#مشاعر_مجهولة
#بقلم #وعد_السعيد
الجزء الاول :
سنين بتمرق علينا ، و كأنها لحظات قليلة ..
بنوقف قدام المرايا ، بندقق بالخطوط اللي بتظهر على وجوهنا ، و الخيوط اللي صار لونها رمادي ، كترت بشعرنا ..
و بين كل خط و خيط ، في حكاية ..
و الحكايا ما بتنتهي ، و حتى بعد ما نندفن تحت التراب ، رح تبقى الناس تحكي علينا ..
هالحكايا نحن ابطالها ، و انا اليوم رح احكيلكم الحكاية اللي عشتها لحد هاي االحظة ..
__________________
_____________
الاسم : صهيب ..
المواصفات : طويل القامة ، و نحيل البُنية ، بشرتي فاتحة و شعري و عيوني باللون البني الفاتح ..
العمر : ٤٧ سنة
الحالة الاجتماعية : متزوج
مرقت بمحطات كثيرة ، و انتهى فيي المطاف اني اجمع حروفي ، و ارويهم ، و اتمنى ان يلمسوا مشاعر الناس ، لعلهم يلتمسوا عبرة منها ..
حكايتي ابتدأت من لما كنت بالصف الرابع ..
كانت امي موظفة ، و تتعب كتير بشغلها ، و ترجع عالبيت ، و تركض بايديها و رجليها حتى تقدر تأمن طلباتي و طلبات ابوي اللي ما بتخلص ..
انا كنت وحيد اهلي ، لانه امي بعد ما ولدتني ، اخذت ادوية علاج لمرض صابها ، و سببلها عقم ..
والدي ما كان عنده شهادة يشتغل فيه ، و مزهق امي بعطالته ، اصلا تزوجها لتصرف عليه ..
اهله ما كانوا يحبوه ، و نشوفهم بالمناسبات ، عكس اهل امي اللي كنت احبهم كثر و متعلق فيهم ، مع اني بشوفهم مرة بالاسبوع ..
اهلها اللي ندموا بعد ما وافقوا و زوجوها الشخص اللي حبته بالغلط ، و تحدتهم حتى تتزوجه ..
امي كانت شخصيتها محبوبة من كل الناس ، ما بتذكر اني سمعت او عرفت حدا جاب سيرتها بالعاطل ..
حتى جاراتنا كانوا يموتوا عليها ، و يستنوها تفضى حتى يجتمعوا معها ، و انا كنت متل ابنهم ..
بس ما في اشي بضل على حاله ، و نظرتي تغيرت للناس بهداك اليوم اللي رجعت فيه من المدرسة بوقت بكير ؛ لاني كنت مريض ، و المدير سمحلي اروح قبل نهاية الدوام ..
كنت لسا بدي اطلع عالدرج اللي بوصل لبيتنا ، و بطلع شوي شوي عالدرج ، بس سمعت صوت باب انفتح ، و طلع منه شخص ، مديت راسي اشوف مين اللي واقف ، و هون كانت صدمتي ..
نزلت بسرعة و قبل ما حدا يكشفني ، و تخبيت عند باب العمارة لحد ما تأكدت انه ما في حدا ، و رجعت طلعت على بيتنا ، فتحته بالمفتاح اللي معي ، و دخلت ..
ابوي كان يومها ، و مثل اكثر الأيام ، موجود بالبيت ..
بس شافني ، ملامح وجهه انقلبت ، و سالني عن سبب رجعتي ، و ذكرته بإني مريض ..
طلب مني انام عشان ارتاح ، هزيتله براسي ، عملت حالي نمت ، و هو فات عالحمام ، و طلع بعد كم دقيقة كان ببرنس الحمام ..
انا كنت لسا صغير ، و ما بعرف اشي ، غير انه امي و ابوي بفوتوا غرفة النوم بسكروا عحالهم الباب ، و بس يطلعوا ، كل واحد بتحمم ..
فكنت اربط أي حدا بتحمم ، يعني كان مع حدا بغرفة النوم ، و فعلا بقي هاد التفكير ملازمني ، و خصوصا اني بهاليوم بالذات
شفت وحدة من جاراتنا ، الاكثرهم صحبة مع امي طالعة من بيتنا ..
و استنتجت انه ابوي و جارتنا كانوا مع بعض بغرفة النوم ، متل ما بكونوا امي و ابوي ، رغم اني وقتها ما كنت بعرف لسا شو بصير ..
بعد ما رجعت امي من شغلها ، و حكالها ابوي اني مريض ،
اجت عندي مشان تطمن ، بس انا عملت حالي نايم ..
ما قدرت احط عيني بعينها ، كنت خايف عليها ، او خايف تصير مشكلة بينها و بين ابوي ..
بسبب اللي شفته اليوم كبرت كتير ، و حملت مسؤولية اكبر من طاقتي ..
مرقت علينا شهور ، و انا اكتم بهالسر اللي شفته ، و كل ما امي تقلي روح عند الجارة نفسها ، ارفض ، و احاول اتحجج باي شغلة ، و اكثر اشي كان يقهرني انه كل ما اشوف امي و ابوي بوضع رومنسي ، يخطر ببالي اسأل ابوي اذا كان عمل هيك مع جارتنا اللي شفتها طلعت من بيتنا بهداك اليوم ..
ما كنت متقبل اني اشوف امي مبسوطة بنفس الحركات ، و صوت ضحكات ابوي و دلعه الها ، اللي احتمال طلعوا لوحدة غيرها ..
انا هون حسيت امي عايشة بكذبة كبيرة ، و صابرة على زوجها ، و بتتعب و بتشقى ، تحت اسم الحب من طرفها ، لكن للاسف هو استغلال من طرفه ..
هالوضع ما استمر كثير ، لانه ارادة ربنا بكشف الحقيقة ، كانت سريعة ، أو يمكن متاخرة ، ما بعرف ، اللي بعرفه انه اجا الوقت المناسب لكشف القناع الكاذب ..
اجت امي عالمدرسة و اخدتني ، و فهمتني انه رح ننتقل من كل المنطقة ..
زعلت منها و بكيت ، عشان رح اترك صحابي و مدرستي ..
بس حكتلي انها رح تسجلي بمدرسة احسن ، و انه ابوك سافر عشان يشتغل ..
بس سمعت هيك تبدلت دمعاتي لضحكات ، و سألتها بلهفة انه جد بابا رح يشتغل ؟ يعني خلص أي حدا بسالني شو بشتغل ابوك شو رح اجاوبه ؟ ..
شفت دمعتها نزلت ، بس ما لحقت توصل لنص خدها ، لانها على طول مسحتها و بطرف ايدها ، رفعت راسها ، و شدت على ايدي اللي كانت ماسكتها ، و قالتلي : من اليوم رح نعيش انا و اياك لحالنا ، و انت صرت رجال البيت ، و لازم تحمي امك من كل شي بزعلها ..
ضميتها بقوة ، لاني فعلا كنت بحاجة لحضنها ..
حضنها اللي كل ما اكبر ، بحتاجه اكثر ..
رحنا على دار جدي ، و كانوا مستغربين من زيارتها المفاجأة بوسط الاسبوع ..
طلبت مني اقعد بغرفة ادرس ، و هي استأنفت جلستها مع جدتي و خوالي ، اللي كانت تستناهم يجتمعوا واحد واحد ، حتى تخبرهم بقرارها الحاسم ، رغم معارضتهم الها ، و انه بيوتهم مفتوحة الها و لابنها ..
الكلام اللي سمعته ، بسبب فضولي ما صدمني كتير ، بس وقتها ، و مثل ما كنت احكي عنها دايما ، اليوم اثبتت انه كلامي صحيح و انه عندي ام عن مية زلمة ، و الحمدلله ..
ما عرفت كيف او مين اللي كشفهم ، بس المهم انه امي اجت على البيت فجاة ، و شافتهم بوضع مخزي بغرفة نومها ، و على سريرها ..
صدمة امي كانت كبيرة ، يمكن هون صحبة الجارة ، او المحبة الكاذبة مش مهمة ..
الاهم انه الرجل اللي حاربت كتير عشانه ، و بتعمل كل شي لأرضائه ، لدرجة كلمة دورعلى شغل ما بتطلع منها ، حتى ما تجرح مشاعره ، و تحسسه بالنقص ..
ما رفلها جفن هالموقف ، و وجهت كلامها لابوي و قالتله : بدي اخد كم غرض الي و لابني ، و بعدها ما رح تشوف وجهي ..
جارتنا لملمت حالها ، و طلعت من البيت ، و ابوي كان بحاول مع امي انه تفهمه ، و بحلفلها انه ما دخله ..
و انه هي السبب لانها كانت تتركه وقت طويل لحاله ، و الجارة ما قصرت فيه ، لانه امي كانت تحكي عن كل شي بحبه ابوي خلال قعدتها مع جاراتها ، من كثر ما كانت تحبه ، المسكينة كان محور حديثها ..
صدمة اهلها كانت كبيرة ، و ما حدا لامها الا على سكوتها اللي زاد عن حده ..
و كبر اصرارهم ، على انها ما تعيش معي لحالنا ببيت منفصل بعد ما تحصل على الطلاق ، اللي كان أول خطوة اتخذتها ..
ليلتها امي نامت جنبي ، انا تجنبت اني اسألها عن اي اشي ..
يمكن من خوفي انه يزلق لساني و احكيلها عن اللي شفته قبل فترة قصيرة ، أو يمكن ما حبيت ازيدها عليها ..
حسستها اني غفيت ، و بعدها سمعت صوتها و هي بتشهق ، و بتكتم صوت انينها ..
