسف كنا هون ، و بنطوف سوا و بندعي لبعض ..
كيف دعيتله ربي يطول عمره ، و اليوم بدعيله بالرحمة ..
اخلصت نيتي لله اني اكون زوجة صالحة و يرزق قلبي محبة محمد ، و انه يعيني على حمل الامانة اللي تركلي اياها القدر ، و صليت ركعتين حاجة رميت فيهم كل حملي و همومي على بلاط الحرم ، و ودعت البيت بطواف ..
انهينا رحلتنا و رجعنا نكمل حياتنا الجديدة اللي ابتدت مؤخراً ، حياة هدفها الاساسي اسرة مستقرة و متوازنة من كل النواحي ، تربية اطفالنا خير التربية ، و تأدية الامانة على اكمل وجهها ..
♡♡♡♡
خالد و عمه علاقتهم قوية كتير ، من لما انولد و كان محمد يجي عالبلد اجازات ، اهتمامه فيه كان مميز ..
بيوم جمعة و لما كان خالد وقتها عمره بس 8 سنوات ، تأخروا بالرجعة من المسجد ، حاولت احكي مع محمد و ما كان يرد ..
رجعوا عالبيت بعد ما انتظرتهم على نار 3 ساعات ، الدنيا مو واسعة خالد من الفرحة كانت ، محمد كان وجهه كتير تعبان و دخل على غرفة النوم فوراً
ليش هيك تأخرت عليي ؟ وين رحتوا ؟ .. ما بقدر احكيلك عمو حكالي ما احكي لحدا.. بس انا ماما حبيبتك مو اتفقنا ، احكيلي كل شي
قلبت شفايفي و تظاهرت بالزعل ..
خالد : خلص بس احلفي ما تحكيله
كتمت ضحكتي وهزيتله براسي ..
انا من زمان كنت بس اشتاق لبابا الله يرحمه امسك صورته وابوسها واحكي معه متل ما علمتيني .. اه ؟ .. و اليوم حكيت لعمو اني اشتقتله كتير حكالي اخدك لعنده ؟ .. اه ؟ ( زادت علامات الدهشة عليي ) احكي ليش سكتت .. رحت عند بابا بس بس .. بس شو ؟ كمممل .. بس ما شفته ( صار يبكي ) حكالي عمو اقرا الفاتحة و اسقي بيته بالمي
قشعر بدني و حضنته بكل قوتي و بكيت انا و اياه ، بعدني عنه و اتطلع فيي و قال :خلص انا صرت رجال و ما بصير ابكي ( و مسح دموعه بعفوية )
محمد : لا انت مو رجال للأسف
ارتعشت بس سمعت صوته ، و خالد نزل راسه و كأنه فهم عليه ..
وقفت و رحت لعند محمد ..
سيلين :معلش انا ضغطت عليه ليحكيلي
شد على ايدي ليوصلي انه بدو يفهمه شو يعني يكون رجال ، و لازم يوفي بوعوده للناس ، تبسمت و رحنا انا و اياه لعند خالد اللي كان كتير متدايق من حاله و خجلان يتطلع بعمه ..
طيبنا خاطره و فهم قصد محمد من كلمته ، و انه كان اختبار اله ..
محمد كان شوي قاسي عليه لانه المدرسة كانت تأثر على سلوكياته و ما بدو يكون عنده شخصية مهزوزة و نقطة ضعف ، لانه كان متعلق كتير فيي بعد موت ابوه اللي كان اكتر من اب بالنسبة اله ..و من هداك اليوم ما عدت قدرت اعرف اي معلومة عن اي شي بخصه ، حتى سالي صارت شريكته ضدي ؛ ببراءة طفولية ممتعة ، طفولتهم كانت أحلى شي من الماضي الأليم اللي مرقت فيه بحياتي ..
بعد سنة ، ربي رزقني باجمل هدية ، باخر يوم بالسنة زيد انولد و نور حياتنا انا و محمد ..
خالد و يوسف فرحتهم لا توصف باخوهم الجديد ، بس بقيت سالي هية الرفيق الاول لخالد ، و الاخت الحنونة ليوسف ، و بعد 4 سنوات زادت فرحتها بعد ما سمعت بالخبر اللي خبرتهم اياه بهاليوم :
عمو انا كتير مبسوطة اليوم .. تعي لهون اشوف ، ايوا خير ؟ اكيد بنوتي الحلوة ماخدة علامة عالية .. هو اكيد و بلا شك علاماتي دايما عالية ، بس ماما خبرتني بسر اليوم كتير كتير فرحت فيه .. اممم و مخبيين عليي اسرار كمان الام و بنتها ، وشوشيني ما رح احكي لحدا
كانت سالي قد ما تكبر اتضل البنت المدللة ، و الطفلة اللي ما بتكبر بنظر محمد و طلباتها دائما مجابة ، كنت بعِد الشهور و الايام بالثواني ، لحد ما تأكدت اليوم من انه جايينا بنوتة ، و اخت طال انتظارها بالنسبة لسالي ، شعورها بالوحدة كنت حاول قد ما فيي اني خففلها اياه ، بس الاخت هية السند و الصديقة و الحافظة لأسرارها اللي صعب تحكيهم لاي حدا حتى امها ..
فرح محمد كتير بالمفاجاة ، استهزأ بحاله كيف دكتور و قدرت اضحك عليه و خبي عنه ، هههه مش عارف انه كيد النسوان غلب اعظم دكتور و حتى ابليس بقعد بالزاوية من حيرته فينا ..
اليوم سالي بتحتفل بعيد ميلادها الخامس عشر ، و ماسكة بايد رهف مشان تطفي الشموع معها ، رهف اللي ما كملت الخمس سنوات لابسة فستان متل فستان اختها ، و اكسسوارات بتجيبلها اياهم سالي ، متل ما بتهتم بحالها بتحسب حساب اختها ..
و احلى شعور لما نجح خالد بالثانوية ، و جاب علامة رفعت راسنا ، و اختار تخصص بالجامعة متل تخصصه ابوه ..
و بعدها بسنة ، طلت علينا سالي بروب تخرجها من الثانوية و هية حاملة شهادتها ، و رهف بتلوحلها بايدها و بتبكي
سيلين : ليش عم تبكي ماما ؟
رهف : دموع فرح ماما ، و اخيرا سالي رح تفوت عالجامعة ، بس كيف انا رح روح عالمدرسة لحالي ؟
ذكرتها انها صارت صبية بعمر 13 و ما بينخاف عليها ، و مسحتلها دموعها و قويتها بكلمات ام حنونة و بنفس الوقت بتقوي اولادها وبتزرع الشجاعة بقلوبهم ..
كنت دايما خاف على اولادي ياخدوا الضعف مني ، لانه لسانات العالم ما عم تتركهم بحالهم ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسحت دموعي اللي نزوا من هالذكريات ، ما لحقت أغمض عيوني لحتى سمعت صوت حدا بصرخ ، ركضت و فتحت باب الغرفة لاتأكد هالصوت من وين طالع
رهف : لاااا لااا ماما .. الحقوووني
يوسف : اتصل بالاسعاف بسرعة
حطيت ايدي على تمي و انا عم ارتكي على الحيط ، وقعت لما شفت منظرها ..
خالد ما استنى الاسعاف وركض عالمستشفى ، حامل بين ايديه اعز الناس و اقربهم ، دموعه و لهفته لفتت انتباه كل اللي شافوه ..
بأول يوم تركني فيه محمد ، وقعت مصيبة ما بعرف اذا رح كون قدها ..
سيلين :طمني دكتور كيفها بنتي الله يخليك ؟
الدكتور : الحمدلله لحقتوها بسرعة .. قدرنا نعمللها غسيل معدة و وضعها رح يكون احسن بالكم ساعة الجايات بس ..
خالد : بس شو ؟ اختي فيها اشي ؟
الدكتور : وضعها النفسي جداً سيء .. ما بتعرفوا شو السبب اللي خلاها تحاول تنتحر ؟
سيلين : لا والله يا دكتور كل شي كان تمام ، بنتي ما عندها مشاكل مع اي حدا
هزلنا براسه و قال ( سلامتها ) و راح ..
تركنا بحيرتنا ..
خالد بخبط بهالحيطان و بحك بشعره و متل اللي بعصر بدماغه ليعرف شو ممكن يكون السبب ..
طلب مني ما اخبر عمه بشي لحد ما تصحى و نعرف شو اللي صاير ..
و كأنه قلوبنا انكتب عليها الوجع و الحسرة ، قضينا الليلة مع سالي ، كانت الدموع ناشفة بعيونها متل اللي حالفة ما تنزل ..
خالد : كنت شاكك انه يكون هاد السبب ، بس ما تخيلت شوف اختي ضعيفة هيك و تموت حالها عشان واحد باعها بعد ما وصلوا لنص الطريق أو يمكن آخره
سيلين : يعني شو هلا ؟ خلص انتهى كل شي بينهم بهالبساطة ؟ لسا مبارح كانت الدنيا مو واسعتها لانه رح يخبر اهله
يوسف : انا رح احكي معه و أساله
سيلين : ما تتصرف بدون حكمة .. انتظر شوي يمكن يتراجع ، اول خلينا نتطمن على اختك
انك تخسر حب ، او تفترق عن حبيبك بدون سبب يعطيك القوة لتتحمل ؛ شعور الخذلان رح يضل ملازمك ..
و تهرب من العالم الحقيقي لعالم افتراضي بتخلقه من اوهامك ..
بس الهروب نهايته الضياع ، و الضياع بغذّي الخوف و الانكسار المزروع فينا ..
