في زمان باتت فيه القلوب تئن الى لقاءٍ يشفي حنينها ، بعد فراق أقلق مضاجعها ، و أدمى عيونها ..
و حين يسود الظلم و تنام العقولُ ..
#حنين_القلوب
#بقلم #وعد_السعيد
الجزء الأول:
في إحدى قرى مدينة ما :
رياض : يلا يمة جهزي حالك و خدي بس الاشياء الضرورية ، ان شاءالله عالفجر بنتسهل
ام رياض : كل شي جاهز ، ( بتململ ) بس انداري لو اني اضل هون مش احسن يمة
رياض : و بعدين مع هالسيرة ، مش اتفقنا نروح نسكن بالمدينة انا و اياكي و ندور على نرجس ( تنهد تنهيدة طويلة ) الله عالم وين اراضيها و شو صار فيها بعد كل هالسنين
ام رياض ( بتبكي ) : الله يرحمه ابوك وقتها لو سمع كلامي و انتقلنا كلنا للمدينة كان حالتنا غير هالحالة
قرب من امه و حب على ايديها و راسها و كمل : بوعدك الاقيها و اعوضها عن كل اللي صار معها ، يلا ارتاحي ورانا طريق طويلة
ام رياض مسحت دموعها و نامت و كلها امل بأنها تقر عينها و ترجع تلتقي ببنتها اللي فارقتها قبل سنين طويلة ، و كانت ضحية الحكم الظالم ، و عقول اشخاص مسلوبين الشخصية ، و انانيين ، حكموا عليها بالموت ..
امها اللي رفضت تسلم روح بنتها ، و واجهتهم بتهريبها ..
و بقيت تنتظر بالايام تمرق لحد ما تخرج ابنها من كلية الحقوق و سندت ظهرها عليه و خبرته بوجعها ..
//////
نتالي : كح كح كح
صباح : صحة يا بنتي ، اشربي الشوربة مشان اعطيكي دواكي
نتالي : على قلبك خالة ، ما بعرف من وين اجتني هالمرضة مو وقتها
صباح : اي الله يسامحك شايفة كيف هالجو انقلب فجأة ، و أصريتي تطلعي
نتالي : شو بدك اياني اعمل ، لازم لاقي شغل
صباح : خلص مو وقته هالكلام ، ارتاحي و بعدين بنحكي
تاني يوم صحيت و كنت لسا تعبانة ، و مو قادرة اقوم من الفراش ..
نتالي : خالة صباح .. يا خالتي وينك ؟
صباح : هيني يا بنتي طمنيني كيف اصبحتي ؟
نتالي : تعبانة كتير ، يمكن ما اقدر روح لمحل اليوم
صباح : منيح ، خليني طعميكي و روح على مشواري
نتالي : خدي راحتك
افطرت و اخدت ادويتي ، و خالة صباح لبست و كانت مستعجلة كتير ، اول مرة من لما سكنت معها بشوفها بهاللهفة ..
_________________
ريهام : استاز سامر في وحدة بدها تقابلك ضروري ، قال اسمها الست صباح
سامر : دخليها فوراً و جيبلنا ضيافة مرتبة
ريهام : حاضر .. تفضلي الاستاز سامر بانتظارك
سامر : اهلا اهلا بالخالة صبووحة ، اي شو هالمفاجأة الحلوة هاتي ايدك لبوسها
صباح : استغفر الله يا ابني ، سامحني ما قدرت اطلب موعد قبل ما اجي
سامر : شو هالحكي الله يسامحك .. هالشركة و صحابها تحت امرك .. طمنيني كيف حالك ؟
صباح : الله يرضى عليك .. انا منيحة منيحة .. بس خليني ادخل بالموضوع لانه ما عندي وقت
سامر : تفضلي اؤمريني ، لحظة ارد عالتلفون ( نعم ريهام … )
بعتذر خالتي مكالمة مهمة .. شو كنا عم نحكي ؟
صباح : ولا يهمك ، انا جايتك و قاصدتك بعمل خير تنال اجر و ثواب عليه ، في عندي صبية ساكنة معي و بتدور على شغل و ما عم تلاقي .. اكيد فهمت عليي
//////
في بيت رياض >>
رياض : انا رايح عالشركة اليوم بحاول ما اتاخر ، ديري بالك
ام رياض : الله معك يا حبيبي
________________
رجعت عالبيت بعد ما غابت شي ساعتين تلاتة ، كان وجها باين عليه الراحة و الانبساط ، حاولت خبي فضولي بس فهمت عليي على طول ..
صباح : يلا تحسني بسرعة لانه ما معك وقت
نتالي : ما فهمت وقت لشو ؟
صباح : بكرا بتروحي على شركة ابني سامر اللي حكتلك عنه ، رح يوظفك عنده
نتالي : قصدك الشب اللي كان ساكن عندك زمان ، و شو بدي اشتغل بهيك شركة انا ؟
صباح : هلا هو سألني عن المؤهلات اللي عندك و انا ما فهمت عليه ، بس قلتله انك ذكية و حربوئة و بتلقطيها عالطاير ، و هو حكالي بدبرلك شغل ، برضاي عليكي يا بنتي انك تبيضيلي وجهي
ضميتها و انا عم اتشكرها ، و بكيت من فرحتي ..
يا الله شو هالدنيا ، معقول تضحكلي بعد ما شفت كل الوجوه البشعة اللي مرقت عليي ..
نمت و انا احلم كيف رح يكون شكل الشركة ، كيف رح يعاملني سامر بيك ، الشب الحنون اللي خالة صباح بتحلف بحياته ، يا ترى لو ما عرفت اشتغل منيح شو رح يصير فيي ؟
صحيت قبل الموعد ب 3 ساعات ، و قست كل اللي بخزانتي ، كان عندي كم قطعة مخيطيتلي اياهم الخالة ..
آخر شي استقريت على تنورة لون زيتي ، فوقها قميص لونه سكري باكمام طويلة و قبته من الدانتيل بازرار لؤلؤية ، و تحته بروتيل زيتي ..
نتالي : خالة صباح شوفيلي منظري كيف طالعة ؟
لفت حواليي و كأنها اول مرة بتشوفني و قالت :
اي شو هاد يا بنت ، لو بعرف صفّر كان سمعت الحارة ؛ بس ارفعي شعرك عالي مشان يبين موديل القميص ، و البسي كعب اعلى بيطلع احلى عشان التنورة للركبة جاية ، و خدي جربي هاد الحلق كتير بيلبق عليكي لانه رقبتك طويلة و بدها شي يمليها
طلعت بآخر شياكتي ، ركبت تكسي و اعطيته عنوان الشركة ..
وقفت التكسي قدام عمارة طويلة كلها زجاج ، مدخلها فخم و حواليها عشب و ورود ، وقفوني السيكيوريتي و فتشوني ..
سألت عن مكتب الاستاز سامر و لما وصلت ، كانت في سكرتيرة منظرها متل اللي جاي على حفلة ، اتطلعت فيي من تحت لفوق و سألتني مين بكون ..
بعد انتظار نصف ساعة ، دخلت لعنده ..
اول ما انفتح الباب انسحرت بالفخامة الموجودة و شياكة المكان من كل النواحي ..
كان واقف عالشباك و بس سمع صوتي التفت لناحيتي ..
صار قلبي يدق بسرعة من الخوف و الرهبة ..
سامر : اهلا و سهلا تفضلي ليش واقفة
نتالي : … ( مبتسمة ) شكراً
سامر : شو بتحبي تشربي ؟( مسك سماعة تلفون )
نتالي : لا يسلمو مو جاي عبالي شي
سامر : متل ما بدك ، ايوا انتي الانسة نتالي يعني
نتالي : .. عفوا فيي شي غلط ؟ ( شو هالتطليعات هاي )
سامر : لا ابدا ( وين شايف هالوجه انا ؟ كأنه مارق عليي ) احكيلي شو بتعرفي تشتغلي ؟
بعد جلسة تعارف و تفاهم دامت ساعتين متواصلات ، تبين انه عندي قابلية للتعلم بسرعة ، و أول خطوة عملها انه كلف السكرتيرة تعلمني على الكمبيوتر و سجلوني بدورة سكرتاريا ..
سامر شخص جنتل مان و تعامله لطيف ..
بس حركته معي بآخر اللقاء و قبل ما اطلع من مكتبه ، لما مسك وجهي من الدقن و رفعه و تمعن فيه ، ما فهمتها ..
بلشت بالشغل فوراً لأنه ما كان في مجال اتأخر اكتر من هيك ، راتبي كان فوق طلبي بكتير ..
بس بقيت طول اليوم متوترة ، و بالي مشغول ..
اكتر من مرة كرر انه لازم اتعلم باسرع وقت ممكن ، و أكون جاهزة لأي وظيفة بتنعرض عليي ..
و اعطوني سلفة مقدما حتى اشتري ملابس جديدة تليق بشغلي و بشركتهم ..
خلصت دوامي ، و رحت على مول اتسوق ، السلفة اللي اعطوني اياها كانت مغرية و ما خليت محل يعتب عليي ..
صباح : الحمدلله عالسلامة ، هاتي عنك شو هالاغراض ؟
نتالي : ااخ يا رجليي ، رح اوقع من التعب
ما صدقت اوصل البيت حتى اشلح الكعب العالي و ارتاح ، بس هالتعب كله ما بيجي ذرة قد الفرح اللي انزرع بقلبي اليوم ..
صباح : اييييه و الله و ضحكتلك الدنيا يا نتوولة ، بس كل يوم رح تيجيني هيك متأخرة ، اي اشتقتلك كتير يا عمري
نتالي : حبيبتي يا خالتي لو تعرفي شو مبسوطة ، و لا يهمك شوفي شو جبتلك
طلعت من كيس صغير جهاز موبايل حديث ، لما شفت الضحكة بعيونها ، تمنيت شوف امي اللي انحرمت منها ، و رح يصرلي شي 5 سنين بعيدة عنها ..
فتت غرفتي و ضبيت كل شي و جهزت شو بدي البس بكرا ، قعدت على سريري و طلعت المنديل اللي مطرز عليه أول حرف من اسمه ، شميته وضميته و حكيت معه متل ما بعمل كل يوم ..
الايام و الشهور ما قدرت تنسيني حبه اللي كان انقى و اطهر شعور بحس فيه ..
حبه كان في حياتي متل اشعة الشمس بوسط ابشع انواع العتمة بهالدنيا ..
حبه اللي انتشلني من مستنقع الوحل اللي كنت غرقانة فيه ..
تنهدت و رجعت المحرمة لمكانها ، و غمضت عيوني المرهقة ..
تخيلت لو كنت مع اهلي ، و فرحتهم فيي لو اني تعلمت و اشتغلت شي محترم ..
تذكرت كم مرة اركب فيها الباص لأرجع على قريتي ، و بنص الطريق أتخيل ابي بيقتلني ، و انزل و ارجع عالمدينة..
//////
رياض : تفضلي يمة هي جبتلك جهاز خلوي مشان تحكي معي لما اكون برا البيت
ام رياض : و كيف بدي استعمله ؟ بلاش يمة خليه الك
رياض : هههههه معي واحد انا ، هسا بعلمك عليه تخافيش ، بالعكس بكرا بتبطلي تستغني عنه .. شوفي هي سجلتلك رقمي هون باسمي .. بتكبسي هون و برن عليي .. هي تلفوني رن .. هاد رقمك طلع عندي
ام رياض : الله يرضى عليك يمة و يرزقك ، بس ما بدي اشي غير التقي بأختك ( بتبكي )
رياض يمة حاسة في بلسانك كلام و مش طالع
رياض : و الله كنت بدي اسألك عن اختي نرجس اذا في أي علامة بقدر اميزها فيها ؛ لأني بشوف بنات كثير بلكي تكون وحدة منهم او من صديقاتها
ام رياض : ااااخ يا نرجس يا حبة عيني .. عيونها الخضر و شعرها المجعد و سمارها المجذب
رياض : حاول تذكري اشي مميز اكثر من هيك لأنه في كثير من المواصفات اللي حكتيها موجودين باغلب البنات
ام رياض : في شامة .. اه شامتها الكبيرة على كتفها اليمين ما بنساها ليوم ما اموت
رياض : بعد عمر طويل يمة ، بس هيك صار صعب الموضوع ، يعني لو محجبة بقدرش اعرفها
ام رياض ( بتبكي ) : صورتها قبالي بتبقى حاضرة طول الوقت ، يا حبيبتي وين اراضيكي و شو صار معك الله وحده عالم ، استودعتها لله
_______________
وصلت عالشركة بالموعد المحدد ، كل ما امرق من جنب حدا احسهم بيحكوا عني ..
الكل عم يتسآئل عن الموظفة اللي تعينت بدون امتحان و بدون مقابلة و بدون حتى اعلان عن طلب موظفين ..
ريهام : شو هالشياكة نتالي ، لسا ما بلشتي
نتالي : صباح الخير ، شربتي قهوتك ؟ أو نشرب سوا
ريهام : لا ما بحب اشرب من حدا غريب ، ريحي حالك انا بعمل
قامت و ما رديت عليها ، بس صدمتها لما جابتلي فنجان قهوة و بقي اكتر من ساعة قدامي بدون ما اتطلع عليه ، لحد ما اجا موظف الخدمات و قامه ..
تزامنت مع جية الاستاذ سامر ، كان مبين عليه انه نعسان و عم يتثائب كتير
سامر : صباح الخير يا صبايا
قامت ريهام بدلع و جاوبته : صباح النور استاز
ابتسملها و هو عم يتثائب ، و على طول التفت عليي و قال : كيفها الموظفة النشيطة اليوم ؟
حسيت ريهام رح تطلع بروحي ازا نطقت بحرف ..
هزيت راسي و سالته عن موعد الدورة اللي سجلني فيها ..