دموعها اللي خبتهم عني و عن اهلها ، ما قدرت تحبسهم اكثر من هيك ..
صرت اشوفها بتبكي ، باي وقت بتكون قاعدة لحالها فيه ، و اول ما تلمح حدا بتمسح دموعها و كأنه ما كان اشي ..
شعور الخيانة اكثر شعور قاتل ممكن الانسان يتعرضله بكل حياته ..
كثير مواقف بنمرق فيها ، حدا يزعلنا ، او يؤذينا ، لكن الخيانة غير ..
رفض الوالد منح الطلاق ل أمي ، و حاول بشتى الطرق و الجاهات لارجاعها ، و حلف أيمان عظيمة بعدم تكرار خيانته ، و ندمه الشديد على اللي عمله فيها ..
لكن امي زاد اصرارها على الانفصال ، و هددته اذا ماطلقها ، تفضحه بين الجيران ، و توكل زوج الجارة بأخذ حقها ، و انه عندها شهود من نفس العمارة ، يعني ما رح يقدر يكذبها ..
بعد ٦ شهور ، كانت امي حاصلة على وظيفة بمدينة ثانية ، و اخذتني معها ..
كانت مدينة حلوة ، و ما فيها حدا بنعرفه ، سجلتني بمدرسة خاصة ، و منعتني اصاحب أي حدا و اوثق فيه ثقة عمياء ،
كان خوفها واضح ، رغم محاولاتها باخفاؤه ..
ما بنسى كلمات التوصية من دار جدي ، و تهديدها من اي فضيحة بعد ما صار اسمها ( مطلقة ) ..
اللقب هاد كان بزمان امي ، اشبه بالعار ..
بس كان سببه انها منحت واحد حجم اكبر من حجمه اللي بستاهله ..
و امي قدرت انها تتحمل هالكلمة ، و لا انه يجمعها سقف مع واحد مثل ابوي ..
اللي كانت عيشتها معه سلب لكرامتها ، و بدلت انوثتها ، و لبست ثوب التضحية و الكفاح ، تحت مسمى الحب ..
مرقت الايام و السنين ، اخبار ابي بتبعد كل يوم اكثر و اكثر ..
كان يبعتلي نفقة ، و طلب من امي المشاهدة ، بس امي من أول ما حصلت عالطلاق خبرته اني بعرف عن سبب الطلاق ف باي عين رح تقابل ابنك ؟
هاد الحكي كله عرفته بعد ما صار عمري ١٥ سنة ، و امي شافت فيي الرجل اللي رح يرفع راسها بين الناس ..
ما قدرت تخبي عني الحقيقة اكثر من هيك ، و خيرتني باذا حابب اشوف والدي أو لاء ..
وقتها قررت اني اخبر امي باللي شفته ، و اني خفت اخبرها زمان و تزعل مني لاني خبيت عليها ..
و وصلتلها فكرة اني مش حابب التقي فيه ، عشان ما يشعر بالخجل من ابنه ..
ضحك وجهها من بين ملامح الزمن اللي ظهرت عليه ، و ضمتني و صارت تلعب في شعري ، و قالتلي انه كانت تعرف ، بس بتستنى باللحظة المناسبة حتى تكشفهم ..
بهداك الوقت صدقت كلامها ، و اتفقت معها انه ما نفتح هالموضوع ابدا ، و انه والدي بالنسبة الي سافر و ما رح يرجع ..
و وعدتها اني احقق طموحي اللي بحلم فيه ، و بفضل الله و رضى مي كنت من المتفوقين دراسياً ..
اخلاقي مضرب للمثل ؛ لكل اللي بعرفوني ، و تربيتي اللي تعبت عليها امي ، و ثقتها المزروعة بشخصيتي ، جعلت مني شب متميز ..
لما وصلت للمرحلة الثانوية ، ما كان في اشي بوقف بوجه طموحي ، امي كانت تخبي القرش فوق القرش حتى توفر لدراستي ..
و انا كنت كل عطلة اشتغل اللي بقدر عليه حتى اساعد امي ، و اثبتلها اني رجل يعتمد عليه ..
لكن صار اللي ما كان في الحسبان ، و تدخلات الناس بحياتنا ما توقفت ، رغم بعدنا عن الجميع ، الا انه النصيب بلحقنا وين ما نكون ، و القدر لازم ياخذ مجراه ..
رجعت من مدرستي ، و تفاجأت بوجود خالي الكبيرو جدي عنا ، من فرحتي رميت كتبي و شنتتي و ركضت عليهم بلهفة ، و نسيت اني كبرت على هالتصرفات ، ضميتهم بقوة ..
ما كنا نشوفهم الا بالاعياد او العطل الطويلة ..
كان شوقي كبير بقدر ملامح الحزن على وجه امي ، بعد ما سلمت عليها متل ما بعمل بكل مرة بكون غايب عنها حتى لو ساعة ..
انتهت زيارتهم بنتيجة كانت فوق كل تخيلاتي ، طموحي كله انهد ، و تعبي و تعب امي ضاع و كأنه هباءا منثورا ..
رغم رجاءات امي و دموعها ، الا انهم كانوا مصرين على قرارهم ، و كل هالشي لمصلحتي ان و اياها سوا ..
و العرس تحدد بدون حتى ما تشوف العريس ، او تتفاهم معه ..
و انا تحولت لنكرة ، ما بعرف شو مصيري ..
اعطونا مهلة اسبوع حتى نجمع اشيائنا ، و نلحقهم عالمدينة اللي ساكنين فيها ..
كانت بتنظرنا حياة جديدة ، و مجهولة المعالم ..
امي ما كانت عارفة شو تحكيلي حتى تبرر موقف اهلها ، و انا اكتفيت بالصمت لانه انتهى الكلام بالنسبة الي ..
_________________
دراسة تراكمت عليي ، و مشاعر مسجونة بروحي اللي بحسها بتطلع بكل لحظة بتمرق ، و بتقرب امي من الحياة الجديدة اللي بتستناها و بتبعدني عنها بنفس الوقت ..
حاولوا كتير معي دار جدي اني اتعرف عالشخص اللي رح ياخد امي مني فجاة و بدون سابق انذار ، لكني كنت ارفض ..
لحد ما حسيت فعلا انه امي السعادة بدات تنتشرعلى شفاهها ، و الكحلة ارتسمت على عيونها من جديد ..
كان كلامها عكس اللي كنا متخيلينه ، و انه هالانسان اكثر من رائع ، و معه رح تصير حياتنا حلوة ، و نحقق كل احلامنا ..
ما بنكر مشاعر الغيرة اللي سيطرت عليي وقتها ، انا بطبعي غيور و اناني خصوصا لمشاعري تجاه امي ، شي طبيعي و الكل متقبله ، لكن هالشخص كانت ردة فعله غير لما قابلته لأول مرة ، و بعد الحاح امي الشديد جدا ..
ما بنسى أول كلماته الي لما قال : انت واحد من اولادي ، و مثل ما عملت حدود بين فيروز ( امي ) ، و اولادي انت كمان بدك تلتزم حدودك ..
كلماته لليوم ما نسيتها ، كانت لهجته قاسية ، رغم حنية ملامحه ..
كان وجهه بشوش ، و ضحكته عالية ..
ما كان بشبه ابوي بأي ناحية ..
كل الفشل اللي شافته امي من والدي ، شافت عكسه تماما مع هاد الشخص اللي اسمه ( عبد القادر ) ..
عبد القادر ، تاجر و رجل اعمال ، ارمل من سنة و نصف ، عنده ثلاث اولاد و ثلاث بنات ، و كلهم اكبر مني ، و حياتهم مكللة بالنجاح ..
تزوجت امي ، و كان طلبي اني ابقى عند دار جدي حتى كمل اللي بقي من هالسنة ، و ادخل الجامعة ..
وافقتني على مضض ، و زياراتها ما انقطعت عني ، و كانها عايشة معي ، و مع ذلك كان في اشي ناقص بحياتنا بعد زواجها ..
ايامي صارت معجوقة كثير بالدراسة ، و يادوب انام الليل ، قدام عيوني هدف و بدي احققه ، ما رح اسمح لاي حدا يشبهني بوالدي الفاشل ، أو اي صفة بتشبهه ..
بيني وبين حالي ما كنت اكرهه ، بس كان جواتي صراع قوي بينشأ كل ما أشوف حالة امي ، و اللي صار فيها ..
ما عرفت احدد مشاعري تجاه والدي ، بس اللي كنت محدده هو كرهي لجنس النساء ، الا امي ..
وسط كل هالافكار ، و اللحظات الصعبة اللي بمرق فيها بسبب بعد امي عني ..
بتفاجأ بزيارة خاصة من ( عبد القادر ) شخصياً ، و بتناديني جدتي حتى اقعد معه ..
صهيب : اهلا وسهلا ، بس وين امي ؟
عبد القادر : بانتظارك بالبيت ، جيب الاشياء اللي بتلزمك اليوم عشان ما نتأخر عليها و بكرا بنجيب كل شي
صهيب : ما فهمت ، ليش اليوم و بكرا ؟
عبد القادر : جيب اللي حكتلك عنه و بفهمك بالطريق
كل جوارحي كانت رافضة هالتصرف ، و اصراري على موقفي بإني ابقى ببيت جدي ما تنازلت عنه ..
و بقيت طول الطريق ملتزم الصمت ، و عبد القادر يحكي و يسكت ..
وصلت على بيته ، و استقبلتني امي بشوق كبير ؛ لأنه كان الي كم يوم ما شفتها ..