////
محمد : كيف بتخبي عليي هيك اشي ؟ و بعدين شو صار فيه اللي ما بتسمى
سيلين : طول بالك حبيبي ، ما لحقت احكيلك الحمدلله عالسلامة .. ما بنعرف عنه شي و بصراحة اكتر ما بدي افتح موضوعه ما صدقت البنت تتحسن نفسيتها شوي
محمد : ما عم صدق ، سالي البنت الراكزة اللي بنضرب فيها المثل ، تحاول تقتل حالها مشان واحد محسوب عالرجال .. اخص عليه
رجعة محمد فتحت باب تحقيق ، ما هدي لحتى وصل لآدم ..
هيك خبرني لما اتصل فيي و طلب مني اجي عالمستشفى ، و بدون ما اخبر حدا ..
بعد ما عرف محمد انه المريض اللي تحت ايده بكون ابوه لآدم ، و بدون ما يعرف مين هاد الدكتور ، قدر يعرف القصة كلها منه
سيلين : يعني ادم بكون ابنه ؟ ( استندت بايديها على المقعد الموجود و كأنه رجليها ما عاد حملوها )
محمد : اللي سمعته طير عقلي ، ما عم صدق شو هالصدفة اللي جمعت سالي فيه ؟ بس الله يرحم ترابك يا اخي ، و يجازي اللي كان السبب
سيلين : هي ترتيبات القدر ، عشان نعرف الحقيقة حتى لو فات الاوان و مرق عالقصة سنين و ايام
تركت محمد يكمل شغله و رجعت و انا عم غص بدموعي ، و اتحسر على حظ بنتي و نصيبها اللي ما الها اي ذنب فيه ، لا هية و لا آدم كمان ..
خبينا الحقيقة عن الكل ، بس ما قدرت خبيها عن خالد و يوسف لانهم كانوا بدهم يحكوا معه ..
خالد : كيف كيف بيخطر بباله يعمل هيك شي؟
سيلين : بس عشان يتزوجني بعد ما صار عند كل واحد فينا عيلة ، لا و بس التقيت فيه بعد ما خلصت العدة و خبرني عن تفاصيل الحادث
خالد : هه هاد اسمه المضحك المبكي
يوسف : ما فهمت كيف بابا مات بالحادث ؟
سيلين : مراد لعب بمقود السيارة و صدمها من جهة يوسف ، بس كيف قدر يطلع عايش ؟
خالد : الله كتبله عمر لانه الدنيا دوارة ، و المجرم لابد ياخد جزائه
يوسف : طيب و بابا محمد وين التقى بآدم ؟ قصدي من وين عرفتوا كل هالتفاصيل ؟
سيلين : بتتزكر بس قالت سالي انه رح يخبر اهله ..
ليليتها قعد مع اهله و خبرهم عن نيته بخطبة سالي ، و عرف ابوه مين بتكون هالبنت ..
عرف انه ما في مهرب من الحقيقة قدام ابنه ، و خبره انه حبيبته بتكون بنت صاحبه اللي كان سبب بموته ..
و من ردة فعل ابنه ، و عصبيته ، اجته جلطة و كانت على الدماغ .. و لما نقلوه عالمستشفى ، ما كان محمد موجود ..
لما رجع من المؤتمر ، التقى فيه و كان احد المرضى المسؤول عنهم ، و تعرف على عيلته و اولاده ..
يوسف : يا حرام بابا ( ببكي ) ، كيف قدر يغدر فيه ؟ لازم يتعاقب ما بصير نسكت عن حقنا
خالد : سالي ضحية متلها متل آدم
سيلين : ربنا اخد حقنا خلص امي بكفي الحالة اللي وصللها ، و خسر ابنه و محبته
ما قدرت وقف دموعهم ، تركتهم يبكوا ..
بقولوا الدموع بتغسل القلوب ..
آدم كان اضعف من انه يواجه ، و قرر ينسحب و يترك قلب حبيبته اللي ما لحق يتهنى ، و يدعس على قلبه مشان ما يواجهها بالحقيقة ، اللي ممكن تسبب حقد و كره بدل هالحب ، يمكن فكر انه هيك بحميها ، بس للاسف سببلها اذى اكتر ..
////
# حنين
هناك البعض غيابهم قد يحولنا الى مجانين ..
نصبح بعقول فارغه ..
وقلوب خائفه ..
وافكار تائهة ..
واحلام ضائعه ..
نتوه في العبارات ..
و تكثر الخربشات ..
وتبدأ التهيؤات ..
لا تغيبوا ولا تذهبوا ..
فغيابكم يصنف ضمن الجنون ..
وبعادكم يستفز المشاعر ..
وتستنفر كل الحروف غضبا ..
فرفقا بحروف تأبى الهجر ..
( منقول )
بعد مرور شهر >>
اكبر امنياتي كانت اني ارجع شوف وجه بنتي يضحك من جديد ، كرست كل طاقتي لطلعها من اكتئابها ، و ازيد الطاقة الايجابية عندها ..
نزلت كتير كتب ، و قعدت معها اقرأ وهية تسمع ، بس كنت قادرة ميّز ازا كانت عم تهز براسها دليل على فهمها او لتوصلّي فكرة انه وقف قراءة ..
انقطاعها عن العالم و رفضها لمقابلة اي حد حتى ليان ، بنت عمها واقرب اصدقاءها اللي ما فارقتها يوم من تاريخ الحادثة ، و مع ذلك كان ايمانها بمكانه بانه رجوع سالي للحياة ما رح يتأخر ، لانها شخصية مرحة و طموحة و حياتها ما كان لازم توقف عند هالنقطة السودا اللي وقعت بالغلط على صفحة حياتها
اليوم اجت ليان على غير عادتها و كانت معصبة ..
اول ما فتحتلها باب بيتنا و بدون اي مقدمات ، توجهت لغرفة سالي ..
فتحت بابها باندفاع ..
قدرت لحقها و شوف اول شي عملته ..
رفعت ستائر الشباك ، و و فتحته على وسعه ..
قامت سالي من مكانها ، و حاولت ترجع كل شي متل ما كان ، بس ليان صدتها بقوة وقالت :
ليان: لمتى بدك اتضلي سجينة للفشل ، سالي اللي بعرفها ما بتسمح للفشل يدخل حياتها
سالي : ما دخلك
ليان : ما دخلني ، طيب و اهلك شو ذنبهم لتعيشيهم بهالألم هاد ؟
عاجبك وضعهم ؟ امك اللي ربتك كل شبر بنذر لتشوفك باحسن صورة ، و عمك اللي رباكي و رافع راسه فيكي وين ما يروح بتكافئيه بانتحارك ؟ حتى اخواتك يوسف و رهف و زيد ، طيب خالد ، اخوكي و صديقك ، بتعرفي انه عايش عالدخان و المنبهات من وقت اللي شربتي ادوية و حاولتي تقتلي حالك مشان شخص حبه كان اضعف من انه يواجهك بحقيقته ؟
كنت منفعلة مع ليان ، و مبسوطة باللي عملته لحد ما سمعت آخر جملة ، هزيت راسي ما توقعت يكون عندها علم بالسر اللي فكرت انه متخبي بيناتنا ، و حاولنا كتير نتجنب نوصله لسالي بالذات ..
قدرت سيطر على حالي ، قلت يمكن بدها تحكيلها شي شغلة تانية غير حقيقة آدم و مين بكون ؟
سالي كانت عم تسمعلها و التوتر صار واضح على حركات اصابع ايديها و رجفة شفافها ، اخر جلمة كانت سبب بتشغيل تفكيرها من جديد
سالي : حقيقة شو ؟ وضحي اكتر
ليان : حقيقة ابوه
يتبع ..
الجزء الحادي عشر :
كملت ليان كلامها بدون ما تعير اي اهتمام لوجودي ، حطيت ايدي على تمي وشهقت ، اتطلعت فيي سالي بنظرات كلها لوم و استفهام ..
كانت عم اتدور على شي بعيوني ، قربت مني و سألتني :
سالي : كلام ليان مو صحيح ؟ احكي ماما
لساني انشل عن الكلام ، و دموعي حكت الحقيقة اللي عملت المستحيل لحتى اخبيها ..
صارت تصفق بايديها ، و تحكي بصوت مهزوز و درجة درجة صار عم يوطى : برافو .. برافوو .. كتير حلو اني ضل شهر ونص عم حاكي الحيطان و اسالهم عن السبب اللي تركني مشانه .. و آخر شي بيطلع ابن مراد ..
ابنه لمراد ( بتبكي ) آدم ابنه لقاتل ابي .. ابنه
انهارت على الارض ، و كنت حاضنتها و بمسحلها دموعها ..
كانو متل الخناجر عم ينغرسوا بصدري ..
دموع بنتي سببهم انا .. اه انا ..
اللي بختار الطريق الغلط هيك مصيره ..
لو سمعت كلام مراد و ما تزوجت يوسف ..
او يمكن لو خبرت يوسف انه مراد حكى معي ..
او اي شي ممكن انه يغير مسار هالرحلة ..
بس ما في الا المعجزات هية اللي بتغير رحلة القدر ..
و المعجزات انقطعت مع موت آخر الانبياء ..
و كلمة لو ما بتقدم و لا بتأخر بعد فوات الاوان ..
تنهدت ليان ، و قربت منا بعد ما كانت واقفة متل الصنم ، و كأنها ما كانت موجودة قبل لحظات ..