سامر : شربتي قهوتك ؟
نتالي : لا و الله انشغلت بالكمبيوتر ههه
سامر : معناها اعملينا فنجانين قهوة و الحقيني مشان نحكي بهالموضوع
مسكت حالي من الضحك ، منظر ريهام كان محرج كتير ، و حسيتها غيرانة من وجودي ، كأني جاية اخطف الاستاذ سامر منها ..
مش عارفة هالقاعدة من وين طالعين فيها ؟ اذا كل وحدة اشتغلت سكرتيرة لازم اتطبق مديرها ؟! شي بفلج اللي عمره ما انفلج ..
نتالي : تفضل استاذ
سامر ( اخد رشفة من الفنجان ) : يسلم ايديكي .. اي انسة نتالي خبريني عن حياتك ؟ شو عندك اشغال غير الشركة و الدورة اللي سجلناكي فيها حاليا ؟
نتالي : ابدا .. متل ما بتعرف انا ساكنة عند الخالة صباح و الباقي عندك
اجاه تلفون و نحن بنحكي ، استاذن مني و رد ..
سامر : بعتزر بس هاد صاحبي معتصم ، وين كنا ؟
نتالي : معتصم ؟
سامر : ليش انخطف لونك ؟ شو اول مرة بتسمعي بهالاسم ؟!
نتالي : لا لا عادي .. اي كنا بموعد روحتي عالمعهد
طلعت من مكتبه و ركبي بيقصفوا قصف ، شو صارلي انا ؟ اي مو ضروري كل واحد يكون اسمه معتصم يعني هو .. اهدي يا بنت خلص .. خدي نفس .. شهيق زفير .. تمام ..
ريهام : نتالي .. يا نتالي وين رحتي عم تحكي مع حالك ؟ شو جنيني
نتالي : اه ؟ اي لا شو جنيت بس كنت عم رتب جدولي
ريهام : تعي خلصيني اعملي ملف متل ما علمتك مبارح ، و دخلي هدول عالكمبيوتر يلا بسرعة .. بدي فوت البريد للاستاز
كان موعد روحتي عالمعهد بعد العصر و بضل هناك 4 ساعات بينهم استراحة ..
انضغطت كتير بس كله مشان اجهز باقل وقت ممكن و استلم شغل مرتب ..
الخالة صباح استفقدتلي كتير ، و ما عدنا نشوف بعض منيح الا بيوم الجمعة ، بس كان طاير عقلها من حياتي الجديدة كأنها هية مو أنا ..
________________
____________
بعد مرور سنتين <<
متل العادة ، بنهي يومي في الشركة و بلف بسيارتي على كل الاماكن اللي بتوقع ألاقيها فيها ..
سنتين مرقوا عليي ، و بحثي مستمر ، تعلقي فيها بزيد بكل قطرة دم بتمشي بعروقي ..
البنت اللي عشقتها بماضيها قبل حاضرها ، و عاهدتها أنسيها كل لحظة صعبة مرقت فيها ، و أزرع الضحكة على وجهها ، و أمحي آثار الدموع اللي انحفرت عليه ..
ما بعرف شو اللي خلاها تمشي و تتركني بهالحيرة ، مشيت و اخدت روحي معها ..
كانت ليلة صعبة علينا تنيناتنا ، بس اتفقنا انها تنسى كل شي صار و نبدأ من جديد ..
الساعة 3 و نص الفجر ، فتحت البيت و ضويت الضو ، سمعت صوت موبايلي برن
معتصم : اهلين ابو سمرة
سامر : معقول انت يا زلمة انتحرت و انا برن عليك
معتصم : حقك عراسي بس كنت طالع و ناسي التلفون
سامر : شو متل العادة عم اتدور على حافية القدمين
معتصم : ارد عليك و لا بتعرف الجواب ؟
سامر : ههههه لا بعرف الجواب و حفظته .. طيب انا مسافة الطريق و بكون عندك
ما لحقت ابدل اواعيي الا سامر كان مزروع عندي ..
سامر صاحبي و رفيقي بكل مراحل حياتي ..
وعينا عالدنيا و احنا اعز من اخوة ، ما بتذكر افترقنا بيوم من الايام او صارت بيناتنا اي مشكلة ..
هالرفيق اللي شهد على حبي الها ، و شاف دموعي اللي ما بسمح لأي حدا بهالدنيا يشوفها ..
كتير حاول معي اني انساها بعد ما راحت و اختفت متل الوهم ، حتى بدون ما يفهم شي من قصتها ..
سامر : ما قلتلي شو اخبار فادي ؟
معتصم : قال على اساس بساعدني هال… بس انا صابر عليه لحتى اوصللها
سامر : ما بدو يبطلها لهالشغلة الوسخة ؟ بحس لساني بتنجس اذا ذكرته او ذكرت شغلته
معتصم : ذيل الكلب ما بينعدل بضل طول عمره اعوج .. تشرب اسبريسو ؟
سامر : لا بدي نام ، مو خرج سهر خلص كم ساعة و بطلع عالشركة .. المهم جيت لخبرك عن مساعدتك الجديدة
معتصم : طيب فوت نام بالغرفة ليش لاحش حالك هيك عالصوفاي
سامر : مو انا نويت اتجوز ، اي لازم اتعود هههه
معتصم : ههههههه يا هيك الرجال يا بلا .. تعود لقلك .. يلا انا بدي نام و بلاه الاسبريسو هلا ما بحب اشرب لحالي .. تصبح على خير
بحط راسي على وسادتي و بين ايدي قطعة من تيابها اللي كانت عليها بآخر يوم كانت معي فيه ..
وين رحتي يا نرجس ؟ معقول ما بيوصلك صوت قلبي و آهآت روحي ؟ كل نفس بيطلع مني بنادي عليكي ..
بغفى و بعقلي الف حلم ، بس للأسف و لا واحد منهم عم يتحقق من سنتين ..
//////
سامر : يا عيني عليكي يا نتالي والله طلعتي قدها و كلام الخالة صباح كان بمحله
نتالي : شكراً الك استاذ فضلك كبير عليي و ما بنسالك اياه
قام من ورا مكتبه ، سكر ازرار بدلته ، و مشي باتجاهي ..
كنت واقفة قباله من الجهة التانية ، و صرت اتبعه بعيوني لحد ما وصل عندي ..
سامر : اي انسة نتالي ، اجا الوقت اللي بتعلق بموضوع شغلك الأساسي ، و ليه انا تعبت عليكي و قبلتك من البداية
نتالي : تفضل عم اسمعك
طلعت من عنده و عم حاول استرجع المكالمة اللي سمعتها قبل شهر ، لما كان عم يحكي و يتطلع عليي و يبتسم ، يعني الكلام اللي سمعته بالاتصال اللي اجاه وقتها كنت انا المقصودة فيه :
( اي عصوم ، لا بالشركة صرت ، يسلمو عالنومة الحلوة ، يا لطيف شو مريحة ما ضل عظمة على عظمة برقبتي ، صراحة لازم اشتري متل هالصوفاية ببيتي هههههه ، الله معك بشوفك
ان شاءالله بأقل من شهر رح تكون مساعدتك الجديدة جاهزة )
________________
أيّتها الوردة والرّيحانة والياقوتة والسّلطانة
والشعبية والشّرعية بين جميع الملكات ..
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات ..
يا آخر وطن أولد فيه وأدفن فيه وأنشر فيه كتاباتي ..
غاليتي أنت غاليتي ..
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك ..
لا أدري كيف مشيت إليّ وكيف مشيت إليك ..
دافئةٌ أنت كليلة حب ..
من يوم طرقت الباب عليّ ابتدأ العمر
غنيتي اللي ما بحس حالي عشقان ازا ما سمعتها كل يوم ، كل كلمة فيها بتوصف علاقتي و مشاعري ل نرجس ..
كنت عم اسمعها و مرخي حالي على الكرسي و لافف حالي باتجاه الزجاج و صفنان بالاطالة من مكتبي ، بندق الباب و بنفتح بدون ما أأذن ..
نتالي : احم .. معتصم بيك
وقفت الاغنية ، و لفيت كرسيي باتجاه الصوت اللي جاي من اول الغرفة ..
كان صوت ناعم كتير ، بس الرجفة فيه واضحة ، و كأنه طالع من حدا خايف ..
معتصم : مين سمحلك تفوتي ؟
حكيت هالجملة و انا عم مثل التجاهل ، و ابعد نظري عن هالشخصية المستفزة اللي قطعت عليي وحدتي ..
نتالي : ( بهمس ) عفوا ، بس دقيت كتير و لما تأخرت قلت بفوت اتطمن
معتصم : خلص تمام ، مين انتي وشو بدك ؟
رفعت نظري لألقي نظرة ، كانت واقفة بخجل و التوتر واضح عليها ..
فركت جبيني و شبكت شعري باصابعي ، و سندت ايدي على المكتب ..
هالوجه الناعم بلون حنطي خفيف ، عيون واسعة بلون اخضر ، خصر منحوت ، قوامها الرفيع ..
كانت اناقتها ملفتة ، فستان لعند ركبتها ، مكياج ناعم ، و شعرها الطويل المجعد مبين من ورا ضهرها ، ريحة عطرها اللي بعثت الحياة لهالمكان ..
قاطعني صوتها : انا .. انا .. ن .. ن .. نتالي بعتني لعندك الاستاز سامر ، و قال انك بانتظاري
معقول سامر ما عرفها ؟ معه حق شكلها متغير كتير ، بس ملامحها و صوتها محفورين بذاكرتي ، و مستحيل ما اعرفها لو غابت عني العمر كله ..
قربت لعندها ، مديت ايدي اسلم عليها ك نوع من الاعتذار بعد الاسلوب المتغطرس اللي قابلتها فيه ، و رحبت فيها ..
معتصم : اهلا و سهلا آنسة نتالي ، سوري انسة او ؟
نتالي : … انا .. اي انسة
معتصم : تفضلي اقعدي ، مشان نتفاهم على امور الشغل
////
اكرم بيك : استاذ رياض في عقد عمل جديد لموظفة في شركة … محتاج تجهيز من حضرتك و تاخدلها اياه مشان توقع عليه
رياض : فوراً بجهزه و بروح عالشركة ، و هي الاوراق اللي كان لازم راجعهم صاروا جاهزين ، تفضل
//////
كنت عم رتب جدول المهام اللي طلبه مني معتصم بيك ، و مزعوجة كتير لأنه الوظيفة كانت اصعب من توقعاتي ، لا مو هاد السبب يا نتالي ..
السبب الحقيقي انتي عارفتيه منيح ، بس عم تتناسي مشان تكملي حياتك الجديدة اللي ابتديتيها من يوم ما اخدتي هداك الشك و تنفستي حريتك ، و قررتي تطوي صفحة ماضيكي و كل حدا بذكرك فيه ..
سلافة : نتالي المحامي وصل و جايبلك العقد
نتالي : تمام
طلعت مع سلافة لقابل المحامي ، و تفاجأت لما شفته ..
يتبع ..
الجزء الثاني :
رياض : انسة نتالي ؟
نتالي : نعم انا ، مين حضرتك ؟
كانت نظراتنا متبادلة بشكل ملحوظ ، خصوصاً مني ..
انا بلشت اتمعن فيه ، كان شب باين انه عمره بالعشرينات ..
بشرته سمرا نفس درجة لون بشرتي ، و طويل و نحيف ، شعره و لحيته مايلين للون البني ..
انتبه لحاله و اتدارك الموقف و كمل :
انا محامي من شركة المحاماة اللي بتتعامل معها شركتكم ، و جبتلك عقد العمل الخاص فيكي مشان توقعي عليه
نتالي : محامي ؟
رياض : ؟؟؟
حركت راسي يمين و شمال و قعدت على كرسي مشان اوقع عالعقد ..
و كل شوي راقبه اذا بيتطلع فيي او لأ ..
نتالي : هيك جاهزين
رياض : جاهزين ، شكرا الك
اعطيته العقد ، اخده مني بابتسامة شكر و تابع طريقه ..
بقيت واقفة عم اتطلع عليه ، لحقته بعيوني لحد ما اختفى ، تشتت تفكيري و حسيت الدنيا وقفت ..
نزلت راسي و كنت بدي ارجع على مكتبي ، بس وقفني كلام سلافة ..
سلافة : يعني قالتلي ريهام عنك ، بس ما تخيلت لهالدرجة تكوني
نتالي : ما فهمت شو قالتلك ؟
طول القعدة كانت ساكتة و بتاكلني بعيونها مع العلكة اللي عم تفقع فيها بتمها ..
بس انه تكون متفقة هية و ريهام عليي ما تخيلت لهالدرجة الحقد يكون ..
و ما بتزكر اني اذيتها بشي لريهام حتى تحكي عني و تشكك بأخلاقي ..
معتصم : شو عم بصير هون ؟
طلع معتصم بيك من مكتبه على صوتنا و نحن بنتخانئ ، التفتت عليه سلافة و هية عم تزبط بحالها و تمضغ بهالعلكة : ما في شي يا بيك بس عم فهمها شوية مباديء بتلزمها بشغلها ( و اتطلعت عليي من فوق لتحت بضحكة خبيثة )
معتصم : الحقيني .. ) اشرلي بإيده و فات مكتبه )
لحقته و انا حاسة الدم رح يطلع من راسي من كتر العصبية ، دقيت مرتين و دخلت ..
معتصم : شو القصة نتالي ، من اول يوم بلشنا خناءات ؟
ما عرفت شو جاوبه ، شو احكي ؟ لك ما في شي ينحكى اصلا ..
تهمة و ألفتها عليي ، كل الناس هيك بهالدنيا بكرهوا بعض ؟ مشتهية لاقي حدا بحب الخير للتاني ، بس اخ شو الفايدة من الكلام ..
