قصر_هادي#
#واقعية
#بقلم_وعد_السعيد
مقدمة :
نمشي في قارب الحياة، فيسير ببطئ شديد تارّةً؛ حيث يتاح لنا الاستمتاع ببعض المشاهد التي تظهر لنا ..
و يهيج بنا التيّار، تارةً أخرى، فيأخذُنا عبر الأمواج العالية، ليرفعنا و يهبط بنا، إلى أن نصل برّ الأمان ..
لا أحد يعلم إذا كان سينجو و يصل للشاطئ، أو تخونه الأمواج فتأخذه في طريقها إلى المجهول ..
و لكن إن كُنّا قادرين على التّمسك جيداً، و المغامرة في سبيل الوصول ..
فلا شكّ أنّه سيحالفنا الحظ إن شاء الله؛ فمغامرتنا ستقودنا إلى الحياة، و نقف أمام من سبقناهم، لنسردَ لهم ما واجهناهُ في تلك الرحلةِ على متنِ ذلك القارب ..
لسنا متأكدين فيما إذا كان أحدٌ ما سيستمع لحديثنا، لكنّنا واثقين من أن ما سنخبرهم به، سيساعدهم في رحلتهم عندما يحين أوانُها ..
فأصغوا جيداً لما يُقال لكم، لعلّكم تجدوا بين ثنايا الحروف شيئاً تقودون فيه مركبكم السائر عبر محطات حياتكم ..
__________
_________
الفصل الأول ( ملامح طفولتي ) :
انا رنده ، سماني ابي من لما كانت امي حامل فيي ، و كان ينتظر لحظة ولادتي بشوق كبير ..
ابو احمد : بدي سميها رنده ، من هلا عم قلك
ام احمد : اي الله يجيبا بالسلامة ، و ان شاءالله بتعيش و بتحمل اسما
ترتيبي السابعة ، بعد اربع اخوة شباب ( احمد / منصور / حسان / ياسر ) ، و تلات اخوات بنات ..
آذار / ١٩٩٨ <<
ابو احمد ( بهلفة ) : بسم الله ، يا رب يحميكي يا بنتي الحلوة ، دخيل هالوش الحلو
ام احمد ( بفرح ) : تئبرني ما احلاها ، تعيش و تحمل اولادا يا حق
ابو احمد : امين ، خدي ديري بالك عليها ها ، و من هلأ بنبهكن ما بدي شي حدا يزعجا او يحاكيها بكلام
الاولاد : بتؤمر يابي
كبرت ، و كنت الطفلة اللي انرسمت طفولتها بجمالها ، عيوني البنيّة ، و شعري الناعم الاشقر ، و بياضي الناصع ..
هالدلال اعطاني فكرة بانه رح يكون دايم ، و محبة الكل الي ما في شي بغيرها ..
بس ولادة اخي ( رامي ) ، بعد اربع سنين من عمري ، غيّرت هالمفهوم عندي ، و تغيرت حياتي معه ..
مع انه ابي كان كتير يحبني ، و يدللني ، بس بالعادات بفضلوا الطفل الاصغر ، اكتر عن باقي الافراد ..
ام احمد : رح يصير عندك اخ صغير تلعبي معه ، و تروحوا سوا عالمدرسة
رنده ( زعلانة ) : تؤ ، ما بدي اخ ، رح تبطلوا تحبوني
ابو احمد ( حملني و حضني ) : شو هالحكي ؟ اي ما حزرتي رنده خانوم ، انتي حبيبة قلبه للبابا و ما في حدا بنافسك
رنده ( لمعوا عيوني ) : بحبك كتيييير ابي
كبرت و شفت الحياة بعيون ابي ، و حبي للمدرسة و حريتي اللي كنت حبها كتير ، كانت رافعتني لسابع سما ..
كان مسموحلي شغلات ما انعطت لاخواتي الاكبر مني ، طلعات ابي كلا كان ياخدني معه فيها ، رغم صغر عمري ..
ابو احمد : لك يا رنده وين رحتي ؟
رنده : ليكني بابا عم العب مع رفقاتي
ابو احمد ( بغضب ) : انا ما قلتلك ما تلعبي بالشارع ؟ فوتي عالبيت بسرعة
رنده ( بحزن ) : حاضر
ابو احمد ( بحنية ) : لا تزعلي يا قلبي ، انا ازا قرب منك حدا بجن ، بخاف عليكي ، و بخاف حدا يأذيكي
كانت امي تاخد رامي و تطلع تزور رفقاتا و اهلها ، و ابقى بالبيت مع ابي ..
من وقت ما يرجع من وظيفته على الساعة وحدة الظهر ، يغمرني بحبه الكبير ، و غيرته الشديدة عليي ، اللي كانوا يحاصروني و ابقى بالبيت انا و اياه ..
ابو احمد : انا بدي لاقيلك حل بدل طلعة الشارع هي
رنده : اي يا ريت لانه انا ملانة كتير
ابو احمد : شو بدك نعمل ؟
رنده ( محتارة ) : ما بعرف
ابو احمد ( مسك مصحف ) : رح قلك شو رح نعمل ، بدنا نحفظ من القرآن الكريم
رنده ( متحمسة ) : و شو رح نحفظ ؟
ابو احمد ( فتح المصحف على سورة ) : بدنا نبدأ بسورة يس
كانت فكرة حلوة من ابي لاستغلال الوقت ، لانه اخواتي الكبار كانوا ملهيين بدراستن ..
و بالفعل بلشت بالحفظ ، و البداية حفظت سورة يس و البقرة و الكهف ، و كلن عن غيب ..
و بعد هيك صار يعلمني بأحكام التجويد ، و كل ما اغلط بكلمة عشرين مرة ، يخليني ارجع عيد السورة من الاول ..
////
نحن اصلنا من ريف حلب ، و ساكنين فيه ..
هالبلد بتميز بقسمه الريفي اللي كله مزارع خاصة لسكان القسم التاني ، اللي محتواه بنايات متعددة الشقق و بيوت مستقلة ..
اهلي كانوا متملكين من القسم الاول مزرعة كتير حلوة و كبيرة ، فيها مسبح و حصان ، و بيت ريفي بمبدأ الفيلا ، و عنا بيت كبير ، بغرف واسعة ، بالقسم التاني من البلد ..
رنده ( بخوف ) : امي ما بدي اسبح
ام احمد : خلص يا روحي لا تسبحي ، روحي اركضي مع البنات
كل نهاية اسبوع كنا نروح عالمزرعة ، و نقضي فيه عطلاتنا الاسبوعية نحن و قرايبينا و ضيوفنا ..
رنده : بدي اركب الحصان كمان
ام احمد : اي اركبيه ، بس ديري بالك ها ، تمسكي منيح
رنده ( بثقة ) : ما بدي توصاية ، شو نسيتي اني متدربة منيح
كان كرهي الشديد و خوفي من السباحة ، اللي تولدوا بعد غرقي بالبركة لما كنت صغيرة ..
اعطاني رغبة و حب لتعلم ركوب الخيل ، و مارسته على الحصان اللي بمزرعتنا ..
////
رنده ( بتبكي ) : شبو ابي ؟ ليه عم يتوجع كتير هيك
اميرة ( اختي ) : البابا مريض كتير يا رنده ، ادعيله بالشفا احسن شي
رنده ( بتبكي ) : يا رب تشفيلي ابي ، ما بدي اخسره يا رب
صرنا بسنة ( ٢٠٠٩ ) و عمري اليوم ١١ سنة ..
مرض ابي بالمعدة ، و تعزب كتير كتير و تعبنا معه ، لمدة تمن شهور ، لحد ما اجا اول يوم بحياتي بحس فيه بالانكسار ..
رنده ( بتبكي ) : بابااااا
ام احمد ( بتبكي ) : الله يرحمك يا غالي ، لوين رحت و تركتنا ، الله يصبرنا على فراقك
مات ابي ، مصدر قوتي و عزي ..
اندفن تحت التراب ، بس بقيت ذكرياته مرافقتني ، و عايشة جواتي ..
موت ابي وعاني عالحياة قبل اواني ، و انه ازا ما كنت بعرف مصلحتي ما حدا بهمه ..
يعني بقدر قول انه طفولتي انتهت بموت ابي ، بالرغم من وجود امي و باقي العيلة بحياتي ..
__________
_________
الفصل الثاني ( مراهقتي ) :
امي ، صديقتي ، اماني بالحياة بعد ربنا ، كل شي ممكن يعبر عن الحب بعد ما فقدت ابي ، هي امي ..
رنده : امي انا اليوم رايحة مع رفقاتي بعد المدرسة على شي مكان نقعد
ام احمد : اي روحي بس لا اتطولي بالرجعة برضاي عليكي
رنده : اكيد ، يلا بشوفك
كانت مرحلة المدرسة بحياتي ، شي كتير حلو ، و اقضي احلى الاوقات فيها و مع رفقاتي ..
نطلع رحلات شي يومين على اللادقية ، ننبسط بالبحر ، و نغير جو ..
و اغلب الاوقات دراسة ، و معاهد ، و طلعات على مطاعم و كافيهات ..
انا آخدة حريتي الكاملة ، لاني تربيت عالثقة ، فما كنت متعدية حدود هالحرية ..
داليا : شو بنات تطلعوا تأركلوا اليوم ؟
رنده : اي بنروح اكيد ، على نفس الكافيه ؟
يارا : اي احسن شي
بهالفترة كنت متعرفة على شب من الطريق للمدرسة ، بس ما كان بيناتنا اكتر من كلام ، و علاقة بسيطة يعني مجرد مغامرة و مرقت فيها ..
بس ما اثر على تحصيلي الدراسي ، و حياتي الخاصة مع رفقاتي ..
رنده ( سحبت نفس من الأركيلة و نفخته بالهوا ) : معقولة نوصل للجامعة متل ما بنحلم دايما ؟
يارا ( اخدت شفة من كاسة العصير و رجعتها عالطاولة ) : شو مشتاقة لهيك ايام ، رح ناخد سكن كلنا مع بعض و ندرس سوا
داليا ( عدلت جلستها و لفت رجل على رجل ) : بس يا رب هالاحداث تنتهي ، و يتحقق كل شي بنحلم فيه
رنده ( بحزن ) : اي حلب اتدمرت ، و تحاصروا اهلها ، الله يكون بعونن
البنات : امييين
بس للاسف الاحداث ما انتهت ، و زادت سوء ، و الدنيا انقلبت ، و حتى انه طلعنا من المدارس من خوف اهالينا علينا ..
بهالفترة كان عمري ١٤ سنة ، ملامحي الانوثية اكتملت ..
طولي وصل ١٦٠ سم ، و مواصفاتي الجمالية كانت سيرة كل البلد ..
__________
_________
الفصل الثالث ( الطريق الى القصر ) :
ام احمد : لمتى رح تبئي ترفضي يعني ؟
رنده : لك يا امي و الله كبير عليي ، ٣٠ سنة عمره ، و انا يا دوب ١٦ عمري ، قوليلي شو بدنا نعمل ؟
ام احمد : بكيفك ، ما رح اتدخل اكتر من هيك
ما كنت اخلص من العرسان اللي بتقدمولي ، و كلن كبار بالعمر مقارنة بعمري ..
لحد ما تقدملي عريس ، كان همه الوحيد اني وافق عليه ، يمتلكني ، من بين كل شباب البلد ..
كنان : متزكرتيني ؟
رنده : لا ، بنعرف بعضنا ؟
كنان : اي ، بعرفك من ايام المدرسة كنت شوفك ، و من وقتها قررت اني اخطبك
رنده ( باستغراب ) : ههههه ما بتزكرك ، يلا مو مشكلة
كنان ، عمره ٢٢ سنة ، طويل ، و اشقر بعيون خضر ..
عنده بيت و سيارة و شغل مستقر ، و اهله وضعهن كتير منيح ..
داليا : لك شو اخبارك ؟ وين مختفية بهالايام
رنده : لا مختفية و لا شي ، بس هيك ملانة و ما عم اعمل شي
داليا : ما انخطبتي ؟
رنده : اه ؟ لك لا شو انخطب و بدون ما خبركن يعني ؟ الله يسامحك
داليا : اي و انا قلت هيك ، رنده ما بتخبي علينا شي
كان كنان بنظري عريس لقطة ، و بخاف حدا ينق عليي ، و تتفركش خطبتي ..
مشان هيك خبيت حتى عن اعز رفقاتي ، و ما اعلنت الا لما تم كل شي ..
ام احمد : يعني وافقتي ؟
رنده : و الله يا امي مو شايفة في شي ينرفض و اخواتي موافقين عليه
لما شعلت الثورة ، كانت بلدنا بعيدة عن الاحداث ، بس وضع البلد عم يسوء كل يوم اكتر من التاني ..
اخواتي الشباب تزوجوا و ما عاد سألوا عن حدا ، خصوصاً عني ..
ام احمد : ايه ، على بركة الله ، لكن بنردلهن خبر للجماعة
كان لازم يكون الي سند ، و رجال يحميني ، و كنان عنده هالمواصفات اللي بتخلي اي بنت توافق عليه ..
ام احمد : مبروك يا بنتي ، الله يتمم على خير
كنان / رنده : الله يبارك فيكي
خطبتنا دامت اربع شهور ، شهرين منن بدون كتب الكتاب ..
كان كتير متعلق فيي بالخطبة ، و كل همه رضاي ، و يزعل كل الدنيا مشاني ..