كانت ساكنة بنفس البيت مع اولاده الوسط و الصغير ، اما الكبير و بناته كلهم كانوا متزوجين ..
اخدت امي على مكان لحالنا مشان افهمها اني رافض فكرة اعيش معهم بنفس البيت ، لكنها كانت هالمرة مش امي اللي بعرفها ، أو انا هيك شفتها ، مسلوبة الارادة ، و مش قادرة تقنع زوجها ، و انه الامر لازم يتنفذ بدون معارضة ..
ما كنت فاهم شو سبب هالاصرار ، المفروض ك زوج ام يكون مبسوط انه ابن مرته ما رح يعيش معه ..
سبحان الله كيف الانسان ما بعرف وين ربه كاتبله الخير ، و بعاند في قدره ، و برفض النعمة تحت مسمى الكبرياء ..
شفت فيه الاب الحنون ، و العادل ..
شمعة للعطاء ، و مصباح للنجاح ..
مكان للكبرياء ، و عنوان للكرامة ..
كل هالكلام ما بوصف شعوري قدام مشهد اب و ابناء مجتمعين حوالين والدهم ، بتكلموا عن نجاحاتهم و مخططاتهم المستقبلية ..
كانت حياتهم نفس الحياة اللي بحلم فيها طول عمري ، بس ما عمري حلمت اني اكون اب ، او يكون عندي اسرة ..
فاقد الشيء لايعطيه ، و صعب انه يكون عندي هيك مشاعر تطغى على الكره اللي كبر معي بكل خلية بتكبر في جسمي ..
شعور رائع ، كنت فاقده ، موضوع انه يكون عندي اخ او اخت كان بعيد عن حياتي ..
اسمع من اصحابي انه عندهم اخوة و اخوات ، و بعض الحسد لاني وحيد اهلي ، و نيالي ..
استسلمت للأمر الواقع ، و اعطوني غرفة خاصة من بيتهم الكبير ، حتى يكون عندي جو دراسي مناسب ..
ما قدرت اعبر لحدا عن سرحاني في هالغرفة ، و جماليتها اللي شتت افكاري ..
لكن سرعان ما تلاشى تشتتي ، و رجعت لوعيي ، و اصراري على هدفي كان بكبر مع كل امتحان بقدمه ، و فرحي بعلامته اللي بحسبها بعد ما اتناقش انا و ابن عبد القادر الصغير ( غيث ) اللي كان اقربهم الي من حيث العمر و الشخصية ،
حتى انه تخصصه نفس التخصص اللي بحلم فيه ..
كانت السعادة غامرة امي من كل النواحي ، نجاحي بتفوق ، و وجودي معها ، و حياتها المستقرة بعد ما كانت متشائمة من هالزواج اللي اجبروها عليه اهلها ..
بس انا كان في اشي ناقصني ، كان نفسي اسمع كلمة مبروك من والدي ، اللي ما نسيت وجوده مع كل الظروف اللي مرقت فيها ..
بس انا وين ، و هالشخص اللي موجود بخانة الاب في هويتي ، وين ؟
سجلت بالجامعة ، و الحمدلله قدرت احصل على تخصص ( طب اسنان ) ، و بدات بالتحضير للدوام ..
كان غيث معي بكل خطوة ، رغم انه عنده اشغاله الخاصة ، لكن اوامر والده اللي ما بتنزل عالارض ، كانت فوق كل اشي ، و ما بقدر احكي اني شعرت باي استياء منه ، كان بكل صدر رحب يتعامل معي و كأني اخوه الحقيقي ..
_________________
مرقت سنوات الجامعة اسرع من كل الثماني عشرة سنة اللي عشتهم بحياتي ، خمس سنوات من الاجتهاد تكللت بالنجاح ، و بكل سنة عبد القادر و عيلته يكونوا اقرب الي من السنة اللي قبلها ..
تشجيعيهم ، و محبتهم ما كنت مصدق انها مشاعر حقيقية فعلا ، دايما هاجز الخوف و الشك مرافقيني ، بس ما كنت اظهر هالاشي ، الوحيدة اللي كانت فاهمة و حاسة بكل مشاعري هي امي أكيد لاني تربايتها ، و بتفهمني من دون ما احكي ..
كانت علاقتها بزوجها قوية ، مع اني توقعت انه امي قلبها توقف عن النبض بعد اللي عمله معها ابوي ، ما كنت مستوعب انه مشاعرنا يكون الها اكثر من شكل ..
لحد ما اجا اليوم الموعود ، و ابتدأت مشاعي بالتحرر من القيود اللي سجنتها فيها ..
يتبع ..
الجزء الثاني :
و فهمت شو صار معي امي زمان ، و شو تفسير علاقتها مع زوجها عبد القادر ..
بهاليوم عيوني شافت الانثى اللي قدرت بنظرة منها تحول كل الكره اللي بحمله تجاه اي بنت ، ل حب ..
كنت وقتها بسنة الامتياز ، يعني السنة اللي بعدها بقرر شو رح يكون اختصاصي ..
كانت العيادة معجوقة ، و انا مش مستوعب اشي من الدكتور اللي بتدرب عنده بهالفترة ، و بحاول جهدي اجمع تركيزي ..
بتنادي الممرضة على صبية ، لفت انتباهي اسمها ( حور ) ، و صار عندي فضول اشوف مين اللي اهلها مسمينها بوصف حور الجنة ..
و أول ما فاتت ، حطيت ايدي على صدري من جهة القلب لأنه كان رح يوقف من كثر ما نبض ، و انفاسي تسارعت ، و عيوني تعلقت في كل تفاصيلها اللي لليوم ما نسيتها ، و حكيت بيني و بين حالي ( فعلا انك من الحور ) ..
تقدمت من كرسي العلاج ، و بدا الدكتور بشغله اللازم لحالتها اللي كانت بسيطة كثير ، طلب مني اني اساعده ، و وافقت فورا ..
قعدت مكانه عالكرسي ، و طلبت منها تشرحلي شو صار معها بالتفصيل ..
كان لابد اني اسمع صوتها ، حتى اسجله بذاكرتي مع صورتها ..
قربت منها ، و بدات بالشغل ، كنت حريص اني اتقنه حتى ارضي الدكتور ، و يثني عليي قدامها ، و الفت انتباهها ..
بس للاسف صار العكس ، جمال الحور في عيونها اخذني لعالم بعيد عن العالم اللي كنا فيه ، و ريحتها سيطرت على حواسي ، و كانت السبب في رجفة ايدي ، و تراجعي عن اكمال المهمة ..
انصدم الدكتور مني ، و خصوصا اني اول مرة بتصرف يهالشكل ، بس الحمدلله مرقت على خير و ما حكى معي اشي ..
اما حور فكان الها ردة فعل ثانية ، طلبت مني اني اكمل شغلي عادي بدون ما تبدي اي انزعاج منها ..
تبسمتلها و هزيت راسي ، و رجعت اكمل الشغل ، لكن هالمرة غير ..
كانت نظراتها بتحكيلي اشي ، و حسيت انها مبادلتني الاعجاب ، و لما انهيت ، شكرتني بابتسامة خجولة من عيونها ..
اللي صار في حياتي بعد هاليوم ، كان بسببها ، يمكن لانها بثت فيي مشاعر ، لغاية الآن ما قدرت احددها ، او امنحها لأنثى غيرها ..
تاثرت حياتي بعدها ، و امي و كل اللي بحياتي لاحظوا تغيري ، و صار لقبي صهيب العشقان ..
بس حالتي ما طولت كثير ، سنتين زمن و كان عبد القادر مجهز اموري للزواج ، حتى قبل ما اكمل اختصاصي و افتح عيادة او اشتغل بمكان ..
كان صعب على امي تشوفني بهالوضع كل يوم ، و الاصعب من هيك كيف تقنعني بالزواج ؟
بعد الحالة اللي مرقت فيها ، و شعوري بانه رح استقر و يصير عندي عيلة ، زاد من قلقي ، غير عن اجابة سؤال ( وين والد العريس ) ؟ ..
فطلبت منها تصرف نظر عن كل الموضوع ، و اني لما اشوف البنت المناسبة رح اخبرها عن كل قصتي ، و هيك بكون اسهل علينا ..
استسلموا للأمر الواقع ، و انا عملت جهدي اتناسى هالشعور اللي بسموه عشق ، و مرقت كمان سنتين من عمري و وقدرت احصل على تخصص مميز في مجال طب الأسنان ، و اشتغلت في مركز طبي مشهور ، و لمع اسمي بفترة قصيرة
بفضل من الله ..
_________________
كان هالمركز بداياتي ، و ركيزتي في الشهرة ، حتى اقدر افتح عيادتي الخاصة فيما بعد ، او اتشارك مع غيث ، كونه عنده عيادة و لكن تخصصه غير عني ، و رحبت بالفكرة ، و فعلا بعد سنة صرنا زملاء بنفس المكان ..
و مع الوقت حققنا نجاح كبير ، و تميزنا باضافة تخصصات ثانية ، و تحولت العيادة لمركز ولله الحمد ..
هون انا بقدر احكي اني وصلت لحلمي ، و حققت مرادي ، و رفعت اسمي و راس امي بكل فخر و اعتزاز ..
حتى عبد القادر كان فخور فيي ، بس للأسف ما كان يكفيني ، لانه مو بحاجتي ، و عنده مين يفتخر فيهم ..
مرقت فيي الايام ، و بكل يوم احس انه حور بتبعد عني اكثر ، و امي بزيد نقها على تزويجي اكثر و اكثر ..