معتصم : شو عم احكي مع حالي انا ؟ وين رحتي عبرينا شوي
نتالي : انا بدي روح كمل شغلي .. عن ازنك
بلمح البصر كنت طالعة من عنده ، بس فتحت الباب لقيت سلافة كانت واقفة و عم تتنصت علينا ..
اتدارَكَت موقفها ، و انا كملت طريقي بدون ما اعير اهتمام لأي حد منهم ..
________________
دوامي مع معتصم بيك ما اله موعد محدد لينتهي ، يعني كان من ضمن وظيفتي اني رافقه لأي مكان بخص الشغل ، متل عشاء عمل او اجتماعات باي مكان بروح عليه ..
صارت الساعة 5 و كل الموظفين تقريبا روحوا ، دققت بجدول اعماله لليوم ما كان عنده اي شي بعد الدوام ..
ضبيت اشيائي و تفقدت بكرا شو لازمني ، حملت شنتايتي ..
حطيت ايدي على قبضة الباب ، انفتح بدون ما افتحه ، كان معتصم بيك ..
تفاجأت فيه ، كان لازم روح عليه و خبره اني طالعة ..
نتالي : معتصم بيك كنت رح ..
معتصم : انا اجيت اسالك ازا رح ترجعي عبيتك مشان وصلك بطريقي ، اكيد ما معك سيارة
نتالي : انا ما بسوق اصلا ، بس بلا ما اتعب حالك بروح لحالي
كل كلامي بحسه ما اله داعي ، ما بيوصف اي شي من الاحداث اللي كانت تصير معي وقتها ..
معتصم و انا ، من جديد ، بس هالمرة الاقنعة مكشوفة ..
شعر الدنيا و كلام الحب كله ما بيوصف نظراتنا ، و نغمات دقات قلوبنا ..
سلافة : معتصم بيك أنا جاهزة ، بنقدر نمشي
ما قدرت ابعد عيوني عنها و أرد على سلافة ، حنيني اللي ما انطفى رجعت ناره تقوى اكتر و اكتر ..
نرجس قدامي ، و ما بفصلني عنها الا خطوات معدودة ..
ما بعرف اذا احساسي بمكانه و هية كمان عارفتني متل ما انا عرفتها ..
المهم انه بحثي الطويل ما جاب نتيجة ، و بدون جهد مني نرجس رجعت لحياتي ..
نتالي : سلافة عم تنتظرك .. ممكن تفتحلي طريق مشان امشي انا
جملتها كانت مغلفة بمشاعر مكسورة ، مشيتها المتباطئة كانت اكبر دليل على مشاعرها اللي خايفة ترجع تعترف فيهم ..
معتصم : لحظة .. سلافة لو سمحتي اليوم روحي مع الشوفير انا عندي شغل مع نتالي طالعين على عشاء عمل
وقفت و حاولت تحافظ على اعصابها ، شفت هالشي من قبضة ايديها اللي ضغطت عليهم ..
مشيت لعندها و توجهنا سوا للمصعد ، طلعنا و كل واحد فينا وجهه معاكس للتاني ..
عم تهرب مني بنفس المكان ، بس لوين يا نرجس خلص وصلتلك و ما في شي رح يبعدني عنك ..
معتصم : تفضلي
فتحلي باب السيارة ، قعدت بالمقعد جنبه ، مشينا و نحن ساكتين ما في صوت الا الغنية اللي ما بسمع غيرها ..
فجاة سمعت صوته صار يدندن مع المسجلة و يعلي بصوته شوي شوي
قاتلتي ترقص حافية القدمين
ترقص…ترقص حافية القدمين
في مدخل شرياني
من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني
من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني
من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني؟
و انا عم اكتم بضحكتي ، اي ضحكة و دموعي غرقت وجهي و بمسح فيهم اول بأول ..
وصلنا على بيتي ، نزل وفتحلي الباب ، ما قدرت اتطلع فيه و لا جامله بأي حرف ..
صباح : مسا الخير ، شو القصة ؟ سكري الباب
معتصم : يسعد مساكي صبوحتنا
صباح : اهلا اهلا بمعتصم بيك ، شو هالمفاجاة تفضل
الخالة صباح طلعت بتعرف معتصم ، يارب ما تكون بتعرف القصة كلها ..
تركتهم و دخلت على غرفتي ، و بقي معتصم واقف عالباب ما قبل يفوت ..
معتصم : خالة صباح بدي اسالك سؤال و ضروري كتير انك تجاوبيني بصراحة
صباح : تفضل ، خير شفت شي عاطل من نتالي لا سمح الله
معتصم : لا ابدا .. بس …..
_____________________
كان تفكيري موقف ، شو عم بصير ، انا لازم اترك الشغل ، مستحيل ابقى معه بعد كل شي صار ..
صباح : نمتي ؟
دخلت عليي عالغرفة بدون انذار ، و كانت عم تفرك بايديها و متلبكة ، و تمها ملياان حكي ..
نتالي : كيف رح يجيني نوم ( ببكي )
قربت لعندي و ضمتني و صارت تبكي معي ، يمكن اكتر مني كمان ..
السر اللي خبيته عن كل حدا عرفته بعد هديك الليلة ، انكشف و ما في لزوم ضل متخبية ، و صار وقت واجه فيه الناس بدون ما اخاف من الماضي ..
صباح : لا تبكي ، انا معك للنهاية ، و ما رح اتخلى عنك
قعدت و حطت راسي بحضنها ، و صارت تلعبلي بشعري و تمسح دموعي و دموعها ..
نتالي : خالة صباح انا رح احكيلك قصتي و انتي بعدين بتحكمي اذا رح تتخلي عني او لأ ، كان لازم احكيلك من البداية قبل ما تعرفيها من غيري
صباح : عم اسمعك
_______________
أنا نرجس ، قصتي بتتلخص بحياة صعبة و ظروف مأساوية ، لحد ما الله بعتلي اياكي و طلعتي بطريقي ؛ و كنتي الدواء لجروحي و عوضتيني عن اهلي .
بليلة من ليالي تشرين .. و متل هالايام .. و قبل 7 سنين .. امي هربتني بدون ما يحسوا عليي ابي و باقي قرايبنا ..
هربتني لانه الموت كان قريب مني ، بكل لحظة باخد نفس فيها ، كنت شك انه يكون اخر نفس رح اخده ..
امي اللي ما بعرف شو صار فيها بعد ما ودعتني ، و بكيت دم على حالتي ، لأنه قلب الام بعمره ما خاب ، كتير نبهتني كتير ، و يا ريتني سمعت كلامها ، كان عمري يادوب 17 سنة ، و فهمي على قدي وقتها ، لما قالتلي انه المدينة شي بخوف ، و ما احكي لحدا شو قصتي ، و ما اوثق بالناس ..
الثقة ، ايوا الثقة هاي محور قصتي ، ما تعلمت معناها منيح الا لما وقع الفاس بنص راسي و قطعني بدون رحمة ..
وصلت المدينة بعد ما وقف الباص اللي ركبتني فيه امي ، و نزل كل اللي فيه ..
ضليت امشي على الرصيف ، و دور على شي مكان احط راسي فيه و ارتاح ، هم كبير لبنت بعمري تعتبر طفلة ..
فقت تاني يوم على ايد بتهز فيي ، انتفضت من خوفي و ما قدرت ارفع وجهي لشوف مين هالشخص اللي اول شي شفت منه حذاءه ، لدرجة شفت وجهي فيه من كتر ما هو نضيف ، و بنطلون رسمي ، من اللي كنت شوفهم على التلفزيون ..
فادي : ارفعي راسك خليني شوف هالوجه الحلو
نرجس : …
شفت رجليه نزلت لعندي ، كنت نايمة على مقعد حديقة ، و تحت راسي شنتتي اللي فيها كم قرش اعطتني اياهم امي ..
فادي : انا بنزل لعندك ، احكيلي لشوف ليش نايمة هون ؟ وين اهلك ؟ انتي ضايعة عنهم ؟ احكيلي بساعدك
كان رجال نص راسه اصلع ، و عيون صغيرة نظرتهم حادة كتير ، طويل كتير كتير و ضخم ..
هزيت براسي يمين و شمال ، تحرك شعري اللي كان مفرود و مغطي على وجهي ..
مد ايده و قال : قومي معي نفطر ، و بنحكي بس تروقي ، باينتك تعبانة كتير
ما قدرت قاوم ، نومتي بدون غطا طول الليل ، و بدون اكل ، و وضع نفسي اكثر من سيء ، سلبوا مني أي مقاومة ..
نرجس : شكرا الك
فادي : العفو ، شبعتي ؟
نرجس : الحمدلله
كنا بمطعم ما كنت احلم آكل فيه طول حياتي ، اصلا ما عمري وصلت المدينة و ما في مطاعم بقريتنا الصغيرة ..
طال من جيبة الجاكيت بكيت دخان ، و شعل اول سيجارة و هو عم يتطلع عليي ويتفحصني ، و انا كنت ضامة اكتافي و محنية ضهري ، و مو قادرة ارفع عيني بعينه ..
فادي : ما قلتيلي شو قصتك ؟
نرجس : قصة شو ؟
فادي : اتطلعي عليي منيح يا بنت ، انا زلمة مارق على راسي اشكال الوان من الناس ، لذلك بقدر افهمك من دون ما تحكي ، بس اذا حكيتي بنصير صحاب و بقدر اساعدك
عدل جلسته و نفض جكيت بدلته بجفاصة ، و كمل :
و أكيد لاحظتي اني بقدر اعمل اي شي بتحلمي فيه ( ابتسم بخبث )
نرجس : شكرا الك ، لا مو بحاجة مساعدة
حملت حالي و بدي اقوم ، عبس وجهه و كأنه ما توقع ، قلتله : عن ازنك انا لازم روح .. و شكرا مرة تانية
فادي : لحظة ( طال كرت من محفظته و حطه عالطاولة )
اذا احتجتي شي بتقدري تتصلي على واحد من هدول الارقام
مشيت و ما بعرف لوين ماخديني رجليي ..
كانت الدنيا كتير بكير ، و المحلات يادوب فاتحة ، الشارع موحش ..
قعدت على طرف رصيف و ضميت ركبي و انكمشت على حالي ، و صرت ابكي على حظي اللي خلاني اوصل لهيك مكان ..
هربت من الموت ، بس الموت كان ارحم عليي من هاللحظات ..
بس شفت الشارع صار فيه حركة ، قمت و فتت عالمحلات واحد واحد ..
نرجس : عمو بلاقي عندك شغل ؟
صاحب البقالة : لمين ؟ بس ما يكون الك !
نرجس : اه الي ، الله يخليك كتير بحاجة للشغل
صاحب البقالة : و الله يا عمو شوفة عينك المحل صغير ، و يادوب جايب همه
نزلت راسي بيأس و قلتله : يعطيك العافية
صاحب البقالة : لحظة يا بنتي ، اذا كتير محتاجة لشغل بدلك على محل البسة كانوا يدوروا على موظفة
ارتسمت الضحكة على وجهي البريء ، و سألته :
وين هالمحل عمو دلني عليه و انا بروح
وصلت على المحل اللي دلني عليه ، فتت و لقيت فيه صبية مبينة اكبر مني بكتير ، دخلت و خبرتها اني من طرف العم … و بدور عشغل
اتفحصتني بنظراتها ، و صارت تلف حواليي و ترفع شعري الطويل المجعد بطرف اصابعها
نهال : شو قلتيلي اسمك ؟
بس سألتني عن اسمي ، تزكرت اني بمدينة و ما حد بعرفني فيها ، حبيت ابتدي حياة جديدة و ارسمها من أولها ، اخترت اسم كنت حبه كتير
نهال : هييه يا بنت نحن هنا ، عم اسالك شو اسمك ؟
نرجس : اسمي اسمي نتالي
نهال : شي حلو ، اسمك الفني هاد و لا شو ؟
نتالي : كيف يعني اسمي الفني ، شو شايفتيني عندك
نهال : و عم تردي بوجهي من اولها .. انقلعي من وجهي هاد اللي كان ناقص و الله
نتالي : بعتزر ما عاد عيدها ( بتبكي ) الله يوفقك ما تقلعيني ، خليني اشتغل شو مابدك بس دخيلك
نهال : اييه شو بتلعي ، خلص ماشي ، يلا بلشي هي الممسحة و السطل هناك ، نفاضة الغبرة فوق الرف
نتالي : حاضر
بلشت بالشغل اللي خلتني عيده اكتر من خمس مرات ، قال البلاط مشحط ، و كل ما امسح تمشي عليه قبل ما ينشف ..
نشف قلبي على قد ما صبرت بهداك اليوم عليها ..
بس و لا النومة بالشارع ..
حطيت ايدي على تمي و شهقت ، لك صحيح وين بدي نام اليوم ؟ و ما اتفقت عالاجرة ؟
رحت لعندها كانت عم تحاسب زبونة ، بس خلصت قلتلها : ما عرفت كم رح اخد اجرة على شغلي ؟
نهال( بقرف ) : لا تخافي اكيد المعلم بس يجي رح يكرمك ، بس دخيلك بعدي عني رح استفرغ من ريحتك
بعدت عنها و كملت : مين هاد المعلم ؟ و متى رح يجي ؟
نهال ( بضحكة سخرية ) : شوفي هي شرف يؤبر ألبي
اتطلعت عالباب محل ما كانت عينها ، لقيت شب عم يفتح فيه ، و فات لعنا و حامل بين ايديه كرتونة كبيرة ..
دقرتني و قالت : ليش بعدك واقفة ، حركي حالك و احملي عنه
ما لحقت اوصل لعنده ؛ الا هو منزلها عالارض ..