رنده ( بدلال ) : ما بعرف شو بدي قلك
كنان : اامري انتي
رنده : يعني شايف كيف الوضع ، و الدنيا ما فيها امان ، و انا حابة انه اضمن مستقبلي
كنان : اي اكيد حقك ، بس ما فهمت شو بدك ؟
رنده : بدي تسجلّي بيتك باسمي ، و شو ما صار نحن واحد رح نكون بعد ما نتزوج يعني من هالناحية ما تخاف
كنان : اي اكيد انا واثق فيكي ، و اعتبري البيت صار الك
رنده : يخليلي قلبك يا قلبي انت
كنان ( برومنسية ) : بحبه كتير لشعرك ، بحب ضل اتطلع فيه ، و العب بخصلاته الناعمة
رنده ( بغرور ) : اي و هو بحبك كمان ، رح اصبغه بلاتيني شو رايك ؟
كنان : ايا شي عليكي بيفلجني بس لا تقصيه
رنده : لا شو قصه ؟ مستحيل زعلك انا
كنان : و انا كمان ، و المهم انك الي ، و هالشي بكفيني
رنده : هههههه اي الك لا تخاف
كنان : يلا هاااانت
اكتر شي كنت ملاحظة انه مميز ، امه لكنان ما بتدخل بنوب بنوب فينا ، و تيجي تزورنا و تبقى ساكتة ، ما تفتح تمها بحرف ..
كنان : رح نسكن بالشقة اللي فوق بيت اهلي
رنده : ما رح نسكن ببيتك التاني ؟
كنان : لا هيك احسن ، لسانا عرسان ، و خلينا نكون قراب منهن و من اهلك
رنده : … متل ما بدك
وافقت على مضض ، و قبلت اسكن فوقهن ، بعد ما اتطمنت انه كنان منيح معي بالخطبة ، يعني ما في خوف من اهله ..
////
ام احمد : شو صار بترتيباتكن للعرس ؟
رنده ( باستياء ) : على حالها ، ما بين معهن شي لسا
كنت عم استنى كنان يخبرني شو قرر مع اهله ، بس الايام بتمضى ، و الاحداث بالبلد عم تاخد منا كل الافراح ..
و توقعاتنا بتخيب ، و احلامنا بتتلاشى ، مع كل جثة بتندفن ..
رنده ( بتبكي ) : شلون يعني شلون ما في عرس ؟
كنان : عم قلك امي قرايبنها ماتوا بالاحداث ، و ما بنقدر نعمل عرس
رنده ( بتبكي ) : بس انا من حقي اعمل عرس
كنان : …
سكوت حماتي انتهى عند قرار عرسنا ، لما حكمت علينا انه ما بدها تعمل حفلة مشان قرايبينها اللي ماتوا ..
و كل محاولاتي فشلت ، و آخر شي وافقت لما صارت الكلمة لامي اللي ما بقدر عارضها ، لانه بعتبرا اهم حدا عندي ..
ام احمد : يا امي يا حبيبتي ، بهالايام ما عاد حدا يعمل اعراس ، اقصري الشر و وافقي
رنده ( بحزن ) : رح وافق ، خلص ما عاد في شي بنفسي اصلا
ام احمد : الله يرضى عليكي ، و انا رح اعملك حفلة تعزمي عليها كل رفقاتك و قرايبينا ، و ما بتكوني الا مبسوطة ، تعي لبوسك تئبريني
رنده ( حضنتها ) : بعيد الشر عنك ، ما يحرمني اياكي يا امي
عملت حفلة وداع ببيت اهلي ، و قضيت خاطري شوي ..
////
في كانون الاول ٢٠١٤ :
يوم عرسي ، لبست البدلة ، و تجهزت ، و اجوا اخدوني لبيتهن اللي ببعد عن بيت اهلي شارع واحد ..
دخلت على بيتي ، و ما كان فيه اي اجواء رومنسية خاصة للعرسان ..
رنده ( بتبكي ) : …
كنان : ليه عم تبكي ؟
رنده : يعني ما في عرس و آمنّا ، كمان ما في زلاغيط و اغاني ؟ لك هاد عزا و لا عرس فهموني
كنان : هادا اللي صار ، بدك تمشي متل ما بناسب الكل
كانت اول ليلة كتير كئيبة ، ما بتشبه اي شي سمعته عنها من الناس ..
كنان : لوين رايحة ؟
رنده : بدي غير هالبدلة اللي انحسبت عليي بلا عرس
كنان : اي لا اتطولي بس
فتلت وشي عنه ، و رحت غيرت و صليت ركعتين ..
لبست روب النوم الزهري ، و تجهزت ..
كان بعده قاعد بالصالة ، و بنتظرني ..
كنان : اهلين بالعروووس
رنده ( مصدومة ) : اهلين فيك
ما كان رومنسي بنوب ، و ادى واجبه ، و عمل اللازم و نام ، مع اني كنت بعرف انه ما في حدا بنام بأول ليلة ..
كانت هالليلة فايتة ببعضا ، و ما بعتبرها احلى ليلة بعمري ، متل كل هالعرايس ..
ام جهاد : صباح الخير يا عريس ، انزلوا نفطر سوا ، عم ننتظركن
كنان : اي يلا نازلين ، بس لتجهز رنده
طلبت منا حماتي ننزل نفطر ببيتهم ، و عملنا متل ما بدها ، و بعد الفطور اجوا اهلي و قعدنا طول اليوم انا و كنان عندهن ..
رنده : يلا تصبحوا على خير
كنان : احنا طالعين على بيتنا امي بدك شي ؟
ام جهاد : لا امي ، تصبحوا على خير
تاني يوم قضيته ببيتي ، و كنت مبسوطة بانه صار عندي بيت و مملكة خاصة فيي ، و زوج مواصفاته بهيك اوضاع كل بنت بتتمناه ..
كنان لسا ما اعترفلي بحبه الي ، بس الحب بيجي مع الوقت اكيد ، و كل شي عمله مشاني بدل على الحب ..
ام جهاد : افتحي الباب يا رنده
رنده ( بقلق ) : لحظة مرت عمو ، يلا جيت جيت
ام جهاد ( بعدتني عن الباب ) : بعدي من وشي خليني اعرف فوت على بيت ابني
رنده ( مصدومة ) : تفضلي
ام جهاد ( بنبرة قاسية ) : شو عم تعملي ؟ نايمة ؟
رنده : … هيك شي
ام جهاد : اسمعي منيح ، ليكون مفكرة حالك بدك تبقي عروس طول العمر ؟
رنده : …
ام جهاد : من اليوم بتفيقي و بتنزلي عندي على البيت و بتحوسيلي و ما بتطلعي الا المسا ، سعرك بسعر سلفتك
رنده ( بدهشة ) : بس انا ما بعرف اعمل شي ، و ما تعودت على هيك عند اهلي
ام جهاد ( بغضب ) : ولك عم تردي بوشي كمان ؟! ، يلا انزلي لشوف و انا بعلمك كيف تشتغلي و تصيري متل الخلق
انكشف غطا جديد عن حماتي ، بعد فصولها فيي بفترة العرس ..
خصوصا وقت اللي شفتا فايتة بيت اهلي هية و بناتها التلاتة ، و جاية تحضر حفلتي ، حتى بدون ما نعزمهن ..
ام جهاد : بلشي من هون ، بدي شوف البلور عم يضوي ، فهمانة ؟
رنده : …
ام جهاد : القط اكل لسانك ؟ و لا ما عدتي تحسني تجاوبي بعد ما عرفتي قيمتك
رنده : …
كنت سامعتها عم تحكي ، بس بعدني مو مستوعبة اللي عم بصير فيي ..
اكتشفت انها شخصية متسلطة ، و بدها تذل كل مين تحت ايديها ، ابتداءا من زوجها و اولادها و بناتها و انتهاءا فيي و بسلفتي ..
سلفتي اللي كانت زوجة اخوه الاكبر لكنان ، كان عندا اولاد ، و زوجا اقل تبعية لامه من كنان ..
اما بناتها التلاتة ، و ابنها الاصغر ، بالاضافة لكنان ، ما بقدروا يخالفوها على الاطلاق ..
رنده : شو عم بصير ؟ ليه هيك عملتي ؟
ام جهاد ( بنذالة ) : ما الهن داعي ، بما انك بتبقي عنا طول النهار ، يعني ما بصير تحطي شي ، و لا تلبسي الا لبس مناسب و مستور ، من اليوم و رايح بتنسيلي هالقصص كلا ، و هاي الموبايل كمان اخدته
في اليوم ال١٥ من زواجي ، بتفاجئ بحماتي جاية على بيتي ، و اخدت كل مكياجي ، و منعتني البس اي لبس من جهازي طول ما انا عندهم بالبيت ، و ممنوع حتى اتمكيج و انا عندهم ..
رنده ( بتبكي ) : عم قلك اخدت مني الموبايل ، و منعتني زور اهلي و رفقاتي ، لك حتى المكياج كبتلي اياه
كنان : …
رنده : الله يوفقك احكي معها ، انا لساتني عروس يا كنان
كنان : … شو احكي ؟
رنده : امممم قلك شي ، خلينا نرحل على بيتنا التاني ، شو رايك ؟
كنان : … بسالهن و بشوف شو بصير
تحمست اني خبر زوجي ، اللي اعتبرته سند الي من لحظة ما ارتبطت فيه ..
ما ترددت اقترح عليه النقل من هالمكان ، اللي ما شفت فيه الا عكس ما حلمت و تمنيت ، من لحظة عرسي ..
رنده ( بنظرة امل ) : شو صار ؟ طمني قدرت تحكي
كنان ( بلا مبالاة ) : سكري عالسيرة ، ما في طلعة من هون
رنده ( بقهر ) : و ليه بئى ؟
كنان : لانه اهلي بحاجتي ، و ما في سبب مهم حتى نرحل ، بتسمعي كلمة امي و بتحطي لسانك بتمك و بتسكتي
بهاللحظة ايقنت انه قراري اللي اتخذته مع كنان من اول زواجنا ، كان مهم ..
و ضروري ما اتراجع عنه ، بعد كل شي شفته و عم شوفه من امه ..
////
ام احمد : لك شو جابك بهالوقت ؟
رنده ( بحزن ) : ما بعرف يا امي ، بس ما قدرت اتحمل اللي عملته فيي
ام احمد ( بدهشة ) : مين ؟ تعي تعي تئبريني اهدي و احكيلي شو اللي صار
ما توقعت امي حجم الذل اللي عم عيشه ، و موقف زوجي من كل شي بتعمله امه فيي ..
ام احمد : شو رح نعمل هلا ؟
رنده : اهم شي ما يطلع هالحكي من بيانتنا ، حتى لنسوان اخوتي ، و قرايبينا ، و كنان خليه عليي انا بشوف شو رح اعمل
ام احمد : شو رح تقليلهن لكن ؟
رنده : انه مسافر او هيك شي
قعدت تلات ايام عند اهلي ، خلالهن صار في شي غريب ، عمل فيي صعقة ، ما تخيلتا ..
ام احمد : انت متأكد من هالشي لك ابني ؟
سعد : صدقيني يا خالة اني قلت لاحمد عنه ، بس ما رد عليي
ام احمد ( بتضرب على راسها ) : ولي على آمتي ، لك ليش هيك عمل في اخته ؟ كيف بغشها
سعد : لا حول و لا قوة الا بالله
رنده : خلص امي اللي صار صار ، شو فايدة الحكي هلا و الولولة
ام احمد : يعني كنتي بتعرفي ؟
رنده ( بحزن ) : … لا
خليت اللي سمعته بقلبي ، و ما حبيت واجه فيه حدا ..
لانه برايي اللي فات ما بيتصلح ، و انحطيت تحت الامر الواقع ، و لازم واجه هالواقع بقوتي الخاصة ..
اجا كنان باليوم التالت على بيت اهلي ، حتى يرجعني ..
رنده : ما برجع
كنان : انا برايي انتي مكبرتيها ، ارجعي معي و بتتصالحوا مع الوقت
ام احمد : عين العقل يا ابني ، بس انت لازم تحطا بعيونك لبنتي و ما تخلي حدا يعاملها بهالطريقة
كنان : … بصير خير مرت عمي ، يلا بخاطركن
اخدت نفس ، و مشيت معه متل ما طلب مني ، لعل و عسى اقدر صلح شي من اللي صار ..
بس لما وصلنا عالبيت ، كان كل شي عكس توقعاتنا ..
ام جهاد : الله لا كان جابا هي ، ليه رجعتها ؟
كنان : امي بترجاكي ، رنده مرتي و لازم ترجع
ابو جهاد : ما بدنا اياها ، رجعا من مطرح ما اجت
كنان : ابي !
رنده : …
طلعوا اهله ما بدهن اياني ارجع ، و زعلوا منه لانه رجعني ..
رنده : شبك ما عم تحكي معي ؟
كنان : …
رنده : لكن ليه رجعتني ازا ما بدك تحاكيني ؟
كنان ( بغضب ) : حااااج تنقي ، لك اسكتي ، اهلي زعلوا مني بسببك و لسا عم تسالي ؟
رنده : اي ازعل لقلك ، انا فايتة نام و ريحك من نقي
زاد الوضع سوء ، كنان زعل مني على زعل اهله منه ..
و شخصيته و اطباعه السيئة ، عم تظهر كل ما مرقت الايام ..