قعدت عالارض بجنبنا و قالت :
بعد يومين بدي ارجع هون الاقي سالي اللي بعرفها موجودة بهالمكان .. معقول تغيبي يومين عني ؟.. مشغولة شوي بكرا مشان هيك ما رح اقدر اجي .. و شو هالشي الاهم مني ؟.. امممم كل شي بوقته حلو ( بابتسامة محبة )
رُبَّ ضارة نافعة ، و معرفة ليان بهالسر رجّعت سالي لطبيعتها ، تأكدت من هالشي لما دخلت غرفتها مشان اتطمن عليها قبل ما انام ، و اول شي اجت عيني على ارضية الغرفة ، كانت مليانة شعر مقصوص من شعرها الطويل كتير ، اللي كان كل حدا بشوفه يحسدها عليه ..
رفعت نظري شوي شوي باتجاه الشعر اللي عم ينزل بتناثر و شفتها واقفة عالمراية و ماسكة مقص ، كان باقي من شعرها بس لحد يغطي رقبتها ..
سيلين : نعيما .. طالعة حلوة كتير
سالي : اااخ جبل وانزاح عن صدري
سيلين : ليش بشو كان مدايقك ؟
سالي : آدم بحبه كتير ، و كنت واعدته اني ما اقصه
صارت دموعها تنزل ، و تتسابق مع ضحكاتها الهستيرية ..
قربت منها و مسحت دموعها و قلتلها :
و بدك توعديني ما تنزل هالدموع لمين ما كان ، كوني قوية و انسي الماضي ، لانه رح يكون اكبر صخرة بطريقك .. و رح اترك الشغل .. شو دخل الشغل كمان ؟ .. آدم بشتغل معي بالشركة شو نسيتي ؟ .. لا ما نسيت ، بس اكبر دليل انك تخطيتي هالمحنة انك تستمري بالشغل و ما تهتمي لوجوده ..
فتح الباب علينا يوسف ، و كان معه زيد و عم بنادوا على سالي و مبسوطين انها تخلصت من اكتئابها
يوسف : شو عم بصير هون ؟
فلت ايد عن الباب و تقدم لعندها و حط ايده على شعرها و عيونه بتتنقل بين الارض و بينها
سالي : كيف طالعة ؟ حلوة كتير ما هيك .. ماما قالتلي
غمضت عيوني وفتحتهم عشان فهمه ليوسف انه يوافق على كلامي ، لانه فعلا كان حلو ..
يوسف : اه ؟ اه اه كتير حلوة .. هوة انتي دايما حلوة بس هيك زاد حلاكي
زيد : نعيما ام السووس .. ايوا هيك فرجينا لوك جديد خلينا نحس انه الحياة ماشية
سالي : و لا يهمك زيدووني ، المهم انت خلصلنا هالسنة على خير مشان نفرح فيك و نشوفك بالجامعة
و اخيرا اجواء البيت رجعت متل قبل و احلى ، ضحكاتنا عليت و كلامنا المليان تفاؤل ما خلص لوقت ما صارت الساعة 2 بعد نص الليل ، و كل واحد فينا عيونه تنفخت من النعس ، رهف حطت راسها بحضني و غفيت و انا عم بلعبلها بشعراتها ، حملها يوسف و نيمها ب سريرها و كل واحد فينا راح ينام بمكانه ..
كانت القعدة ناقصة محمد ، و خالد ..
صحيح و ينه ما اجا اليوم متل عادته ، مسكت الموبايل لحاكيه بس رجعت حطيته ، عرفت انه هربان مني لانه افشى السر و خبر خطيبته ..
♡♡♡♡
محمد : صباح الورد يا احلى من الورد
سيلين :صباح النور حبيبي
رديت عليه بدون ما فتح عيوني ، على قد ما كنت نعسانة
محمد : شو الكل طالع من البيت و متركينك نايمة
هالجملة قدرت تقومني متل اللي حد نغزني بإبرة ، و قلت :
سيلين :كم الساعة ؟
محمد : هههههه على مهلك ، الساعة 10 .. رحت على غرفة سالي و ما لقيتها اتصلت عليها و حكتلي انها بالشركة .. انبسطت من كل قلبي الحمدلله ، بس شو صار من مبارح لليوم ؟
حكيت شعري و رجعت راسي عالمخدة و بعدين لفيت وجهي لعنده و انا عم ابتسم ، بادلني الابتسامة و قرب مني :
شكله في حكي كتير .. بس لازم نشرب فنجان قهوة اول
هزيتله براسي و قمت بنشاط كأني ما كنت ميتة من النعس ، قبل ما اطلع من الباب لفيت وجهي عليه لقيته عم يتأملني و يضحك ..
////
و هاد اللي صار .. يكتر خيرها ليان اللي قدرت تعمل شي عجزنا عنه .. من خوفها على خالد و وضعه انجبرت انها أفشي هالسر .. عادي ، ما بهمني اشي اكثر من سالي حاليا ، و زواج خالد و ليان .. زواجهم ؟ مو لما يخطبوا رسمي بالأول .. هو ضل فيها خطبة ، نسيتي لما طلب ايدها من عمه ، ما بنسى هداك اليوم انا .. و لا انا
نزلت راسي بخجل ، ذكرياتي بتنسيني انه صرت ست كبيرة ، و ضحكات محمد و تلميحاته بتزيد هالخجل ، و بترجعنا لهديك اللحظات حتى لو كانت صعبة بوقتها ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حاولت احكي مع خالد كتير انا و محمد ما رد على حدا فينا ، و قلقنا زاد ، بعتله رسائل لفهمه اني مو زعلانة ، وطمنته على سالي و انها راحت على شغلها اليوم ..
برضو ما في رد ..
المسا بس رجعت سالي من شغلها كانت مبسوطة كتير ، و اجت على طول و عانقتني بقوة
بحبك ماما بحبك كتير ، ما يحرمني منك يا احلى شي بالدنيا .. حبيبتي وانا كمان بحبك ، طمنيني كيف كان يومك ؟ .. ما بتصدقي لو قلتلك انه آدم ترك الشغل ، الحمدلله اني سمعت كلامك و ما خسرت شغلي بسببه .. الحمدلله. ،هيك بدي اياكي ، و حتى لو ضل ما بدي يفرق معك وجوده ابدا .. ماما خالد عرف اني طلعت من البيت ؟
سؤالها كان مجروح ، و فرحتها مو مكتملة ..
حكتلها اني ما خبرته ، و ابعد عنها الافكار السيئة ..
و غيرت مجرى الحديث كله باتجاه عمها محمد ، و عن شعوره بالفرح الكبير و اهتمامه فيها ..
و طلبت منها تجهز حالها لنروح على صالون تجميل ، مشان تعدللها قصة شعرها و تغير لونه كتغيير نفسية ..
تاني يوم ، كان عطلة و الكل نايم ، بحدود ال 7 صباحاً صحينا على صوت زمامير سيارات و اصوات متل المهرجان ، قمنا من النوم كلنا ، و اكيد كل اللي ساكنين حوالينا قاموا معنا و وقفنا نتفرج من البلكونات و الشبابيك و نشوف شو عم بصير بهالوقت المبكر ..
و اول ما طلت سالي من الشباك ، سمعنا صوته كان ماسك مكبر صوت و عم ينادي عليها (( سااالي ، انا رجعت ))
ضحكنا كلنا ، و هية صارت تتنقل من شباك لشباك و من بلكونة لبلكونة مشان تقرب منه اكتر ، و تلوح بايدها ..
محمد : لك شو صارله هاد اكيد جن عالاخير ههههه
زيد :سالي شفتي مين رجع ؟
سالي :هههههه اكيد .. بس ليه هيك عم يعمل ؟
نزل محمد و فتح الباب ، و رجع هوة و اياهم ، كانوا تلاتتهم باكتر منظر بضحك شفته بحياتي ( خالد و ليان و معهم مجد ) ، مجد اصغر من سالي بسنة ، و اصدقاء كتير من طفولتهم ، سافر برا البلد يدرس و ما رجع من شي سنتين ..
كان لقائنا فيه حار ، و حتى خالد اللي اله يومين غايب عنا ، و كله مشان يحضر هالمفاجاة لاخته هوة و ليان ..
بس بنفس الوقت ما كان هالمبرر بالنسبة الي كافي لتفسير اختفاؤه ، و عدم سؤاله عني ، طلبت منه نقعد شوي لحالنا :
انا عتبانة عليك .. قبل ما تحكي انا فاهم عليكي ، بس صارت معي اشياء ما كان سهل عليي احكيها عالتلفون .. وليه ما اجيت هون ؟ .. يا ماما ما كان في وقت خلص ( باس ايدها و راسها ) سامحيني هي اجيت و بوعدك ما يتكرر الشي اللي صار .. حبيبي الله يرضى عليك ، مخبيتلك مفاجأة انا و عمك رح تبسطك
مرق اليوم و نحن بنخطط لعرس خالد بعد ما فاتحه عمه بالموضوع ، و انبسط بهالخبر كتير و تشجع يعمله بأسرع وقت مشان يستقر ..
////
مساءاً :
سيلين :محمد وينك ؟
محمد : هيني حبيبتي تعالي
قعدت و سكرت باب المكتب علينا مشان ابدا بحديثي المهم ..
حطيت ايدي بحضني و صرت افرك فيهم بتوتر ..