نهض حاله و اتطلع فيي ، التفت لنهال اللي كانت مسبلة عيونها و مو شايفة قدامها و قال : مين هاي ؟
وين رحتي نهاااال( صار يلوح بايده و يعلي صوته (
نهال : نعم ، اه هاي بنت اجت تشتغل مو كنا بدنا وحدة تنضف المحل ، نتالي بعرفك على عناد ، ابن صاحب المحل ، و مسؤول عن كل شي هون
نتالي : ..
عناد : و اتفقتوا عالاجرة ؟
نتالي : كنت..
نهال ( قاطعتها ) : معقولة يا معلم ، انا تربايتك ولو ، ما في شي بتم بدون امرك .. انت فصل و نحن بنلبس
عناد : ممتاز
اتطلع عليي من فوق لتحت و كمل : شوفي يا نتالي نحن هون محل على قد قدنا يعني يادوب مطلعين راس مالنا ، لذلك الأجرة رح تكون شوي قليلة ، بس بوعدك اذا زاد ربحنا ازيدلك اياها .. مبدئياً 12 دولار باليوم شو رايك ؟
نهال : رأيها بشو معلم ؟ اكيد موافقة مو هيك نتالي ؟
نتالي : … بس يا معلم انا ما .. ما بعرف ( كنت رح اغلط و احكي عن حالي ) خلص اللي بتشوفه
عناد : يا عيني عليكي ، الدوام بخلص عال7 مسا و بدي يكون المحل مرتب من مجاميعه ، و كل يوم بتفتحي المحل قبلنا
سكوتي كان اكبر دليل على ضعفي ، من وين رح جيبها للقوة و انا بلا اهل و بلا سند ، حتى بدون سقف يأويني من كلاب الشوارع ..
خلص دوامي و سكروا المحل ، اعطوني نسخة ، و راح كل واحد بطريقه ..
حفظت المكان منيح مشان ما اتوه ، تمشيت بالمنطقة و حاولت اسال عن مكان للنوم ، ما لقيت ..
تزكرت اني بلا اكل من الصبح ، رحت على مطعم اشتري سندويشة بس كان الوقت متأخر و الكل بلشو يسكروا ..
استمريت بالمشي لحد ما طلع قدامي قهوة ، قربت شوي لقيتها معبية رجال و شباب ..
تراجعت شوي شوي بدون ما اتطلع وراي ، و لفيت وجهي بدي كمل الطريق ، اصطدمت بحدا ..
عناد : على مهلك كنتي رح توقعيني ( اتطلع فيي منيح بين هالعتمة ) هاد انتي ؟
نتالي : اسفة ما انتبهت معلم
عناد : شو عم تعملي بهالوقت ، وين بيتكم ؟ ليكون ضيعتي الطريق
اهتمامه بالسؤال ، و استغرابه من دموعي اللي خانتني ، خلوني اسمع كلامه ، و روح معه لبيت اهله ، بعد ما عرف اني هربانة من الضيعة..
ام عناد : مين هاي البنت اللي جايبلنا اياها بنصاص الليالي ؟ انت بدك تفضحنا ؟ لو عرفوا الجيران شو بدنا نحكيلهم ؟ شو بدهم يحكوا علينا ؟
عناد : لا حول ولا قوة الا بالله ، وطي صوتك يا امي و اسمعيني للنهاية
هالبنت ما الها حدا و اليوم اجت و شغلناها بالمحل ، بهون عليكي بنت بهالعمر تنام بالشوارع ؟
ام عناد : و لا يمكن اقبل اوسخ سمعة بيتي ، روح وديها لمكان تاني تنام فيه غير بيتي
ليلتها بلش عقلي يستوعب انه هالدنيا مليانة وحوش ، و قلوب الناس الرحمة انتزعت منها ..
اجرتي اللي كنت اخدها يا دوب كانت تكفيني اكل و شرب و شوية ملابس بسيطة ، كنت غير فيهم خلال الشهر ، و احتياجات شخصية ..
بعد ما كملت الشهر بشغلي النهاري بمحله و نومتي فيه ليلا ، و بدون ما نهال تعرف اني برجع نام فيه ، لأنها بلشت تنزعج من وجودي و تشك باني عم طبق المعلم ..
معاملة عناد الطيبة معي و محاولته لمساعدتي ، كانت احلام يقظة صحيت عليها ، كان لازم اكتشف هالشي لحالي بعد ما اخد مني نسخة المفاتيح ، لحجة انه ما بيلزموني ، لاني بعد ما اطلع من المحل متلي متلهم بس يخلص الدوام ، برجع فوت من شباك بتركه مفتوح شوي .. و بيجي الصبح قبل نهال بفتح المحل و بروح ..
بهالليلة المشؤومة ؛ و بعد ما حطيت راسي بدي انام ، سمعت صوت طرق خفيف ، تجمدت من خوفي ، بس رحت وقفت عند الباب الزجاجي اللي بكون تحت باب الحديد اللي بسكره المعلم بس يخلص الدوام ..
حسيت بالباب الحديد عم يفتح شوي شوي ، و شخص عم يبين من اضوية الشارع ..
انفتح باب الحديد لحد مكان القفل للباب الزجاج ، حط المفتاح و فتحه ..
من صدمتي تلبكت و بقيت واقفة عم اتفرج ..
شافني واقفة ورا الملابس المعلقين بالمحل ، و كل جسمي برجف ..
سكر كل شي بالمفاتيح اللي معه ، و صار يقرب مني شوي شوي ..
و انا كل ما قرب الزق اكتر بمكاني لانه ما في مجال ارجع لورا او ابعد من طريقه ..
وصل لعندي و عيونه كلها شر ، و الخباثة بتنقط من وجهه متل نقط المطر النازلة و ملت الشوارع ..
صرت انادي عليه و ابكي ، بس ما كان سامع اي شي مني ..
انكمشت على حالي و قرفصت على الارض تحت الملابس ، و بدي ازحف مشان اقدر ابعد عنه ..
قرب مني اكتر و اكتر ، و انا اتحرك ببطئ لاني محاصرة كتير ..
كان في خشبة بطرفها مسمار ، بنستخدمها مشان نطول القطع البعيدة عنا ..
لقيتها مرمية عالارض بعيدة عني كم خطوة ، صرت اجر حالي و انا مقرفصة ..
بهالوقت قرب مني و هجم عليي بدو يمسكني من ايدي ..
بس قمت فجاة و مسكني من خصري ..
دفشته و صرت اتهرب منه و قدرت اوصل لعصاية الخشب ..
شافها و حاول ياخدها مني ، و ضليت اسحبها من ايده و هو يسحب ، المسمار كان من طرفه ..
حركت ايدي بتراخي فصارت القوة من طرفه ..
ارتد جسمه و فلتت العصاية منه ..
انجرح من المسمار ..
التهى بالجرح و الدم اللي نزل ، ركضت اخذتها و رفعتها عليه ، صار يضحك و يلوح بالمفاتيح انه ما بقدر اطلع من هون بدون مفاتيح ..
و الطلعة من الشباك اصعب من النزلة منه ..
يعني مقاومتي عالفاضي ..
و صار يحكيلي انه حبني من اول ما شافني و ساعدني و خلاني بالشغل مشان يخطبني بس كانت امه مو موافقة عليي ..
خلال كل هالكلام كان يقرب مني و يلف حواليي مشان ياخد العصاية ..
و اول ما لف و جهه خبطته فيها و اجا المسمار براسه ..
وقع عالارض ، و انا رميت العصاية و الخوف تسلسل لقلبي بس شفت الدم عالارض ..
بس ما كان في مجال اضل خايفة ..
وبس حسيته بيفقد الوعي ، رحت اخدت المفاتيح اللي ارتمت عالارض جنبه بعد ما ضربته ..
_____________
رياض : شو يمة مبسوطة بالمدينة ؟ النا سنتين ما بصدق كيف الايام بتمرق بسرعة
ام رياض : ما في بعد بيتنا و حياتنا البسيطة ، لولا اختك نرجس ما بطلع من بيتي و ببعد عن ابوك الله يرحمه
رياض : تعيشي .. طيب ناقصك اشي اجيبلك اياه
ام رياض : بدي سلامتك ، لولا هالجارات عليي ماشاءالله زي العسل ، ما في اخبار جديدة عن اختك يمة ؟
رياض : هيني بدور، و ان شاءالله بنلاقيها عندي أمل كبير اني رح التقي فيها و ارجع ايامنا القديمة مع بعض
ام رياض : يااارب الله يجمعني فيها
//////
سامر : الو معتصم ، شو بشوفك رديت ماخد الموبايل معك هالمرة هههه
معتصم : لا ما طلعت اليوم ، ما في داعي اطلع خلص
سامر : يا عيني عليك بلشت ترجع لوعيك
معتصم : لا مو هيك القصة بس .. لقيتها .. الو .. الو لك وين رحت .. الو سامر
ما في عشر دقايق الا الباب عم يندق بقوة ، فتحت و كنت متأكد انه سامر ..
معتصم : اهلا وسهلا
سامر : اتركك من الترحيب هلا و فهمني شو هاي لقيتها ؟ كيف و متى ؟ ليش ما خبرتني ؟
معتصم .. شو عم تعمل .. طول بالك نزلّي هالمسدس خلينا نتفاهم
انت شكلك مو صاحي ، كم مرة قلتلك بس تكون شربان ما تفتحلي الباب
معتصم : هصصص امشي قدامي بدون صوت
يتبع ..
الجزء الثالث :
ما سيطرت على حالي و رفعت مسدسي بوجه اخي و رفيقي ..
كل مرة بضعف و ببكي متل الولد الصغير ..
سامر : بشو احلفلك اني ما عرفتها ، كتير متغيرة يا اخي
معتصم : ما تحلف ما رح صدقك ، كم الها عندك و قدام عيونك و انا ما بعرف
سامر : خد امسح دموعك و ما بدي اشوفك بهالحالة خلص هي نرجس رجعتلك
معتصم : انت ما بتعرف شو شافت هالبنت بحياتها ، داقت المر بكل اشكاله لحد ما الله حطني بطريقها
سامر : كيف وصلت لفادي ؟ حكالك
معتصم : لا ، نرجس حكتلي كل شي ..
كيف أول مرة التقوا ، و كيف رجعت التقت فيه ..
_______________
طلعت من المحل و ما حسيت على حالي كيف ركضت مسافة بعيدة ، و بدون ما احدد وين وجهتي ..
طلع الصبح عليي و انا ما بعرف المنطقة اللي وصلتها ، و أول مكان لمحته عيني دخلت عليه و سألت اذا بلاقي هاتف عنده ؟
نتالي : الله يوفقك عمو بلاقي عندك هاتف بدي احكي مكالمة ضرورية
صاحب المحل : تفضلي بس باخد 5 دولار عالمكالمة الدولية
نتالي : شوف هدول الارقام ، بدي جربهم و بس يلقط الخط خد اللي بدك ياه
صاحب المحل : لا هاد الرقم محلي احكي قد ما بدك
فادي : الووو مين ؟
نتالي : عمو فادي انا نتالي
فادي : ما بتزكر حدا بهالاسم .. فيقتيني من عز نومي
نتالي : لا تسكر ارجوك .. انا البنت اللي لقيتها نايمة على كرسي بحديقة و افطرنا سوا ازا بتتزكر و اعطيتني كرت و ..
فادي ( بغرور) : اي تزكرتك وينك يا بنت ..
اعطيته العنوان ، و استنيت اكتر من نص ساعة لحد ما اجاني بسيارة فخمة ، و ركبت ..
كان خوفي من اني كون قتلته ل عناد ، اول مدخل لفادي على حياتي ..
و من اول يوم خبرني انه رح يدبرلي شغل بجيب منه 1200دولار بالشهر و يمكن اكتر ..
فادي : يا سلام عليكي يا نتالي ، هيك جمال بدو هيك اهتمام و هيك مكان في ناس بتقدر قيمتك
نتالي : بس لحد هلا ما فهمت شو رح يكون شغلي بالضبط ؟
شبك ايديه و وجههم عليي ، و صار يقلب بنظره بيني و بين وحدة كانت واقفة جنبي و بتسرحلي بشعري ..
فادي : هلا انتي شو بتعرفي تشتغلي ؟ أو وين بتلاقي حالك مبدعة ؟
نتالي : شو ما بدكم بعمل ، بنضف و برتب و ممكن اطبخ .. يعني هيك شغلات
فادي : ههههههههههه ضحكتيني ، هيك يعني انتي مبدعة
ضحكاته اللي ما توقفت ، و تكراره لكلماتي عصبوني منه ، و على شوي كنت رح اترك هالمكان ، بس سمعت كلمة ( فنانة) ، بلعت ريقي و بان عليي التعجب ..
فادي : هالمكان ما بيجي عليه الا الناس المهمين بالبلد ، و انا بحب اني ابسطهم على ذوقي الخاص اللي وثقوا فيه ..
يلا يا شيرين فرجيها كيف بكون الفن على اصوله ، و اعطيها كم درس لسهرة اليوم ، ما بدي تأخير اكتر من هيك ( كز على اسنانه و كمل ) اصلاً ما بعرف كيف فلتك من ايدي من اول يوم شفتك فيه
شيرين اللي فيما بعد عرفت انها مسؤولة عن كل شي بخص الموظفين بالمطعم ، وقفت مع فادي و حكوا مع بعضهم و كأنهم كانوا عم ينتظروا شخص ، بعد ما اجا كان حامل بايده اوراق ..
ما سمعت اي شي من كلامهم ، كنت بفكر بكلمته ( فنانة ) شو ممكن يكون تفسير هالكلمة يا ترى ؟
شفتها عم تقرب مني و مدت ايدها اللي حاملة فيها الورق و بايدها التانية اعطتني قلم ..
شيرين : اكتبي اسمك الثلاثي على كل ورقة و وقعي عليهم
احترت أي اسم اكتب ، ما معي أي اوراق ثبوتية عدا ورقة من امي ، مكتوب عليها شهادة ميلاد ..