حجتها بالعمر اللي بمرق ، و نفسها تفرح فيي و تشوف اولادي مثلها مثل اي ام بالدنيا ، كانت سبب كافي اني ارضخ ، و اقبل اروح معها اليوم اشوف عروس ..
و هالعروس كانت من نصيبي ، بعد شهر من التفكير ، و الالحاح من الجميع ، و رايهم انها مناسبة الي من جميع النواحي ..
و بعد سنة من زواجنا صرت اب ، ما صدقت حالي لما حملته بين ايدي ، و كأني انا اللي انولدت ..
شفت من زوجتي بهالسنة اشياء ما كنت راسمها ببالي ، كان همها شغلها ، و تلبية احتياجات بيتها ، ثم زوجها اللي لما يطلبها بتكون منهكة من التعب ، و بكون بستنى بيوم الخميس عشان زوجته ما تحكيله بكرا عليي دوام من الصبح ..
غير عن حملها المتعب ، اللي شفت من خلاله شغلات ما عمري شفتها ، و شهوتها اللي بتقل بسبب الحمل نستني اني رجل ، و عندي حق شرعي من حلالي ..
و بعد الولادة ، ازداد البعد اكثر و اكثر ، و لما اقترحت عليها نجيب مربية للطفل ظناً مني اني رح اغير اشي في حياتنا ، كنت مخطئ للاسف ..
و فضلت ترجع لوظيفتها ، و تقطع الاجازة الطويلة اللي اخذتها حتى تهتم بابنا ..
كنت اروح عالعيادة ، و احاول اشغل حالي اكثر من اللزوم ، لعل و عسى لما ارجع عالبيت اشعرها بتعبي ، و حاجتي للراحة النفسية اللي المفروض ما تكون الا بحضنها ..
لكن علاقة غيث و زوجته مع بعضهم بالمركز ، و مشاعر الحب ، و تناغم علاقتهم ، كان يزيد من توتري ..
خصوصا انه عندهم بدل الولد ثلاثة ماشاءالله ، و شغلها معنا بالمركز دكتورة اسنان ، و مع ذلك ما عمري شعرت الا بازدياد قوة علاقتهم ..
ندمت على زواجي التقليدي ، اللي جعل من حياتي رتيبة و مملة اكثر من اللزوم ، و احنا ما زلنا بأول سنة ، فكيف بعد خمس او عشرة سنوات ؟؟
فقدت اعصابي ، و بعدت عن البيت يومين حتى اشعرها بغيابي ، و اختلق حجج عن بعدي ، و برضو ما في نتيجة ..
الوضع زاد عن حده ، و خبرت امها حتى تنصحها بكم كلمة ، لانها كانت شاعرة في تقصير بنتها ..
و فعلا تغيرت فترة منيحة ، خلالها سافرنا على بلد سياحي ، و عشنا اسبوع من العمر ..
وصلتلها كل اشي بحبه ، و شو اكثر شي بهمني يكون موجود بزوجتي ، أو بشكل عام بالانثى اللي بتغريني ..
اكتشفت انها بتعاني من الخجل ، و مش متخيلة حالها تلبس ، او تعمل اي اشي بخطر ببالها ..
فهمتها انه الرجل بحب يلاقي في زوجته كل انواع النساء ، مثل سلة الفواكه الي بنحب نجرب طعم كل شي فيها ..
و انه ما بنعمل اشي خارج نطاق الشرع ، و اللي امرنا فيه ربنا ..
كل كلامي و محاولاتي كانت في سبيل ابعاد صورة حور عن عيوني ، لانه زوجتي ما كانت بتشبهها و لا بأي شكل من الاشكال ، مش معناه انه ما عندها جمال ، لا بس جمالها مختلف عن حور ..
رجعنا من سفرنا ، و حاولت معها اني احافظ عالحياة اللي رسمناها ، و عملت استطاعتي ابعاد الروتين عن بيتنا ..
كان في اشي حلو بحياتي ، انه ميس عكس امي ، ما كان الها علاقات مع اي حدا من الجيران ، و انا كنت اعرف بعضهم بالصدف ..
و حياتنا الاجتماعية مقتصرة على اهلي و اهلها و بعض الاصدقاء المقربين ..
________________
و بيوم ، رجعت عالبيت على غير موعدي ، و ما لقيت ميس ، اللي المفروض يكون الها ثلاث ساعات واصلة ..
كانت المربية مشغولة مع ابني ( ورد ) ، و لما سألتها وين المدام ، جاوبتني بأنها عند جارتنا اللي سكنت جديد في الطابق اللي تحتنا ..
خليتها تعيد الجواب اكثر من مرة حتى اتأكد اني سمعت منيح أو لاء ؟ و قبل ما القط نفس ، كانت ميس راجعة ، و عيونها فيهم حكي ..
بس كلامها تبخر لما شافت العصبية مسيطرة عليي ، و عرفت انه المربية خبرتني بمكانها ، لأنه كان احد الخطوط الحمرا بحياتنا اللي ممنوع تجاوزها ، الا و هو صحبة الجارات ..
سبقتها على غرفة النوم ، و طرقت الباب بعصبية ، و تسطحت على السرير و بحاول اهدي من حالي شوي ..
تراكمت ضغوطي من ميس ، و كان صعب اغفرلها اي تجاوز ، و عزمت النية اني احطلها حد ..
بس لما شفتها دخلت الغرفة بدلال ، و بكل هدوء ، و طنشتني ، و فتحت باب خزانتها ، و تفننت في انتقاء ملابسها لليلة ، و تعمل حركات دلع أول مرة بشوفهم عليها ..
بقيوا عيوني معلقين عليها ، و احاول ما ارمش حتى ، و نهضت حالي شوي شوي حتى ادقق في النظر ، و هي كانت عم تغير و تلبس اكثر من مرة ، حتى استقرت على قطعة كثير مميزة ، و من زمان بطلب منها تلبسها ، بس كانت خجلانة مني ..
هون كان بداية تغير علاقتي مع ميس ، و حياتنا صارت متل ما بحب و اكثر ، حتى وصلت لمرحلة ما اصدق ارجع عالبيت بس عشان اشوفها ، و كلي شوق اعرف شو محضريتلي عالسهرة ..
وصفات اكل ، افلام ، لبس و شموع و دلع ..
ورد كبر ، و المربية صرفتها لانها تركت شغلها ، مع اني ما توقعت ميس تعمل هيك ، بعد ما كان اشي مهم بحياتها ..
فعلا حياتنا تغيرت من كل النواحي ، و الجارة الجديدة كانت السر ، اللي ميس تغيرت بعد ما تعرفت عليها ، و كانت دليل اي زوجة للاهتمام في زوجها ..
هالمعلومات عرفتها من حديث ميس المتكرر عنها ، و اللي ما تركت اشي بتعلمها اياه ، او بتعمله هية لزوجها ، الا و حكتلي عنه ..
لا اراديا انا صرت لما ارجع من شغلي ، اطلع عالدرج بدل المصعد ، حتى امرق من باب بيتهم ..
كان نفسي المح هالجارة ، اللي ريحة عطرها سلبت كل تفكيري ، و ميس صارت وسيلة الي حتى احصل على معلومات عنها ..
ما راح من بالي اللي صار في امي ، و كنت اكره حالي اذا بعدت في مشاعري عن حدود زوجتي ، بس بقدر احكي اني فهمت شو بصير مع كل رجل بخون مرته غصبن عنه ..
مشاعر بتتولد فينا بدون ما يكون عنا سيطرة عليها ، و ما بنعرف هل هي حقيقية و ثابتة ، او وهمية و بتنتهي بانتهاء المؤثر ..
تعبت من هالحال ، و وصلت فيي الامور اني ارحل من بيتي اللي ما خطر ببالي ارحل منه بيوم من الايام لهالسبب ..
بس مش كل شي بخطر ببالنا بنقدر ننفذه ، و موضوع الرحيل بالنسبة لميس انرفض و بقوة ..
اغريتها بفيلا عجبتني و قررت اشتريها ، بس كل محاولاتي كانت فاشلة ، و استسلمت لرغبتها ..
و رجعت اركب المصعد ، و ابعد تفكيري قد ما اقدر عن الجارة المجهولة ، اللي لازالت زوجتي المصونة بتنقل اخبارها ، خاصة انه وضعها مع زوجها غير مستقر هالفترة ، و مقررة ترفع دعوى طلاق عليه ..
يومها ضحكت كثير ، و ميس اتدايقت مني قد ما ضحكت ، ما كان سبب ضحكي انه رح تتطلق ، لا ..
السبب اني كنت متوقع حياتها مع زوجها غير شكل ، و انه وحدة مثلها ما عندها مشاكل ، او بمفهوم اخر ، اي رجل عنده هيك زوجة بكون اسعد الناس ..
نمت انا و ميس و كانت زعلانة مني ، و بس صحيت راضيتها ، حتى ما استحقر حالي اكثر من هيك ..
و نزلت من بيتنا بس هالمرة مش بالمصعد ، الساعة كانت ثمانية صباحا ، سمعت صوت في بيتهم و عرفت انها صاحية ، و ما حدا معها ..
دقيت الجرس مرة وحدة ، ردت من ورا الباب و قالت مين ؟ ..
قلتلها انا جاركم اللي فوق زوج ميس ، شقت الباب شوي ، مديتلها كرت لصديق الي بشتغل محامي ، و بارع في قضايا الطلاق ، قلتلها هاد الشخص ممكن يفيدك ..
مدت طرف اصابعها و شكرتني ، كان صوتها هالمرة اوضح من لما سمعته قبل ما تفتح ..
