#سلسلة_ياسمينة_الروح
#نهفات_عيلتنا_3
#مذكرات_عاطفية
#بقلم_وعد_السعيد
الحلقة الحادية عشرة :
بعد ما خططت انا و الشلة ، نتجمع عند آيات ببيتهم ..
و كنت متفائلة بانه يصير في لقاء عفوي بيني وبين احمد ..
عاساس اني مو رايحة حتى اشوفه ..
آيات : اتطمني احمد مو هون ، حكتلهم عندي صاحباتي ما حدا يرجع عالبيت
ياسمين : ليه اتطمن يعني ، لو عندي مشكلة كان ما اجيت من الاساس
سيرين : هيك احسن ياسمين ، الك و النا حتى ناخد راحتنا
ديمة : معك حق خلص يلا نهيييييص
آيات : جهزتلكم مكس اغاني من الآخر
ما قصروا الصبايا ، عملنا عرس جوزنا حالنا فيه ..
اكلنا و شربنا ، و اشتغلنا لخالتي ، عزلنالها البيت تعزيل ..
و ما كان يجي احموودتي ..
وقفت عالشباك اراقب الشارع ..
ياسمين ( بهمس ) : اشتقتلك كتير يا عيوني ، يلا تعال
منى : يا بنات البسوا ، خالكم هيثم و الشباب جايين كمان شوي
لفيت وجهي على خالتي ، كنت خايفة تكون سمعتني ..
آيات : خالو هيثم ؟!
ديمة : مين معه خالتو ؟
سيرين : حسب انتي مين بدك هههه
منى : اقعدوا عاقلات ما بدي حركات هيك و لا هيك
آيات : ههههه
وصل خالو و كانوا معه اولاد خالتي منى ، و عمو ابو احمد ..
شو غريبة هالزيارة ، فرق كبير بينها و بين آخر مرة كنت هون قبل تلات شهور ..
فاتوا و سلموا ، كان كتير هادي متل عادته ، بس هالمرة عيونه بالارض ..
قرب مني خالو و طلب نقعد انا و اياه على انفراد ..
ياسمين : اهلين ، اشتقتلك خالو
هيثم : ياسمينتي الحلوة ، ان شاءالله بتضلي دايما مفتحة هيك
ياسمين : ههههه خجلتني
هيثم : اول اشي انا من زمان بدي اقعد معك هيك قعدة رواق ، بس كنت استناكي تخلصي امتحانات ، حتى يكون ذهنك صافي و تقدري تفكري منيح بكلامي
ياسمين : خالو ازا رح تحكي معي بموضوعي انا و احمد ف انا ما عندي اشي احكيه
هيثم : انا ما اجيت مشان انتي تحكي ، اليوم انا اللي رح احكي و انتي تسمعي
ياسمين : اوك عم اسمعك
هيثم : خبر انفصالك انتي و احمد فاجأ الكل ، الا انا ، كنت متوقع بيوم من الايام اسمع هالاشي سواء بفترة خطبتكم او بعد الزواج ، و الحمدلله انها كانت قبل الزواج هالخطوة
ياسمين ( بتبكي ) : …
هيثم : اللي بدي احكيلك اياه هو سبب الانفصال اللي اتخذه احمد بحقك ، كان نتيجة تصرفاتك المبنية على وضعه تحت الامر الواقع ، و استغلالك لضعفه قدام حبه الك ، احمد بعشقك يا ياسمين ، و لحد هاللحظة ما توقف عن حبك و لا التفكير فيكي للحظة وحدة
ياسمين ( بتبكي منهارة ) : … و انا كمان