محمد : كل شي تمام ؟ طمنيني
هزيت راسي قلت :تمام تمام ، بس في موضوع بدي ذكرك فيه
قام من مكان و قعد جنبي و تنهد
مفكرتيني ناسي ؟.. ما حاولت تسأله ؟ .. شفتي كيف كان وضعنا بآخر فترة ، و هوة بالذات ، كيف بدك اياني افتح معه هيك موضوع .. بس لازم نعرف من وين جاب هالصورة ؟ معقول اهلها ل لينا ؟ .. لا لا مستحيل ، اكيد حدا من برا العيلة .. محمد احكي معه هلا بدي اعرف الحقيقة ، ما رح اصبر اكثر من هيك .. حتى انا نفذ صبري خلص
بالرغم من انه الوقت كان متأخر ، بس خالد ما تردد انه يجي بعد ما اتصلنا فيه و طلبنا منه يحضر فوراً لموضوع ضروري ..
خالد : و هي اجيت ، خير صاير اشي ؟
اتطلعنا انا و محمد لبعض و عم نتعازم مين يحكي اول ، الكلام كله ضاع و ما قدرنا نستجمع قوتنا للبدء في سؤاله ، بعد سكوت اكثر من 5 دقايق ، محمد بلش الحديث :
محمد : خالد يا ابني ، احنا كنا رح نحكيلك الحقيقة بنفس اليوم اللي جبت فيه الصورة ، بس في ايدي خفية اتدخلت في حياتنا و عكرت هدوء مركبنا ، و انت بتعرف انه كل شي مرقنا فيه ما كان الا اختبارات لتثبت محبتنا و تعلقنا ببعض ، بس انا و امك ( التفت عليي مسك ايدي ) حابين نعرف مين اللي اعطاك الصورة ؟
كان قاعد عم يدخن و يقلب نظره بيني و بين عمه ، و بعيونه ابتسامة مغلفة بالحزن اللي سكن قلبه من يوم ما عرف الحقيقة ، قد ما اكون متل امه بس بضل متل امه مو امه ، و شعوره بالاشتياق للام الحقيقية صار ملازمه طول الوقت ..
خلص سيجارته و بلش يحكي :
خالد : من يوم ما اتفقت معك اني صرت رجال و ما اخلف وعودي ، صرت خبي كلشي بصير معي بس اللي صار بهداك اليوم كان اصعب من اني خبيه
سيلين : :عم نسمعك امي ، يلا احكي
خالد : يوم ما اجيت و معي الصورة ، كنت رايح ازور قبر بابا الله يرحمه ، من لما بلشت ازوره لحالي و انا احيانا بشوف رجال كبير بالعمر مقعد على كرسي متحرك ، و معه شخص برافقه دايما كانوا بزوروا قبر بابا و بزوروا القبر اللي قريب منه
( عدلت جلستي و انا ملهوفة و عم بتطلع على محمد )
كان بس بقعد قبال القبر ، و بكون ماسك بايده الرجال اللي معه ، و بيوم صابني فضول و صرت بدي اعرف مين هالشخصين مهما كلفني الثمن ، رحت على الحارس و سألته عنهم ، ما قدرت اخد منه جواب غير لما عرضت عليه مبلغ بسيط و خليته يروح يتعرف عليهم و يعرف قصتهم ، سألني عن اهتمامي ، قلتله انه فضول مش اكثر ، بدون ما احكيله انه القبر هاد لوالدي .
محمد : تمام ، و شو صار بعد هيك ؟
خالد : جاييكم بالحكي ( شعل سيجارة تانية ) بعد اكثر من مرة من لقاء الحارس مع هالاشخاص اللي كانو يجو اسبوعياً صيف و شتاء ، قدرت اعرف انه القبر الثاني القريب من بابا هو لبنتهم ، حكوا للحارس انه بنتهم و زوجها ماتوا بحادث ، انا بس سمعت هالحكي اشتغربت كثير ، و فكرتهم ناس مخربطين لانه المفروض زوج بنتهم هو بابا ، طيب مين بنتهم ؟
هالسؤال خلاني اروح لعندهم بدل ما اضل واقف اتفرج من بعيد مثل دايما واستناهم يروحوا ، و أول ما وصلت مكان ما موجودين ، كان وجههم باتجاه القبر ، سلمت عليهم ( السلام عليكم ) مع صوتي التفتوا عليي ، كنت عم اتبسم و من دهشة الرجال اللي كان مع الختيار ، انقلبت ابتسامتي لدهشة اكتر من اللي على وجهه ، كان السكوت سيد الموقف و ما عرفت ابدأ بحديث و لا همة بادروا بأي كلمة حتى السلام ما ردوه عليي ، و بقيت واقف انا و الرجال قبال بعض و عيونه تغرغرت بالدموع ، و بدون وعي منه عانقني بشدة ، و بلش يبكي بصوت عالي و يهزني و انا واقف متل الجماد ، الختيار اللي عالكرسي كان مشلول كليا و كلام ما بقدر يحكي بس دموعه بتحكي اكثر من لسانه ، بعد ما خلص معانقتي مسكني من ايدي و شد عليهم و قربني لعند الختيار اكثر و نزل على مستواه و قال : يا حج شوف خالد ، هاد خالد ابن لينا الله جمعنا فيه بعد ما اخذته مرت ابوه و حرمت امي الله يرحمها منه
سيلين ( بتصرخ ) : شووووو
محمد : اقعدي خليه يكمل .. ايوا شو حكتله ؟
خالد : انا كنت مصدوم لدرجة حسيت حالي مخدّر ، حكالي انت خالد عرفتك من شبهك بأبوك ، انا خالك و هاد جدك ، بتتذكره صح ؟ ( ببكي ) كنت تيجي عنا قبل ما يموت ابوك و يحرمونا منك انت جاي تزور قبر امك و ابوك صح ؟ يلا اقرا الفاتحة خليني اخدك تشوف العيلة ، كلهم مشتاقينلك ( انقلبت دموعه لضحكات و سحبني من ايدي و طلعت بسيارتهم و تركت سيارتي عند المقبرة )
سيلين : كل هاد صار بنفس اليوم ؟ متى ؟
خالد : ماما خليني اكملك ..
المهم وصلنا على بيت و كان طول الطريق بحكي تلفونات و حكالهم انه في مفاجأة و التموا كلكم ببيت العيلة ، و انا قاعد جنبه و صافن فيه و بالفرحة اللي على وجهه ، و اتطلع لورا الاقي الختيار ببكي و ببكي بدون صوت
سيلين : خالد نطفت قلبي وانت تحكي مشان الله كمل ؟ ليش سكتت
خالد : عن شو احكي ؟ عن العيلة اللي الها عشرين سنة بتستنى فيي ارجعلهم ، لا و كلهم بعرفوني حتى اللي اصغر مني ، صوري و انا صغير و صور امي و ابوي كلها مجموعة بالبوم فرجوني اياه خالاتي ..
سيلين : خالاتك ؟ اها حلو .. يلا الحمدلله اللي ربنا جمعكم .. انا نعست تصبحوا على خير
ما قدرت ابقى و شوف نظرات الحرمان اللي انا ما الي علاقة فيها ، اهله ليوسف همة السبب ، و كل شي عملوه اهلها فيها انقلب عليي انا !
رميت حالي على سرير متل طفلة ، و بكيت بقهر و حسيت الظلم عم يلف حوالين رقبتي متل المشنقة ..
انا مظلومة ما دخلني باشي ، كل شي عملته مشانه كان وصية امه و مشان يبقى يوسف مرتاح بقبره ..
سمعت صوت خبطة باب البيت بشكل قوي لدرجة حسيت البيت كله انهز ، و انفتح باب غرفة النوم و انضوا الضو
يتبع ..
الجزء الثاني عشر :
محمد : شو هالتصرفات يا مدام ؟ خليتيني اندم اني ما عرفت الموضوع بدون ما تكوني حاضرة بيناتنا ، اتطلعي فيي
كان عم يحكي بعصبية و صوته عالي ، رفعت راسي و اتطلعت عليه بوجه كله حزن
سيلين : شو بدك لسا مني ؟ كلشي صار بسببكم انتو
محمد : بسببنا ؟ انتي اللي عملتيه قبل شو دليل على انه بسببك ، سمعتي باذنك كيف استغلوا الماضي لصالحهم ، كانوا عارفين انه خالد ما بعرف امه و مع ذلك حكاله انه هاد قبر امك
قرب لعندي و قعد ..
أخد نفس عميق و خفض نبرة صوته :
سيلين كان نفسي تحققيلي امنيتي لو مرة وحدة بحياتك و تخلي عقلك يتحكم في تصرفاتك بدل قلبك .. معك حق انا مستحيل اتغير .. خالد زعل كثير منك .. ( بتبكي ) .. بس اتطمني ما صدق كلامهم و القصة اللي سردتيله اياها قبل شهر هية اللي مقتنع فيها .. معقول !!
حط ايده بايدي و بايده التانية صار يلمس فيها وجهي و يمسح دموعي ، و كمل حديثه :
عكل حال انتي ما عرفتي بقية القصة و لازم انا اكملك اياها مشان تقتنعي انه خالد مش مصدق تمثيلية خاله و جده ، و انه دموع جده و زياراتهم للقبر عبارة عن طلب المغفرة و الندم عاللي عملوه في بنتهم .. يعني خالد ما بروح لعندهم هلا ؟ .. سيلين اتركي هالصبي بهمه ، حرام عليكي تحسسيه بغيرتك بهيك موضوع ، بالنهاية هو كان اله ام و من واجبه يوصل اهلها ، خليه يثبتلهم انه متربي احسن ترباية
حاصرني بايديه ، و لزق جبينه بجبيني ، و ابتسملي ..