صوتها رجفله جسمي كله ، كان تأثيره اقوى من ريحة عطرها اللي بمرق من باب بيتهم حتى اشمه ..
وعيت على حالي لما سكرت الباب ، و انا بعدني واقف متل اللي فات بغيبوبة ..
كملت طريقي و كنت مخدر عقليا ، و بعز شغلي تذكرت اني ما نبهت على الجارة ما تخبر ميس باللي صار الصبح ..
ما كنت عارف بأي وجه بدي اقابل ميس بعد هالتصرف ، و شو المبرر اللي بدي اشرحلها اياه ..
بس اتصال من المحامي ، رجعني للحياة من جديد ..
تركت كل اشي بايدي و رحت على مكتبه ، لانه خبرني عن اتصال جارتنا فيه ، و انها من طرفي ، و حكى معي ليتأكد ..
كان فضولي لمعرفة هالشخصية عن قرب اكثر ، هو سبب روحتي لمكتبه ..
مثلت الهدوء و الركازة قدام صاحبي ، لما شافني بمكتبه ، و تحججت انها خجولة و بحاجة مين يساندها ..
انتظرناها لحتى وصلت ، و أول ما لمحتها قمت و بصوت كله دهشة و تعجب حكيت ( حور !! )
حور ( مصدومة ) : بنعرف بعض ؟
سؤالها صحاني من غيبوبتي ، و نفض مشاعري المجهولة اللي كانت دفينة كل هالوقت الطويل ..
المحامي : اهلا وسهلا فيكي حضرتك اللي اتصلتي عليي من طرف صديقي اللي بكون جيرانكم ؟
حور : اه انا
صهيب : انا الدكتور صهيب ، اللي اعطيتك الكرت الصبح
حور : …
كان وجودي غير مرغوب فيه منها ، و طلبت تحكي مع المحامي على انفراد ..
انسحبت و تركت عقلي و قلبي معها ، بس هالمرة ما رح اسمح للماضي يتكرر ، و قررت احكي معها عالاقل اوقف جنبها بقضيتها ..
انتظرتها حتى انهت كلامها مع المحامي ، و بس شافتني بوجهها ، كملت طريقها و كأني مش موجود ..
ياااه انتظار ساعة ، و قبلها عشرة سنوات ، و الاقي ردة فعل مثل هيك ..
ما تحملت و لحقتها ، ناديت عليها بلهفة اكثر من مرة ، حتى قدرت اوقفها ..
لفت وجهها عليي ، و تقابلت عيونا ، نسيت عمري ، نسيت مركزي ، و حتى نسيت اني بالشارع ..
حور : نعم ؟ ممكن اعرف شو بدك مني ؟ و ليش عم تلحقني ؟
صهيب : حور انا ..
حور : مدام حور لو سمحت ، تفضل دكتور شو كنت بدك تقول ؟
كانت عم تحكي بكل كبرياء ، بس عيونها خانتها ، و اعطتني نفس النظرة اللي شفتها و انا بعالج فيها بأول مرة التقيت فيها ..
صهيب : تذكرتيني ؟
____________________
حياتي استمرت على نفس الروتين ، و حور اتطلقت من زوجها بعد معناة دامت اشهر ، و ميس تأثرت كثير بطلاقها و بعدها عنها ، بس تواصلهم مع بعض ما انقطع ..
كان هالتواصل عائق بوجهي ، و سبب لرفض حور من الزواج مني ، و محاولاتها بابعادي عنها ما توقفت ..
بس انا ما بدي امشي طريق والدي بالخيانة ، و الشرع حلل اربعة ، بدي اتزوج و ما بقصر بزوجاتي ..
و اول وحدة خبرتها بقراري كانت امي .. اكيد
ردة فعلها صفعتني ، و كرهت من بعدها الحياة ..
فيروز : انت خاين مثل ابوك ، روح تزوج بس مثل ما نسيتك ابوك رح انسي ابنك مين ابوه
الجزء الثالث :
كملت حياتي المعتادة مع ميس و ورد ، و عملت جهدي اتناسى حور بشتى الطرق و الاساليب ، خوفاً من تهديد امي ؛ لأنه ما عندي شك في انها عاجزة عن تنفيذه ، و منحت ميس فرصة انها تثبت وجودها في قلبي و حياتي ، و طبعا بدون ما تعرف او تحس عن الصراعات الداخلية اللي بتحصل معي ..
و بعد شهرين كاملات ، بوصلني اتصال من صديقي المحامي ( رائد ) ، اللي من يوم ما اتطلقت حور ما شفته ، بسبب انشغالي معها ، كونه ما بعرف عن مشاعري تجاهها ، و بررت غيابي الطويل بامور عائلية ..
رائد : يا صديقي ، ضاقت فيي السُّبُل و ما الي غيرك يسندني
صهيب : ان شاءالله خير ؟
نزل راسه رائد ، و حسيت عيونه بتعتصر وجع ، و بلقط انفاسه بحسرة ، كان هيك وضعه قبل ما اسمع شو اللي صار معه ..
انقلبت الادوار ، و تحولت دهشتي من كلامه لسكاسين بتقطع في روحي ..
ما قدرت اتجاوب معه في الحديث ، و تركته يكمل بدون ما اقاطعه او اعطيه أي رأي لحد ما وصل لنهاية قصته ..
رائد : رفضتني يا صهيب ، ليش ما عم افهم ؟ احكيلي انت اقرب واحد الي انا فيي اشي بينعاب ؟
صهيب : جد رفضتك ؟ .. قصدي ليش ؟ .. شو السبب
رائد : ما بعرف ، معقول لسا بتحبه لزوجها ؟
حوار ممل ، و ضحكات سخرية كانت تطلع من قلبي اللي تشنجنت دقاته و هو بوصف بمشاعره تجاهها ، و اصراره على الزواج منها ، و انطلقت ضحكة طولية مني لما سمعت طلبه الاخير ..
رائد : خطر ببالي انه تحكي معها و تقنعها فيي
صهيب : هههههههههه
رائد : او او بتعرف شو .. ام ورد يمكن تقدر تعرف اذا في حدا بحياتها او سبب رفضها الي .. شو رأيك
صهيب : هههههههههههه
رائد : ليش بتضحك ؟ معك حق العشق برجعنا اولاد صغار
تناولت كاسة المي اللي عالطاولة ، و هزيتله راسي بالموافقة على كلامه و انا بشرب فيها ..
رجعت الكاسة عالطاولة ، اتطلعت على الساعة اللي بايدي ، و ضربت جبيني باصابعي ، و اخدت مفاتيح سيارتي و موبايلي اللي كانوا عالطاولة ، و قمت عن الكرسي و انا عامل حالي مستعجل ..
مديتله ايدي اسلم عليه و ودعته ، سلم عليي و هو مذهول من تصرفاتي ، كان نفسي احكيله انك طلبت الشخص الخطأ لمهمتك ..
في اشي غريب بصير بحياتي ، ليش كل محاولاتي بالبعد عنها ، فاشلة ..
ما في اكثر من عشر سنوات ممكن انها تنسيني ريحتها ، نَفَسها ، حور عيونها ، صوتها ..
ليت الذي خلق العــــيون الســــــودا ..
خــلق القلـــوب الخــــافقات حديدا ..
لولا نواعــســهـــــا ولولا ســـحـــــرها ما ودّ مـــالك قـــلبه لـــــو صـــــيدا ..
عَـــــوذْ فــــــؤادك من نبال لحـاضها ..
أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا ..
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهــــــم ..
كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا ..
وإذا طــــلبت مع الصّـــــــبابة لـــذّةً ..
فــلقد طــلبت الضّـائع المــوجــودا ..
يــا ويــح قـــلبي إنّـه في جـــــانبي ..
وأضـــنه نـــائي المــــــزار بعـيدا ..
مــســـتوفـــــزٌ شــــوقاً إلى أحـــبابه ..
المـــرء يكره أن يعــــيش وحيدا ..
بـــــــرأ الإله له الضــّــــــــلوع وقايةً ..
وأرتـــــــه شقوته الضّلوع قيود ..
فإذا هــــــفا بــــــــرق المنى وهفا له ..
هــــــاجــــت دفائنه عليه رعــــود ..
جــــشَّــــمتُهُ صــــبراً فـــــلما لم يطقْ ..
جـــشــــمته التصويب والتصعيد ..
لــو أســتطيع وقـيته بطش الهوى ..
ولـــو استطاع سلا الهوى محمود ..
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا ..
نــاراً وصــــار لها الفـــؤاد وقود ..
والحــبٌ صوتٌ ، فهــــو أنــــــــةُ نائحٍ ..
طـــوراً وآونــــة يكون نشــــيد ..
يهــــب البــواغم ألســـــــناً صداحة ..
فــــإذا تجنى أســــــكت الغريد ..
ما لي أكــــلّف مهـجــتي كتم الأسى ..
إن طــــال عهد الجرح صار صديدا ..
ويــلذُّ نفــــــسي أن تكون شـــقيةً ..
ويلــذ قلبي أن يكــــــــون عميدا ..
إن كنت تدري ما الغـرام فداوني ..
أو، لا فخلّ العــــــــذل والتفنيدا
( الشاعر : ايليا ماضي )
طلعت بسيارتي ، و مشيت بين هالشوارع ، مرق بين عيوني شريط حياتي ..
تذكرت قبر طفولتي اللي شاهده ، لوحة خيانة والدي ..
و مراهقتي اللي ما عشتها ، حتى اوصل لطموحي و ارسم احلامي ، اللي تحققت بزواج امي ..