هيثم ( قعد جنبها و مسحلها دموعها ) : طلبتي من والدك انه يتدخل بموضوع تعليم السواقة ، و احمد صعب يوقف بوجه واحد كبير بحترمه و بقدره ، و اشي اكيد انه يوافق عالكلام اللي حكاله اياه ، بس بينه و بينك كان صعب يستمر بدون ما يعبر عن صعوبة اللي عملتيه ، لانك اثبتيله انه هو مجرد سجّان الك ، و ما بتسمعي كلامه الا مشان تسكتيه مو لانك مقتنعة
ياسمين : …
هيثم : ما بعرف اذا الفكرة وصلتك او لا ، بس اتمنى منك تعيدي التفكير ، و تعيدي حساباتك و تقدري تثبتيله حبك بطريقة اكثر فايدة من الجكر اللي كنتي تعمليه فيه ، تصرفي كانثى راقية و حساسة و عفوية ، و لا تلعبي دور العنيدة و اللي بدها تفرض شخصيتها باي ثمن ، لانه هاي ضعف شخصية مو قوة ، احمد رجل شرقي و انا متله ، و ما في واحد فينا بقبل على حاله انه يتقابل بهيك تصرفات من انثى محسوبة عليه زوجة
ياسمين : كان بقدر يوصلّي هالمعلومة بدون ما يفسخ
هيثم : للاسف لحظة شيطان او غضب او اي اشي تاني المهم انه تسرع و اكيد ندمان
ياسمين : بس فات الاوان اني اثبتله ، و فات الاوان عالندم ، كان لازم تحكي معي هيك من زمان
هيثم : الزمن وحده بقرر اذا فات الاوان او لسا
ياسمين : … معك حق ، و في شغلة تانية بدي اسالك عنها
هيثم : شو هية ؟
ياسمين : كيف رح تكون علاقتنا بعد الانفصال ؟
هيثم : الجواب رح تسمعيه من احمد ، لانه حابب يحكي معك
بلعت ريقي ، و غمضت عيوني ، حاولت افكر بالكلام اللي رح يحكيلي اياه احمد ، شو رح يكون ؟ ..
احمد : ليه بتبكي ؟ شو حكتلها ؟
هيثم : ولا اشي ، ياسمين اهدي
ياسمين ( بحاول اكون منيحة ) : … انا منيحة ما تقلقوا
احمد : طيب انا بس بدي اطلب منك تكوني طبيعية معي ، انسي اي ذكرى سيئة و كملي حياتك متل ما انتي حابة تكون ، بنفس الوقت خدي بعين الاعتبار انك تقدمتي خطوة مهمة بحياتك ، و زادت خبرتك بالحياة
، و انا رح اضل احمد ابن خالتك ، اللي معك بأي لحظة بتحتاجيني فيها
ياسمين ( بصوت مهزوز ) : طيب ما خطر ببالك تحكيلي سلامتك ، لما شفتني بعرس علاء و ريم وحكيت معي ، بما انك لسا احمد ابن خالتي فاكيد واجب عليك تتطمن عليي ، على اعتبار اني كنت خطيبتك ، و كان في اشي كبير بيجمعنا !!
احمد ( اتطلع بهيثم و بهز براسه يمين و شمال ) : على شو سلامتك ؟
ياسمين : ما بتعرف اني بنفس اليوم اللي …
احمد : اااه ؟
ياسمين ( نزلوا دموعي ) : ما بعرف شو صار فيي ، ارتفعت حرارتي و تعبت
هيثم : ياسمين ، احمد كمان كان وضعه صعب
احمد ( حط اصبعه على تمه بده يسكت هيثم ) : حقك عليي ، شو ما كانت ظروفي كان لازم اسال عليكي ، بس والله ما كنت اعرف اشي عنك بهالوقت ، الحمدلله عسلامتك
ياسمين ( بفرك باصابعي بتوتر ) : شو كان وضعك ؟ ليه صعب ؟
انا تعمدت اني احكي عن هالموضوع ، حتى اظهر مشاعري اللي جواتي ، و افرجيه ردة فعلي بشكل طبيعي ، لانه فعلا انا مو قادرة اسكت اكتر من هيك ..