رنده : شو عم تعمل كنان ؟ شو هاد اللي بتحضره ؟ ارجيني لشوف
كنان ( عيونه عالموبايل ) : تعي تفرجي معي ، مشان نعمل متلهن
رنده ( بصدمة ) : بس هالشي حرام ، ما بجوز نعمل هيك
كنان ( بخبث ) : بس انا بحب اعمل هيك ، و انتي بدك تنفذي اللي بطلبه
رنده ( محاصرة بين ايديه ) : بعد عني .. عم قلك بعد ..
اول ليلة النا و اللي شفته فيها ، اثبتلي انه همه بس يأدّي الواجب المطلوب منه ، حتى لو كان على صوفاية بالصالون ، متل ما صار باول يوم ..
بس اللي عم يشوفه قبل كل مرة بصير بيناتنا شي ، كان اكبر صدمة الي ، و ما تخيلته بحياتي ..
و اثبتلي صحة الكلام اللي قاله سعد لامي ، و اللي خباه عني اخي ..
رنده : لك ليه شقيتلي تيابي هيك ؟
كنان : اي شوفيها يعني ؟ ، هيك احلى ، بعدين انتي عم تعزبيني كتير
رنده : لا ما عم عزبك ، بس انت ما بتفكر بشي غير انك تكمل اللي بدك اياه
كنان : مو بكفيكي انك ما عم ترضي تعملي الشي اللي بدي اياه
رنده : لانه حراااام ، لك ليه ما عم تستوعب انه ربنا حرمه
كنان ( مو عاجبه ) : … بتوقع اني شرحتلك وضعي ، فما في داعي لكلامك هاد
رنده : وضعك هاد من مراهقتك ، المفروض انك كبرت و ما عاد تعمل هيك شي ، و لما تبئى تصلي و تعرف الحلال من الحرام ، ابئى اعترض ليه ما عم اسمع كلمتك
كنان : هالشي بخصني انا ، بيني و بين ربي ، انتي لا تدخلي ، فهمانة ؟
رنده : لوين رايح ؟
كنان : عند اهلي
تركني و نزل ينام ببيت اهله ، و انا بقيت اتحسر على هالزواجة اللي انبليت فيها ..
ما كنت متخيلة انه عمره الصغير اللي طمعت فيه ، هو سبب تعاستي ..
لانه طلع محكوم و مولدن و ما عنده شخصية ، و الافظع من هيك لسا بدي علمه شو الحلال و الحرام بالعلاقات الزوجية ..
رنده : يا ريت تجيبلنا اكل للبيت لو سمحت ، لانه ما في شي ناكله
كنان ( بغضب ) : و ازا ما جبت يا مدام ، شو رح تعملي ؟
رنده : ما رح اعمل شي ، انت حر
كنان : اهااا ، لكن منيح
و هيك كانت حياتنا ، مواقف تافهة و بسيطة ، تتحول لخناقات ، و تنتهي بنومته عند اهله و تركي ببيتي لحالي ..
رنده : خدني اي مشوار ، ملانة ، طااااقة روحي
كنان ( بعصبية ) : اييييه ، فهمنا بئى
رنده : دخيلك بدي اطلع ايا مكان لوين ما بدك ، ما عاد بدي رفقاتي و لا اهلي ، خدني لعند اختك
كنان : حلي عني ، ما بدي روح لمكان
رنده ( بقهر ) : لا بدك تروح ، مو على كيفك انا بني آدمة ، مو بكفي هالاوضاع اللي عم نعيشا
كنان ( بلا مبالاة فتح باب البيت ) : لا مو رايح ، خليكي انقبري هون ، بدي انزل ريح راسي منك
رنده : …
بقينا على هالحال ، ليوم قرروا فيه ابوه و امه يسافروا من المنطقة ..
كنان : الو ، كيفك امي ؟
ام جهاد : منيحة انا ، انتوا شو اخباركن ، شو عم تعملوا ؟
كنان : و لا شي قاعدين بالبيت ، و اليوم رنده طابختلي محاشي
ام جهاد ( بنبرة حادة ) : شو المناسبة ؟ لا تخليها تطبخ هيك شي مرة تانية ، مو طيبين بتعملن
كنان : اي هاد اللي موجود اليوم
ام جهاد : بس ارجع انا بعملك ، اعطيني حاكيها لشوف
رنده : اي مرت عمو ، كيفك ؟
ام جهاد ( بنشافة ) : حستيلي بالبيت اليوم ؟ ولا ما عم تنزلي تشقي عليه يا خانوم ؟
رنده ( مصدومة ) : ما عم افهم ! بدك حسلك بالبيت و حتى انتي مو موجودة ؟
فكرتا رح تسافر و ارتاح ، طلعت حتى و هية مسافرة بدها اتضل تحكم ..
و اللي كان يصير بوجودها ، بده يصير كمان بغيابها ..
ام جهاد ( بعصبية ) : عندك اعتراض ست الحسن ؟
رنده : لا ابدا
ام جهاد : بتروحوا لمكان ؟
رنده : عادي ، رحت شوي شوف رفقاتي ، و طلعنا مشوار فتلنا بالبلد
ام جهاد ( بصوت عالي ) : مو نبهتك ممنوع تطلعي لمكان ، غاب القط العب يا فار ، و الله عال
رنده : …
غير عن بناتها اللي كانت تبعتهن كل يوم وحدة ، حتى يتطمنوا انه الوضع متل ما بدها و احسن ، او حتى يكايدوني ازا ما في شي عجبهن ..
رنده : متى جايين اهلك ؟
كنان : قربوا يومين تلاتة بالكتير
غابوا اهله ٢٠ يوم بالضبط ، خلالهن قضيت ايام بقدر قول عنها مميزة مع كنان ..
وقت اللي بكون فيه عاملة كل شي متل ما بده هو و اهله ، بحتفل فيي غير شكل ..
رنده ( بفرح ) : يسلم ايديك و ما يحرمني منك حبيبي
كنان : عشان تعرفي كنان شو بعمل لما يكون مبسوط
رنده : اي الله يبسطك دوم يا حق
كان يجيبلي جاتو ، و هدايا ، و اوقات يعملي عشا رومنسي يفاجأني فيه ..
و باليوم اللي اهله رح يرجعوا فيه ، كانت اختي بدها تطلع برا البلد بسبب الاحداث اللي عم تسوء عنا ..
رنده ( برجاء ) : الله يوفقك حبيبي ، بدي روح شوي ودع اختي و برجع
كنان ( بنبرة حادة ) : كيف بدك تروحي و اهلي جايين اليوم ؟ قلت ما في روحة يعني ما في
رنده ( بصوت عالي و مقهورة ) : كيف يعني ما في ؟ متل ما هنن اهلك ، كمان اهلي و اخواتي الهن حق عليي ، عم قلك بدها تسافر يعني الله اعلم ازا رح ارجع شوفا من جديد
كنان ( بعصبية ) : علي صوتك اكتر لاسمعك ، تعي لهون اشوف
رنده ( عم تحاول تهرب ) : لا كنان لا ، ما بسمحلك تمد ايدك عليي هيك
كنان ( بضرب و بصرخ ) : لكن انا بدك تعانديني و ترفعي صوتك بوشي ، و بتتهربي من استقبال اهلي
رنده ( بتبكي ) : …
بعد ما ضربني على اول خناقة فعلية و جدية بيناتنا ، قومني و حطني ببيت اهلي ..
ام احمد ( بتضرب بخدودها ) : ولي ولي مين عامل فيكي هيك ؟
رنده ( بتبكي ) : … الحقيني يا امي ، انا رنده المدللة اللي ما بعمره حدا مد ايده عليها ، هيك يصير فيني ، ولك مشان شو ؟
ام احمد : شو ؟
رنده ( بقهر ) : لاني بدي اجي ودع اختي ، و اهله لسا ما وصلوا ، منعني اجي و ما قبل يتفاهم معي ، و يقتنع اني رح ارجع قبل ما يرجعوا اهله
ام احمد : الله يهديه ، بس لو ما رديتي جوابات و اخدتيه بالهداوة
رنده ( بتبكي ) : امي افهمي عليي ، انا ما بحب رد بوشه بس هو صغر عقله او .. او يمكن هو عقله صغير و مو ناضج
ام احمد : …
رنده : انا خلص ما رح ارجعله بنوب بنوب ، لو شو ما صار
ام احمد : … بصير خير
قعدت اسبوع عند اهلي ، و الناس كلا تسال و ما قلهن شي الا اني مبسوطة بحياتي ، و عايشة الحب و حلاوته مع كنان ..
ما كان فيي اوصف التعاسة اللي جواتي ، و ما يطلع معي الا الشي الحلو اللي كله سعادة ..
بعد ما اكتئبت و تعبت نفسيتي ، قدرت اتمالك نفسي ، و اكتبله رسالة ، لانه كان اول عيد ميلاد اله بوجودي بحياته ..
( كنت حابة احكيلك كل عام و انت بخير ، بس و انا معك مو و انا بعيدة عنك ..
ما بعرف ليه هيك عملت فيني ، و شو صار فينا ؟ ، نحن ما كنا هيك بنرسم حياتنا من لحظة ما ارتبطنا ..
انت بتعرف انك غلطت بحقي كتير ، و مع ذلك ما كلفت خاطرك تيجي طول هالمدة و انا عند اهلي حتى تصلح غلطك ، و نكمل حياتنا و انت بتعرف منيح انه بعادات بلدنا الوحدة بس تتزوج ما الا غير زوجا و بيتا ..
و انا بدي بيتي ، و حابة ارجع ..
بتمنى منك تفكر بالموضوع اكتر ، و تتاكد من مشاعرك تجاهي ، او بتيجي لنلاقي حل يرضي الاطراف كلا )
كل شي كتبته بهالرسالة ، كان من خوفي من المجتمع اللي حواليي ، و من كلمة مطلقة بشكل خاص ..
و لما شفت كنان جاي عند اهلي ، فرحت كتير ..
حسان ( اخي ) : شو مفكر حالك انت ؟ كيف بتمد ايدك على اختي ولاك ؟
كنان : انا بعترف بغلطي ، و ما عاد عيدا
منصور ( اخي ) : اي لا كنان افندي ، شو ما عاد تعيدا ( هجم عليه ) بدي كسرلك راسك ازا بتفكر مجرد تفكير بهالشي
كنان ( بتمالك حاله بعد ما ضربه منصور ) : …
احمد : خلص يا شباب ، انا بعرفه لكنان و متاكد انه ما كان قاصد الشي اللي عمله ، و انت يا كنان بدك اتدير بالك على مرتك ، خلص ما عدت صغير ها ، لازم تتحمل مسؤولية
كنان ( بهز براسه ) : اي اي اكيد ، خلص بوعدكن كل شي يتغير
طلعت انا و كنان من بيت اهلي ، بعد ما اعتزر و اهلي سمعوه بهادل ، و ضربوه كمان ..
لسانه ما عليه الا التعهدات ، و الاعترافات اللي بسمعا منه لاول مرة ..
كنان : انا بحبك ، خلص من اليوم كل شي رح يتغير
رنده ( متفاجاة و مبسوطة ) : و انا بحبك ، اي و انا حابة اتغير كمان ، خلص ما عاد بدي اخد مانع الحمل ، و خلينا نعمل عيلة حلوة كتير
كنان : متل ما بدك ، انتي بتعرفي اني ماني مستعجل عالاولاد ، و متل ما اتفقنا ببداية زواجنا عالمانع ، بتحبي تكمليهن او لا انتي حرة
هاللحظات الحلوة ، و القرارت المصيرية ، مجرد احلام بالهواء ، و تبخرت بمجرد ما شافوني اهله ..
رنده : شو عم بصير ؟ شبهن اهلك ؟
كنان : مو عارفة حالك يعني ؟ مو بكفي ما استقبلتيهن و عملتي عمايلك حتى تروحي قبل ما يرجعوا
رنده ( مصدومة ) : انا ؟
كنان : اي انتي ، في غيرك يعني ؟
رنده : هيك لكن يا كنان ، راسك مليان عليي و فوق كل شي عملته فيي ، عم تحط الحق عليي
رجعت و لقيت الاوضاع اسوأ من قبل ، و ما مطلوب مني غير الخدمة ، و يا ريتهن يرضوا عليي ..
اسمع مسبتي بادني ، و ما اقدر افتح تمي برد ، و ما في حد بدافع عني ..
كنان : شبك عم تتطلعي فيي هيك ؟
رنده ( بألم ) : سمعت امك عم تسبني ، و تحكي عليي ، انا شو عملتلا بدي افهم ؟
كنان : اي و انا شو دخلني ؟ بتكوني عاملة شي عملة و مانك دريانة
رنده ( مصدومة ) : انا ؟ لك .. لك انا لما رجعت معك قررت اني عيش حياة جديدة ، اتصالح معك و مع حالي ، اعمل اسرة حلوة ، مو ارجع للخدمة و فوقا ما حدا عاجبه ، و الكل بده يكسرني
كنان : …
رنده : بس انت ما عم تشوف قدامك لانك راخي دانك لامك ، و عم تسمعلا شو عم تقول عليي و ما اتدافع عني ، و كأني ما بعنيلك شي
كنان ( بغضب ): سدي حلقك ولي ، احترمي حالك و اعرفي منيح شو عم تحكي ، لسا ما انخلق اللي بده يرد بوشا لامي ، فهمااانة ؟
بهالفترة كنت مستمرة على حبوب المانع ، و ما قطعتهن ، لانه كل شي بصير حواليي عم يقلي بكير لتعملي عيلة ..
غير عن التغيير الجذري بحياتي الرفاهية ، لانه بمزرعة اهله ما في حصان ..