و اليوم بعد ٢٧ سنة على مشهد الخيانة ، مسحت براحة كفي الغبرة المتراكمة عليه ، و غسلته بدمعات الندم على حبي الضايع ، و مشاعري اللي تجاهلتها اكثر من اللزوم ..
بكل جروحي النازفة ، و طاقتي النافذة ، و أنفاسي المتلاهثة ..
وقفت قدام باب قبري الجديد ، قبر طفولتي المتأخرة ، معترف بحاجتي ، و بإلحاح ، الى احضانها ، حتى اكبر ، و يكون نضوجي طبيعي ، و أعيد مراحل عمري بترتيب ..
دقيت على بابها كتير و كتير ، حتى تعبت ايدي ، و رجليي رفضوا يحملوني ..
على عتبات بيتها قعدت ، و استسلمت للنوم اللي غلبني بعد صراع طويل بينه و بين اجفاني ..
النوم اللي نسيت طعمه ، بعد كلمات امي اللي ما بقدر اوصفها بالظالمة ، لكنها قاسية ، بقسوة رفض حور لوجودي في حياتها ..
و مثل ما عودتنا الحياة ، ما في اشي بدوم ، و القسوة اللي هشّمت مشاعري ، و حطمت امنياتي ، انتهت ..
و نهايتها كانت بعد صحوتي من هالغفوة ، لما فتحت عيوني الذبلانات ، و تقابلوا مع عيونها ..
رفعت راسي ، و غمضت و فتحت عيوني اكثر من مرة ، حتى اتأكد اني ما بحلم ..
صهيب : اسف يمكن غفيت و انا بستنى فيكي تفتحيلي الباب
حور : ما في داعي للاعتذار ، بس شو رجعك لعندي مو اتفقنا…
صهيب ( قاطع كلامها ) : صحيح اتفقنا بس ما قدرت ، حور افهميني انا بحبك ( كان واقف قبالها ، رفع ايديه و اكتافه ) ما بعرف اذا هالكلمة بتكفي لتوصلك سبب نقضي كل اتفاقاتنا ، بس انا ما عندي أي تفسير لتصرفاتي غير اني اسير لمشاعر انخلقت فيي من لما قابلتك ، و لحد ما رجعت سمعت صوتك من ورا الباب ، و اكتشفت انه مشاعري المجهولة كانت الك انتي
نزلت راسها بيأس ، و دمعتها لمعت من بين رموشها الكثيفين ، و بلعت ريقها كأنه كان بلسناها كلام و فضلت تسكت على انها تقوله ..
صهيب : شو رح تخليني واقف بالشارع هيك ؟ و الوقت تأخر
حور : بس ما بقدر احكيلك تفضل عالبيت ، ما عندي حدا
نزلت برجليي حتى صرت مستواها ، و تبسمتلها ..
صهيب : ما رح اتحرك من هون الا رجلي على رجلك ، بكرا الصبح بدي نكتب كتابنا خلص ، اخدت قراري و بدون رجعة
حور : بس لازم تعرف اول شو سبب طلاقي من زوجي
صهيب : ما بدي اعرف اشي ، بدي اياكي انتي وبس ، بدي اكمل اللي ضل من عمري مع الانسانة اللي حبيتها بكل جوارحي
حور : كان خاين ، و انا ما قبلت عحالي انه زوجي يخوني ، كيف بدك اخون ميس ؟ كيف رح أأمن على حياتي مع واحد خان مرته و تزوجني ؟ ما بقدر صهيب
فعلا الخيانة ما الها مبرر ، و زوجها اللي كنت مفكر انه أسعد رجل في العالم و نياله بالزوجة اللي عنده ، طلع خاين ..
صهيب : كلامك صحيح ، و لو كنت فعلا بدي اتزوجك بقصد الخيانة ما بتلاقيني عندك هون ، انا عرفتك قبل ما اتزوج ، و بقيت اسير بسجن حبك لليوم و لآخر يوم بحياتي
حور : بس لو ما كنت جارتك كيف كنت رح توصلني ؟
صهيب : الله كاتبلنا نلتقي ، و التقينا ، و ما رح اتنازل عنك ، انا مع ميس كنت جسد بدون روح ، بدون احساس او مشاعر ، زوج فقط ، و بعمري ما فكرت بغيرها ، و يمكن لو ما كانت تنقل اخبارك و تحكيلي عنك ما كنا التقينا
حور : ……
معرفة حور بكلام ميس عنها ، و انها كانت السبب في خراب بيتها لحالها ، شجعها للاعتراف بمبادلتها لمشاعري تجاهها ، و انها من يوم ما شفتها بالعيادة ، و طلعت ، بقيت تنتظرني وقت طويل ، و بدون ما يخطر ببالي اني الحقها بوقتها ، او انها تكون حست باعجابي و بادلته بنفس اللحظة ..
___________________
و اليوم و أخيرا ، حور صارت ملكي ، و وافقت تبقي على خبر زواجنا ضمن نطاق اهلها وبس ، و اعطتهم سبب مقنع ، و ما حدا من طرفي بعرف بالزواج خلال هالفترة ..
انقلبت حياتي ، و للأسف ميس بدأت تشعر بتغيري ..
العدل اللي كنت متفق عليه بيني وبين نفسي ، ما قدرت اطبقه بكل الايام ..
و بدات اشعر بالبرود تجاه ميس ، و بعطيها حقها عشان اكون مقتنع من جوا اني عادل ..
و ميس بادلتني الشعور ، و صرت احسها بتبعد عني قد ما تقدر ، و ما بتهتم بموضوع تغيير روتين حياتنا ، اللي استمرت عليه فترة منيحة ..
بس ما كانت توقعاتي بمحلها ، لانه كل اللي فكرته انه برود ، كان هدوء لعاصفتها القوية ..
و بدأت تهب عليي من كل النواحي ، حتى تحاصرت ، و ما عرفت كيف اواجهها ..
ميس : اليوم اخدت موعد عند اهلي عالعشا ، الغي سهرتك مع اصحابك
صهيب : تمام ، بس كأنه مبطلة تاخدي رايي بمواعيدك ؟
ميس ( بدهاء ) : لأنه كترانة سهراتك برا البيت ، و لوحدك ، فما عم شوفك حتى استشيرك
و استمرت عىى هالوضع ، اللي حور ما كانت متقبلته ابدا ..
حتى صديقي رائد ، كل يوم برن عليي لنفس الموضوع ، و ما مل من تطنيشي ، و تأجيلي ، بالرغم من مرور اكثر من شهرين على لقائنا ..
و في يوم كنت مجهز حالي ، و بدي اروح عند حور ، وقفت عالمراية و شديت ربطة عنقي ، بلمح بالمراية خيال ميس واقفة و بتراقبني في صمت قاتل ..
رفعت نظري عليها ، و هزيتلها براسي انه شو القصة ؟ ..
بقيت ساكتة ، و انا مليت من انتظارها تحكي ، قربت منها اودعها قبل ما اطلع ، عأساس اني طالع اسهر مع صحابي ، مثل العادة ..
و قبل ما اوصل عندها بكم خطوة ، نطقت ..
ميس : لمتى رح نضل على هالحال صهيب .. انا تعبت منك
صهيب : ليش شو عملت ؟
طلعت كل اللي بقلبها بعد هالسؤال ، و ما تركت لحظة مرقت عليها و هية بتعاني من تصرفاتي بعد حياتي الجديدة الا وتزكرتها ..
بقينا نتناقش و اعطيها مبررات سخيفة ، و ما الها اساس قوي ، لحد ما طلبت مني نجيب ولد تاني ..
لحظتها توقف عقلي عن التفكير ، و ابتديت احسب حساب للخطوات اللي بمشيها بعجلة حياتي ..
وقفت قبالي ، و كانت في نظراتها اسئلة كتير لاستيائي من طلبها ، و ترددي في الاجابة ..
و قبل ما يخطر ببالي اهرب من أي باب ، كان سابقتني ، و سكرت كل الابواب بوجهي ..
ميس : أنا بعرف كل شي عنك
صهيب : هه اكيد رح تعرفي مو انا زوجك !
ميس ( بترجف ) : لا قصدي بعرف شو مخبي عني
صهيب ( بقلق ) : و شو مخبي عنك ؟
ميس ( بتبكي ) : زواجك
صهيب : كيييف !
ميس ( بعيون كلها غضب ) : مين هية ؟ كيف قدرت تدعس على حياتنا ، و نسيتني ؟ طيب معقول نسيت ابنك ؟ ما خطر ببالك اي لحظة حلوة بيني وبينك ؟
صارت تدفش فيي بعصبية ، و كل وجعها عبرت فيه بلكمات من ايديها في صدري ..
ميس ( بتصرخ ) : قوول مين هية ميييين ؟
بعد ما نطقت بهالكلمة ، اجتني قوة اعترفلها بكل قصة حياتي ..
قعدت على طرف السرير و دفنت راسي بين ايدي ، و بدأت احكي و أحكي ..
ما تركت اي جزء فيها الا و حكيتلها اياه ، حتى حالة العشق اللي عشتها يوم ما التقيت في حور اول مرة ، و خبيتها عن كل الناس ..
ميس ( بتبكي بحرقة ) : لا لا ما بصدق ، طيب ليه تزوجتني ؟ ليه خبيت عليي ؟ انا شو ذنبي ؟ وينها بدي أشوفها اللي ما نسيتها من عشر سنين
كانت قاعدة جنبي ، رفعت راسي و التفتت عليها ..
حضنتها بكل قوتي ، و مسحتلها دموعها اللي اختلطوا مع دموعي ..