احمد ( نزل راسه و بلع ريقه ) : ياسمين ، انا عملت حادث بنفس اليوم
ياسمين ( حطيت ايدي على تمي مصدومة و حكيت بصوت مبحوح ) : حادث !!
هيثم ( ضمني ) : اتطمني هيو منيح
ياسمين ( ببكي ) : ليه خبيتوا عني ؟ شو يعني منفصلين ؟ بهالبساطة بنسى احمد مين كان ؟
احمد : انا طلبت منهم ، كنت خايف عليكي
ياسمين ( منهارة ) : كيف كييييف بتخبي عني هيك اشي احمد ؟ نسيت مين انا ؟ نسيت مين انت عندي ؟ شو صار لعقلك مرة وحدة هيك تغيرت ؟ اول اشي بتتركني و بترمي عليي الطلاق و بعدين بتخبي عني الحادث ؟ انا لازم اكون اول وحدة جنبك ، لو صار فيك اشي شو كنت عملت في حالي انا ؟
احمد : …
هيثم : …
ياسمين ( وقفت و مسحت دموعي ) : الظاهر انه ما ضل الي مكان في حياتك من بعد هديك الكلمة ، ماشي متل ما بدك ، مع انه لحد هلا ما اعطيتني مبرر للي عملته فيي ، بس بالنهاية هاي حياتك و بتمنالك التوفيق
احمد : طيب اقعدي خليني احكيلك المبرر للي عملته ، لانك حكيتي كلام كثير بدون وعي ، و صار لازم تفهمي شو اللي صار معي حتى عملت هيك
ياسمين : و هي قعدت تفضل
احمد : بدي اتدوقي طعم الحرية اللي انا حرمتك اياه من لما وعيتي عالدنيا ، انسي وجودي عالاخر خلص ، و انا بوعدك ما اتدخل بحياتك ، روحي اعملي و البسي و عيشي اللي بدك اياه
ياسمين : مين قلك انه انا هيك بفكر ؟ يعني انا مثلا محجبة مشانك ؟ و لا بخاف منك اكتر ما بخاف من الله ؟
احمد : ما قصدي عن هالناحية ، لانه كل انسان حر بعلاقته بربه اولاً ، و ثانياً انا لو مو متأكد من دينك و اخلاقك ما كنت اخترتك تكوني زوجتي و ام اولادي
ياسمين : عن اي حرية قصدك ؟ مكياج ؟ تعليم سواقة ؟ طلعات ؟ ارجيلة ؟ صياعة ؟
احمد : هههه ارجيلة و صياعة ؟ متطور وضعك
ياسمين ( بعصبية و صوت عالي ) : انا ما بدي اشي ، ماااا بدددي ، عم تفهم
احمد ( وقف و بده يحاول يهديها ) : … ماشي ماشي اهدي بس
ياسمين ( بعصبية اكتر ) : بعد عني ، بعدووو عني كلكم ، ما بدي حدا يشفق عليي ، انا .. انا بس كنت بدي اياك انت و بس ، بدي اكمل حياتي معك ، انا خلص انتهيت ، حياتي ما الها معنى بدونك
هيثم ( مسكني من ايدي ) : امشي معي ، خلص رح نطلع من هون
ياسمين ( ايدي على رقبتي و بحاول آخد نفس و ببكي بهستيريا ) : ما بدي اشي .. انا ما بدي
ما بعرف انا مين بهاللحظة ؟ ، اول مرة بشوف ياسمين (انا ) ضعيفة هيك ..
بس لازم اتعود على حالتي الجديدة ، لانه قوتي كنت استمدها منه ، و راحت معه ..
ركبت بالسيارة مع خالو هيثم ، و رميت حالي عالكرسي ..
و وجهي غرقان بدموع الم ، وجعها متل وجع السكاكين اللي صابت قلبي ، لما احمد تركني ..