سيلين : انا بحبك كتير .. بحمد الله انك بحياتي ، لولاك ما كنت بعرف شو كان صار فيي ، بترجاك ما تخلي خالد يزعل مني ما بدي اخسره
محمد :لا تخافي ، بوعدك كلشي يكون منيح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ
تحضيراتنا للعرس كانت بسرعة كبيرة ، اشتغلنا ليل مع نهار و تعبنا كتير حتى قدرنا نخليه من احلى ما يكون ..
الزينة و الورود بكل مكان ..
و صوت الاغاني و الزغاريد ما وقف ..
الكل متجهز و متأهب للحظة اللي بدخلوا فيها العرسان ، لنفرح قلوبنا بشوفة احلى عشاق ..
قصة حبهم كانت مميزة ، حب انمزج بذكريات طفولتهم ..
فرحتى كانت ما بتوسعها الكون بشوفة ابن قلبي اللي كبرته و تحملت اقسى الظروف و رح شوفه احلى عريس ..
كان كل حدا بعرفنا من قريب او من بعيد حضر عالحفلة ، حتى اهل لينا اللي حكوله كل الحقيقة بعد ما عرفوا انه بعرفها ، و مع هيك سامحتهم على ظلمهم الي ..
بعد ما رقصوا العرسان و الكل كان حواليهم و مبسوط ، سمعنا اغنية هادية بلشت بHappy birthday to you ..
اجا قالب جاتو طبقات و كتير مميز ..
قرب مني محمد و همسلي بتهنئة خاصة بمناسبة يوم ميلادي ..
فرحت كتير باولادي و زوجي و كل اللي بحبوني ..
كانوا عم يصفقوا و يغنوا بصوت واحد ..
و احلى شي الشمعة اللي كانت على قالب الجاتو ، مسكلي ايدي محمد و قربني منها ..
كانت باللون الاحمر و شكلها حلو ، طلب مني انفخ ..
اجت عيني عليها و شفت يوسف واقف ببدلته بيوم عرسنا ، و عم يضحكلي و يلوح بايده ..
الكل منتظر اني اطفي هالشمعة ، بس ما قدرت ابعد عيني عنها لانه يوسف كان جواها ..
قرب محمد منها و ضحك وقال : ( شو خايفة تكبري ازا طفيتيها ) و نفخ عليها ..
راح يوسف ، بس بقيت الشمعة ..
الشمعة اللي في حال بقيت عليها النار اكيد كانت رح اتدوب و تختفي ، بس محمد حافظ عليها لانها كانت كتير مميزة ..
اديه بتشبه قصة حياتي هالشمعة ..
♡♡♡♡
سفر خالد لشهر العسل ..
شغل محمد اللي ماخد من وقته كتير ..
و دراسة يوسف بالجامعة ..
و استعداد زيد لامتحاناته النهائية اللي بتحدد مستقبله ..
و وظيفة سالي اللي ماخدة كل وقتها ..
مع كل هدول بلشت حس اني فعلاً كبرت ، و حياتي صارت مقتصرة على زيارات اهلي وقرايبينا ، و فراغي لازم يمتلئ بشي مفيد ..
بس ما كان طالع بايدي اشتغل شي صعب ، لانه كل اللي بالبيت بحاجتي بأي لحظة ..
مشان هيك قررت افتح ملف على جهازي و اكتب فيها خواطري و مذكراتي اليومية ، أو اي شي كان يخطر ببالي ، بس بدون ما خبر حدا بهالشي ..
لحد ما بلشت لاحظ شي غريب عم بصير ، و ركزت اهتمامي فيه ..
هالمرة قررت اني كون موجودة ببداية الطريق مو بنهايته ..
و ما اسمح لأي حد يدخل حياتنا و يكون سبب في اوجاع جديدة ..
سيلين : لوين طالعة ؟
تجمدت مكانها ، صوتي غلب توقعاتها بإني ما اكون ملاحظة عليها طلعاتها السرية باوقات متل هيك ، تقدمت لعندها و لفيتها عليي و كملت :
جاوبي ، لوين كنتي طالعة و بهالوقت ؟ ..ماما انا انا يعني .. اه انتي شو ؟.. اممم انا بس كنت بدي التقي بصاحبتي عم تستناني برا طولت عليها.. صاحبتك ؟ و ليه ما تفوتي عالبيت انتي و اياها و تقعدوا براحتكم ؟
نزلت راسها بخجل و احمروا خدودها ..
ما تخيلت يمرق عليي هيك موقف معها ..
ازا انا مصدومة محمد و اخوانها شو رح يحكوا عنها ؟
سالي : ليكي ماما بوعدك اخبرك بكل شي بس الله يوفقك حبابة انتي خليني روح بس خمس دقايق و برجع فوراً
سيلين : مستحييييل
و رحت عالباب و ركزت ضهري عليه و مديت ايدي و حكيتلها :
ما بتطلعي من هون و بهيك وقت الا لما اموت
سالي : من غير شر عنك ، خلص ما عاد بدي شوف حدا ، تعالي معي نقعد و احكيلك
هزيت براسي و مشيت معها لوصلنا على صوفا و قعدنا ..
كان توقعي بمحله بس هالمرة متعرفة عليه و هية عم تتسوق بمكان ، و ملاحقها على هوى ما قالتلي لحتى وصل بيتنا ..
و صار يجي كل ليلة على موتوره ، و يوقف تحت شباكها و ينتظرها لما تطلع عليه ..
بيلمحها من بعيد و بروح ..
تذكرت هديك الليلة ، وقت كنا نايمين و محمد قام مزعوج ، بحكيلي
(( في صوت دراجة كتير قريب ، و اكتر من مرة لاحظته بهالوقت المتأخر ))
ربطت الاحداث ببعضها ..
طيب و بعدين ؟ كيف تجرأتي تلتقي فيه ؟ .. فضولي باني اعرف مين هاد اللي بيجي كل ليلة و بوقف تحت غرفتي بالضبط ، و ما بروح الا لما ابين حالي من ورا الستارة .. و لما شاف ست الحسن الجريئة نزلت وقابلته شو كانت ردة فعله ؟ .. عم تتمسخري ؟ الحق عليي اللي حكتلك .. تعي لهون ما خلصنا كلامنا لسا ، انتي مو عاملة شي غلط ما هيك ؟
هزت راسها ب ( اه ) ..
اشرتلها ترجع تقعد جنبي ، و كملت :
منيح كتير ، معناها لا تهربي و كملي حديثك للنهاية
قعدت ، و بلشت تسردلي شو صار معها ..
اول مرة شافني فيها عنده ضل يتطلع عليي من تحت الخوذة و راح ، و بعدين انا ما نزلت ضليت اسبوع لحد ما بيوم اشرلي بايده اني انزل ، و بس وصلت لعنده حكا معي بس كمان من تحت الخوذة ، طلبت منه يكشف عن وجهه ، و لما رفعها ، سألته كيف عرفني ، و قال انه من يوم ما قابلني بالمول ضل يلحقني لعرف مكاني بيتي .. ما خفتي يكون حدا مو منيح ، او ناصبلك كمين .. ما بعرف ، ما خطرت ببالي هيك شغلات ، بس اتطمني ماما هو شب كتير منيح .. فهميني كيف كتير منيح ؟ سالي بنتي اتطلعي عليي يا عمري ، فتحي مخك ، و تزكري كيف تعرفتي على آدم و كيف تعرفتي على هاد ؟ .. لا تجيبي سيرته لهداك ، ليش شو كان عامل اشي غلط ؟ كل القصة انه اللي عرفه كان اكبر من طاقته ، و هالشب ازا بتضلي على علاقة معه رح تخربي سمعتك و حياتك ، رح ترجعي للدمار و بقوة اكبر من اللي صابك قبل شهرين ، اعطيي لحالك فرصة لسا ما لحق قلبك ينجبر ، فكري بكلامي و ما تعملي اي شي بدون علمي برضاي عليكي .. حاضر ماما
كلامي جاب نتيجته معها ، و خلاها تعيد حساباتها و تفتح قلبها ، كانت فعلا مجرد فضولية مش عاشقة ..
و قدرت تقنعه انه هية ما عندها اي مشاعر تجاهه ، و انتهت القصة بدون ما حدا يعرف ، و بقي هالسر بيني وبينها ..
♡♡♡♡
محمد : الحمدلله عالسلامة يا عرسان ، الله يهنيكم على طول
سيلين : نورتوا ماما ، الله يحميكم
خالد : الله يسلمكم جميعا ، اشتقنالكم
رهف : و احنا اكتر ، ايوا شو جبتولي هدايا ؟
ليان : احلى هدية لرهووفة
رجع خالد و رجعت الحياة معه ، كل العيلة اجتمعت برجعتهم من السفر ..
هاليوم كان بحمللنا مفاجأة جديدة ما كانت خاطرة على بال حدا ..
سمعنا صوت العاب نارية و طلعنا نتفرج عليها على قد ما كانت كتيرة و الوانها مضوية السماء ..
و لما خلصت وقفت سيارة ، و نزل منها شب يمكن بعمر خالد ، كان حلو كتير و شخصيته جذابة ، شعر اسود متل الليل و لحية ناعمة و عيون وساع بلون العسل ..
تقدم منا و عيون الكل كانت تتفحصه ، بس كانوا تنين بيعرفوه و قدروا يميزوه ، سمعت اسمه طلع منهم ..
تقدم لعند محمد ، و وقف قباله بكل رجولة و قال بصوت عالي :
اّدم : انا اجيت بعد غياب ، صحيح ما كان غياب طويل بس قدرت اتخذ قرار حاسم فيه ، و اجي اطلب ايد بنتك ( سالي ) و انا بوعدك وعد رجال اني حافظ عليها ..