و هالشعلة بالزات ، مهمة بحياتي ، و بتاثر فيي ، لاني مضغوطة نفسيا من زواجي ..
______________
رمضان ٢٠١٤ <<
عنا بهالشهر عادات خاصة بمنطقتنا ، انه اول يوم بتفطري مع اهل زوجك ، و تاني يوم بتروحي انتي و زوجك لعند اهلك ..
ام جهاد : لا خليكن افطروا عنا ، ما تروحوا
رنده : بس انا كتير حابة روح عند اهلي ، هيك العادات
كنان : …
ام جهاد : لا بلاها ، مو ضروري كل شي نطبقه
عم انحرم حتى من اهلي ، و مو طالع بايدي شي اعمله ، الا اني ضل حاطة بقلبي ..
كل يوم حماتي تعزم بناتها ، و تشغلني بالطبيخ و الشغل ، و انا ما حسنت افتح تمي ..
متى رح يجي الفرج ، ما كنت بعرف ..
كنان : اليوم انعزمنا عند دار اخي ، يلا اجهزي خلينا نروح
رنده ( تعبانة و مو قادة احكي شي ) : …
طلعنا كلنا و رحنا على بيت سلفي ، و لما انحط الاكل ، ما قدرت حط شي بتمي ، و بئيت استفرغ و دوخ ..
ابو جهاد : شبها رنده مرضانة شي ؟
ام جهاد : ههههههه لك لا بس بتكون ما عاجبها الاكل
كنان : …
رنده : لا انا مرضانة من اول النهار
ام جهاد : اي حاجتك بئى ، كيف اجيتي لكن ؟
سم و نزل على قلبي ، كلامها اللي قالتوا ، و اتهاماتها الباطلة ..
جسمي ضعف اكتر ، و ما قدرت اتحمل اللي بصير معي ، و فوقا اجا موعد فطوري الشرعي برمضان ..
كل هالاشياء كانت سبب بمرضي ، و ما قدرت خبر حدا من اهلي ، لحد ما اتصل اخي و عزمنا عالفطور عنده ..
كنان : بعتزر منك ما بقدر اجي ، بس ببعتلكن رندة
حسان : اي براحتك ، مع انه حابين نشوفك و نقعد معكن
كنان : بسيطة ، لغير مرة ببئى مر لعندكن ، كل عام و انتو بخير
حسان : و انت بخير ، براحتك لكن
رحت على بيت اخي ، و انا مو حسنانة شوف قدامي ؛ على قد ما كانت نفسيتي تعبانة ، و القهر هادد حيلي ..
رنده : يعني ما بدك تيجي تاخدني ؟
كنان : لا ما رح اجي ، دبري حالك
رنده ( بعصبية ) : لك انت شو ؟ محسوب عليي رجال بالاسم بس ؟ اي احسن بالناقص منك ما بدي ارجع
كنان ( بعصبية ) : رجال و ستين رجال ولي ، غصبن عنك ، و خليكي عند اهلك ما بدي رجعك
تخانقت انا و كنان ، على كل شي صار بهاد اليوم ، و بالاخر ما قبل يرجعني ، و انا كنت مستوية من مرضي ..
ام احمد : و بعدين معهن هدول ؟ الظاهر مو تاركينك بحالك شو ما عملتي
رنده ( بحزن ) : و الله يا امي ما عم اعرف من اي باب اجيهم ، حماتي ما بدا شي غير تحطني تحت باطها متلي متل جوزا و اولادا
ام احمد : لا حول و لا قوة الا بالله
رنده ( بياس و عيوني معلقين على محبسي ) : ما بدي ارجع ، رح ضل عندكم
ام احمد : اي اقعدي متل ما بدك ، بس برضاي عليكي ما بدي تفكري بشي اسمه طلاق لك بنتي ، مو ناقصنا نصير علكة بتم العالم
رنده : …
ما كان فيي اعمل شي ، غير ادعي ، و استغل هالليالي الفضيلة ، و ليلة القدر بالزات ، حتى ربي يفرجها عليي ..
رنده ( بتصلي ) : يا رب تريحني من حماتي او تهديها ، و تحنن قلب كنان عليي ، و حققلي اللي بتمناه ، يااااا رب
خلص شهر رمضان ، و انا ببيت اهلي ، و ما قضيت الا عشر ايام منه مع زوجي ..
و فقدت الامل انه يرجعني ، بس ربنا اله حكمته بكل شي ..
كنان : بدي رجع رنده
ام احمد : اي ابني ، العيد مو حلو و انتوا بعاد عن بعضكن
رنده : …
كنان : يلا حبيبتي ضبي اغراضك و خلينا نستقبل العيد ببيتنا ، حاكم مو حلو بلاكي
رنده ( بهز براسي ) : … يلا
رجعني ليلة العيد ، و ما كان طالع بايدي شي الا انه ارجع ..
بعد ما قضيت هالشهر المبارك بين المرض ، و القهر ..
______________
ايلول ٢٠١٤ <<
رنده : اي انا حابة تيجوا لعندي عالبيت ، بنعمل الجلسة هنيك
الشيخة : الله يجزيكي الخير يا بنتي
لما عملوا مركز للقرآن الكريم بمنطقتنا ، و صرنا نروح عليه ..
حبيت اني اعمل حلقة الذكر ببيتي ، لانه كل الموجودين هنن قرايب زوجي و قرايب اهلي ، و رفقاتي ..
ام جهاد : انا ما بدي مجلس قرآن بالبيت
رنده ( مصدومة ) : و الناس اللي عزمتا ؟
ام جهاد : ما دخلني ، اعتزري منن
يا الله شو حسيت حالي صغيرة قدام حالي ، و قدام الناس اللي عزمتن ، و بدي ارجع اعتزر منن ..
رنده ( بعصبية ) : هلا بدك اتطلقني كنان ، انا ما عاد فيي كمل بهيك حياة
كنان : مو مستاهلة هالقد ، كل المطلوب منك ما تتخذي اي قرار لحالك
رنده ( بصوت مبحوح و مقهورة ) : هادا بيتي و لا سراب ؟ قلي ازا كنت عم احلم انه انا عندي بيت خاص فيني حتى اصحى منه
كنان : … اسمعي عليي ، ازا امي ما كانت عازمة الناس ، انتي ما فيكي تفوتيهن عالبيت
رنده ( بعصبية ) : طلقني كنان ، عم قلك طلقننننني ، ما بدي كفي هيك عيشة
كنان : انتي طالق
رنده : احمل حالك و روح من وشي ، انا بكرا بروح لعند اهلي
كانت الساعة ١٢ بالليل ، وقت رمى عليي الطلاق ، و نزل ينام عند اهله متل العادة ..
قضيت هالليلة و انا عم ارجع بذاكرتي ، بكل مرحلة قضيتها مع كنان ..
ايام السعادة معدودة عالاصابع ، اما ايام التعاسة تعبت و انا عدهن ..
كنان : انا رحت لعند شيخ ، و رجعتك
رنده : ما بتهمني ، المهم انا مو باقية بهالبيت دقيقة
حتى بعد ما رجعني لذمته ، ما هان عليي اللي صار فيي ..
و رحت خبر اهلي بكل شي صار ، و لاني كنت بعمر كتير صغير ، ما يخليني فكر قبل ما قول كل شي بصير معي ..
ام احمد : لك مطولة معهن هدول ؟ ما برجعك لعنده
منصور : اطلعي معهن على تركيا ، احسن شي
رنده : … اي بروح
ام احمد : منيح ، لكن يلا نجهز للطلعة
////
بعد ٤ شهور <<
ايام عصيبة عشناها بالنزوح ، و الفواصل الكبيرة اللي بتفصلني عن كنان ، بتصيبني بالكآبة ..
صحيح انا ما كان عاجبني الشي اللي بصير معي ، بس كله بسبب امه ، و كنان بقدر عدله متل ما بدي مع الايام ..
احمد : اهلين صهري
كنان : شلونك احمد ؟ شلونا رنده ؟ وين ايامكن؟
احمد : اي مناح نحن ، ليكنا بتركيا
كنان : و انا بدي ارجع لمرتي ، انا ندمااان يا احمد و مشتاقلها كتير
احمد : اي ؟
كنان : و بعتزر منها و منكن ، و بدي فرصة تانية منها
احمد : بخبرها و بنشوف شو بتقول
لما خبرني احمد بالحكي اللي قاله كنان ، اكتشفت انه انا ما فيني اترك كنان بهالبساطة ..
و لازم كون مقتنعة تمام باني لما اتركه ، اتركه بقناعة تامة انها حياتنا انتهت مع بعض ..
رنده : اي موافقة ، رح نعيش بتركيا
احمد : قال انه بانقرة
ام احمد : لكن خليه يجي ياخد مرته
______________
الفكرة اللي كنت راسمتا بعقلي ، ما كانت واضحة ..
انا ليه رجعتله ؟ ، هو ليه رجعلي ؟ ..
نحن شو بدنا من بعض ؟ ، شو عم نعمل ببعض ؟ ..
رنده ( بحزن ) : بس فهمني شو عم بصير معك ؟ ليه بتحبسني بالبيت ؟
كنان : ما دخلك ، انا حر بعمل اللي بدي اياه
رنده : …
في مرض بعقله انا متأكدة ، هالشغلات اللي بعملها معي ، ما بتطلع الا من حدا مريض ..
سميرة ( بنت عمة كنان سكان انقرة ) : شو اخبارك رنده ؟
رنده : الحمدلله عايشة
سميرة : شلون وضعكن بعد النزوح ؟ اكيد الحياة تغيرت عليكن
رنده : اي اكيد ، تغيرت عالكل ، متل ما عم نشوف
قرايبينه اللي هاجروا على تركيا ، سكنوا معنا بانقرة ، و ما حدا بعرف عن اللي بعمله فيي ..
كان يبين قدامهن انه حياتنا طبيعية ، بس للاسف هو مالو طبيعي بنوب ..
////
و شوي شوي كنان بدا يتغير معي ، و الايام ملامحها عم تصير احلى بعيوني ..
كنان : مبسوطة ؟
رنده : اي و متحمسة كتير
كنان : ليه ؟
رنده : قرب ذكرى زواجنا
كنان : اها ، صحيح صرلنا سنة مع بعض ، يلا منيح ، لكن تعي نتزكر شو عملنا بهديك الليلة
صحيح ، صرلنا سنة سوا ، بس لسا ما قدرت غيرله اطباعه ..
بعده عم يتخيلني اشخاص تانيين ، بهديك اللحظات اللي بقولوا عنها حميمة ..
و بعده بياخدني بالزور ، ازا رفضته بوقت نكون متخانقين ..
و اليوم ، اللي ما بتزكره كان حلو ، حاولت اني اعمل فيه ذكرى مميزة ..
رنده ( بدلال ) : اهلا و سهلا حبيبي
كنان ( بلا مبالاة ) : اهلين فيكي
اتطلعت بعيونه ، و حاولت اجذبه بطلتي المميزة اليوم ..
او لاقي اي اهتمام للشي اللي غيرته بالبيت ، كرمال هيك مناسبة ..
كان عم يمشي ، و رمى بحاله عالصوفا مع الهدية اللي حاملها ، و ما عبرني بكلمة ..
رنده ( بياس ) : ما انبسطت ؟
كنان ( عيونه عليي ) : عادي ، تعي خدي هديتك
رنده ( تاملت حالي بنظرة سريعة ) : طيب كيف طالعة ؟
كنان : ماشي حالك
غطاني البرود ، رغم الدفى اللي انتابني لما اخترت البس فستاني الاسود القصير ..
و تناثرت علامات الاستفهام ، فوق شعري الاشقر ..
اما وشي المغطى بالمكياج الصارخ ، صار بدون معالم ..
رنده ( بقهر ) : تمام ، يسلمو عااهدية
مشيت فوق الارض اللي لونتها بالاخضر و الزهري ، و عيوني تحاكي الحيطان المزينة باحلى ورق جدران ، و كله من تصاميمي ..
حتى وصلت برج ايفل اللي حطيته بغرفة نومي ،و رخيت جسمي على السرير ، و غمضت جفوني التقلانة ..
كنان : وين رحتي ؟
رنده ( فتحت عيوني عالصوت ) : …
كنان ( قرب مني ) : …
و كالعادة ، ما بيجي الا لياخد طلبه ، و ما بهمه شي تاني غير حاله ..
انا صبري عم ينفذ ، و الايام بتمشي فينا ، و ما بعرف لوين بتوصلنا ..
////
رنده ( بفرح ) : هادا الي ؟
كنان : اي الك حبيبتي ، عجبك ؟
رنده ( حضنته ) : يخليلي اياك ، كتير كتير حلو و انبسطت فيه
اليوم ذكرى ميلادي ، و كنان احتفل فيي ، و جابلي لابتوب هدية ..
حسيت انه في شي ممكن يكون جواته ، ما طلع لسا ..
بس اللي انكسر جواتي من سنة ، صعب بهالسهولة يتصلح ..
و الفرصة اللي منحته اياها ، ما استغلها ١٠٠% ، و خلاني فكر مليون مرة قبل ما امنحه اي مشاعر قوية ..
و رمضان هل علينا من جديد ، بس هالمرة انا و اياه لحالنا ..
صحيح في استقرار ، بس لسا السعادة اللي بحلم فيها ، حتى لو كانت بسيطة ، ما عشتها لحد اليوم ..