هيثم ( ماسك ايدي و شادد عليها ) : ما بدي ازيد وجعك ، بس صار لازم تتقبلي اللي صار
ياسمين ( موجوعة ) : خالو انا في اشي بدي اسالك عنه
هيثم ( بهز براسه ) : احكي بسمعك
ياسمين : انا ما بعرف شو اللي بصير معي ، من زمان بحس انه عندي اشي غلط ، يمكن مرض نفسي معقول
هيثم : ههههه شو بصير ما فهمت ؟
ياسمين : يعني انا بعرف انه كلام احمد صح مليوووون بالمية و انه ابدا مو هدفه يستعبدني او يسيطر عليي ، انا مقتنعة بهالحكي تماماً
هيثم : حلو كتير ، طيب وين المشكلة ؟ و شو بصير معك ؟
ياسمين ( ببكي ) : ما عم اقدر عبر عن قناعتي ، و بجاكره بتصرفات بكرهها ، و بتعمل مشاكل بيني وبينه ، رغم انها بتكون امور تافهة كتير و ما بتستحق اعطيها حجمها
هيثم : طيب ، اذا خلصتي حكي انا بدي اجاوبك
ياسمين : ياريت
هيثم : انتي اللي بصير معك انه ما في توازن بين عقلك اللي مقتنع فيه و بنفس الوقت تفكيرك الطفولي
ياسمين : ما فهمت
هيثم : خليني ابسطلك اياها اكتر ، عقلك مقتنع بس لسا مو واصلة حد الادراك بانك تلتزمي باللي مقتنعة فيه ، عندك طفولة و عفوية لسا ما نضجت حتى تقدري تتحملي مسؤولية اللي انتي فيه
ياسمين : … وضح اكتر
هيثم : خليني اعطيكي مثال ، افرضي بنت بعمر ال ١٣ او ١٤ تعتبر طفلة صح ؟
ياسمين : صح
هيثم : حكولها رح تتزوجي خلص ، هلا هي بتكون بمراهقة و مبسوطة انه رح ترتبط بشب و يمكن شخصية حلوة متل ما بتشوف بالتلفزيون ، و مفكرة انه الزواج بس بدلة بيضا و مكياج و عريس يجيبلها ورد و دباديب و من الحكي ، بس معنى الزواج الحقيقي غايب عن ذهنها ، و ما في حدا قادر يعطيها المعلومة بطريقة صحيحة ، مو عارفة انه وراها مسؤولية زوج و بكرا عيلة واطفال ، و لا تنسي دار الحما و القرايب و هالقصص كلها ، ف بتنصدم انها لسا ما كملت طفولتها و بنفس الوقت انحطت تحت الامر الواقع ، و احلام المراهقة اللي رسمتها بمخيلتها تشوهت بالواقع اللي انفرض عليها
ياسمين : انا بصير فيي هيك يعني ؟ بس الفرق انه انا كبيرة و ناضجة نوعا ما او المفروض اني اكون هيك ، و واعية تماما شو يعني الزواج ، بس مو قادرة اعبر عن هاد الوعي اللي جواتي لانه لسا عم بنجر لطفولتي او تفكيري الطفولي
هيثم : بالضبط ، يا عيني عليكي ، المشكلة الاكبر من هيك انه انتي مو متقبلة حدا يرسخ هالوعي داخلك ، و بتصدي اي حدا بحاول يتدخل بحياتك
ياسمين : متل احمد قصدك ؟
هيثم : خلينا نبعد عن احمد شوي ، في عندك اهلك و قرايبك ، مثلا انا ، علاء ، اي شخص حاول انه يعطيكي نصيحة
ياسمين : بس احمد قبل ما نخطب ، او حتى قبل ما اعرف شو مشاعره تجاهي ، كان كتير يوعيني و ينصحني ، و كلامه كله جواهر معي ، بغض النظر انه انا كنت اتبهدل بسبب عمايلي ، بس عالاقل انه كلامه كان كله لمصلحتي
هيثم ( مبتسم ) : انتي بتجنني يا بنت ، و الله مو من قليل احمد بحبك
ياسمين : بس يا خسارة ما قدرت احافظ عليه
هيثم : ما صار اشي ، كل الوقت الك و فكري منيح ، حاولي تغيري حالك ، رتبي افكارك ، ركزي في حياتك و تقدمي للافضل ، مو بس مشان احمد ، خلي هدفك لمصلحتك ، و رح تتغير كل حياتك تبعاً لتغيرك
__________________________________________
لما حكتلي آيات ، انه ياسمين و باقي البنات جايين عنا ..