و قبل ما يكمل كلامه ، كانوا اولادي التلاتة متل ( الشجعان الثلاثة ) ماسكين بخوانيقه و رموه بالارض وبلشوا يضربوا فيه ..
شفقت على منظره ، كتير حاولوا يفصلوا بيناتهم ، بس هوة كان قوي ، و قدر يدافع عن حاله ..
وقف و نفض حاله باطراف ايديه و كأنه ما كان صاير شي معه ، و رفع اصبعه باتجاههم الثلاثة اللي كانوا واقفين جنب بعض و قال كلام كان دليل قوي على انه بيستاهل يحصل على حبيبته مهما كلفه الثمن :
لو كنتوا مكاني كنتوا عملتوا متل ما انا عملت ..
انك تعرف انه ابوك مجرم حقيقي حتى لو ما قتل بايده ، شعور صعب كتير ، بس الاصعب منه هو كيف تتجاوز الموقف
رد عليه عليه يوسف بمسخرة : و كيف تجاوزته حضرتك ، بالالعاب النارية ؟ ههههه
آدم : هاي النار اللي شفتها كانت شاعلة بقلوبنا كلنا ، شفت كيف هلأ تبخرت و راحت ، و اللي ضل هو بقايا قلوب محروقة ، قلوبنا كلنا ..
يعني تعددت الاسباب والموت واحد ..
و حتى تعالج هالحروق بدك وقت طويل ، و علاج صعب ، و احتمال تتعالج و احتمال لأ ، بس انك تترك هالقلب محروق بدون ما تحاول أي أدنى محاولة لترميمه ، هون بتتحول لمجرم حتى لو بدون قصد ..
خالد كان واقف و مكتف ايديه ، و عم يسمع لكلامه باهتمام ، بس زيد قاطعه و قال :
الخلاصة لو سمحت ؟
آدم : انا عم احاول اني اصلح الغلط اللي ارتكبته ، أو متل ما سميتلك اياها من شوي ، جريمة ، بحق قلب حبيبتي ، بس انا كمان كان بدي مين يداويني لحتى اقدر اوقف قدامكم هيك وقفة ، اعطوني فرصة .. فرصة صغيرة بس لاثبت اني ما دخلني باللي عمله مراد في يوسف ..
سمعنا صوتها الممزوج بدموع : خالد احكيله يروح من هون
و آدم شد على قبضة ايده عم يحاول يسيطر على اعصابه ..
لف وجهه عليها ليدور على مكانها ، و رجع اتطلع في آدم ..
خالد : سمعت حبيبتك شو حكت ؟
آدم : سالي ارجوكي لا تتسرعي
انهارت و هية عم تطلب منهم يبعدوه عن المكان ، كلنا ركضنا عليها ، كنا خايفين عليها ، و مو متحملين انه تعمل بحالها شي بعد ما حاولت تنتحر مرة بسببه ..
بعد ست شهور >>
بعدين معك روح من وجهي آدم ، انا بكرهكككك .. و انا بحبكككك ، ما رح احل عنك لتسامحيني عالاقل .. مسامحتك ، بس ريحني من ملاحقتك الي ، لك ما ضل حدا ما عرف عنا .. سامحتيني ؟ بس انا بعرف انه اللي بحب هو اللي بسامح و انتي حكيتي انك بتكرهيني ( ابتسملها بخبث ) .. (نزلت راسها و حست انها تورطت بهالكلمة ) .. ارفعيه لراسك العنيد هاد ، ما انخلق اللي بدو يوطيه لانه .. ( ضحكت بخجل ) .. اليوم جاي اطلبك و للمرة المليون ، و ممنوع ترفضي .. بس اهلي رافضين .. المهم انتي موافقة ، اهلك اتركيهم عليي
مساءاً <<
اجا آدم و كان محمد باستقباله ، و مخبر خالد يجي لانه في موضوع مهم ، بدون ما يعطيه خبر عن زيارة آدم النا ، بس آدم وصل قبله ، و استقبلناه انا و محمد ..
هاد انت ؟ و جايب معك ورد كمان ، تفضل مع اني متأكد انه كمان مرة هالورد رح يلحقك بس تروح .. معك حق تحكي هالحكي اكيد مليتوا مني ، بس انا اليوم جاي و متأكد انه ما رح روح من هون الا و انا ماخد طلبي .. بتعجبني ثقتك بنفسك ، يا ام خالد اعملي فنجان قهوة للشب ، شكلها سهرته مطولة عنا اليوم .. شكرا الك ، معروفك معي ما رح انساه طول حياتي .. ما عملت اشي ، سالي حكتلي انها سامحتك ، و وافقت تتزوجك ، و المهم بنت اخوي تكون مبسوطة ، لانها مو بس امانة برقبتي من اليوم رح تكون امانة برقبتك انت .. بوعدك أكون قدها ، طيب اخوانها شو وضعهم لسا حاقدين عليي ؟ .. ( بابتسامة ممزوجة بضحكة ) اشرب قهوتك قبل ما تبرد
فتحت الباب لخالد ، دخلته على صالة الضيوف ، بس شافه آدم وقف و مد ايده ليسلم عليه ..
اتطلع خالد على عمه اللي اشرله بعيونه مشان يسلم ..
رفع ايده بتردد ، و قعد ..
خالد : نعم ؟ شو مناسبة هالزيارة السعيدة
محمد : آدم جاي يطلب ايد اختك
خالد ( بلهجة قاسية ) : اي شو هالحكي ؟ يا مية اهلا وسهلا ، بس انا بعرف اللي بدو يخطب بنات الناس بجيب جاهة محترمة متله ، وين جاهتك يا محترم ؟
بلع ريقه آدم ، و مسك فنجان قهوته و شرب منه شوي ورجعه ..
وصلت سالي بهاللحظة ..
سالي : خالد انا موافقة ، بس بدي منك تسمعني و تفهم مني ليه وافقت ؟!
سيلين : اول اشي بدي اعرف اذا ماما موافقة يكون صهرها قاتل حبيبها و ابو اولادها بعز شبابه و بطمع منه للزواج منها ؟؟
محمد : خالد احكي بأدب عمي ، فش داعي نفتح مواضيع جار عليها الزمن
لو كنت وقتها قادرة اني اصرخ بأعلي صوتي و قول ( لأ و الف لأ ) انا مو موافقة ..
كنت اكيد جاوبته لخالد ..
شعور التضحية اللي انزرع جواتي من لما تركني يوسف ..
كان يمنعني اني اجرح او زعل اي حدا من اولادنا ..
حتى انا لما تزوجت محمد ، وافقت بس عشانهم ..
مع اني انا اكثر وحدة صعب انها تتقبل هيك زواج ..
بقيت كاتمة وجعي و متحملته في سبيل سعادة بنتي ..
و ادعي انه يكون قرارها صائب و ما تكرر اللي انا عشته ..
عصب خالد ، بس كان موقفه صعب ..
لانه مستحيل يرد بوجه عمه شو ما كان السبب ، و لا يرفع صوته عليه ، الا بيوم ما وصلت لايده الصورة و اعتذر كتير منه بعدين ..
خالد : مبروك اختي ، مبروك الكم جميعا و الي كمان
يتبع ..
الجزء الثالث عشر : #انتهت
قال جملته بسخرية اندمجت بغضب ..
طال سيجارة و شعلها ، و صار يدخن بتوتر ، نزل راسه و حط ايده عليه ، و اخفى وجهه ..
بس دموعه اللي وصلت الارض كانت سبب بإنسحاب آدم من المكان بدون اي كلمة ..
قعد محمد بجنبه ، و حط ايده على كتفه ، رفع راسه و شاف عمه و تعانقوا التنين بدموع بتحرق اي حد بشوفهم ..
محمد : خلص متل ما بدك ، انسى موضوعه
خالد : عمي الشب ما بعيبه اشي و انا اعجبت بشخصيته كتير ، بس مش قادر اتقبل يكون من عيلتنا ، و اولاد اختي يحملو نفس الدم اللي بحمله جدهم ( مراد )
سالي : طيب و انا حدا فكر فيي ؟ حدا حاول بحط حاله مكاني ؟
ما حد قدر يرد عليها ، كان القرار اصعب من انه نحسمه و نتفق عليه
_________
خالد : يعني شو اللي بدها اياه ؟
اسلوب الضغط اللي عم تعمله ، بتعرف منيح انه ما بيجي معي
كان قاعد هو و يوسف و زيد ، اصواتهم بلشت ترتفع ، و نقاشهم احتد ، ما كنت قادرة اعمل شي الا اني اسمع منيح شو عم يحكو ..
رهف كانت قاعدة جنب الباب منكمشة عحالها ، و بتقرط اصابع ايديها بتوتر ، و مستمعة جيدة لحديثهم ..
مضى علينا شهور و احنا بهالحال ..
سالي مقاطعة الكل ..
و الكل مطنشها ..
رهف جوات عيونها كلام ، حاولت اقرأه بس للاسف ما قدرت استوعب انه ممكن يكون احساسي بمحله هالمرة ..
كانت عارفة كل شي ..
لا لا مستحيل ..
قد ما زعلت بس بالآخر هية عاقلة و ما ممكن تعمل هيك تصرف ..
لأنه اكيد اكيد رح تندم ..
كان بيخطر ببالي لو خليتها تسمح لهداك الشب اللي عالموتور انه يخطبها ، او تعطي حالها فرصة تحبه ..
_______
لما الحياة تحلف يمين انها اتدوقك اقسى انواع الاختبارات ..
أو بالمصطلح المشهور ( مصايب ) ..
بكون تحتم عليك انك تدعس على قلبك ..