فتحت شنتتني الصغيرة المعلقة برقبتي و طلعت الورقة ، و قبل ما افتحها ، سحبها فادي من ايدي بكل سلاسة و نفضها بايد وحدة و فتحت ..
ابتسامته الخبيثة كانت عم تعرض شوي شوي ، نزل ايده و اتطلع عليي ، و كان عم يحكي مع شيرين : يلا ابدأي بالتجهيزات الأولية لبين ما كمل المعاملة على طريقتي الخاصة
و أشر لشب كان واقف معنا كأنه حارس شخصي اله حتى يلحقه ..
نتالي : خالة شيرين شو يعني اني اشتغل فنانة ؟
شيرين : أولاً لا تنادي لحدا خالة او عمو او شي من هالالفاظ الغبية نحن هون بشغل ، انا بتناديلي شيرين
تانياً البسي هدول خليني شوف كيف رح يجوا عليكي
نتالي : شو هاللبس هاد ؟
صدمتي لما شفت الملابس ، او بالأحرى كم قطعة القماش اللي يادوب يستروا شي من جسمي ، فيقوني على المصير اللي وصلت اله ..
و احساسي بإني هربت من موت ل موت اعظم ، بعد ما وصلت على المدينة ، كان بمحله ..
معاملة شيرين معي بالأول كانت كتير حلوة ، و بس شافت مقاومتي للموضوع عم تزيد ، شفت الوجه البشع ، و الالفاظ السيئة اللي وصفتني فيها ..
و فادي ما رجعت شفته الا المسا ، دخل على الغرفة اللي حبستني فيها شيرين و لقاني منكمشة عحالي ، و غرقانة بدموعي ..
قرب مني و نزل بركبه لعندي ، رفع وجهي بايده ، و دقق في عيوني ..
ما قدرت ابقى ساكتة ، دفشته عني و قمت ..
فادي : مو حرام هالعيون تبكي ؟ ليش عاملة بحالك هيك
مسحت دموعي و انا عم برجف من خوفي و جاوبته بضعف : انا بدي اطلع من هون فورا ، ما بدي اشتغل عندك
قرب مني و ملامحهُ وضحت عليها الجدية ..
فادي : ما عندي مانع ، بس ما ترجعي تتصلي فيي اذا لقطتك الشرطة
نتالي : ش ش شرطة شو ؟
فادي : شو نسيتي انك قتلتي زلمة ؟ الشرطة بكل مكان و معهم مواصفاتك و عم يدوروا عليكي ، يلا لشوف اطلعي و ما تسمعيني حسك بعد هيك
من الطبيعي انه هيك فيلم من تأليف و اخراج واحد متل فادي ، يمرق و بكل سهولة على وحدة متلي ..
بأقل من ساعة جهزتني شيرين ، و حولتني لشخصية مختلفة بكل مقاييسها عن نرجس اللي كانت الصبح ..
شغلات كتيرة علمني اياهم فادي قبل ما ابدأ باول خطواتي بعالم الفن ( على رأيه ) ..
و انه هالمكان راقي و زباينه كلهم برجوازيين ، و أهم شغلة انه كيف ساير اللي بطلبوني و ارسم حدود بعلاقتهم معي ..
و بنفس الوقت ما أزعلهم ، لأنه ازا زعلوا مني بكون سبب في خسارة المحل لهيك شخصيات ..
كان كتير مدقق على هالموضوع ، بالرغم من اعتراض شيرين و انه رح يحصلوا على مبالغ اعلى ..
حاجتي مو بس للفلوس ، لأ للمأوى كمان ، كانت اقوى من شعور القرف اللي انتابني لما طلعت على الستيج ، ببدلة الرقص اللي لبستني اياها شيرين ، و بعد ما عرفني فادي للموجودين ( النجمة الصاعدة نتالي ) ..
متل ما بقولوا ، كل شي بأوله صعب ..
و انا هيك كمان ، كل يوم كنت اتعود اكتر ، و ملامح موهبتي توضح اكتر ههههه ..
امتثلت لأوامره و مزاجياته ، بعد ما وقعت على المستندات اللي كانت باسمي الجديد ( نتالي ) ، قالولي انهم مجرد معاملات روتينية لكل الموظفين ..
لكنها كانت ، و للاسف ، ثمن لحريتي ، اللي لما احتجتها ، كان لازم ادفع ثمنها غالي ..
مرقت عليي سنة و تنتين و تلاتة و انا على هالموال ، شغلي متل ما هو ..
و الفلوس اللي من حقي ، ما كنت شوف منهم الا القليل ، بحجة انه بشغّل الباقي مشان مستقبلي ..
بس ما قدرت اكتشف لعبته و هدفه المخفي ؛ لأنه تفكيري كان محدود ، و ما قدرت افهم انه ما بدو اياني أجمّعهم و ادفعله وقت ما بدي ..
و قدر يطمعني بالفلوس اللي رح جيبها من هالشغل ، و نسيت طعم الحريّة اللي اشتهيت دوقه لما سمحت لحالي إني عيش الحب ، اللي كنت اسمع عنه كتير بس ما عمري فهمته الا بهداك اليوم ..
لما اجا عليي فادي و خبرني انه الليلة في عشاء عمل لشركات مهمة و الها اسمها بالبلد ، و لازم بيضله وجهُ قدامهم ..
اخترت البس أحلى شي عندي ، و اتدربت كتير ، و حتى اخترت موسيقى ما عمري رقصت عليها مشان حس بالتغيير ..
حبيت ابتدي رقصتي بغطا بيجي مع البدلة اللي كنت لابستها ، غطيت فيه وجهي و بينت عيوني ..
و بعد ما رقصت نص الوصلة ، اجت عيني على الطاولة البعيدة عن الستيج ، و لفت انتباهي الشب اللي ما كان متفاعل معي من دون كل الرجال اللي بالصالة ..
بس نظراته كانت خارقة كتير ، حبيت اني الفت انتباهه و شوف ردة فعله ، رفعت الغطا عن وجهي بحركة سريعة خلال الرقصة ..
سامر : معتصم وين قايم يا زلمة ، لسا السهرة ما خلصت
معتصم : شوي و برجع ، انبسطوا انتوا
هالنجمة اللي حديث الكل كان عنها ، و منتظرينها على احر من الجمر ..
اول ما لمحتها بوسط الستيج بملابسها الشبه عارية ، و حركات جسمها المغرية ، سحرتني لا ارادياً ؛ و ما تخيلت حالها اني انجذب لهيك وحدة ..
بقيت عم انتظر لحظة اشوف وجهها لما قامت الغطا عنه ، في شي تغيّر جواتي ، و صدمتي بملامح وجهها الطفولي ، حركوني من مكاني ، و رحت انتظرتها لحتى تخلص رقصتها بمكان قريب من الستيج ..
معتصم : عفواً ممكن نحكي شوي ؟
اختفاء هداك الشب من مكانه بنفس اللحظة اللي رفعت فيها الغطا عن وجهي ، وتّرني كتير ، اول مرة بحس بهالشي تجاه اي زبون بقابله من لما اشتغلت ..
خلصت الوصلة و ما قدرت جامل أي حدا ، كتير عصبت ، و بدون ما اعرف السبب ..
مشيت بسرعة لأوصل غرفتي ، بس لقيته واقف بمكان قريب من الستيج ، و طلب أحكي معه ، وافقت على طول و نسيت فادي و نسيت انا وين اصلاً ..
ما توقعت انه في رجال لسا عندهم احترام لاي انثى بهالدنيا ، و تصرفاته معي من لما لبسني جكيت بدلته ، و سألني عن عمري ، لحد ما طلب مني اني اترك هالمكان و الشغل كله ..
كلامه رجعني للواقع اللي كنت فيه ، و تزكرت العقد الجزائي و المستندات اللي وقعت عليهم بدون ما افهم أي شي وقتها ..
و انه فادي بيتحاسب قانونياً ، لانه وظفني بهيك شغل لما كان عمري اقل من السن القانوني ..
فادي : شو عم بصير هون ؟ معتصم بيك لو سمحت نتالي بتروح لطاولتك انت ارتاح و نحن بنقوم بواجبك
التفت عليي معتصم بيك و سالني بعيونه اذا رح نفذ اوامر فادي ، أو اسمع كلامه و اتحرر من القيود المربوطة بكل جزء فيي ..
وقتها حسيت حتى لساني كان مقيّد ، و ما قدرت جاوب بأي شي ..
معتصم بيك حبل النجاة اللي تعلقت فيه ، راح و تركني بدون ما يلتفت عليي ..
و تأكدت انه حلمي كان اصعب من انه يتحقق ، لأنه فادي كان بالمرصاد و ما رح يتركني بهالسهولة ..
قمت الحقه لأعطيه جكيت بدلته ، سحبني فادي من ايدي بأقوى ما عنده ، و دفشني ، و بدون رحمة ، و بالرغم من المقاومة و الصراخ و طلب النجدة اللي طلعوا مني يومها بس للاسف ما لامست سمع اي حدا ..
غمضت عيوني و تمنيت الموت و استسلمت ..
لكن رنة موبايله كانت المنقذ بهاللحظة ، و طلع من عندي و هوة عم يهدد بإني اذا هربت ، و بدون ما ادفع اللي عليي ، رح يجيبني و يعمل اكتر من اللي عمله ، و اني لسا ما شفت شي من الوجه التاني اله ..
لملمت حالي ، و نمت و انا حاضنة جكيت معتصم ، لقيت فيه الامان و الدفا اللي فقدتهم من سنين ، تمنيت شوف وجهُ مرة تانية ، حبيته كتير ، و تعلقت فيه من اول لقاء ، و حلمت اني كمل حياتي معه ..
بس سجني تشددت حراسته ، و أحلامي تحولت لكوابيس مزعجة ، ما عاد في شي احارب مشانه ، و حياتي متشابهة كل يوم متل اليوم اللي قبله ..
مرق عليي سنة و أنا على الحال ، و بكل يوم بنوي إني اهرب ، بس خوفي من مواجهة الحياة ورا حيطان هالمطعم كان اقوى من ارادتي ، و طعم الحرية فقدت الامل اني دوقه ..
ليوم كنت عم اتحضر للسهرة متل كل يوم ، بدق باب غرفتي ، حكيت تفضل ، وجهي كان عالمراي و كاشف الغرفة كلها ، و لما انفتح الباب انطبعت صورته قدامي ..
وقعت من ايدي قطعة المكياج اللي كنت عم زيّن حالي فيها ، و قمت عن الكرسي ..
ابتسملي و مشي باتجاهي ..
معتصم : تزكرتيني ؟
نتالي : انت معتصم بيك صح ؟
طلعنا من المعطم شابكين ايدينا ببعضهم ، و ضحكات فادي الخبيثة صداها عم بلحقنا ..
و أول ما ركبنا بسيارته ، شرحلي خطته بالتفصيل ، لأني ما رحت من باله ابداً ، و كان عم يخطط بذكاء كيف ممكن يرجعلي و يقدر ينتشلني من هالوحل اللي وقعت فيه بسبب جهلي ..
معتصم : ما بدي الشمس تطلع و انا معك ، حتى ما ارجعك لهداك المكان مرة تانية
نتالي : … انا ما بدي افترق عنك وين ما بتكون و باي مكان في العالم بحب كون معك
رجعني على المطعم حسب الاتفاق اللي بينه و بين فادي ، و معي أول شيك من معتصم ، اجرة هالليلة اللي قضيتها معه ( حسب ما فهم فادي ( ..
بقينا على هالحال اكتر من شهر ، و كل يوم يجي معتصم ياخدني معه قبل ما تبلش السهرة بالمطعم ، و يرجعني الصبح ، و بايدي شك بنفس المبلغ كل يوم ..
فادي : شو بس ما تكون عجبتك هالشغلة نتالي خانوم ؟
نتالي : اي شغلة ما فهمت ؟
فادي : شو عم تجدبيها عليي ؟
نتالي : شو بدك فهمني على شو عم تلمح ؟
فادي : بلا لعي يلا جهزيلي حالك الليلة في زبون تاني رح ياخدك و دفع اكتر من البيك
للأسف ، اطماع هالشخص و خباثته كانوا اكبر من حساباتنا ، أول عالاقل حساباتي انا ؛ لأني ما كنت بقدر اتخيل شو ممكن يعمل معتصم مشاني اكتر من هيك ..
ما كان معي اي وسيلة لاتصل بمعتصم و خبره عن الشي اللي رح يصير ، و قرب موعدي مع الزبون اللي جابلي اياه فادي ..
قعدت على طاولة انتظر الزبون ، و ادعي يجي معتصم قبله ..
أوس : مسا الجمال لأحلى و ارق انثى قابلتها بحياتي
انتفضت بس سمعت هالصوت الخشن اللي كان من شخص واقف وراي ، قمت عن الكرسي برعب
أوس : على مهلك ليش هيك ارتعبتي ، عم نمسي عليكي سمعينا صوتك الحلو متلك
قرب مني اكتر و حط ايده على خصري ، بعدت عنه بسرعة ، و بلعت ريقي ..
نتالي : مين انت ؟
أوس : ما حبيتها منك هاي
لف وجهُ و نادى بصوت جهوري : يا فادي
و رجع التفت عليي و تفحص كل جزء مني ، حسيته عم يعد بالخلايا من كتر ما كانت نظراته حادة ..
فادي : في أي مشكلة أوس بيك ؟ نتالي شو عم بصير هون
أوس : لا ما في مشاكل ريحلي حالك انت و خبرهم يجهزولنا السيارة لأني مستعجل كتير و بدي لحق السهرة من أولها
كان يحكي و كأنه فادي مو موجود بالمكان ، وقتها حسيت انه نهايتي قربت و المستنقع اللي كنت مفكرة اني رح اخلص منه ، رجعت وقعت أكتر من الأول فيه ..