فرحت اني رح اشوفها ، و في بيتنا ، اللي بشهد على ذكريات حلوة خلال فترة خطوبتنا ..
بس ما كان عندي قوة كافية لمواجهتها ، و استرجاع اي ذكرى بحضورها ..
فضلت اني اتخبى و را ظهر هيثم ، و اطلب منه المساعدة ..
تعبت من التفكير لوحدي ، و الاحتفاظ بكل الصراعات اللي بتدمرني كل يوم ، و بتقربني من الهاوية ..
اكبر صراع بعيشه ، بعد فراقها ، هو انها تنسى الحب اللي بيناتنا ..
بس اللي سمعته منها اليوم ، كان كفيل بانه يدمرني ، و يعيشني بتأنيب ضمير ، لأخر يوم بعمري ..
كيف سمحت لحالي اني اكسر قلب هيك انسانة ؟ ، ما في اي مبرر حتى اعمل فيها اللي عملته ، غير اني شخص ظالم و ما فكرت الا بنفسي ..
امجد : بكفي تعمل بحالك هيك ؟ مين قال انك ظالم ؟ برضو هي غلطت و الدليل انه طفح الكيل عندك
احمد ( حزين ) : لا يا امجد ، ياسمين طفلة ، و انا ما اعطيتها حقها بالرعاية
امجد : … انا مو ضدها ، بس كمان مو ضدك و لا شايف انك غلطان ، انا برايي انه انتو التنين وصلتوا مرحلة اللاوعي بتصرفاتكم ببعض ، و انفصالكم اجا بالوقت المناسب حتى تاخدوا جرعة وعي ، و تقدروا تقرروا اذا مناسب تكملوا حياتكم مع بعض او لا
احمد : حياتي بدونها جحيم ، ثلاث شهور و انا بحاول اقنع حالي باني تصرفت صح
امجد : انت بتموت عالبطيء ، مستعد اعمل اي اشي الا اني اخسرك يا احمد
كلام اخوي دمرني بزيادة ، خوف اهلي عليي ، زاد الحمل فوق اكتافي ، و ارهقني ..
_______________________________________
وضع احمد و ياسمين ، وتّر علاقات كل العيلة ..
لقاءاتنا صارت محدودة ، و كل اشي تغير فينا ..
خوفنا من انه نخسر بعض اكتر من هيك ، وقفنا بحالة تجمد ، و ما عاد نعرف حالنا شو نعمل او كيف نتعامل مع بعض ..
حتى للفرح ما النا نفس ، رغم انه هالصيفية فيها مناسبات كتيرة ..
غير رمضان اللي صار عالابواب ، و مو باقيله الا اسبوع ..
عدي : كيف شعور التخرج ؟
ديمة ( بخجل ) : حلو ، فرحة النجاح ما الها مثيل
عدي : و فرحة الحب كمان
ديمة : ما جربتها
عدي : ولا انا ، بس ان شاءالله عن قريب بنجربها
ديمة : عدي انا مقدرة كلامك ، بس والله ما الي قلب لاشي و احنا بهالحالة
عدي : … براحتك
بعدين معها ديمة ، انا مكتوبلي هيك اضل استنى ..
شو ذنبي بكل اللي صار ؟ ..
_______________________________________
تغيرت كل حياتي ، و صارت كلها بدون اي طعم ..