رنده ( بتصلي ) : يا رب حققلي اللي بتمناه ، انت اعلم بحالي ، اخترلي الخير ، و رضني فيه ، يااا رب
انقلبت حياتي مع كنان ، و قلت مشاكلنا ، و صار عنا زيارات عائلية لناس بنعرفهم ، و رفقات جداد تعرفنا عليهن ..
و انا ما عدت اتدخلت بحياته الشخصية ، طلعاته و سهرات مع رفقاته ، يعني اعطيته حريته عالاخر ..
رنده : ما ناقصني شي الا انه علاقتنا الخاصة تتغير
كنان : مع الايام بتتغير
رنده : بتمنى من ربنا هالشي ، ما بدي غير نكون مبسوطين مع بعضنا
كنان : اي ليكنا مبسوطين ، و صرتي تطلعي و تشوفي رفقاتك
رنده : اي الحمدلله
////
تركيا بلد كتير حلوة ، و اشبه بالجنة ..
انا بطبيعتي بحب اتعرف عالناس ، و لما روح لشي مكان ، بحاكي الاجانب باللغة الانجليزية ..
و اعرفهم عالاسلام ، و اخليهم ينطقوا الشهادتين ..
كنان : حلوة كتير هالمنطقة
رنده : اي حلوة ، في سياح كتير كمان
كان في شب سائح ، وقفنا بحده و حكيت معه ..
اسمه جورج ، من روسيا ..
كنان تفاعل معه و تصوروا سوا ، و آخر شي اخد رقمه لكنان ..
رنده : بلاقيك كتير مبسوط بمعرفته
كنان ( واضح عليه التردد ) : اه ؟ اي كتير حباب هالجورج ، منيح تعرفنا عليه
مع انه من وقت ما تغير كنان شوي معي ، عاهدت حالي اني اتغير ، و وقف نكد و تفتيش وراه ، و اسئلة مالا طعمة ..
بلحظة في شي خلاني امسك موبايله ، و افتحه ، و وقتها اكتشفت شي ما كان بالبال …
جورج : متحمس كتير للقائك
كنان : و انا اكتر ، ضروري نلتقي باقرب فرصة حتى …
جورج : اه اكيد ، متل هي الصورة هههه
كنان : هههه و احلى كمان ، بس تجربني بتعرفني
جورج : ههههه ممتاز كتير
ولما شفت الصور ، ما تحملت كمية القرف اللي فيهم ..
لك شو هاد ! ، ما بده يبطلا هالشغلة ؟ ، و لا مستغفلني و مفكر ما بعرف عنه ..
فكرت كتير قبل ما واجهه ، و فضلت عدم المواجهة ، لانه عالاغلب ما رح يجيب نتيجة معه ..
__________
_________
الفصل الرابع ( كن مع الله و لا تبالي ) :
رنده : بدي اشتري اشياء جديدة للبيت
كنان : ما معي فلوس كفاية
رنده ( بياس ) : معقول ما ضل معنا ؟ و الله دايق خلقي
كنان ( بلا مبالاة ) : اي معقول ، مفكرتينا متل ايام زمان
رنده : …
بعد نزوحنا لتركيا ، شغل كنان صار على قده ، يعني يا دوب يطالع اجرة البيت اللي ساكنينه ..
و الحياة ماشية بالرضا ، و ما بنتمنى شي الا نرجع على بلادنا ..
كنان : بدي قلك شي ، اسمعيني للآخر
رنده : اي اكيد بسمعك
كنان ( بثقة ) : متل ما عم تشوفي ، الحياة عم اتديق عليي ، و انا مو متعود على هيك مستوى ، فبدي بيع دهباتك ، و اوسع شغلي ، و برجعلك اياهن اكيد
رنده ( بفكر ) : امممم ، انا بقول انه ما في داعي توسع شغلك ، بالنهاية هي مو بلدنا ، و ازا كتير كتير لازمك مصاري ، اطلب من ابوك ، اكيد بيبعتلك
كنان ( عصب ) : يعني ما بدك تعطيني ؟
رنده ( بتردد ) : اي ما بدي
كنان : لكن هلا بفرجيكي
بعد كل شي شفته منه ، و لسا عم شوف ، صعب كتير اعطيه الدهب ، و اوثق فيه ..
كنان ما سكتلي ، و ضربني متل الحيونات ، للمرة التانية ..
امي كانت ساكنة بمنطقة بعيدة عني اربع ساعات ، ببيت اختي ..
اما اخي كان ساكن بمنطقتي ، و مع ذلك ما قدرت خبر حدا باللي عمله كنان فيي ..
////
كنان ( بخوف ) : رنده .. رنده .. شو عملتي بحالك ( حملني ) : يا ربي دخيلك ، اسعاف الحقوني
بلحظة ضعف ، او قلة ايمان ، او بسبب كل شي بصير معي ، من بعد ما مات ابي و تركني وحيدة ..
كنان : رنده بالمشفى ، الها يومين
احمد : شبها ؟
كنان ( بصوت مخنوق ) : انتحرت ، قطعت شرايينا
دخلت الحمام ، و قطعت شراييني ..
بدي قول لسوء حظي انه كنان انقذني وقتا ، لاني كنت كرهانة الحياة و ما بدي عيش ..
كنان : حبيت خبرك لانك اخوها ، قلت بلكي بتحب تشق عليها و تتطمن
احمد : اي لا ما بحب ، ما دخلني بحدا انا ، تصطفل منك الها ، ما حدا يحكي معي بنوب
انا من زمان قاطعة الامل باخوتي ، و بعد ما رفض يساعدني ، او بمعنى اخر تبرى مني ..
كنان اجا و خيرني ازا حابة ابقى معه ، او روح لعند امي ..
رنده : لسا عم تسال ؟ اكيد ما بدي شوف وشك بعد كل اللي عملته فيي
كنان : اي عرفت ، حجزتلك لعندهن ، و ضبيتلك غراضك كمان
سافرت لعند امي ، و قعدت ببيت اختي معها ..
كان زوج اختي رجال بكل معنى الكلمة ، و بعتبره سند الي عوض عن اخوتي اللي ما كان عاجبهن اني مو راضخة لكنان و عمايله فيي ..
ام احمد : شو قلك ؟
منير ( زوج اختي ) : قال بده يجي هو و كل قرايبينه و اهل منطقتنا و يجو يرجعوها
رنده : …
ام احمد : فكري منيح قبل ما تقرري لك بنتي ، بعد كل شي صار ما بهون عليي رجعك لعنده
منير : و انا برايي بلاها هالرجعة ، طالما ما في بينكن اولاد
اميرة : و انا بقول هيك كمان ، ما في شي بربطكن ببعض
رنده : بفكر من هون ليجوا
قرار الانفصال كان اكيد بالنسبة الي ، بس مو بهالسهولة لا ..
كنان لازم يدفع التمن غالي كتير ، لانه اللي عمله فيي مالو قليل بنوب ، و بدي ارجع حتى اخد حقي ..
كنان : انا جيت رجعا لرنده و اعتزر منكن و منها و هي الجاهة معي بتشهدلي
منير : اي و البنت وافقت ترجعلك ، و تعهدك هاد رح نصدقوا و الجاهة الها قيمة عنا
اخدني كنان ، و رجعنا لبيتنا ، بعد كل الكلام الفاضي اللي قاله هو و جاهته ..
فتت بيتي ، كنت بعشق فيه شبابيكه الكبيرة ، و بلكوناته ، و الجنينة الحلوة اللي بتطل عليها ..
رنده : رح نام بالغرفة لحالي ، يا ريت تنقل اغراضك لغير غرفة
كنان : … متل ما بدك
ما عارضني ، و فضّل يمشي متل ما طلبت منه ..
لانه اكيد ما رح يتصلح اللي انكسر بهالسهولة ، كان الي غايبة عنه فترة مو طويلة ..
اساساً علاقتنا ما عاد الها معنى ، لاني بكل بساطة كرهته ، و اتوقع هو ما عنده مشاعر ..
و من لما رجعت بيتي ، ضبيت كل تيابي و دهبي و مجوهراتي الخاصة ، و احتفظت فيهن بمكان ما بعرفه كنان ..
رنده : انا عندي اقتراح ، اسمعه مني و قرر
كنان : هاتي لنشوف ؟
رنده : شو رايك بدل ما تاخد الدهبات مني ، تبيع الشقة اللي كتبتا باسمي ، و تستفيد من حقها
كنان : اي مو غلط ، بحاكي ابي ليعرضا عالبيع
و كان هدفي من بيعة الشقة ، اني كمل انتقامي من هالشخص اللي ما بنفع يكون رجال الي ..
مستحيل اتركك يا كنان بهالسهولة تتهنى بحياتك بعد ما دمرتني ، اتطلقني و تمشي هيك بدون ما اخد حقي منك ، هي باحلامك ..
كنان : الشقة انباعت
رنده : كتير منيح ، لكن اعطيني كل حقوقي ،وطلقني انا ما عاد بدي اياك
كنان : … يعني كنتي ناوية تطلقي مشان هيك خليتيني بيعا ؟
رنده : انت بتعرف منيح ليه طلبت الطلاق ، لا تغلب حالك ، انا و اياك مو لبعض كنان ، ما في شي بجمعنا للاسف ، كنت مفكرتك بتحبني حب حقيقي بس للاسف ..
كنان : للاسف شو ؟
رنده : …
كنان : خلص لا تكملي ، رح طلقك بس اول شي بدنا ننزل على بلدنا
رنده : …
كنان : تمام ، لكن خليني روح صلي العشا ، برجعلك
اصلي العشا ؟ ، اكيد هاد كنان اللي بعرفه ؟! ..
هزيت براسي ، و مشيت اتفتل بالبيت ، بعد ما طلع منه ..
كنان : اي ابي متل ما عم قلك ، انا عم جهز اوراقنا و رح ننزل بدون ما خبرها
ابو جهاد : شو ناوي تعمل بعدين ؟
كنان : بدي قشطها الشقة ، و الدهبات ، و ارميها ترجع لحالا هون عتركيا ، بدون ما طلقها ، بعد ما اتزوج عليها و احرق قلبا
كلّما اقتربتُ من النجاةِ وجدتُ نجاتي تُحرّقني أكثر ، تزيدُني انكسار أكثر .
#صفاء_حلو 🍂
كنت واقفة و بسند حالي بالزور ، بعد ما سمعته بالصدفة ، من احد الشبابيك الكبيرة ببيتي ..
رجعت بزاكرتي كم مرة دعيت من قلبي لربي ، اللي بحكمته خلاني اسمع هيك حديث ..
رنده ( برجفة ) : منير اسمعني منيح و لا تقول لحدا اللي رح قلك عليه
منير : خير خير ، ليه هيك صوت برجف ؟
رنده : انا سمعت كنان عم يحاكي ابوه ، و بخططوا على نية سودا تجاهي ، الحقني يا منير انا لازم اتطلق قبل ما ياخدني من هون
كنت وحيدة بهالعالم ، و محتارة مين اللي بقدر يسندني بضعفي اللي انا فيه ..
واحد متل كنان عم يخطط و ينفذ على كيفه ، بدون ما حدا يوقفه عند حده ، و يعرفه قيمته ..
رنده : اي منير ، طمني شو صار معك ؟
منير : انا وصلت لمنطقتك ، هلا رح حاكيه لهالندل و شوف شغلي معه
رنده : طمني على طول
////
منير : ولاك كنان ، شو هاد اللي سمعناه ؟
كنان ( مصدوم ) : شو سمعتوا ؟ عن مين قصدك
منير ( بغضب ) : الكلام اللي قلته لابوك ، و تخطيطاتك ضد رنده ، سمعتك و سجلت كل كلامك
كنان ( بذهول ) : س س سمعتني ؟ ، و سجلت !
منير : لك اي اي سجلت ، و رح سمع كل جاهتك المصونة كلامك انت و الوالد المحترم ، و فرجيهن مين انتوا ، و شو بتعملوا ببنات الناس
كنان : ط ط طول بالك اخي منير
منير ( بنبرة حادة ) : لا تقول اخي ولاك ، مالي اخوك انا ها ، و ما بتشرف ، بتنئبر بتطلقا لرنده و بتحط كل شي عليك ، احسن ما افضحكن و العن تاريخكن كلكن انت و عيلتك ، فهمت !
كنان ( بتوتر ) : فهمت ، فهمت ، متل ما بدكن خلص رح طلقا
منير : منيح لكان انا جاييك اليوم ، لاني وصلت لعندكن
كنان : تمام
////
في ظِلّ مُكابدتنا الحياة، عندما نَرى قساوةَ الأيامِ، وأنّها لم تعُد في صفّنا ، الأيّام التي جعَلتنا نفعلُ مالا نريد، مالم يَكُن بالحُسبانِ، وأقامت ما أقامته فينا، ولم تأبه لألبابَنا، ومع ذلك لَم تقف مكتوفة ً عند أوجاعِنا ولم تحترم حقّنا بالحُزنِ، بل منحتنا أعظم الحروب، حرب مع الآخرين، حرب معها، وحرب حتّى مع أنفسنا، لكنّنا بعد ذلك كُلّه، نمضي وتمضي بِنا الأيام، وكأنّنا لم ننهار ولم نفقد أشطاراً من أرواحِنا، حينئذ سندركُ الجبروت الذي نما في أنفسنا، وجعلها تستأنف كَبد الأيام الخوالي لتقاوم بأس الحياة وتعود من جديد
#إيمان_علّام
الوقت تاخر ، و تعبت ..
توضيت و صليت ركعتين استخارة ، دعيت و بكيت لربي الوحيد العالم بحالي ..