لأنه ازا انت ما دعست ، رح يجي حدا و يدعس عليه ..
تماماً متل ما عملت فينا بنتنا ..
من آخر مرة خطبها فيها ، هي أول ليلة بتقعد معنا ..
فرحنا بشوفتها ، بس للاسف فرحتنا ما كملت ..
لأنه بعد هالليلة صار حلمنا صعب يتحقق ..
حلمي كان متل اي ام نفسها تشوف بنتها ببدلة بيضا ..
و ولي امرها يسلم ايد بنته للشخص القادر انه يحمل هالامانة ..
بس احلامنا انحكم عليها بالاعدام قبل ما تنعرض حتى على قاضي ..
لحد ما اجا هاليوم اللي قررت وقف فيه هالوجع اللي استمر لاكثر من سنتين ..
رهف : ماما وينك ؟
سيلين : هيني قاعدة هون تعالي حبيبتي ،عم تبكي ؟
رهف : انا اشتقت كتير لسالي ، قلبي رح يطق على ما اشوفها ، نفسي اضمها متل زمان و احكي معها
تركت البوم الصور اللي كان بايدي ، و قربتها لعندي و لمست على شعراتها ، رهف بنتي الحساسة اللي كانت ضحية لقرار اختها ، اللي داست على قلوب الكل و راحت تزوجت آدم ..
قلبي خلص وصل لطاقته القصوى ..
و صار صعب عليه يتحمل فراق ضناه اكتر من هيك ..
و يتجرع الوجع كل ما يشوف الحسرة في عيون العيلة ..
العيلة اللي بتستنى رسائلها حتى لو ما بردوا على شي منهم ..
رسائلها اللي ابتدت بصورة من عقد زواجها ، و بعدها صورها من البلد اللي عايشين فيها ، و أخبارها بانها مبسوطة كتير مع زوجها ..
ما كانت تنسى بكل مرة انها تطلب العفو ، و نعطيها الامان لترجع تشوفنا لأنها كتير مشتاقتلنا ..
و تفسيرها لخالد بانه آدم ما كان معه جاهة وقت اجا خطبها ؛ لأنه ترك اهله من وقت ما عرف الحقيقة ..
سيلين : و انا اشتقتلها اكتر بس شو طالع بايدينا نعمل ، لو تعرفي اديه بكتبلها رسائل بس و لا مرة قدرت ابعت شي منهم
رهف : يعني شو ؟
سيلين : يا ريتك خبرتيني ، عالاقل كنا وافقنا نزوجهم بدون ما يهربوا
حطت راسها بين ايديها ، و تنهدت ..
رهف : ليش كنت قادرة افتح تمي ؟
كل ما احكيه هالسر بيني وبين حالي يهرب النوم مني و ضل ابكي
♡♡♡♡
كان نايم و مو حاسس على شي ، نكشته من كتفه اكتر من مرة ما رد ..
ياربي كيف رح اقدر افتح معه الموضوع ، والله مو سهلة عليه ، مع انه كان موافق على زواجهم بس اللي عملته فينا كسرنا وكبرنا شي مية سنة ..
و من هداك اليوم منعني اني جيب سيرتها ، او حاول اتواصل معها ..
بس كلام رهف ما عم يروح من بالي ، و اشتياقي لبنتي و شعوري بانه عندي حفيد منها غير عن حفيدي ابن خالد ، رح يطير عقلي ..
تسللت لغرفة رهف و صحيتها من نومها بصوت خافت ..
سيلين : رهف يا رهف .. قومي
رهف : بسم الله ماما خوفتيني ، شو في ؟
سيلين : ابعتي رسالة لاختك اساليها وين عنوانها
قامت من مكانها بلهفة و قالتلي :
رهف : انتي متأكدة ؟
سيلين : لك وطي صوتك .. اه متأكدة لكن عم امزح يعني
♤♤♤♤
سالي : م م م ماااامااااا
سيلين : يا قلبي انتي ، خليني شمك و اطفي شوقي
رهف : ايه بعدولي هيك اجا دوري ، يا رووحي
سالي : رهوووفتي اااخ شو اشتقتلك
من حسن حظنا انه سالي كانت جاي عالبلد من وقت قصير اجازة ، و طلبنا عنوانها و قلنالها انه جايين لعندها ، رحنا انا و رهف بحجة انه رايحين نزور وحدة صاحبتها ..
شوفتي لابنها ، اللي كان ماخد من آدم مواصفات كتير ، نستني وجعي و ركضنا عليه و حملناه انا و رهف ..
سيلين : اااخ يا روح التيتا تعا لعندي ، شو يا حلو انت دخيل هالعيون انا
آدم : اهلا وسهلا بمرت عمي و بنت حماي
فتح الباب و بايده اكياس كتيرة ، تناولت منه سالي و اجا لعندي ، سلم عليي وباس ايدي ، كنت كتير مقهورة من اللي عملوه بس شوفتي لبنتي نستني ، و قدرت امشي القعدة ، لوقت ما حانت لحظة وداعنا ، و اخدت مني ابنها ( تيم ) اللي بقي بحضني انا و رهف من اول القعدة ..
سالي : اوعدوني تزوروني مرة تانية ما شبعت منكم ( بتبكي )
سيلين : اوعديني انك تشوفي عمك ، الرسائل كلام اما اللقاء مشاعر
سالي : انا خايفة اجي و ..
سيلين : ما تقولي خايفة ، عملتي شغلات كتير بحياتك كان لازم تكوني خايفة من عملهم و مع ذلك كنتي شجاعة و قدرتي تعملي كل شي بدون تردد ، و اكبر دليل زواجك
آدم : مرت عمي كلامك صحيح ، احنا غلطنا بس بنفس الوقت الحياة عاقبتنا كتير
سالي : ان شاءالله ، ما بنسافر الا لما نكون حلينا كل شي .. بوعدك ماما
رجعنا انا و رهف بدموع عيونا ، كانت حالتنا سيئة كتير و مو قادرين لا نشوف حدا و لا نحكي مع حدا ، و مع بعض ما حكينا ..
فتنا عالبيت و تفاجأنا بوجود خالد و ليان جايين لعنا
سيلين : اهلا و سهلا شو متى اجيتوا ؟
خالد : من لما طلعتوا عالزيارة
ليان : اهلين مرت عمي ، ما حبينا نقطع جوكم ، جبت غدا و تغدينا مع عمي و يوسف و زيد
سيلين : اه يسلم ايديكي
كنت كتير متلبكة ، كلام خالد و نبرته وترتني ، تخيلت للحظة لو عرفوا عن مكاني انا و رهف شو كان ممكن يصير ..
رهف : ماما
سيلين : تعي لهون ، اوعي تحسسي حدا بشي عم تفهمي و شيلي كل الصور عن تلفونك بلاش حدا من اخوانك يشوفهم
رهف : على مهلك عليي ، نسيت خبرك انه ليان بتعرف عن الزيارة
سيلين : شووو ؟ ولي كيف عرفت ؟
آخر شي كنت اتوقعه انه ليان و سالي على تواصل ، و ما انقطعوا عن بعض ابداً ..
سيلين : بس كيف خالد ما بيعرف ؟
رهف : شفتي ما اشطرها ، اللي بدها اياه بتحكيله و اللي ما بدها بتخبيه ، الست الشاطرة الجن الازرق ما بيعرفلها
سيلين : اي تشاطري و كوني متلها ست رهف
رهف : اخ انا تعقدت من اشي اسمه زواج
سيلين : يلا امشي نروح بلا ما يشتلقوا علينا هلا
////
سيلين : شو حمودة نايم ؟
خالد : و الله ضل يستنى بتيتا و تأخرت
سيلين : يا قلبي خلص بكرا باجي عندكم من الصبح و بلعبه
مرقت السهرة على خير ، بس انا و رهف كان باين علينا انه مو طبيعيين ..
كنا متل اللي عامل شي غلط و خايف حدا يكشفه ..
♡♡♡♡
في بيت خالد >>
كان متسطح على سريره و حاطط ايديه تحت راسه ، و معلق عيونه بالسقف ..
من لما تزوجت و الحياة صارت بلا طعمة بالنسبة اله ..
ما بضحك مع حد ، و لا بروح لأي مكان بجمع بينه و بينها اي ذكرى ..
صار يقلب بصفحات هالسنتين اللي مرقوا ، و عرف انه نار قلبه بلشت تبرد ، و الحسرة اللي بشوفها بعيون سيلين ، و حتى محمد ، زادوا من رغبته ليطفي نار هالمعركة اللي ما رحمت حدا و حرقت الكل معها ..
بس القرار بدو شجاعة ، و تعلقه بوالده اللي انحرم منه بعمر صغير ، سلب منه هالقوة ..
وسط هالتفكير المشَوّش ، بتمر نسمة عطرها الناعمة ، و بتصفي عقله ..
ليان هالمرة قررت تتقدم خطوة ، و هية خطواتها بهالموضوع ما توقفت ابداً ..
بالرغم انه حالف عليها يمين لو صار بينها و بين سالي أي تواصل ، يكون عقابها عسير و بدون رحمة ..
بتتسطح جنبه ، و بتلفه من خصره ، و بتقرب منه ..
ريحتها ، و نعومتها ، و كل شي فيها بيقدر يغير مزاجه باقل من لحظة ..
هيك متعودة عليه ، بس هالمرة كان الوضع مختلف ..
ليان : بشو عم يفكر حبيبي ؟
بيرفع راسه و بقابلها بسكوت قاتل ، قدر انه يزرع الخوف جواها ، كانت خايفة اليوم اكتر من أي يوم مضى بهالسنتين ..