ما كنت اعرف من وين ابدأ ، و لا كيف امشي بالطريق اللي رسمته بمخيلتي ، بعد حديثي الاخير مع خالي ..
كتير حاولت اني امسك ورقة و قلم ، و ارتب خطواتي ، و اعرف خارطة طريقي الصحيح اللي نهايته مع احمد ..
مها : ياسمين ، صاحية ؟
خبيت دفتري بسرعة ، و التفتت لماما ..
ياسمين : نعم ماما ، اه صاحية
مها : شو هادا اللي خبيتيه ؟
ياسمين ( بخوف ) : لا لا ولا شي ، انتي احكيلي ليه بتنادي عليي ؟
مها : بدنا نطلع نمون لرمضان ، تيجي معنا ؟
ياسمين : يلا قايمة البس
لقيتها فرصة مناسبة اني اطلع من جوي ، و اغير نفسيتي ..
حنين : في تدريب برمضان ؟
ياسمين : اه في ، حنو ليه ما تتدربي معي ، ياريتك من اول حصة التزمتي معي
حنين : لا لا انا بخاف ، مو متخيلة حالي اسوق
ابو امير : مو طالعة لاختك بتحبي المغامرات
مها : ههههه جميع انواع المغامرات
ياسمين : خلص بست التوبة ، آخر مغامرة
ابو امير : شو صار بالجماعة رديتي خبر ؟
مها : اه ، حكنالهم البنت ما بدها
اتطلع عليي بالمراية ، و بعيونه نظرة انتصار ..
ابو امير : اعتزلتي الغرام ؟
ياسمين : … بابا ارجوك
مها : الغرام بده ناسه
وصلنا عالمول ، و ندمت اني طلعت معهم ..
كوابيس العرسان اللي بتتقدملي ، عم تزيد الوضع سوء ، و مو قادرة احكي لحدا انه انا مرجوعي لاحمد ، عاجلاً او اجلاً ..
حنين : تعالي نروح نشتري لامير اشياء زاكية
ياسمين : انا كمان جاي عبالي ، امشي ، فرح خليكي مع ماما
حنين : امير بصير ياكل من هاد المارشملو ؟
ياسمين : مو كتير منيح بس اعطيه حبة
احمد : لو سمحتي يا آنسة ، انا مسموحلي اخد حبة ؟
وقع البكيت من ايدي لما سمعت صوته ، التفتت و كانت عيونه معلقة فيي ..
الضحكة ارتسمت على وجهي ، و كأني طفلة حصلت على اكتر اشي بتحبه ..
نزلت اجيب البكيت عن الارض ، بس سبقني و اخده قبلي ، و رجعنا وقفنا قبال بعضنا ..
ياسمين ( بلعت ريقي ) : أ أحممد ، تفضل
احمد ( بخبث ) : لا انتي اللي تفضلي لانه البكيت صار معي
حنين : كيفك احمد ؟ شو عم تعمل هون ؟
احمد : اهلا ، بشتري كم غرض للبيت ، و انتو لحالكم جايين ؟
ياسمين : لا لا ماما و بابا معنا ، و فرح
احمد : وينهم ؟
كملنا حديثنا ، و مشينا التقينا باهلي ..
و اكيد ماما نسيت انها جاية معنا ، و التهت بحمادة حبيبها ..
و لما خلصنا و طلعنا ، كملت معي ..
ابو امير : وين صافف سيارتك ؟
احمد : و الله بالتصليح ، اجيت تكسي اختصارا للازمة
مها : خير مالها ؟
ياسمين : اكيد من بعد الحادث بطلت طبيعية
احمد ( اتطلع عليي ) : للاسف ، بطلت الحق عليها
ابو امير : يلا يلا امشوا عالسيارة ، يلا احمد
احمد : لا ما بدي اغلبكم ، ما في وسع
مها : يا سلام ، لا غلبنا ، قليل ما غلبناك خالتو ، هينا كلنا نحاف
بدون ما يناقش ، ركب ، و كانت البسمة منورة وجهه ..