مد ايده و بدو اياني امسكها ، لفيت وجهي بعصبية و سبقته بالمشي ، لحقني بخطوات سريعة و مسكني و شد على ايدي ..
أوس : مو لابقتلك العصبية ، و بطبيعتي بحب الانثى الرايقة
نتالي : تمام ، بس ممكن تترك ايدي لانك عم تشد عليها كتير ، و هالشي بعصبني أكتر
كانت تصرفاته كتير غريبة ، و اختلفت عن لما كان بالمطعم ، صار حنون و قاسي ، لطيف و خشن ، هادي و عصبي ، كلهم بنفس الوقت ..
الطريق كانت من المطعم للشقة اللي اخدني عليها اكتر من نص ساعة و مع هيك صارت فيها كل المواقف ..
ما كان باين عليه انه متزن متل ما منظره بيعطي فكرة ، كلامه مو مرتب ، و معظمه مو مفهوم ..
نزلني من السيارة غصب ، و لما شفته كيف عم يتصرف معي حاولت اتفلت منه ، راح حملني على كتفه ، صرت اضرب فيه بلكي بيختل توازنه لانه مو ضخم كتير
ما قدرت حركه ، و للاسف وصل شقته اللي كانت بالطابق الارضي و سكرها منيح بالمفتاح و خباه بجيبة بنطلونه ..
فوتني عالصالة و كانت جاهزة من مجاميعه ، مو مخلي نوع مشروب الا جايبه ، و لا اكل او تسالي ..
حتى مولع شموع و موسيقى رومنسية ، و انا عم حاول اخد نفس سمعت الموسيقى تحولت لنوع تاني ، و صار يرقص و يقلدني و طلب مني ارقص معه ..
مسك قنينة مشروب و خضها و فتحها بجنون ، و غرقني فيها ، و ضحك بهستيريا ، كل هاد و انا فاتحة تمي و مذهولة باللي عم يصير ..
صب كاسين و قرب مني ، اعطاني واحد ، قلتله انا ما بشرب ، قرب مني اكتر و شدني من خصري لعنده و طق كاساتنا ببعض و قلي اشربي قبل ما ازعل ..
كانت أول مرة بحياتي بدوق فيها المشروب ، ما تحملت طعمه و وقعت الكاسة من ايدي و رحت استفرغ ..
لحقني و هو عم يضحك عليي ، و قلي كل شي أوله صعب ، خدي كمان لقمة رح تحبيه ، و رشقني بكاسته على وجهي و ملابسي ..
رجعت غسلت ، و طلعت من الحمام ، لقيته مجهز بدلة رقص مشان البسها و ارقصله ، كان عم يشرب كتير ، قلت هلا بسكر و برتاح منه ، خليني سايره لحد ما يطفي وصرت خطط للهروب ..
فتت لغيّر ملابسي على غرفة ، ما لحقت اطبق الباب و بدي اقفله ، لحقني و هو عم يتمايل و يرقص بالكاس اللي ما نزل من ايده من وقت فتنا البيت ، قلتله لو سمحت بدي اتجهز لاعملك احلى رقصة ، و اتدلعت عليه شوي لحتى قدرت اطلعه من الغرفة و سكرت بالمفتاح ..
حاولت اتاخر قد ما فيي ، بس ما حل عني و هو عم يخبط عالباب و يهددني بكسره ، فتحتله و تناولني على طول ، ما خلاني ارقص حتى ..
حسيت انه خطتي رح تفشل ازا بضل على هالحالة ، قلتله بدي صب كاس الي تشرب معي ؟ انبسط و قال هاتي القنينة كلها كاس ما بكفي ، و عملت حالي عم بضحك معه ، طبقت كل الدروس اللي علمني اياهم فادي ..
بس كانت عندي مشكلة وحدة ، هي المفتاح ، قلت بس ينام عالآخر بطوله ، قام هو طلب مني اني شلحه اواعيه ..
قلتله حاضر ، و قربت بدي فك ازرار قميصه و انا نفسي عم تلعي من ريحة المشروب ، و عم حاول قاوم حتى ما استفرغ و صحيه عليي ..
مسك ايدي و حطهم على حزام بنطلونه و قال بلشي من هون كتير متدايق ، بلعت ريقي و نزلت ايدي بحذر لاني كنت فاهمة عليه ..
//////
وصلت عالمطعم متاخر عن موعدي اليومي ، ما لقيتها ، جن جنوني و قلبت الدنيا على نتالي ، كان فادي قاعد و براقب بصمت ، رحت لعنده و سألت عنها ، رفع كاسه و قال : تعال نشرب سوا نخب الحب الضائع هاهاهاهاها
مسكته من خوانيقه و ضربته ، و رميته عالارض ..
معتصم : شو عملت فيها ولاااك ؟
فادي : شو مفكر حالك بدك تتشاطر عليي ؟
وقف و هو عم يكت بحاله و يرتب منظره ، و بضرب بكفوفه وبقول : نتالي خلص بح .. راحت و تركتني و تركتك
قرب مني و ضربني بكف ايده على صدري ، رجعت مسكته و ضربته ..
معتصم : بدك تعترف و لا بجيب الشرطة تتفاهم معك
ما عجبه كلامي ، توتر و بان على وجهه الخوف ..
فادي : طول بالك معتصم بيك عم نتساير ، شو بدنا بالشرطة تنكد علينا سهرتنا ، بس خلينا نتفق مشان ننبسط احنا التنين ، لا تكون اناني و تنبسط لحالك و غيرك يزعل
معتصم : يا عيني عليك ، هات من الاخر كم بدك ؟
فادي : انت كريم كتير يا بيك ، و نتالي بتستاهل
معتصم : كم بدك مقابل المستندات اللي موقعها عليهم ؟
//////
قبل ما كمل فك بنطلونه ، و انا عم اتململ ، دق تلفونه ، مسكه بقرف و لما شاف مين عم يدق ، سكر الخط ..
رجع اتصل نفس الرقم فيه ، تأفف و التفت عليي ، كانه خايف من شي ، هزيتله براسي باستغراب ..
اوس : خدي ردي انتي مو جاي عبالي احكي مع حدا
صدمني بهالطلب ، و قبل ما فكر بالرد كان فاتح الخط و حاطط الموبايل على داني ..
فادي : اوس بيك بعتزر عالازعاج بس لو ما كان شي ضروري ما بتصل
حطيت ايدي على الموبايل و همستله بانه فادي بدو اياه ، هز براسه و قلي انتي احكي ..
نتالي : اي فادي اوس بيك مشغول بدك شي منه ؟
فادي : ابعدي عن اوس بيك و اعطيني عنوانكم ازا بتعرفيه بسرعة
حسيت بشي حلو و انه رح تنفرج عليي ، قمت من عند اوس و وقفت بمكان تاني ، و بقي هو قاعد عالصوفة ..
و ما سمعت الا كم كلمة من فادي ، و قبل ما فكر شو اعمل كان اوس ماخد مني التلفون ، و فتح السبيكر ، و فادي كمل كلامه بدون ما يعرف ..
وجه اوس انقلبت ملامحه اول ما سمع كلمة ( اهربي ) ، و عيونه تعلقت عليي و ما عرفت كيف اتصرف ، لك كيف بدي اهرب بدون مفتاح ..
سكر الخط و طيّر الموبايل لبعيد ، و صار يقرب مني و هو عم يحك بدقنه ..
رجعت كم خطوة لورا من خوفي ، دقرت بالطاولة ، و وقعت كاسة منها و انكسرت ..
اوس : شو بتستني لسا ، قربي خدي المفتاح ، و لا نسيتي انه بجيبتي
توتري زاد ، و تفكيري بالهروب ما توقف ، كان عندي فرصة و فادي اخدها ، بس لازم رجعها ..
نتالي : لا ما بدي اهرب ، يلا خلينا نكمل من محل ما وقفنا ، و هي رح صبلك احلى كاس يعدل مزاجك
اوس : حلوووو ، هيك انتي عيني
و اول ما وصل لعندي ، و لانه كان مو لابس شي برجله ، دخلت زجاجة مكسورة باصبعه ..
كانت فرصتي بإني قرب منه و آخد المفاتيح ، اهتميت فيه و سطحته ، ضل متمسك فيي و بدو يستغل وضعه ، و انا كنت بدي اياه ينام ..
بقيت اشرب انا و اياه و سايره ، لحد ما وصلت للي بدي اياه ، و فعلا غفي و انا بلعب بشعره متل ما طلب مني ..
انتظرته شوي حتى تاكدت انه غرق بالنوم ، و مديت ايدي شوي شوي بجيبته ، كان قلبي رح يوقف من الخوف ، لما فتح عيونه و عم يضحك ..
أوس : كشفتك ، اي قولي من الاول بدك اشلح بنطولي هاهاها .. تعي تعي ساعديني
للاسف ، ما قدرت الا اسمع كلامه و احافظ على ابتسامتي الهادية ، لحد ما رجع غفي من جديد ..
استغليت نومته من بدايتها و قمت اخد المفاتيح من جيبته ، و بس تحركت من عنده رجع حس عليي و مسكني ، و ربطني بايديه و غفي ..
بكيت على حظي ، و فقدت الامل ، لحد ما شفته صار بدو يتقلب ، سحلت حالي شوي شوي ، و نزلت عالارض بخفة ..
مسكت بنطلونه ، دورت عالمفتاح ، و اخدته ، و مشيت باتجاه الباب ، و جربت المفاتيح واحد واحد ..
ما بعرف من وين اجتني هالقوة ، و وين راح خوفي ، و كيف خطتي نجحت باسرع من تخيلاتي ..
من الفرحة دموعي ما توقفت ، و نسيت اني طالعة بدون ما ابدل اللي كان عليي ، و حتى بدون ما البس شي يغطيني ..
بس شفت الشارع قدامي ما عرفت من وين امشي ، و كيف بدي اقنع اي حدا و انا بهالمنظر اني بدي بر امان يأويني ، رجع فيي الزمن لنقطة بدايتي بهالمدينة ..
من مكان ما صف سيارته ، عرفت باي اتجاه امشي ، كان الوقت بعد منتصف الليل بشوي ، و الشوارع تقريبا فاضية ..
//////
معتصم : فادي شو صار معك ؟ نتالي وينها ؟
فادي : اول ما اعرف أي خبر عنها رح خبرك فوراً يا بيك
معتصم : ما رح نام اليوم قبل ما اشوفها ، و ازا طلع الصبح و ما بينت رح تقضي باقي عمرك بالسجن ، و وما بتاخد و لا دولار من اللي اتفقنا عليهم ، فهمت و لا اجي فهمك قدام زباينك المحترمين ؟ هلا انقلع يلا انت و رجالك دور عليها من تحت طقاطيق الارض اخلقلي اياها
ااخ شو هالحظ هاد ، رح افقد عقلي عالاخر ، شو صار معك يا نتالي قدرتي تهربي ؟ .. مين عم يدق الجرس بهالوقت .. يمكن سامر .. يلا رح افتح
معتصم : … هههه
نتالي : بقدر فوت ؟
فرحتي بشوفتها نستني الدنيا ، ضمينا بعض بشوق كانه النا سنين ..
معتصم : كل الطريق كنتي ماشية بهالمنظر ؟
نتالي : دخيلك لا تزكرني ، ما قدرت اركب مع حدا و مشيت ساعتين
معتصم : المهم انه نحن مع بعض من جديد ، كنت رح ارتكب جريمة بهالنذل
قضينا كل الوقت و نحن نحكي ، بس تفكيري بمصيري بعد اليوم ، و انه شو رح يصير فيي لو بقيت عند معتصم ..
و خوفي من فكرته بانه نرفع قضية على فادي ، و نحاسبه عىى كل شي عمله فيي ..
خلاني عيد حساباتي بإني عوض حالي عن كل شي مرقت فيه بالمدينة بهالاربع سنوات ..
ما جاوبت معتصم على أي شي من خططه ، و فكرني موافقة عليهم ..
الصبح افطرنا ، و راح جبلي اواعي جديدة مشان البسهم ، و نروح مشان ندفع الشيك لفادي و اخد المستندات ، و باقي اغراضي من المطعم ، بس اقترحت عليه اني روح لحالي ، خوفاً من انه يرجع يعلق مع فادي ..
وافق انه يوصلني ويبقى بالسيارة مشان ازا احتجته ، هزيتله راسي و طلعنا ..
_________________
سامر : اي و بعدين ؟ وين راحت ؟
معتصم : مهو هاد اللي بدي اعرفه منها بعد ما لقيتها
سامر : هلأ من كل عقلك بدك تصدق و اتضلك راكض ورا وحدة اتفقت مع شخص متل فادي
معتصم : ساااامر !!
سامر : ليش مستبعد انهم يكونوا متفقين سوا ؟ اعطيني تفسير واحد بس و الك مني ما افتح تمي و اتدخل بالقصة
معتصم : انا ما عندي تفسير بس متأكد انها ما اتفقت معه عليي ، لك مستحيل انها تتفق هية ما صدقت و ايمتى تخلص منه ، بكرا رح اسألها عن كل شي و بتشوف انه كلامي صحيح
سامر : خلينا نفترض انه كلامك صحيح ، كيف رح تقدر تتزوج هيك بنت ؟ ماضيها رح يضل شوكة بحلقك طول العمر ، هاد ازا افترضنا انه ابوك وافق عليها
معتصم : ما حدا دخله فيي ، نرجس هي حب حياتي و ما رح اتخلى عنها ، بعدين هية ما اختارت هالماضي ، مناصب الدنيا كلها ما بتعنيني
كلام سامر كان متل الاعصار ، اللي هب في عقلي و خربطلي كل افكاري ..
انا لازم اعرف كل شي عن نرجس ، و شو اللي خلاها تعمل هيك فيي ؟ حتى اقدر اقنع ابي فيها ..