غفيت عيوني ، و صحيت مرتاحة بعد ما شفت منام ، بقدر اعتبره اشارة من ربنا ..
كنت بقصر كبير كتير ، و حلو ، و ما بعتبره الا حلم بعد كل هالكوابيس البشعة اللي عم عيشا ..
منير : صار متل ما بدنا ، خوفته بانك سجلتي كلامه مع ابوه ، و كنان بهمه كتير سمعته و سمعة عيلته ، مشان هيك حبيت استغل هالنقطة
رنده : اي بس انا ما سجلت شي ، بلكي قال سمعيني
منير : لك ما رح يقول شي ، يا دوب يقدر ياخد نفس بعد اللي عملته فيه ، ليكني جاي لا تاكلي هم انتي
رنده : يكتر خيرك اخي ، ما بعرف شو كنت رح ساوي بلاك
منير : خير الله ، ان شاءالله بتخلصي منه لهالواطي عديم الضمير اليوم قبل بكرا
رنده : ياا رب
__________
_________
الفصل الخامس ( على اسوار القصر ) :
في نيسان ٢٠١٦ <<
فتحت عيوني ، و اجت عيني على الشباك المقابل سريري ..
سمعت تغريد الطيور ، و لمحت كم واحد منهن عم يطير ، بحرية ..
اي الحرية ، اللي نسيت طعمتها بسجنه لكنان ، بقدر قول اني اخدتا و اخيرا ..
ام احمد : صباح الخير بنتي ، الفطور جاهز تعي افطري معنا
رنده : صباحو ماما ، اي لاحقتك ، يسلم ايديكي
كنت لسا بالعدة ، و قاعدة ببيت اختي ، مع امي و اخي ..
اميرة : كيف رح افطر بدونكن انا بعد هيك ؟
ام احمد : كافيها الله بنتي ، الك زوجك و اولادك ربي ما يحرمك منهن ، و نحن صار لازم نرجع للبلاد
رامي : ما عم صدق اني رح ارجع على بيتنا ، اشتقتله كتير
رنده : اي الحمدلله صار الوضع فيها شبه آمن ، و رح ارجع كمل دراستي ، واخد بكالوريا
ام احمد : على خير يا رب ، بتروحي تزبطي اوراقك لكن ، و بنتجهز للسفر
طلعت على السفارة ، و وقفت عالدور ، لانه كان في كتير ناس بدا ترجع على سوريا بعد ما هديت الاوضاع بمنطقتهن ..
رنده ( بصدمة ) : كناان !
شفته واقف عالدور ، و بزبط اوراقه هو كمان حتى يرجع ..
مستحيل كيف المشاعر ماتت بيناتنا ، كانه اغراب ، كنا نتطلع ببعض بس ما في اي كلمة بتوصف هالموقف ..
كأنك مش انت .. ولاعيونك عرفتا ..
كأنو ليالي غرامك لاعشتا ولاسهرتا ..
كأنو ماعرفتك .. و بعمري ماشفتك ..
شفتك حسيتك غريب وما عرفتك .. معقولة هيك المشاعر ممكن يختفو ..
حتى اللي كان منك وفيك تبطل تعرفو ..
سؤال سئلتو لحالي .. ماكان بيخطر على بالي .. جوابو أنت ..
////
ام احمد : اهلين بنتي ، شو صار معك ؟
رنده ( باستياء ) : خلصت امي ، كل شي جاهز
ام احمد : شبك ليه هيك وشك لونه ؟
رنده : اااخ يا امي ، شو بدي قول لقول ، خليها لربك
تركت امي ، و رحت على غرفتي ..
كان بدي اقعد مع حالي شوي ، رغم كل الوقت اللي مضى ، و الشي اللي شفته من كنان ..
الا اني بستغرب منه كيف قدر يطلقني ، و يتخلى عني ..
كيف من لحظة ارتباطنا تعاهدنا عالمرة قبل الحلوة ، بقوم هو بنويلي عالشر ..
اميرة : شبك ؟ كانه صاير معك شي و ما بدك تحكي ؟
رنده ( بغصة ) : … شفته بالسفارة
اميرة ( بدهشة ) : حكيتوا ؟
رنده ( هزيت راسي بالنفي ) : … ابدا
اميرة : اي احسن ، ما في كلام خلصنا بئى كل مين يروح بحال سبيله
رنده ( تنهدت ) : اي صح ، معك حق
سندت راسي على شباك ، كنت قاعدة بحده ..
رجعت بزاكرتي لآخر ليلة كانت الي معه ،
وقت اللي حكى معه منير ، و طلب منه يطلقني ..
رنده : لوين ماخدني ؟
كنان : نقعد شوي عالبحر
كانت الساعة بحدود ١١ بالليل ، و البحر قبالنا ، قعدنا بمكان حلو كتير و رايق ..
كنان : اعطيني فرصة رنده ، بلاه الطلاق ، بوعدك كل شي يتغير بس نرجع من سوريا
رنده : … بدي عصير فريز
بلعت ريقي ، و فكرت بهالفرصة اللي جاي يطلبها مني ، عند ما نفذت كل ثقتي فيه ..
كنان : رح يصير كل شي على كيفك ، بس ما تطلبي الطلاق رنده ، فكري بكلامي و شوفي اديه انا شاريكي ، و ما بدي نترك
رنده ( سكوت قاتل ) : … بدي عصير فريز
كيف رح صدقك يا كنان ؟ ، بعد كل شي سمعته ، و شفته منك ..
انا بدي كفي حياتي بلاه ، بكفي الم و قهر ، لازم كل شي ينتهي ..
كنان : بدي اطلب منك طلب
رنده ( هزيت راسي بالايجاب ) : …
كنان : بدي تسامحيني على كل شي حتى اقدر ارتاح
رنده : .. بدي عصير فريز
كنت اتطلع في عيونه ، و في البحر ..
كان الغدر صفة مشتركة بينهن ، لانه اعطيتك كتير فرص يا كنان و ما كنت شوف الا ( الخيبة ) منك ..
شعور الخذلان ، اللي لازمني طول فترة حياتا مع بعض ..
مسيطر عليي ، اكتر من اي شعور تاني ..
كنان ( قرب مني و باسني على جبيني ) : ديري بالك على حالك
كانت عيونه محتارة فيي ، كيف قاعدة و بتطلع فيه ، و بسترجع كل مواقف الكزب اللي شفتهن منه ..
هاد آخر كلام كان بيناتنا ، و آخر بوسة ، و لأول مرة بتكون بدون شهوة ..
رجعنا عالبيت ، عملت عشا خفيف ، و نمنا كل واحد بمكانه متل كل يوم ..
و تاني يوم لما صحيت ، فتحت خزانتي ، و طلعت الفستان الزهري اللي اشتريته مبارح ، على سنسال اسود و دهبي ..
رسمت كحلة بعيوني ، و رفعت شعري و ربطته كله ..
رنده ( واقفة قدام المراية و بحكي ) : فيي امل بوزعه عالعالم كله ، انا انخلقت للسعادة ، هالوش و العيون و الجمال كله ، رح يجي يوم و يكونوا لحدا بستحقهن ، لا لا مو لحدا ، هدول ملكي انا و ما بقدر ضحي فيهن اكتر من هيك
لما آن أوان اللحظة الجدّية ، و انتهت حياتنا بلفظه لليمين ، و قدام شهود ..
ساعة الفراق ، ما بتقدر فيها تلوم اي حدا على اي شي ..
مين كان يعرف شو نهاية هالاختيار اللي فضلته على كتير ، و كل اللي مرقت فيه كان غايب عن عيوني و ما شفته ، الا بعد ما كل واحد راح بحاله ..
بهالوقت كل واحد فينا قال شغلة ، و بعدين بقول يا ريت ما قلتها ، هي هي ساعة الفراااق ..
////
وصلنا على سوريا ، و دخلنا منطقتنا و اخيرا ، و استقرينا ببيتنا ..
بعد ما انتهت قصتي مع كنان ، لا حلوة و لا مرة ..
بعد اكتر من سنة ، رجعنا لنفس الشارع ، بس هالمرة الوضع مختلف ..
ام احمد : سجلتي بالمعهد ؟
رنده : اي سجلت
ام احمد : شبك قالبة خلقتك ؟ حدا زاعجك بشي ؟
رنده : … ما ضل حدا ما زعجني ، الشاطرة اللي بتسمعني كلام
رجعت مطلقة ، و لسانات العالم اللي ما بترحم ، ما تركتني بحالي ..
ام احمد : اي ، شي متوقع لك امي بدك تسمعي و اتطنشي ، لانه اللي صار صار بارادتك انتي و لازم تكوني واثقة من حالك و قرارك
رنده ( مزعوجة ) : بس مو تيجي وحدة تقلي هي في واحد بالستين عمره عم يدور على عروس ندلك عليه ؟
ام احمد ( مصدومة ) : له ؟ مين هي اللي بتحكيليك هيك
رنده ( بصوت مخنوق ) : خليني كفيلك الكلام ، لتسمعي عن ام العبد اللي قلتلا لا تزوجي بنتك حرام و تبعديها عنك بهالعمر الصغير لمنطقة بعيدة
ام احمد : شو قالتلك ؟
كان الكلام اصعب من اني استوعبه ، و اعيده لامي ..
رنده ( نزلت دمعتها ) : قال بدك ياني اعمل فيها متل ما عملتي انتي ، اتطلقتي و ما قعدتي ببيتك
ام احمد ( بقهر ) : الله يصطفل فيهن
رنده ( بغصة ) : نسيتي اللي قالتلي ، انتي لو بنت حلال كان صبرتي على زوجك ، في وحدة بتترك زوج لكن !!
ام احمد ( بتهدي فيي ) : يا بنتي شو نسيتي انه ما حدا كان يعرف عن الخناقات اللي كانت تصير بينكن انتي و اياه ، اي الكل مصدوم لحد هلا كيف انفصلتوا بعد الحب اللي كانوا يشوفوه
رنده ( بتبكي ) : لك اي حب هاد ؟ قصدهن عن الوهم
ام احمد : الحمدلله عكل حال
رنده : الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، و فوق كل هاد اخواتي اقرب الناس الي ما اتصلوا ولا سالوا عني ، و نسوانهن اللي بقولوا الطيور على اشكالها تقع ، يعني انا متله لكنان
ام احمد : كله من النسوان ، الك الله يا امي
رنده ( مسحت دموعها ) : بتعرفي ، ما عاد شي يفرق معي اساساً كلهن على بعضهن ما بيجوا لضفري ، حتى يحكوا عني ، ليكني رجعت و وقفت على رجليي و اقوى من قبل ، و بدي كفي دراستي
ام احمد ( بفرح ) : اي هيك ها ، فرجيني هالضحكة تؤبريني ما احلاكي ، ان شاءالله بفرح فيكي و برفع راسي بنجاحك يا عمري انتي
كانوا امي و اخواتي البنات اكبر سند الي ، بعد القوة اللي منحني اياها ربنا ..
المواجهات ما كانت هينة بيني وبين كنان ، و بعد ما اخدت كل حقوقي ، و طنشته ، حياته شبه تدمرت ..
ام احمد : سمعتي شو بقولوا ؟
رنده ( باستياء ) : شو ؟ عن مين ؟ لسا في ناس بتحكي عني ؟
ام احمد : لك لا ، بس هاد كنان الكل بحكي عنه انه تعبان و وضعه متأزم ، اهله زعلانين منه و مو قابلين يزوجوه
رنده ( بمسخرة ) : اي اكيد رح يزعلوا ، لانه رجعلي كل حقوقي
ام احمد : يعني قولتك بكون زعل عليكي ؟
رنده ( بدهشة ) : لك هاد خارج عن الطبيعة ، ما بزعل الا مشان مصلحته اللي انا و انتي عارفينا منيح ، بئى امي لا تجيبيلي سيرته بنوب بنوب
ام احمد : اي احسن شي ، خلينا نستقبل رمضان و نحن مرتاحين ، و انتي امي ادعي لربك يكتبلك الخير
رنده : ان شاءالله ماما رح ادعي و كل لحظة بدعي ، و الله عالم بالحال
////
رمضان ٢٠١٦ <<
بين دراستي للبكالوريا ، و انشغالي برمضان ، و الاوقات اللي بقضيها على وسائل التواصل الاجتماعي ..
بكتشف انه كنان ، بفكر بشي بعيد عن كل هالكلام ..
ام احمد : بدي نام شوي قبل ما يأذن الفجر
رامي : اي و انا كمان ، فايت نام
رنده : تمام ، لكن بصحيكن بس قوم للصلاة
كنت قاعدة بغرفتي ، و الجو هدوء كتير ..
و من بين هالهدوء ، سمعت صوت جاي من اسطوح بيتنا ..
رنده : مين في هون ؟
طلعت لشوف شو القصة ، بما انه الكل نايم ، و الفضول اخدني لا ارادياً ..
رنده ( متفاجئة ) : كنان ! شو عم تعمل ؟
من بين العتمة ، لمحت خياله لكنان ، اللي كان متسلل و بده يدخل على بيتنا ..
كنان ( المسدس بايده ) : هششش ، ما اتطلعي و لا صوت
رنده ( متجمدة من الرعبة ) : ك ك كناااان ؟ الله
يوفقك شيل الفرد خلينا نتفاهم
كنان ( بلا وعي ) : بدي اقتلك ، رنده انتي دمرتيني ، انتي عايشة حياتك و انا لا
رنده ( بتوتر ) : لا لا كنان انا مو عايشة شي ،ليكني عند دار اهلي ، و وضعي صعب
ما بعرف وقتها كيف اقنعته لكنان ، يشيل المسدس عن راسي ..