بتحاول تلفت انتباهه و تشتت خوفها ..
بتشبك ايديها برقبته و بتقربه منها اكتر ..
ليان : شو القصة ؟ ما عجبتك ؟
ببعد عنها و بقوم بياخد سيجارة و بشعلها ، و بيطلع يقعد على البلكونة ..
بتلحقه بدون تردد ، خالد حبيبها وضعه مو مرتاح و الهيئة صاير معه شي ..
ليان : شو عم بصير معك ؟ ليش هيك بتتصرف ؟ احكيلي حبيبي
مسكت ايده
خالد : …
ليان : يعني معقول تخبي عليي ؟ خلص انا زعلت و ما رح احكيلك اسراري
قلبت شفافها بدلع و كتفت ايديها ..
خالد : ليان ؛ اذا حابة نحكي بصراحة بدك تكوني قدها
ليان : اكيد قدها .. هات لنشوف
خالد : اشتقتلها كتير ، انا تعبت من كتمان هالوجع
كلام ليان اثر فيه و خلاه يعيد حساباته ..
و ما كان يعرف انه القدر رح يساعده بأول خطوة ..
)) الأيام بتمرق بسرعة ، و الوجع بيقل مع كل يوم بمر ، الشجاعة انك تسامح مو انك تنتقم ، المسامحة مو ضعف ابداً ، اكبر مثال للشجاعة هية امك ، تحملت كل شي بس مشان ما تخسر اعز الناس على قلبها و اهمهم هو انت ((
بعد يومين >>
ليان : شو رأيك نروح نشم شوية هوا ، حاسس حمودة كتير ملان و بدو يغير جو ، ما هيك يا روحي ؟ احكي لبابا
خالد : اه يا روحي حمودة اللي عمره سنة صار يطلب مشاوير ، ماشاءالله عليها امك
ليان : هههه شفت مو قليل هالحمودة ، يلا معك خمس دقايق لتجهز
خالد : أمري ل الله
ليان : بدي فوت على هاد المحل انت خليك هون
خالد : بلشنا .. خلص ماشي بس لا اتطولي
تركته ليان هو ومحمد الصغير و فاتت على واحد من المحلات بالمول ، و هو صار يتمشى و بعدين قعد على احد المقاعد ينتظرها ..
كان عم يلعب بابنه و كلمات ليان ما غابت عن باله طول الوقت ، سمع حدا قال :
♡ خالد ♡
التفت لمصدر الصوت ، هالصوت اللي ما ممكن ينساه ابداً ، و بضل صداه يرن براسه ..
تجمد بمكانه و هية كانت تتقدم لعنده بخطوات بطيئة ..
وصلته و فتحت ايديها لتعانقه ، و رمت حالها عليه و صارت تبكي ..
شوي شوي رفع ايديه ، و ضمها بقوة ، حسوا بضلوعهم عم تتحد و تصير واحد ..
قلوبهم انصهرت ، و صوتهم ما قدر يطلع الا على شكل دموع ..
بس هالدموع كانت فرح بلقاء بعد غياب دوّب الكل ، و زرع فيهم الهم ..
ما بيعرف كيف قدر ينسى اللي عملته ، و كأنه تبخر من عقله ..
خلص نصه التاني رجعت لحياته من جديد ، و ما في شي بهمه اكتر ..
كان آدم عم يتفرج عليهم من بعيد ، و دموعه خانته ، قربت منه ليان و قالتله :
ما تخلي الخوف يدمرك ، لا تيأس ، رح يجي اليوم اللي تصير فيه واحد من عيلتنا ، و يمكن قرب كتير هاليوم
هز براسه و هو عم يمسح دموعه بايديه ، مشي لعندهم ، و لما لمحه خالد ، الغضب رجع لعيونه ، و كأنه نسي للحظة شو او مين السبب بكل اللي صار معهم ..
———————–
——————
تقدم آدم و مسك بإيد محمد و باسها و نزل لعند رجليه ، و على ركبة و نص قعد و قال :
أنا رح اعتبر حالي من اليوم صرت ابنك ، و اللي بتؤمر فيه رح يحضر ..
اجيتكم من قبل لأطلب منكم فرصة ، و هالمرة اجيت انا و اياها لنطلبها منكم ..
امنحني الامان انا و عيلتي ، بعد ما الموت اخد مني ابي و امي بوقت قصير كتير و انحرمت بسبب الغربة اني شوفهم و ودعهم قبل ما يموتوا ..
و هاد كان اكبر عقاب ربّاني لأبي ، لأنه كان السبب في حرمان 3 اطفال ما الهم ذنب بشهوته الحيوانية تجاه امهم ، و طمعه في الحصول عليها ..
و ظلمه لإمي ؛ اللي ما حسسها طول حياتها معه بأدنى ذرة من المودة اللي ربنا أمرنا فيها ..
احنا عم نتعاقب على جريمة ما إلنا ذنب فيها ، الا انه حبينا بعضنا ، احنا ضحايا هالجريمة ..
و عاقبتونا ، و اجا الوقت اللي تسامحونا فيه ..
كلامه كان مؤثر كتير ، قعدنا و تناقشنا ، و اتفقنا انه تكون آخر جلسة نحكي فيها عن الماضي ..
اليوم رجعت بنتي لحضني ، و صرت بقدر شوفها وقت اللي بحب ، و بدون ما خاف من حدا ..
بعد اسبوع ، بتوصلنا بطاقة دعوة لعرس ، و عرفنا بعدين انه كل عيلتنا وصلتهم نفس الدعوة ..
شو بيعمل مفاجآت هالشب ، بحب دائماً يعبر عن محبته بطريقة مختلفة ..
كانت تحضيراته للعرس سريّة ، و بدون علمها ، و وصى كل حدا اعطاه الدعوة انه ما يخبر سالي شي ، و كلفني إني اهتم بتفاصيل بدلتها و كل امورها ..
بدو يعوضها عن كل لحظة مرقت عليها و هية تحلم تلبس البدلة البيضا ، اللي تخلت عنها في سبيل تحافظ على حبهم و ما تسمح لحدا يفرقهم عن بعض ..
و حتى نحن رح يتحقق حلمنا ، اللي بلحظة فكرناه ضاع و ما عاد يرجع ..
♡♡♡♡
بعرس بنتي ، كان الكل عم يضحك عالفكرة المجنونة اللي طلع فيها زوجها ، و من بعد ما صار عندهم ولد ..
بس بنفس الوقت عم يزداد اقتناعهم فيه ، و محبته تدخل قلوبهم ..
فعلاً بكل مرة بثبت إنه رجال بكل معنى الكلمة ، و الرجال موقف ..
فرحت كتير بحضور صديقتي اللي غيابها طال ..
و اخبارنا اللي ما بتخلص رح نرجع نتبادلها ..
خبيت عنها مين بكون العريس ، و قلتلها بس تشوفيه رح تعرفيه لحالك ..
كلامي أثار فضولها ، اجت هية وعيلتها ( زوجها ، ابنها و بنتها ) ..
استقبلتها بحفاوة ، و قعدت انا و اياها على نفس الطاولة على قد ما كنا مشتاقين لبعض ..
و بلحظة دخول العرسان :
سيلين : ليه هيك وقفتي متل كأنه حد قرصك ؟ ههه
دانة : سيلين .. لك هاد مو مراد ؟
سيلين : هلا معقولة انتي ؟ كيف يعني مراد ؟
دانة : بس كتير بشبهه
سيلين : معك حق ، بس مراد الله يرحمه مات ، هاد ابنه آدم
دانة : يا ويلي ما احلاه
سيلين : مين هو ؟ هههههه
دانة : هههههههه
أجواء العرس كانت مميزة ..
كانت فراشة وسط بستان من الورد المشكّل بكل الالوان و الانواع ..
كل واحد بحمل بقلبه محبة من نوع خاص ..
محبة اخوة ، محبة صداقة ، محبة ابوّة ..
و الحب قلوبنا انفطرت عليه ..
و ما فينا نعيش بلاه ..
بس هو سلاح ذو حدّين ، متله متل أي شي خلقه ربنا ..
محتاج للعقل حتى نقدر نتحكم فيه ..
و نمشي بالطريق الصحيح ..
_______
______
بعد سنة >>
الكل معجوق اليوم ، و ملهوفين ليحضروا توقيعي على روايتي ؛ اللي تعبت عليها كل الفترة الماضية و قررت اني انشرها ، و بقي الموضوع خاص بيني و بين محمد اللي كان اله كل الفضل بدعمي ..
قعدت على الطاولة اللي عليها نسخ الرواية و بلشت وقع على كل نسخة بعطيها للاشخاص اللي حضروا الحفلة ..
روايتي اللي كان عنوانها ( رحلة قدر ) ..
حملت بين طياتها كل الدموع اللي نزلت ، و الضحكات اللي انرسمت على وجوه كل أبطالها ..
أبطالها كانوا اشخاص من خيالي ، لكنهم موجودين بالواقع ، و يمكن تكون حياتهم اصعب بكتير من اللي انكتب ..
كان هدفي إني وصل رسالة لكل اللي فقدوا الأمل و هم يبحثوا عن السعادة ؛ و بشّرهم بأنه حياتهم شو ما كانت صعبة و مليانة اوجاع ، لا تيأسوا لأنه السعادة موجودة ..
ما تخافوا ، و ما توقعوا من أول مطب بواجهكم ..
الحياة مليانة بالسعادة ، و بإبتسامة منكم ممكن تخلقوها ..
النهاية ♡♡♡♡
القصة بتجنن ماطوالي علينا