يتبع ..
الجزء الرابع :
صباح : كملي ؟ ازا تعبتي بلاها بنتي
رجعت ابكي بحرقة ، لما وصلت عند هاللحظة اللي حددت فيها مصيري المستقبلي ..
نتالي : رح كمل ..
_________________
فادي : نتالي انتي منيحة ؟
نتالي : … تفضل هي الشك معي بس اعطيني كل شي بخصني
فادي : معتصم بيك وينه ؟
نتالي : لا تقلق ما رح خليه يشكيك للشرطة ، بس بدي اخد كم غرض الي بغرفتي
فادي : تتزوجيني ؟
صدمني بهالطلب و ضحكت من قهري ، ما قدرت رد ..
فادي : انا حافظت عليكي كل هالمدة بس لاني حبيتك و كان بدي نتزوج
نتالي : … عن ازنك
لميت اغراضي ، و تسللت من الباب الخلفي للمطعم ..
ما كان عندي خيار تاني لحتى ابدأ بحياة جديدة ، اصعب قرار اخدته بحياتي ، و عاهدت نفسي اني ما اتراجع عنه شو ما كان الثمن ، و بلحظتها دعست على قلبي ، و تركت وراي معتصم اللي كان حبي الاول ، الشخص اللي رجعلي انسانيتي ، و احترامي لذاتي ، و كمان حبل نجاتي ..
لانه رح يكون حلقة وصل بيني وبين فادي طول العمر ازا بقيت معه ..
_________________
صباح : قطعتي قلبي ، كيف بتخبي عني هيك قصة انتي ؟
نتالي : و هلا يا خالة احكمي عليي باللي بتشوفيه مناسب
صباح : احكم على شو ؟ انتي امك ما قالتك تسجلي بشي مدرسة ، او تشتغلي شغلة ببتعرفيها ؟ تزكري منيح
هزيت راسي و انا اشهق من وجعي ، و حسرتي على عمري اللي ضاع بسبب ذنب ما ارتكبته ..
ما قدرت ابدأ من أول القصة ، و خبرها بالسر اللي جبر امي تعمل هيك ..
نتالي : انا درست للمرحلة المتوسطة ، و بعدها ابي خلاني اترك المدرسة ، لهيك ما خطر ببالنا الدراسة من اساسها ، و حتى صنعة ما لحقت اتعلم
صباح : خلص يا عمري ارتاحي و انسي الماضي ، بكرا بترجعي على شغلك و اللي كاتبه ربك رح يصير
نتالي : لا ما بدي خلص انا بدي اقدم استقالتي
//////
معتصم : صباح الخير .. ياريت تعمليلي قهوة
سلافة : بتؤمر معتصم بيك .. بس في شغلة لازم قلك عليها
معتصم : خير على هالصبح
سلافة : نتالي تركت الشغل و طلبت مني اكتب استقا..
نتالي : صباح الخير.. اسفة عالتاخير
كان واقف و وجهه باتجاه سلافة ، و لما سمع صوتي التفت عليي بابتسامة من الدان للدان ، بس رجع يكمل
معتصم : شو كنتي عم تقولي سلافة ؟
سلافة : انا .. اي .. كنت …
مشي باتجاه مكتبه قبل ما سلافة تكمل كلامها ، فتح الباب و رجع التفت علينا و قال : نتالي لو سمحتي الحقيني
بقيت اتمشى رايح و جاي و انا عم افرك بجبيني و اتأفف ، هالكم دقيقة اللي مرقوا حسيتهم سنين ..
قلبي طق من الانتظار ، و صبري نفذ ..
لحد ما سمعت دقتها للباب ، و فاتت لعندي ..
نتالي : احم
كان واقف قريب مني ، و ضحكته مخبية بعيونه اللي عم تتأملني ..
ما كنت عارفة شو احكي ، و من وين ابدأ ..
معتصم : انبسطت برجوعك عن قرار الاستقالة .. هيك فهمت من سلافة
نتالي : انا ..
قرب اكتر مني و لف ايده ورا ضهري و شدني لعنده ، وبقي يتأمل فيي و يمرر ايده التانية بين خصلات شعري ..
نتالي : معتصم بيك لو سمحت هالحكي ما بصير نحن بمكان عمل ، مو معقول من تاني يوم يطلع عليي حكي اشكال الوان ، اكيد ما بهون عليك
معتصم : لا تحاولي ، بعد اليوم ممنوع نفترق
نتالي : مو على كيفك ، انا بقرر ازا …
معتصم : هش ( حط اصبعه على شفافي ) ما بدي شي يقاطع فرحتي بامتلاكي لهالصبية الحلوة ، كتير لابقلك هالفستان
نزلت عيوني بخجل ، و القيت نظرة على حالي ، كنت لابسة فستان ابيض معرق بورد زهري ، و اكمامه حفر ..
خجلت من كلامه ، ما كان فيي قاطعه لإني فرحانة متله و يمكن اكتر ..
اني كون بين ايديه من جديد ، هاد حلمي كان ..
اندق الباب ، دفشته عني بخوف ، و قربت عالباب مشان افتحه ، كل هاد و هو واقف يتفرج عليي ، كأنه الموضوع ما بهمه ..
سلافة : معتصم بيك ، في شخص برا بدو يقابلك
بهاللحظة انا انسحبت من الغرفة ، و توجهت على دورة المياه ..
وقفت قدام المراية ، و فتحت المي ، و رشيت على حالي شوي ..
انفتح الباب و فاتت سلافة ، سكرته بضهرها و هية عم تتفرج عليي و الشرار بيقدح بعيونها ..
نتالي : خوفتيني
صارت تمشي شوي شوي لحد ما وصلت قبالي ، مسكت وجهي باصبعين و شدت عليه ..
سلافة : لسا بكير لتخافي يا حلوة ، بس اذا التزمتي حدودك من هلا ، بوعدك اتضلي مبسوطة
نزلتلها ايدها بقوة و دفشتها ، ما بعرف كيف قدرت اعمل هالحركة ..
بس تصرفها استفزني ، و ما بدي تفكرني ضعيفة ..
وصلت عالباب و بدي اطلع ..
وقفني صوتها : ديري بالك تقربي على معتصم ، افهمي منيح هالكلمتين مشان ما تخسري شغلك
طنشتها و رجعت على مكتبي ، كان بدني كله مهزوز و مو متحملة كلمة من اي حدا ..
رن التلفون الارضي اللي بيوصلني بمكتب معتصم
افتت ، شو بده هاد كمان ؟
نتالي : نعم معتصم بيك
معتصم : وين هربتي ؟ جهزي حالك طالعين مشوار على شركة في اجتماع
سكرت الخط و رجعت افكر بكلام سلافة ؛ شو لازم اعمل ؟ اكيد ما رح خبر معتصم احسن ما يفكر اني بدور على مشاكل عند كل موقف، لاني جيت على هالشركة لاشتغل وبس ..
طلعنا من الشركة ، و كان في شوفير بستنى فينا ، و سيارة غير اللي ركبنا فيها مبارح ، اخد منه معتصم المفاتيح و قله : انت ارتاح اليوم
ركبنا و بقي كل واحد فينا يستنى التاني يبدا بحديث يكسر هالهدوء ..
وصلنا لمكان ما كنت حابة ارجعله مرة تانية ..
وقف السيارة ، و التفت عليي ..
نتالي : ليه جبتنا لهون ؟
معتصم : يعني متزكرة هالمكان ؟
نتالي : … ( كنت عم اتطلع بعيونه و نزلت كم دمعة مني بدون ما حس على حالي ، مكان ما التقيت فيه لأول مرة كان مطعم فادي )
معتصم : بدي تحكيلي كل شي صار بعد ما تركتيني هون بالسيارة انتظرك بهداك اليوم .. كل شي و بالتفصيل الممل
نتالي : بحكيلك بس خلينا نطلع من هون ، بحس حالي مخنوقة بس مر من هاد الشارع او اي شي فيه
هزيتلها راسي و بقيت ساكت ، مشيت بالسيارة لأبعد مكان ممكن اوصله ..
كانت شبه غابة ، نزلنا و قعدنا على صخرتين بجنب بعض و نظرنا على الاطلالة اللي مواجهتنا ..
نتالي : تشابك هالاشجار ببعضها بيشبه تشابك قصتي و تعقيدها
معتصم : عم استنى تجاوبيني مو توصفيلي المنظر
تبسمت و التفتت عليه ، و ركزت بعيونه المليانة استفهامات ، كان منظره متل الغريق اللي بحاجة لأي قشة تنقذه ..
نتالي : دخلت عالمطعم ، دفعت كل شي و اخدت المستندات منه
معتصم : ليش ما رجعتي لعندي .. ليييش ؟
نتالي : اهدى .. خليني اشرحلك شو اللي صار بعدها عصب متل ما بدك
معتصم : ( تنهد و شبك ايديه تحت دقنه و سند ايديه على ركبه ) طيب كملي
نتالي : كان صعب كتير اني ارجع بعد ما لقيت حالي تحررت ، و حبيت اني امشي بطريق جديدة ما تذكرني بأي شي من الماضي الاسود اللي عشته ..
ابدا مرحلة جديدة من حياتي ..
رح تقلي مو هيك كان اتفاقنا ..
بعرف ، بس ما قدرت معتصم ، ما قدرت ..
معتصم : طيب كيف بديتي بحياتك الجديدة ؟
نتالي : بلشت دور على شغل بكل مكان ، لحد ما يئست و قعدت بمكان عام ، و صرت ابكي بدون ما الاقي اي سبب يوقفني ..
بتقعد عالكرسي المقابل الي ست معها اكياس كتير و باين عليها التعب و من عمر امي .. يمكن من كتر ما كنت بحاجتها تخيلتها امي .. قمت و قعدت جنبها و بدون ما احكي اي شي ضمتني .. بس وعيت على حالي اعتزرت منها .. حسيت بالدفا لما شفت ابتسامتها .. استفسرت عني بكم سؤال ، و خبرتها اني بلا اهل و مأوى و لا اي شغل ، و سألتها ازا بحاجة شغالة او حد من معارفها ..
كنت مستعدة اشتغل اي شي ، المهم انه تكون نضيفة ..
قالتلي انا مرة وحدانية و بشتغل خياطة و بدي صبية تساعدني ، و عندي كم شقة بأجرهم و بنتفع من اجارهم ..
اتفقت معها انه اسكن بالشقة و اشتغل معها و تعتبر اجرة ايدي هي اجار الشقة ..
و فعلا وافقت ، و بعد ما جربتني كم شهر و اتطمنت انه ما عليي اي ملاحظة و ما رح جيبلها وجع راس ، اقترحت انه اسكن معها بنفس البيت ..
معتصم : هي الخالة صباح مو هيك ؟
نتالي : اها .. و من هداك اليوم لليوم و انا معها
معتصم : ما خطر ببالك انا شو صار فيي بعدك ؟ بتعرفي اني كل يوم بلف البلد دور على أي أثر ممكن يوصلني الك ، حتى فادي بدور عليكي معي
نتالي ( مصدومة ) : قلتله انك لقيتني ؟
معتصم : لأ .. مو ناوي خبره .. عالاقل بالوقت الحاضر
اخدت نفس عميق ، و اعتزرت من معتصم ، ما كان قابل اعتزاري الا لما عرض عليي انه نتزوج ..
نتالي : موافقة بس عندي شرطين
معتصم : احكي
نتالي : اول واحد نأجل الزواج لفترة مشان ما يشكوا فيي الموظفين انه كيف بهالفترة القصيرة تزوجنا .. و التاني
معتصم : كملي ليش عم تبكي ؟ نرجس
نتالي : بدي تجمعني مع أهلي ، كتير حاولت روح عالقرية بس ما قدرت كمل الطريق .. و هاد مهري بعتبره
لفيتها بايدي و ضميتها ، الروح رجعتلي من جديد ، و الأهم من كل هاد تاكدت انها ما اتفقت مع فادي ضدي .. شروطها كانت معقولة كتير ، و بدون ما اعتبره مهرها ؛ لانه هاد حقها الانساني و واجبي اني ساعدها بقضيتها و وقف معها بكل جوانب حياتها ..
نتالي : خلينا نقوم رح تغيب الشمس
معتصم : بس ما قلتي شو كانت ردة فعل فادي وقت دفعتيله الفلوس ؟
نتالي : هههه عرض عليي الزواج
_________________
____________
تاني يوم ، رحنا على قريتي انا و معتصم ..
معتصم : من وين طريق بيتكم متذكرة
نتالي : كيف بدي اتذكر بعد سنين طويلة من الغياب و كل شي فيها متغير و كأنها عالم آخر ، شوف في واحد ماشي باتجاهنا خلينا نسأله بلكي بيعرف شي
نزل معتصم و تركني احترق لحالي جوا السيارة ، و انتظره ليرجع بشي خبر يطفي هالنار ..
معتصم : يعطيك العافية اخي ، بيت ابو رياض ال.. وين صار ؟
.. مين حضرتك بلا صغرة ؟ من زمان ما حدا سأل عنهم بعد ما نظمي آغا طلب من اهل القرية يقاطعوهم
رجعت للسيارة اللي تركت فيها نرجس ، بعد ما شفت واحد من رجال هالقرية ، و سمعت كل قصة نرجس اللي اخفتها عني ..
و هيك بكون عرفت كل شي بخص نرجس ، بس انصدمت من كمية الظلم اللي بدوقوه اهل هالقرية ؛ من الآغا اللي حاكمهم و بستغل اراضيهم و باكل حقوقهم ، و الأمرّ من كل هاد ابنه جمال اللي بعتدي على اي بنت بتلمحها عيونه ، و بهددها برزق اهلها لو حاولت تحكي أي اشي عنه ..