طلعته من البيت ، لما ادن الفجر ، استغليت هالنقطة حتى خوفه من الناس ، و يهرب قبل ما حدا يشوفه ..
رنده : عم قلكن سمعت صوت غريب عالاسطوح ، خلينا نزيد الحماية اكتر
رامي : معك حق الدنيا ما عاد فيها امان
ام احمد : لكن بقول لمنصور اليوم يشوفلنا شي واحد يرفع السور
رنده : اي يا ريت ، متت من رعبتي الليلة
ما قدرت قول اكتر من هيك لاهلي ، لاني ما كنت بعرف شو النتيجة لو حكيتلهم اللي عمله كنان ..
رنده : يلا رايحة عالمعهد ، بشوفكن
ام احمد : الله معك ، ديري بالك
كان اخي منصور الوحيد اللي بقي بالبلد ، لانه وظيفته ضابط بالجيش ، و حب يكمل شغله ، رغم انه نحن طلعنا منها ..
و الوحيد اللي كان مو معارض طلاقي ، و كانت معاملته منيحة نوعا ما ..
رنده ( برهبة ) : لك اترووك شنتايتي ، الله لا يوفقك
ماشية بالطريق للبيت ، و ما بلاقي الا حرامي اخد شنتايتي ..
ما ترددت الحقه ..
رنده ( مصدومة ) : كنااان !!
كنان : اطلعي عالسيارة
رنده : ما بدي ، هات شنتايتي بسرعة
كنان : افتحيلي موبايلك لشوفه
كان هالحرامي هو كنان ، اخد الشنتة حتى يشوف موبايلي ..
رنده : باحلامك ، شو مفكر حالك انت اه ؟
كنان : … انتي بتعرفي حدا غيري ما هيك ؟!
مو معقول هالشخص شو غريب ، و تفكيره عاطل ..
كان بده يشوفني ازا متعرفة على شي حدا ، و مكملة حياتي ..
لك لهون وصلت معك ، ما كفاك حياتي اللي دمرتها ، شو لسا بدك كمان ..
ام احمد : تأخرتي كانك ؟
رنده : …
ام احمد : خير ؟
رنده : كنان
قلتلا لامي عن كل شي صار و قلنا لاخواتي البنات ، بس ما خبرنا اي حدا من اخواتي الشباب ..
__________
_________
الفصل السادس ( بوابة القصر ) :
كان عالمي اسود حالك الظلام
الا ان وجدت نورا في عالمي
ولم يكن هذا حلما كباقي الايام الحالكة
لاول مره ارى نورا في واقعي
اصبح عالمي اجمل عندما اريته جانبي المظلم
اعتقدته سيرحل
و لكن خاب ظني فأمسك بيدي و وضع لي نجوما و اصبح قمري
#نيفين
لما كنان انقذني ، بعد ما حاولت انتحر ..
تمنيت لو اني متت وقتها ، بس اليوم بقدر قول الف حمد و شكر الك يا ربي لانك كتبتلي عمر جديد ، و كل شي شفته بالسنتين اللي مرقوا ، صاروا بعالم الماضي اللي ما اله رجعة ، باذنك ..
رنده : شو قصتك ؟
عبد الهادي : فيني احكي معك ؟
رنده : صوت ؟
عبد الهادي : يا ريت ، بيطلعلي بعد هالفترة انه اسمع صوتك
رنده : امممم ، تمام دقلي لكن
عبد الهادي ، شب عمره باول التلاتين ، عايش باسطنبول ، دارس تجارة و اقتصاد ..
اصله من دمشق ( الشام ) ، و بدور على عروس ..
تعرفنا على بعض ، على احد صفحات تعارف للزواج ، و كان جدي كتير ، و اهل للثقة اللي فقدتها من سنين طويلة ..
عبد الهادي : بدي قلك شي مهم كتير ، يمكن سامعة صوتي كيف عم يرجف ، بس ما عم اقدر خبي اكتر
رنده ( عاملة حالي مو فاهمة ) : اي قول ، خير ؟
عبد الهادي : انا بحبك
رنده ( مصدومة ) : نعم ؟
عبد الهادي : لمحتلك كتير بكل مرة كنا نحكي فيها ، و كنت خايف اخسرك لو قلتلك اياها بدون ما تسمعيها مني
رنده : اي ؟ و شو هالحب هاد و كل واحد فينا ببلد ؟ قصدي انك ما فيك تيجي على منطقتي و انت هارب من العسكرية من ست سنين
عبد الهادي : وكلي ربك ، اللي بحط عينه بعين ربه ، بتتيسر اموره ، صدقيني ، ولاني جدي بكلامي ، متاكد انه الله ما رح يخذلني
رنده : و نعم بالله
بعد محادثات طويلة عالمسنجر ، و تعارف بسيط ، قدر عبد الهادي انه ينجذب لشخصي ، و يحبني بدون ما يشوف صورتي ..
ما بنكر اني جذابة حتى بكلامي ، و تصرفاتي راكزة ، و بعرف كيف رتب حروفي ..
بس استبعدت فكرة انه يرتبط فيي ، و هوة عزابي ، بعد ما مر بتجربة خطبة كانت فاشلة ..
عبد الهادي : رح اجي و اطلبك ، و ان شاءالله برجع على تركيا انا و اياكي
رنده ( بفرح ) : يا رب
بداية علاقتنا كانت واضحة ، و كنت عارفة انه بدور على عروس ..
بس انا ما كنت متخيلة ، انه يكون الحب الحقيقي اللي بحثت عنه ، و تمنيته ..
حتى اسمائنا اخترناها لبعض بشكل مميز ، رغم انه ما كان في شي يجمعنا الا صداقة على مواقع التواصل الاجتماعي ..
عبد الهادي : بقدر ناديلك ريري
رنده : هههه بس انا بقولولي رورو
عبد الهادي : لا ثقيل كتير ، ريري احلى
رنده : اي حلو ، اول مرة حدا بناديلي هيك ، و انت شو بنادولك ؟
عبد الهادي : بقولولي عبده
رنده : اسم هادي لابقلك اكتر ، رح قلك هادي
كان شخص رومنسي و حساس ، و الاهم من كل هاد انه طيوب ، و عكس كنان بكل شي ..
رنده ( بتوتر ) : امي بدي قلك شي
ام احمد ( مشغولة ) : قولي امي ، صاير شي معك ؟
رنده ( عيونها على امها و مترددة ) : في واحد بده يتقدملي
ام احمد ( مستغربة ) : واحد ؟ من وين هالواحد عرفك بئى ؟
رنده : و هاد الشي اللي بدي قلك عنه ، تعرفت عليه عالنت و ..
ام احمد ( قاطعتها ) : عالنت ؟ شو قصتك يامو ، ما صرلك ست شهور متطلقة و بدك تتزوجي و عن النت كمان ؟
رنده : اسمعيني للاخر يا امي
ام احمد ( تنهدت ) : … كملي لشوف
كان صعب عليي اشرحلا لامي عن علاقتي بهادي ، لانه انا بهمني الكل يوافق عليه ، و اتاكد كتير منيح منه قبل ما وافق بشكل قطعي ..
ام احمد : لكن خليه يحاكي منصور
رنده : اي رح اعطيه رقمه ، بس ما حبيت اعطيه بدون ما خبرك
ام احمد : الله يرضى عليكي و يسر امورك ، انا شو بدي غير شوفك مبسوطة بحياتك
رنده : يخليلي اياكي يا امي
اتصل هادي باخي ، بعد كم يوم ..
منصور : اي انا اخوها ، تفضل
هادي : في جماعة قالولي عليكن ، و حابب اطلب ايد بنتكن رنده على سنة الله و رسوله
شرحله كل تفاصيل حياته ، و اخي رحب فيه ..
منصور : اي بنتشرف اخي ، بردلك خبر
هادي : شكرا الك ، و انا جاهز لاي شي بدكن ياه
تواصل منصور مع احمد ، و خبره عن هادي ، على اساس انه بتركيا و بقدر يشوفه ..
احمد : لك شو عم تحكي انت ؟ ابن منطقتا ما اتفقت معه ، بدك تعطيها لواحد غريب !
منصور : شو خص هي بهي ؟
احمد : لا لا ما الي دعوة بحدا فيكن ، تصطفلوا ، تعرفوا لحالكن و ما حدا يحاكيني بشي
و كالعادة ، تبرا مني ، و لا كاني اخته ، او بعنيله شي ..
بس ما اهتميتله بنوب ،و كملت حياتي ، و لا كانه فيها ..
اميرة : اي تكرم عيونكن ، منير جاهز لاي شي
منصور : تسلميلي يا اختي ، خليه يسال عنه منيح ها ، و اقعدوا معه و فهموه كل شي
اميرة : ما تاكل هم اخي ، ان شاءالله بكون ابن حلال و بنتفق معه
و الحمدلله ربي بعوضني بناس تانيين ، و منير كان الشخص المناسب حتى يساعدني ..
ام احمد : طمنيني شو صار معكن ؟
اميرة : ماشاءالله يا امي تقولي ملاك و نازل من السما ، و باين انه شاريها لرنده ، و بازن الله بصير نصيب بيناتهن
ام احمد : الحمدلله يا ربي ، ما تقولي لحدا انه بعرفوا بعض ، مو ناقصا اختك ها
اميرة : لك لا ما بقول ، طمنيني عنكن انتوا شلونكن ؟ شو في اخبار ؟
ام احمد : الحمدلله ، كل شي بخير ، مو ناقصنا شي غير نتطمن على اختك
كان رمضان منتهي من شهرين ، و آخدة البكالوريا بعلامات ممتازة ، الحمدلله ..
هادي : ليكني طلعت ، ادعيلي
رنده : توصل بالسلامة يارب ، دير بالك
اثبتلي حبه بالبداية ، بمخاطرته و كيف اجى على منطقتي بعد ما صارت كلا بايد الجيش الحر ، و بس اهل البلد بعرفوا يتحركوا فيها ..
و دخوله على سوريا بحد ذاته مخاطرة ، بس متل ما قال ، اللي بتوكل على الله ما بخيب ..
منصور : الحمدلله على سلامتك
هادي : الله يسلمك ، شكرا لاستقبالكن
ام احمد : اللي عمتله مشان رنده شي عظيم ، و ان شاءالله بجمعكن النصيب
هادي : بتمنى يا خالتي ، اني كفي حياتي معا ، رنده الانسانة اللي كنت دور عليها من زمان
اخفينا خبر خطبتي على هادي ، و كتبنا كتابنا بمنطقتي ..
بس اللي ما كان بالحسبان ، هو كنان ..
بعد زواجنا بيومين ، بتصل فيه ..
كنان : بدي قلك شغلة كتير مهمة
هادي : مين انت ؟
كنان : انا زوجا القديم لرنده ، بدي قلك شغلة مهمة عن رندة
هادي : رنده قالتلي كل شي ، ما بتوقع في شي جديد عندك
انا ببداية علاقتي مع هادي ، كانت اجوبتي جدا مختصرة ..
ببداية تعرفنا <<
هادي : مرتبطة شي ؟
رنده : منفصلة
هادي : في اولاد ؟
رنده : لا
هادي : بعتزر على غلاظتي ، بس شو سبب الانفصال ؟
رنده : ما اتفقنا ، انت مرقت بشي علاقة ؟
هادي : خطبت و ما كمل النصيب
رنده : الله يعوضك ببنت حلال
هادي : امين ، و انتي كمان
بعد الاتفاق <<
رنده : بدي حط عليك مبلغ …. مهري
هادي : متل ما بدك رح حطلك ، ما في شي بغلى عليكي
رنده : لا ما بدي هالقد ، بعد كل شي مرقت فيه ، اكيد ما رح يهمني الفلوس هلا
هادي : لا حقك هاد ، و انا موافق عليه ، بكل سعادة
انا كنت عارفة انه هادي ما معه ، و حبيت اختبره بهيك مبلغ ، و ما كان عليه الا انه وافق ..
و لما شفت موافقته ، كتير تاثرت فيه ، و قلتله الحقيقة باني ما بقبل عليه ينضغط بسبب ، و مع ذلك اصر على موقفه ..
بس لما صار الموضوع جد ، و التقى ببيت اختي اميرة ، و قعد عندهن يومين ..
منير شرحله كل شي لهادي ، و هيك صار عنده فكرة عن كنان ، و اتصاله ما حرك اي ساكن ..
كنان : رنده كانت بتعرف عليي شباب ، و تخوني ، و كزا مرة لقطتا هالخاينة
هادي : ازا خلصت كلامك ، فيك تسكر الخط
انا بهالوقت كنت مسكرة على كنان و سيرته ،بس فتح الجرح من جديد بعد هالمكالمة ، و رجعت حقدت عليه مرة تانية ..
__________
_________
الفصل السابع ( قصر هادي ) :
تجربتي مع كنان ، كانت طريقي لهالقصر الكبير اللي شفته بمنامي ..
رضائي بحكم ربنا ، و قضاؤه و قدره ، و التجربة اللي مرقت فيها ، قوتني و اعطتني الشخصية اللي انا عليها هلا ..
هادي : شو صارلك حبيبتي ؟
رنده ( تعبانة ) : ما بعرف ، الظاهر مرضانة
هادي : امشي معي عالمستشفى نشوف شبك
رحت عالمستشفى ، و عملت فحوصات ..