مع كل المبررات اللي قلتهم ، و طلبي العفو منها ، الا انها بقيت ساكتة و ما جاوبتني ، لحد ما وصلت فيي الحالة اني انزل عالارض قدامها و امسك ايديها برجاء ، و ارجع استسمح منها ..
شدت على ايدي بقوة ، و رجعتني اقعد جنبها ، استمرت بالبكى و انا رجعت طفل لا حول لي و لا قوة ..
ما بعرف كم مرق علينا وقت و احنا بهالحالة ، لحد ما وصلني اتصال ..
نهضت حالها من حضني ، و لملمت دموعها ..
ميس : مين عم يرن ؟ بقصد مرتك عم تتصل ؟
سكتت و ما قدرت اجاوب ، هزيتلها براسي و انا بتمعن بعيونها ..
عيونها اللي تغرقت رموشهم بالدموع ، و كأنهم ببحر ..
كان فيهم نظرات لوم ، و عتاب ، و قهر و وجع ، بهد اقوى رجل في العالم ..
ما كنت قادر اوجهلها نفس كلمات والدي لما قال لأمي ( انتي السبب ) ، مع انه فعلا هي السبب ، يعني تعددت الاسباب و النتيجة وحدة ..
رفعت معموياتها بكلمات كثيرة ، و اعطيتها وعود و ايمان كافية لاقناعها باني ارجع لطببعتي معها ، و اني ما بتخلى عنها بهالسهولة ..
طلبت منها طلب واحد ، انها ما تحكي لامي ، و سمحتلها تجيب اولاد قد ما بدها مني ، لاثبتلها اني ما رح اتخلى عنها ، و زواجنا مستمر اذا هية موافقة انه تشاركني فيها وحدة ثانية ..
المشكلة مش بالمشاركة او تعدد الزوجات ، المشكلة بقلبي مين فيه ..
العدل اللي ربنا امر فيه ، و لأنه خلقنا و بعرف كل شي فينا ، حتى لو احنا ما بدنا نعترف بينا و بين حالنا ، هي مشاعرنا و ارواحنا لمين بتميل ..
ميس بعد مرور ست شهور على هديك الليلة ، اعترفت اني ما خنتها الا قبل ما اتزوج ..
و الحمدلله ربي قدرني اني اكون مسيطر على حياتي بينهم ، و حور كانت مرتاحة نفسيا انها ميس عرفت عن زواجنا ..
بس كان لسا خوفها قائم ، للحظة اللي رح تعرف فيها ميس مين هي زوجتي الثانية ، و شو ردة فعلها لما تشوف بنتنا ، اللي ربنا اهداني اياه و رزقني حب جديد ، و مشاعر من نوع غريب ، أول مرة بحس فيه ..
من كثر ما كنت طاير من فرحتي بعيلتي ، اللي ما كان عندي زمان حتى حلم ، او تخيل عنها ..
اولادي الاثنين من ميس ( ورد و سند ) و بنتي من حور ( شهد ) ، و حياتي اللي ظنيتها متوازنة ، و سعادتي بالأستقرار اللي وصلته من ناحية عاطفية و اجتماعية ، و بعد مرور سنتين على هالحالة ..
عرفت امي عن زواجي ، و رفضت مقابلة حور بعد ما خبرتها انها بتكون نفس البنت اللي حبيتها زمان ، و استنكرت ردة فعل ميس تجاه هالزواج ..
انقلبت موازين حياتنا المستقرة ، و اللي بتظهر للعيان بأنها مثالية ، بعيدا عن مشاكل الغيرة المتولدة ، بين زوجاتي ، كل فترة ..
فيروز : يعني اذا ما بدي اتعرف على مرتك ، ما بتجيبلي بنتك اشوفها ؟
ميس : مرت عمي كيف بدك تجيبي طفلة بدون امها ، خلص انا مو زعلانة ، اساسا ما بعتبرها ضرة الي ، صهيب حبيبي جيبهم يتغدوا معنا بكرا
صهيب : ….. ( اسوا اشي الحماية و الكنة يتفقوا )
فيروز : الهيئة ما بدها تتعرف علينا الخانوم
صهيب : مو هيك امي ، بس انا و ميس متفقين انه ما يجتمعوا
ميس : هاد الحكي زمان بس هلا خلص ما ضل فيها ، صار لاولادي اخت منها ، خليهم يتعرفوا على اختهم و يلعبوا مع بعض
من صدمتي ما عرفت شو اتصرف ، التزمت الصمت ، لانه لما يتحاوروا النسوان احسن اشي اتضل تهز براسك ، لانه اذا دخلت بنقاش معهم ، رح يوصلوك لقاع البحر و يطلعوك عطشان ..
شو رح تكون ردة فعل ميس لما تلتقي بحور بعد انقطاع دام اكثر من سنتين و نص ، و تعرف انها ضرتها ؟ بعد ما كان صديقة مقربة الها ..
حكيت مع حور بنفس الليلة ، و شرحتلها طلب امي ، و اصرار ميس على مقابلتها ، و بينتلها مخاوفي من رد ة فعل ميس ، و شو رح تتصرف اذا هاجتمتها ..
بس حور كانت هادية ، و هدوئها اعطاني طمانينة ، عكس نظرات ميس ، و ابتساماتها اللي بتوزعها ، بعد ما اعطيتها موافقة حور على الاجتماع فيهم ، و ما كان عندي امنية هالليلة ، غير الله يمضيها على خير ، و يمضي بكرا على خير ..
تاني يوم ، كنت بالعيادة ، و واضح عليي القلق ، و التوتر ..
لاحظ عليي غيث ، و ما كان عندي خيار تاني الا اني اشرحله ..
صوت ضحكته اللي لفتت انتباه كل اللي بالمكان ، اعطاني حافز للضحك كمان ، و قعدت اضحك انا و اياه و نردد بكلمة ( معتر يا زوج الثنتين ) ..
و بالنهاية اعطاني نصيحة ، قلبت كل مخططات نسواني الثنتين ، و اعطتني المجال حتى اتحكم فيهم ..
اتصلت على ميس ، و خبرتها بقراري الجديد ، اللي فاجاها ، و حاولت تغير رايي بحجة الاطفال ، بس انا كنت مصر عىى موقفي ، و وصيتها تجيب امي معها بسيارتها ، و انا بجيب حور معي لانه ما معها سيارة ..
غمزني غيث ، و واصل ضحكه ، و تعليقاته عليي ، و دعاؤه بانها مرته ما تعرف بالموضوع حتى ما تقطع علاقته معي ..
وصلنا كلنا عالمكان اللي حددته للقاء الميمون ، و كان مطعم فخم ، حاولت جهدي انه يكون بمستوى عالي حتى ميس تضبط اعصابها اكثر ، حفاظاً على مكانتنا الاجتماعية ، و سمعتها ..
مشيت انا و حور ، و شهد قدامنا بعربايتها بنجرها ، لحد ما وصلنا على الطاولة اللي كانت ميس و امي سابقينا عليها ..
و عيونهم عم تراقب كل الناس اللي حواليهم ، و أول ما لمحتنا امي ، قامت عن الكرسي ، و فتحت عيونها على وسعهم ..
انتبهتلها ميس ، و لفت وجها بالاتجاه اللي امي عم تتطلع عليه ، و كنا انا و حور عم نمشي ببطيء ..
ميس ما صدقت عيونها ، و قطرات دموعها صارت واضحة النا كل ما قربنا اكثر منهم ، حتى حور ما قدرت تخفي رجفة جسمها ، و لا تحبس دموعها ..
و قبل ما نوصل بكم خطوة ، كانت ميس واصلة لعنا ، و وقفتنا بنظرات الاستحقار اللي اعطتنا اياهم ، و رفعت وجه حور اللي كان مطاطأ عالارض ، بطرف ايدها ..
ميس : تفووووو
انا حمدت ربي انه كانت هيك ردة فعلها قدام العالم ، و شديت على ايد حور ، و حافظت على اعصابي و اعصابها ..
كانت بهاللحظة امي مجهزة حالها هية و اولادي ، و سحبت ميس من ايدها ، و قالتلها : تعالي بنتي ، و هي اولاده يهتم فيهم هوة ، لا تغلطي غلطتي ، و تفني حالك مشان واحد نهايته متل ابوه ، خليه هو يربي و انتي عيشي حياتك ، و انت لا تفرجيني وجهك بعد اليوم
منظري وقتها ، صعب اشرحه ، ما في كلمة تعكطه حقه ، ليش يا امي ظلمتيني هيك ؟
ليش ظلمتي اولادي معي ؟ و حور شو ذنبها ؟ طيب حفيدتك اللي طلبتي تشوفيها و انتي رافضة امها ، شو ذنبها ؟
لحقتهم ، و حاولت اوقفهم ، طلبت منها تعطيني فرصة ، و تعطي حور ، و بنتها ..
ميس كانت منهارة ، و ما خلت كلمة على حور الا و قالتها ، و طلبت الطلاق باسرع وقت ، و تنازلت عن اولادها بكل بساطة ..
___________________
____________
بعد سنة <<
خلال هالسنة ، كنت قاعد انا و غيث بساعة فراغ ..
بتدخل الصبية اللي بتشتغل على تنظيم المواعيد عنا بالمركز ، و بتقول انه الرجال الكبير بالعمر ، اللي اجا قبل فترة و انت رفضت تعطيه الموعد ، رجع و بدو ياخد موعد عند الدكتور صهيب ..
اتطلعت بغيث متفاجأ ، لاسباب كثيرة و اهمها ، انه ليش رافض يعطيه الموعد ..