ابو امير : هي المفتاح ، بعرفك ما بتحب حدا يسوق فيك
احمد : هههه ماشي يلا تفضلو
و امي حجزت مكانها ورا احمد ، احتياطا عشان مشاعر بنتها ( انا ) ..
بس راح عن بالها انه تلقائياً المراية بتتوجه عليي ، و عيونه ما بتنزل ..
حنين ( بهمس ) : سلّم نفسك انت محاصر
ياسمين ( بهمس ) : اسكتي
بس انا كنت ياسمين تانية ، لقائنا هاد اعطاني اشارة انه انا فيي اشي تغير ..
لا مو بطلت احبه ، بالعكس تاكدت من حبي اكتر و اكتر ..
بس اللي تغير هو طريقة حبي ، و تعاملي ، و فهمي لمشاعره اللي كانت بتوصلني بطريقة عجيبة ..
________________________________________
يا سلام على الصدفة ، اللي احسن من الف ميعاد ..
لقائنا الغير متوقع ، كان جرعة كبيرة لروحي اللي كانت شبه ميتة ..
شفت ياسمين ، بس كانت كتير متغيرة ..
فيها اشي غريب ، بس زايدها حلاوة ، و جاذبية ..
و لما ركبت معهم بالسيارة ، تاكدت انها فعلا متغيرة ..
اما حبنا كان طيفه بحوم في المكان ، و ببعث السعادة لقلوبنا ..
احمد : و هي وصلت ، تفضلوا بالله
ابو امير : يزيد فضلك ، بس البنات تركناهم بالبيت
احمد : معلش فنجان قهوة عالسريع ، يلا
مها : صرت واصلة عند اختي خليني افوت اسلم عليها
حنين : ههههه
يسعدها خالتي اللي دايما بتشد على ايدي ، مع انه لو وحدة غيرها كان قاطعتني بدون رجعة عاللي عملته في بنتها ..
عمي ابو امير كان خايف من ردة فعل ياسمين ، لكنها كانت في قمة هدوئها ، و كأنه الموضوع ما بعنيها ..
منى : اهلا وسهلا
ابو احمد : يا حيا الله ، شو هالزيارة الحلوة هاي ، عمي ياسمين كيف حالك ؟
ياسمين : الحمدلله
نظرات اهلي الي كانت كلها استفهامات ، و ما ترددوا يسالوا كيف التقينا ..
مها : شاف ياسمين و حنين بالمول
منى : يا محاسن الصدف ، حكاله ابوه ياخد سيارته ما قبل و راح تكسي
ابو امير : اذا حاسس حالك رح تخسر عليها تصليح اكثر من حقها ، بيعها يا عمي
امجد ( عيونه على ياسمين ) : قلتله ، ما قبل ، غالية عليه و مليانة ذكريات
ما كان طالع بايدي بالوضع الراهن ، الا اوزع ابتسامات ، لحد ما اختلي فيه و افقعه بوكس بنص وجهه على كلامه اللي ما اله داعي ..
ياسمين و حنين و آيات ، كانوا قاعدين كانهم غريبات ..
حتى ما قعدوا لحالهم ، متل ما كانوا دايما يعملوا ..
ياسمين : متى حفلة تخريجكم امجد ؟
امجد : قربت ، كمان يومين
حنين : على وجه رمضان ، كيف بدك تعمل حفلة
آيات : لا رح تعمل ماما لمة تحلاية ، و خلص مو ضروري رقص و اغاني
امجد : بحب اوفر على اهلي انا يا حنين ، بس بدك مين يقدر
حنين : هههههه
كانوا بعالم ، و انا بعالم آخر ..
عالمي المحصور بيني و بينها ..
كلام العيون اللي ما اله حدود ، و ذكرياتنا بكل زاوية ..
بيتنا اللي القت نظرة سريعة عليه من بعيد ، و دمعة الحسرة اللي لمعت بعينها لما شافته قرب يكتمل ..