اكتشفنا انه من طريقنا لتركيا ، حملت فايروس بالكبد ، و صابني مرض ( الصفار ) ..
ارتميت شهر بالتخت ، كله و نحن كاتبين كتابنا و عايشين بنفس البيت ، بس ما صار بيناتنا اي شي ، لحد ما شفيت تمام ، و حددنا عرسنا ..
هادي ( بلهفة ) : كل شي تمام و من احسن ما يكون
رنده : حبيبي يخليلي اياك
هادي ( بحب ) : و اخيرا ريري رح نعيش سوا لاخر العمر ، لك مو مصدق انا
رنده ( بخجل ) : الحمدلله ، ربنا عوضنا ببعض
عملنا حفلة عرس ، عبارة عن استقبال فيه عشاء ، لاصحابنا و معارفه لهادي ، و اكيد اختي اميرة و عيلتها حضروه ..
لبست فيها فستان عادي ، مع حجاب ، و كانت مميزة كتير و راقية ..
////
هادي ( برومنسية حاملني و بلف فيي ) : بحبك بحبك بحبببببك ، احلى عروس بالدنيي كلا
رنده ( بفرح ) : و انا بموووت فيك ، يا احلى عريس ، كيف الفستان عليي ؟؟
لما رجعنا عالبيت ، لبست فستان عرس ابيض ، قصير ، و كانت هالليلة هي ليلة عمري ، اللي تمنيتها ..
هادي : كل شي عليكي بياخد العقل ، لك دخيلووو انا
كنت حابة اعمل عملية ترقيع غشاء بكارة ، و اطلع بنت قدامه لهادي ، و احسسه بانه مو ناقصه شي ..
بس خاف عليي اعملها ، و ما كان فارق معه هالشي بنوب ..
هادي : يلا تعي افطري حبيبتي
رنده : يسلمن الهي ، ليه عزبت حالك ؟ كنت انا عملت
هادي : لاحقة هههه خليني دللك و نحن عرسان
رنده ( قالبة شفايفي بتظاهر بالزعل ) : بس لانه عرسان ؟
هادي : اي ، هيك شي ريري خانوم ههههه افطري لقلك قبل ما يبرد الشاي
رنده ( بدلال ) : تؤ ، طعميني انت ، لاني عروس هههه
انا و هادي ما في كلمة بتوصف اتفاقنا و تفاهمنا ، من لحظة ما تعرفنا ، كان كل كلامنا مشترك ..
بنحب نزار قباني ، و القهوة ، و الرومنسية ، حتى القطط ..
هادي : شو قررتي بخصوص التسجيل ؟
رنده : خلص متل تخصصك ، بسجل تجارة و اقتصاد
هادي : اي ، على بركة الله
رندة : مع اني بتخيل حالي شي حدا مهم ، متل وزيرة او شخصية سياسية متلا هههه
هادي : ما بتعودي تتعرفي علينا بعدين ، خليكي عالتجارة دخيل عينك
رنده : بالله شو ! لا ما حزرت هاد طموحي و رح حققه شي يوم
هادي ( شدني من ايدي و ضمني لعنده بقوة ) : شبك كلشي بتصدقيه ، عم امزح معك
رنده : …
هادي : ايوا ، لسا ما صرتي وزيرة و ما بتتحاكي
رنده ( كاتمة ضحكتها ) : … بدك تتحملنا هادي بيك
هادي : عملتيني بيك كمان ؟ ايه منيح لكن يا عمي وراء كل بيك امراة عظيمة ( اتطلع بعيوني )
رنده / هادي ( انفجرنا بالضحك ) : هههههه
////
آذار / ٢٠١٨ <<
رنده اليوم شعرها كستنائي ، قصير ، و عيونها ملونين بعدسات ..
وزنا زاد ، و عقلها كمان نضج اكتر ..
رفقاتها كملوا جامعات متلا ، و تواصلهن مستمر ، رغم انه كل وحدة فيهن بمكان ..
بتشتغل ، باحد مولات اسطنبول ، بالاضافة لدراستها بالجامعة ..
هادي : جهزتلك مفاجاة رح تحبيها
رنده ( بفرح ) : شو هية ؟
هادي : للمسا بتعرفي حبيبتي
و لما اجا المسا ، تفاجات بشي كتير بحبه ، و بتمناه ..
رنده ( بذهول و مبسوطة كتير ) : وااااو ، بجننوا
كان هادي جايبلي حوض زريعة لزهرة التوليب ، و عامل فتاش و احتفال حلو خاص فيها على بلكونة البيت ..
انبسطت كتير كتير فيها ، لاني بحب ورد التوليب و نفسي يكون عندي بالبيت ..
سميرة : شلونك يا بنت ، اشتقنالك كتير و الله
رنده : الحمدلله عايشة ، كيفكن انتوا ؟
سميرة : ايييه يا رنده ، وين كنتي و وين صرتي ، كنت قول لحالي هالبنت عمرا فوق ال٣٠ مو بال١٦ و ال١٧ سنة ، هالقد كنان كاين معزبك
رنده : و الله ما بعرف شو بدي قلك ، بس بما انك ملاحظة عليي هالشي ، فاكيد تفكيرك بمحله
سميرة : كل شي فيكي اختلف ، بشرتك كانت باهتة ، و عيونك تحتهن اسود ، و اشياء كتيييرة
رنده : الحمدلله ، ربي عوضني بالاحسن
علاقتي بالناس اللي كانوا يعرفوني من طرف كنان ، ما قطعتا كليا ، لانه كانوا مناح معي ، و بحبوني ..
بس حذرة بكلامي ، و معلوماتي الخاصة و خصوصا ارقامنا انا و هادي اللي غيرناهن بعد اتصال كنان فيه ..
حتى عالفيس بوك ما بضيف حدا ما بعرفه ، و اخترت اغير من ستايل شكلي ، لابعد حالي عن كنان قد ما فيني ..
////
رنده : ضيفيلي عالقصة شي مشترك بيني و بين هادي
وعد : شو هو ؟
رنده : الاكل ، بنحب الاكل منيح
وعد : ههههه لا ما بصير هيك لازم تنتبهي لوزنك
رنده : بحاكيكي من قلب الحدث ، بالجيم انا
بس في شي مهم بحياة رنده الجديدة ، اكيد عرفتوها و بتتسائلوا عنها ..
أهله لهادي ، و ردة فعلهن من زواجنا ..
وعد : شو ردة فعلهم لما عرفوا عنك ؟
رنده : اهله لهادي مو من النوع اللي بتدخلوا بحياة اولادهن ، لذلك كانوا لا موافقين و لا معارضين ، بس بنفس الوقت قالوله لو صار معك مشاكل بسببي ما الهن دخل فيه
وعد : الاهل اللي بحبوا اولادهم ما بتدخلوا بخصوصيات زواجهم الا من ناحية توجيهية ، خصوصا ازا كانوا من النوع الواعي و المتفهم
رنده : هادي وصل لمرحلة انه اهله كتير حابين يتزوج و يستقر ، فما كان قدامهن الا انه يتركوه يختار براحته ، و هو كان مقتنع تماما فيي
وعد : يعني بنقدر نقول انهم اهل زوج مريحين ؟
رنده : اي كتير ، حتى لما مرضت قالوله كيف يهتم فيني ، و يحاكوني دايما ، و لازلت على تواصل معهن ، و رح انزل الشام و اقعد عندهن لاني لسا ما بعرفهن الا عالنت
وعد : بوصيكي تظهري افضل ما عندك ، لاني احترمتهم جدا ، و بكفي انهم اهله لهادي
رنده : يسلمو ، رح اخد بنصيحتك قد ما فيني
كان عندي فضول كبير ، اني اعرف كيف هادي و رنده بدأوا علاقتهم ببعض ، و شو كانوا يحكوا ؟ ..
وعد : شو اهم الاسئلة اللي كان يطرحها عليكي ليتأكد ازا اختياره صح ؟
رنده : اممم ، ما بعرف ازا هالشي بتعتبريه اسئلة ، بس كان مهتم ازا انا محجبة او لا ، و اكيد حالتي النفسية و اتخاذي للقرار الصح بحياتي ، و تجربتي اللي مرقت فيها شو اثرت فيني
وعد : شو اثرت فيكي ؟
رنده : بتقدري تحكي اني لو ما مرقت بتجربتي مع كنان ، ما كنت انا رنده الموجودة اليوم ، بشخصيتي و افكاري و حتى هادي ما كنت تعرفت عليه
و اليوم ، و بعد اربع سنوات ، و خوض تجربتين مختلفتين ..
وعد : رسالة بتوجهيها لكنان و اهله ؟
رنده : بتشكرهن كتير
وعد : بتتشكريهم ؟!
رنده : اي ، لانه لو ما مرقوا بحياتي انا ما كنت مع هادي هلا
وعد : رسالة للي رح يقراوا قصتك ؟
رنده : بدي قول لكل البنات اللي مرقوا بتجارب متل تجربتي و يمكن اسوا ، او ما تزوجوا بعدهن ، لا تخافوا من المجتمع ، خافوا ربكن بحالكن ، كلمة مطلقة مو عيب و لا حرام هو ابغض الحلال لانه اله اسبابه القهرية ، حطي عينك بعين ربك و توكلي عليه ، و ما تسمحي لمين ما كان يهينك و يقلل من قيمتك ، انتي انسانة و انثى الها حقها بالحياة ، كوني قد حالك و رح تلاقي معجزات ربك بتحقيق احلامك ، متل ما صار معي
وعد : و نعم بالله ، كلمة اخيرة قبل النهاية ؟
رنده : يدعولي بالذرية الصالحة انا و هادي لانه النا قريب السنة متزوجين و ما عم اخد مانع ، و نفسنا باطفال
////
في ٢٤/٤/٢٠١٨ <<
وعد : رنده متى رح ننزل النهاية ؟
رنده : شوفي عم لف ورق عنب ، ادعيلي خلصهن و اكتبلك الشي اللي بدي ايه
بعد ٣ ساعات <<
وعد : شو صار بالدوالي ، الله يكون بعونك يا هادي على هالمرة هي ، يا مسكين يا هادي ضلك جيبلها توليب و هي تقضيها على طنجرة دوالي ههههه
بعد ساعتين <<
رنده : ههههه عم تشتغلي فيني انتي
وعد : نسيتي انتي ياسمين هههههه
رنده : ولي ، الله يعيني ههههه
الساعة ١٠ مساء بتوقيت اسطنبول <<
رنده : بعد اذنك هادي تفرم التبولة انا تعبانة
هادي : اوك من عيوني يا حبي
أنا قاربي مشى بالبحر ، و وصل ع شط هادي ..
يمكن يعدي شغلات كتيرة على هالقارب ، بس الاهم اكون انا راضية على كل خطوة عم اعملها ..
هادي : شوعم تعملي شو اللي شاغلك عني ؟
رنده : حياتي ما في بشغلني عنك ، عم نحط انا و الكاتبة اخر لمسات القصة ، ومبسوطة فيها و مبسوطة فيك انا ، بحبك كتير
وعد : تمنياتنا لك بالسعادة و الذرية الصالحة ، و اتمنى ان تنال اعجابك قصتك اللي تحولت لحروف بين ايدي ، و اقدر اني وصل صوتك لكل انثى عربية
النهاية ♡♡
انتهيت الان من قراتها بكل حب ومتعه
وعد انت وكتاباتك اصبحت جزء من يومياتي لازم اتحركش جروبك موقعك قصصك باليوم مرتين وتلات واربع…
عجبني جدا اسلوبك في سرد ودمج الاحداث اسلوبك مشوق مرة وعجبتني هالقصه اللي رغم كمية الوجع باولها الا انها سكبت لروحي الرضا بنهايتها
جذبني وراق لي نهايات قصصك الحلوة وهذا عامل بيجذبني اكون احد روادك وعشاق قصصك
لصاحبة القصه ادميتي قلبي مرتين الاولى قطر دم حزن والثانية فرح الله يرزق لحتى تلمع عيونك حب من جديد ….
بنصح كل من مر من هنا يتابع الكاتبه المهضومة وعد السعيد الله يحيها حبيبة قلوبنا
وعوودة متل ما تعودنا عليكي دائماً وابداً بتبهرينا بكل قصة .. حروفك .. كلماتك .. احساسك العالي اشيا صعب اقدر احكي وعبر عنها .. القصة كتيير حلوي والله يصطفل يكل واحد متل كنان هدول اللي بيتمسكنوا ليتمكنوا … ويعطيكي ألف عافيه ع تعبك وفعلاً انك غير عن باقي الكاتبات ..هيك فيكي شي مميز 💚
بحبك كتيير 💛
———–
*المتألقة وعد *
كل الشكر للكاتبة وعد اللي حسنت تحول القصة لحرررروف وتنشرها مافي شي كلمة بتوصف سعادتي بالقصة بتكشرك
قصة تجذب القارئ اليها ابدعتي في سردها #وعد
والى رنده ادميتي قلبي واشعلتي نار الحقد في قلبي تجاه الشخص الذي ابكاكي
اتمنى لكي حياة سعيدة وذرية صالحة تعوضك عن كل مامر بكي #علكة
اهلا بك 😁
I’ve been exploring for a little bit for any high-quality articles or blog posts on this kind of area .
Exploring in Yahoo I ultimately stumbled upon this
site. Studying this info So i’m satisfied to convey that I have a very just right uncanny feeling I came upon just what I needed.
I so much unquestionably will make sure to don?t put out of your mind this website and provides it a look
regularly.