مرقت علينا كم دقيقة صمت ، و نحن نطلع بعيون بعض ، انا بعيوني تساؤلات ، و هو بعيونه خوف ، و قلق واضحين كتير ، و السكرتيرة بتستنى جواب منا ..
و قبل ما حدا فينا يكسر الصمت ، بنسمع صوت رجال بقول : الدكتور صهيب هون و انا بدي اقابله ضروري
بنفس اللحظة بدخل على الغرفة اللي قاعدين فيها ، و عيوني بتتعلق على هالشخص اللي بطلب يقابلني ..
قام غيث و بدو يعلق معه ، انه كيف بخالف اوامر العيادة ..
قربت منهم ، و قلتله تفضل انا الدكتور صهيب ، خير يا عم ؟ صاير اي مشكلة معك ؟ انا غلطان بعلاجي لحدا من طرفك لا سمح الله ؟
و اتطلعت على غيث ، اللي لسا جامد بمكانه ، و وجهه ما فيه نقطة دم من كثر القلق ، و قلتله : معلش تتركونا لحالنا شوي ..
مسكت هالرجال من ايده ، و ساعدته يقعد على كرسي المعاينة ، و اول ما ضويت الضو بوجهه ، و مسكت اداة الفحص ، قال : معقول ذاكرتك خانتك و ما قدرت تعرف عمك ؟ لهالدرجة دمك متجمد و ما تحرك لما شافني ؟
وقعت الاداة من ايدي اللي ارتخت اعصابها لما شافت دموعه ، بين ثنايا خطوط وجهه اللي رسمها الزمن ..
اااخ يا عمي ، اللي ما كنت اشوفك غير من العيد للعيد ، و ما بتذكر اذا بيوم حملتني ولا حنبيت عليي لو ببوسة تطبعها على خدي البريء ..
و بدك دمي يتحرك ، و ذاكرتي ما اتخوني ..
قام من مكانه ، و اجا يضمني ، بعد ما كنت منهار و قاعد على كرسي ، ضامم راسي بين ايدي ، و بحاول اتذكر معالم بسيطة بالماضي القديم ..
قرب مني ، و قال : معك حق ، يمكن ما بحقلنا نطلع بحياتك بعد ما وصلت لهالمكان ، بس في اشياء انا متأكد انك ما بتعرفها ، لانه امك خبتها عنك
رفعت راسي ، و اتطلعت عليه بنظرات كلها حيرة ، و انا بحكي بيني و بين حالي ، مستحيل امي تكون خبت عليي اشي ، مستحيل ..
بدا يحكي و يحكي كلام كثير ، و جاوب عن كل تساؤلاتي بهداك اليوم ، اللي قرر فيه عبد القادر اني اسكن معه و مع امي و اولاده ..
استنيته لما خلص كلامه ، و طلعت و انا عيوني بتنقط جمر ، و كانت عيون غيث عم تلاحقني ، لانه كان يعرف بكل الكلام اللي حكالي اياه عمي ، و اللي تخبى عليي كل هالسنين ..
طلعت بسيارتي ، و انا حاطط ببالي اروح لعند امي ، و اعاتبها على اللي عملته معي هية و زوجها ، بس ما بعرف ليش عجال سيارتي توجهت لبيت اهل ميس ..
دقيت الباب ، و لحسن الحظ انه هي اللي فتحتلي ، استغربت اني جاي بغير موعدي ، و بدون ورد و سند ..
لاحظت على وجهي الحزن ، و قربت مني تواسيني ، و تستفهم شو اللي صاير معي ..
لقيت حالي بحضنها ، و ببكي على رجليها مثل الولد الصغير ، كان عندي رجاء واحد الها ، و اجيت اطلبه ..
ميس : صهيب اهدى احكيلي شو صاير ، و ليش هيك حالتك ؟
صهيب : بتحبيني ؟
ميس : … شو مناسبة هالسؤال ، يعني انا حردانة عند اهلي و انت جاي تسال ازا بحبك او لأ ؟
صهيب : ميس ارجوكي اسمعيني للآخر ، و افهمي وضعي
ميس : عم اسمعك .. يلا قول
صهيب : تتذكري لما قلتلك قصة زواج امي ، و كيف اصر عليي عبد القادر اني اسكن معه و مع امي ، و قلتلك اني استغربت طلبه ، اليوم عرفت السبب
ميس : شو ؟
صهيب : قبل هداك اليوم ب ٨ سنوات ، ابوي كان مسجون بقضايا متعددة عليه ، و هو بالسجن مرض و تعب كثير ، و الاطباء قالوا انه مو مطول ، طلب من اهله يجيبوني اشوفه ، راحوا و سالوا عني عند اهل امي ، و قتها كنت بالمدرسة ، و حكوله صهيب ما بدو يشوفه ، و معتبره مات من زمان ( ببكي ) ، و عرفت امي بنفس اليوم و طلبت من عبد القادر يخليني اعيش معها ، و لانه حبها ما رفضلها طلبها ، بس عمي عرف عن لعبتهم ، و كثير حاول معهم انه بس يشوفني قبل ما يموت ، و ما رح يبعدوني عن امي ، و للأسف يا ميس ، ابوي مات قبل ما يطلب مني السماح ، كنت رح اسامحه ( ببكي بحرقة ) جواتي كان احساس اني رح اسامحه بس اشوفه ، و انا اليوم جاي اترجاكي ما تعملي هيك فيي و باولادي ، ارجعيلي
ميس ( بتبكي ) : بس انا ما رح اعمل فيك هيك ، طيب انت قلت لحور هالكلام
صهيب ( هز براسه ب لأ ) : ما بتعرف اي شي عن ماضيي انا و امي ، انتي مرتي و ام اولادي و شريكة حياتي و صندوق اسراري ، ما تقللي من قيمة حالك عندي
ضمينا بعض بقوة و نحن عم نبكي ، و بهاللحظة قدرت اعرف نوع جديد من المشاعر المجهولة اللي بمرق فيها ..
طلبت منها يبقى هالحكي بيناتنا ، و ما في داعي امي تعرف فيه ، لانه فات الاوان ..
طلعت من عندها بعد ما اتفقنا انه اجيب امي و ارجعها اليوم المسا ، وعكس اللي عملته امي بهداك اليوم بالمطعم ، عملته معي اليوم ، بعد ما صرلها سنة ، و اولادها كنت اجيبلها اياهم تشوفهم كل يومين ، بعد ما تركتهم عند حور ..
اقتنعت ميس بالنهاية انه تتخلى عن تمثيل الكبرياء ، و استغنائها عن اولادها ، و حتى طلبها للطلاق قدرت امي تخليها تتراجع عنه ، لانه هالاشي ما رح يكون ضحيته الا اولادها ، خصوصاً ضمن وضعنا اللي كان مستقر ، و تقبلها للموضوع من بدايته ..
اضافة للسر اللي جمعني من جديد فيها ، و ما بعرف شو الايام الجاية مخبيتلنا اسرار جديدة ..
سنين طويلة مرقت عليي ، بعترف بيني و بين حالي على تقصيري في بر والدي ، حتى لو هو غلط بيوم من الايام ، لكن من واجبي كإبن ، اني ابره ، و اعمل بوصية ربنا ..
كل انسان فينا عنده اخطاؤه ، و مش نحن البشر اللي بنحاسب ، نحن بنعمل اللي علينا ، و بنترك الحساب على ربنا ..
شعور بقتل في اوصالي ، و انا قاعد عند قبره ، و بقرأله قرآن ، و بدعيله بالرحمة و المغفرة ، انا و اولادي اليوم و من بعد ما عرفت عن مكان قبره ، ما قطعت زيارته ، و بس كبروا اولادي اخدتهم عليه ..
ربي رزقني من واسع رزقه ، و ما انقطع عمل العبد بعد وفاته ما دام اله صدقة جارية ، و ولد صالح يدعو له ..
و الحمدلله اني ما قصرت من هالنواحي ابدا ..
____________
حور مش مظلومة ، و كمان مش ظالمة ، قدرت تتعايش مع حياتها ، بصدر رحب ، و عاملت اولادي كانهم اولادها ..
ربيت اولادي على المحبة ، و اهمية الاسرة ، و السعي بكل محبة لتحقيق كل احلامنا ، و حصولنا على كل شي بنحبه مش صعب ، اذا توفرت ظروفه ..
انا انظلمت باول حياتي ، بس ظلمت ميس لما تزوجتها و انا قلبي مع غيرها ..
انظلمت لما امي شبهتني بوالدي ، بس ظلمت حور لما عملت منها خاينة لصديقتها ..
و ما بدي يصير باولادي سواء من ميس او من حور ، اللي صار فيي ، و حرماني من ابوي ، كسر فيي جانب كبير ، رغم من نجاحي في حياتي ..
الخيانة ما الها مبرر ، و الحياة ما بتتوقف عند شخص حبيناه و تعلقنا فيه ، و ما صار نصيب بينا ..
انا قدرت اتعود على ميس و حبيتها ، و كنت ناسي حور ، او متناسيها ..
بس زوجتي للاسف كانت فاشلة في المحافظة على الجانب الاجتماعي في حياتها ، و خربت بيتها بايدها ..
نصيحتي لكل زوجة ، حافظي على اسرار صديقتك او قريبتك ، او جارتك ..
لا توصفي ، لانه لما ربنا حرم علينا أي اشي ما كان الا لسبب مهم ..
و حافظي على اسرار بيتك ، و محبتك لزوجك ، اقتنعي انهم مش للنشر ، و لا لتبادل الاحاديث و التسلاية ..
تمت بحمد الله ♡♡
These are really wonderful ideas in regarding blogging. You
have touched some good factors here. Any way keep up wrinting.