كان نفسي امسك ايدها و اشد عليها ، و اهمسلها بانه هالبيت ما حدا رح يسكنه الا انا و اياها ..
_______________________________________
رنين : انه شو هالحظ عشان ما اجيت معكم شفتوا احمد
اسيل : و راحوا عند دار خالتو
حنين : ههههه هاد اللي اجاكم ، في تحلاية لتخرج امجد بنروح كلنا
رنين : ليه ما بدنا نروح عالجامعة نحضرها ؟
حنين : تروح روحهم اليهود وين بدك تنقلعي بعز هالشوب ، يادوب اهله يروحوا
رنين : بتحلمي ، اكيد كل الشباب رايحين
اسيل : و تخرج عمر متى ؟
حنين : بعد رمضان كانه
كنت اسمع لحديث خواتي ، و بضحك عليهم ..
احلى اشي انه شفنا احمد ، كانه شايفين اشي عظيم يعني ..
ما اختلفنا حبيبي انا ، و خطيبي السابق و المستقبلي بازن الله ، و انبسطت بشوفته ..
انتوا شو دخلكم ئي ؟ ..
مها : ياسمين ، كلمي بابا
قمت اشوف بابا شو بده ، و خواتي اجتهم السكتة ، و قلبهم صار يدق ..
ابو امير : تعالي بابا ، اقعدي هون
ياسمين : نعم
ابو امير : بدي اسالك سؤال و بدي جواب صريح ، بدون خوف
ياسمين ( بقلق ) : شو هوة ؟
ابو امير : احمد لسا في اله بقلبك مكان ؟
رجفت من سؤاله ، و قشعر بدني ..
ما تخيلت اني اواجه حدا بمشاعري ، بعد كل اللي صار ، خصوصا اهلي ، لاني طلبت منهم ما يجيبوا سيرته قدامي ..
ياسمين : … بابا مو فاهمة شو الهدف من سؤالك ؟
ابو امير : لاني بدي اعرف اتصرف معه ، بحس انه بحن و بلمح كتير انه يرجع يطلبك من جديد ، بس هالمرة ما رح يصير اشي الا بموافقتك ، و القرار قرارك انتي و بس
ياسمين : سؤالك ما دخله بالقرار ، لانه قلبي كله ملك احمد ، بس انه نرجع نرتبط من جديد لسا بكير على هاد الحكي ، ما النا تلات شهور منفصلين بعد تلات شهور ارتباط و معظمهم مشاكل كان
مها ( بنبرة حادة ) : بس المشاكل كانت بسببك ، و انتي اللي وصلتي حالك لهون
لفيت وجهي على ماما اللي كانت معصبة من جوابي ، يمكن جرأتي بالرد كانت فوق المتوقع ..
ياسمين ( بثقة ) : بعرف ماما ، مشان هيك انا عم قول انه بكير على القرار ، لسا مشاعري ملخبطة ، و مو قادرة افكر منيح
ابو امير : طيب
ياسمين : بس يا ترى انتوا شو رايكم ؟ في الحالتين !
ابو امير : راينا من رايك انتي وبس ، اللي بتشوفيه مناسب احنا موافقين عليه
هزيتله براسي ، و استاذنت لارجع على غرفتي ..
او بمعنى إخر ، اهرب من نظرات الشفقة اللي بعيونهم تجاهي ..
شفقة على شو ما بعرف ، المهم انهم بعاملوني كاني مريضة و ما بدهم حالتها تنتكس من جديد ..
رجعت لتختي ، و حطيت راسي على مخدتي ، و استرجعت ذكرياتي لليوم ..
انا و احمد علاقتنا خالية من اي تواصل ، بس ما بتخلى من المراقبة اليومية ، عبر وسائل التواصل ..
فتحت موبايلي ، و بدات حملتي التفتيشية ..
يتبع ..
Recent Comments