و للأسف نرجس كانت احد البنات ، و انحكم على حياتها بالموت لأنها خبرت اهلها ، و عشان يخفوا فضيحتهم و ما ينقطع رزق كل قرايبها قرروا يقتلوها ..
و بعد ما هربت عالمدينة بدون ما حدا يعرف ، أبوها مرض ، و بعد سنتين من فراق بنته ، بموت ..
نتالي ( بتبكي ) : لاا ابي مات قبل ما شوفه و يسامحني ، انا السبب
معتصم : الله يرحمه .. نرجس ما تحكي هيك انتي مظلومة
نتالي ( مستغربة من كلمة مظلومة ) : طيب ما قلك امي و اخي على أي مدينة راحوا ؟ او اي عنوان
كان صعب عليي اني واسي نرجس بعد ما سمعت هيك اخبار ، و بصيص الامل اللي كان موجود عندها اختفى ..
و بلحظة صرت انا كل شي بحياتها ، و ما الها حدا غيري ..
رجعت على بيت الخالة صباح اللي ما كانت تعرف عن مشواري ..
انهرت بالبكى أول ما فتحتلي الباب بين ايديها ، و معتصم واقف و مو قادر يحكي أي شي ..
هدتني و بعدين خبرتها باللي صار معنا اليوم ، زعلت كتير و واستني و قالت :
المهم انه امك و اخوكي بعدهم عايشين ، و هاد خبر حلو لازم تفرحي مو تبكي يا بنتي ، متأكدة انك رح ترجعي تلتقي فيهم بس ادعي ربنا
كلماتها رجعتلي الامل و التفاؤل ، اللي فقدتهم بعد ما سمعت خبر موت ابي ..
ليلة صعبة مرقت عليي و انا بتخيل كيف مات ، و شو صار بحياة امي و اخي بعده ..
كان نفسي التقي فيه و اطلب منه يسامحني ، بس الموت كان اسرع مني ..
بحثي طويل ، و ما بعرف من وين رح يبدأ ، نمت و انا بحلم اني لاقيهم و كمل باقي عمري معهم ..
حلمت بشي بشع كتير ، كابوس ذكرني بالماضي البعيد ..
عن حريق مرة صار ببيت اهلي ، النار حرقت ايد ابي يومها و شوي من وجه اخي ، و قدرنا نسيطر عليها لانها انحصرت بغرفة وحدة ..
صحيت من عز نومي و انا بتصبب عرق ، و بدون ما احس عحالي كنت اصرخ و انادي ، لقيت الخالة صباح جاية عليي و شربتني كاسة مي و هدتني ، و عرفت اني كنت عم شوف كابوس ، سألتني : خير يا بنتي ؟ شو اللي شفتيه حتى صارت حالتك هيك ؟
ما قدرت رد عليها ، هزيت براسي يمين و شمال ، طبطبت عليي ، و رجعت اغمر راسي بالوسادة و استرجع اللي شفته ..
//////
رجعت على بيتي و قلبي بعتصر وجع على حبيبتي ، كنت محتار اذا خبرها بإني عرفت سبب طلعتها من القرية ، أو خبي عنها ..
عالحالتين ما رح تستفيد بشي ، خليني خبي و بلا ما افتح مواجعها بعد كل هالسنين ..
بس لازم ساعد اهل هالقرية من هالظالم اللي عامل عليهم آغا ..
و الأهم من هيك دورعلى اهل نرجس ..
وين يا ترى ممكن يكونوا عايشين ؟ امها حطت نرجس بهالمدينة معقول ما ترجع عليها اتدور على بنتها ؟ طيب لو بدهم يدوروا عليها من وين رح يبدأوا ؟
اوف شو هالخيوط المشبكة ببعضها ، راسي بضرب عليي و حاسه رح ينفجر ..
معتصم : كيفك بابا ؟ بعتزر ازعجتك بهالوقت
أكرم بيك : اهلين يا ابني ، خير ما يكون صاير شي معك لا سمح الله ؟
معتصم : لا الحمدلله كل شي تمام ، بس صارت معي شغلة و محتاج مساعدتك
اووه هلا بقدر نام و انا مرتاح ، مدام الشغلة صارت بايد أبي ، كل شي رح يكون متل ما بدنا و احسن كمان ..
و بعدها بمهد لأبي عن نرجس ، و بقدر ساعدها قضائياً حتى ترفع دعوى على هالخسيس فادي ، و يمكن تقدر ترجع لاسمها الاصلي بعد ما زور شهادة ميلاد باسم و تاريخ ميلاد جديد ، حتى يقدر يكتب مستندات براحته ..
_______________________
يوم جديد طلع عليي ، و قرارات مصيرية بحياتي لازم اتخذها و كون قدها ، هروبي رجعني لنقطة الصفر ، و اجا الوقت المناسب حتى وقف بوجه الشمس و احكي بصوت عالي بدون ما خاف من اي شي ..
اخدت من سلافة رقم شركة المحاماة حتى اسال عن المحامي اللي جابلي العقد ، و اتاكد اذا اللي بفكر فيه بمحله او ذاكرتي خانتني ..
نتالي : مرحبا يعطيك العافية .. بحكي معك من شركة …
الموظف : تفضلي بشو بقدر اخدمك ؟
نتالي : بدي استفسر عن المحامي اللي جاب عقد باسم نتالي .. ، شو اسمه و كيف بقدر اتواصل معه ؟
الموظف : عفوا منك بس شركتنا فيها كتير محاميين ما بقدر اتزكر مين اللي جابلك العقد ، لو قدرتي تعرفي اسمه بكون اسهل علينا
يا الله و هي الطريق تسكرت من اولها ..
//////
معتصم : يسلمو بابا ما بتتخيل اديه ممنونك انا ، لوتعرف حجم الظلم اللي عايشين فيه اهل هالقرية
اكرم بيك : ما تقلق المحاميين اللي عندي رح يبدأوا بالقضية باسرع وقت ، بس ما قلتلي كيف عرفت هالقرية و ليش مهتم فيها كل هالقد ؟
معتصم : في شخص بهمني كتير اصله منها ، و بالصدفة عرفت شو عم بصير عندهم
اكرم بيك : ممتاز كتير ، معناها بنستخدمه شاهد بالمحكمة ، و ممكن يجيب اكتر من حدا معه يشهد
استدعى بابا كل المحاميين المتخصصين ، و اعطيتهم كل المعلومات اللي قدرت جمعها من زيارتي الاولية للقرية ..
ما قدرت روح على دوامي بالشركة ، و طلبت من نتالي تلغي كل مواعيدي لليوم ، و توجهت لعند سامر حتى فضفضله كل شي بقلبي لانه تعبت من التفكير لوحدي بهالقصة ..
سامر : بس معك حق يعني صعبة كتير تجمع بين وحدة متل نرجس و اكرم بيك ، لا و ازا عرف انها سبب طلعتك من بيت العيلة و رفضك للزواج من اي بنت
معتصم : ……
سامر : بعتزر منك ، بس خلينا نكون واقعيين شوي ، من وين رح تبدا بالكلام عنها ، هل من سبب هروبها من قريتها ، أو من بداية شغلتها بالمطعم .. ؟؟!
معتصم : لا تخليني اندم اني قلتلك الحقيقة ،عم قلك القرية كلها بدها مين يساعدهم ، و انت عقلك باكرم بيك ؟! بعدين طلع تفكيري بمحله و نرجس ما اتفقت متل ما انت كنت مفكر
طريق زواجي من نرجس كان بدايته اني اعرفها على عيلتي اللي لحد هلا ما بتعرف شي عنهم ، و ما عندها فكرة عن عاداتهم و مبادئهم البرجوازية ..
اما انا ما بهمني من كل هالكلام الا اني اتزوجها ، و عيش بقية عمري معها ..
//////
رجعت على البيت بعد يوم صعب قضيته بالشركة ، معتصم ما اجا و ما حاكاني الا مشان الغي مواعيده ، و سلافة و نظراتها الي ، و نهايته كانت بمكالمة من الاستاز سامر ..
صباح : ما بجوز تعملي بحالك هيك يا بنتي ، اتطلعي على وجهك كيف صاير
نتالي : مو بايدي يا خالة ، قلبي ما عاد فيه يتحمل عذاب .. لو سمعتيه كيف حكى معي ، و طلب مني ابعد عن حياته
صباح : لا هاد سامر اكيد صار شي لعقله ، كيف بسترجي يحكي معك هيك شي و بعرف انك بنتي
نتالي : بس معه حق ، اصلاً مين انا لاتزوج شب متل معتصم بيك ، على شو بدو ياخدني ؟ و فوق كل هاد هربانة من اهلي
اتخذت قراري باني اترك الشغل بشركة معتصم ، و نفذ اللي طلبه مني الاستاز سامر ..
//////
أكرم بيك : مسا الخير يا ابني ، الك عندي خبر حلو رح يساعدنا كتير بالقضية
يتبع ..
الجزء الخامس :
معتصم : شو هوة ؟ شوقتني
أكرم بيك : بعد ما انتشر خبر القضية و ضج بكل مكان بالشركة عنا ، واحد من المحاميين بشركتنا طلع من نفس القرية ، و قال انه كان بدو يعمل هيك شي لانه حقوق كتيرة اله
معتصم : حلو كتير ، بكرا الصبح بمرق عندك و بقابله ، يسلمو كتير بابا عزبتك معي
الله يرحمك يا امي ، لو كنتي موجودة كان قدرتي تقنعيه ، و بتزوج انا و نرجس بدون مشاكل او مبررات لحدا ..
سامر : شو ساعة لتفتح الباب
معتصم : لا تواخذنا ، تفضل لشوف باتمان
سامر : تفضلت ، شو المستجدات ؟ حكت معك نرجس شي ؟
معتصم : لسا كنت بدي احكي معها بس حضرتك شرفت ، ما رح خبرها شي عن القضية بلا ما تتحسس
سامر : اي كله ولا تتحسس حافية القدمين
معتصم : انه شو عملتلك هالمخلوقة لتكرهها
كلامه ملغوم و مو مريح ابدا ، و لأول مرة بختلف معه على رأي ، و بحس طريقنا مسدودة ..
طلع من عندي بعد ما علقنا ، و على شوي رح نضرب بعض ..
ما بعرف بالضبط ، هو السبب بالضغوط النفسية اللي بمرق فيها بهالفترة ، أو لاني كنت متعشم منه يوقف بصفي و يساعدني بتقديم نرجس لعيلتي كونه صديقي القديم و المقرب ..
//////
رياض : يمة اتركي كل اشي بايدك و تعالي اقعدي لاحكيلك هالخبر الحلو
ام رياض : خير خير يارب ، لقيت نرجس
رياض : ان شاءالله بنلاقيها ، بس ابن صاحب الشركة اللي بشتغل فيها متعرف على حدا من بلدنا و بدو يرفع دعوى على الاّغا و يجيب حقوق الناس و اراضيهم ، و حكتلهم اني من هالقرية و بدي اشارك فيها و هيك بقدر ارجع حقنا اللي راح بعد ما مات ابوي الله يرحمه
ام رياض : طيب و اللي عمله جمال اغا باختك و بهالبنات بدو ينفذ من عملته ؟
رياض : هاي قضية تانية برفعها انا بس الاقي نرجس باذن الله
ام رياض : و انا الي عندك خبر حلو ، لقيتلك عروس مثل القمر الله يحميها
رياض : هههه الله يخليلي اياكي بس انتي عارفة ما عندي اشي اهم من اختي و ما بحس بالفرحة اذا ما كنتي انتي و اياها معي
//////
أكرم بيك : اهلين يا ابني ، باينتك مزعوج خير ؟
معتصم : ما في شي بس مو نايم منيح ، وينه المحامي اللي قلتلي عنه ؟
فتح باب مكتب ابي شب ملامحه كتير مألوفة عليي ، أو بيشبه حد بعرفه ..
معتصم : ما عرفت شو اسمك ؟
رياض : اسمي رياض …
معتصم : مو معقول
أكرم بيك : شو قصدك يا ابني ؟
معتصم : لا ولا شي بابا .. اي وين كنا استاز رياض ؟
ما صدقت ليخلص هالاجتماع ، و روح باسرع ما عندي للشركة حتى شوف نرجس و احكيلها عن اللي صار معي ..
سلافة : نورت يا بيك
معتصم : ابعتيلي ورا نتالي بسرعة
سلافة : بس نتالي تركت الشغل اليوم ، انا بشتغل عنها اصلا ما الها داعي
معتصم : سلافة مو ناقصك ، نتالي وينها ؟
طلعت و انا مو شايف قدامي من كتر العصبية ، شو قصتها هالبنت ليش هيك عم تعمل معي ..
صباح : هاد معتصم افتحله الباب ؟
نتالي : احكيله مو هون ، ما عندي شي احكيله اياه
صباح : هلا بشوف
معتصم : كيفك خالة ، نتالي صاير معها شي ؟
صباح ( بصوت مرتفع ) : لا بس حبت تاخد اجازة و ما بدها تقابل حدا
( همستله بانه صاير شي معها و لازم يعرفه بس نتالي ما بدها تخبره )
معتصم : اها ، سلمي عليها كتير و وصليلها بانه في عندي خبر مهم لما تخلص اجازتها بخبرها اياه
( بهمس : احكي معي على هاد الرقم و احكيلي كل شي )
نتالي : شو ما قلك شو الخبر المهم ؟
صباح : لما تصحي على حالك ابقي حاكيه و بخبرك
راحت على غرفتها و تركتني فكر ..
انا شو رح استفيد لما اسمع كلام الاستاز سامر ؟ شو قصده اني معرضة للخطر ازا بقيت معه و قبلت بعرض الزواج منه ؟ و كيف بدو يحميني من معتصم ؟
//////
معتصم : يسلمو يا خالة ، ديري بالك عليها و خبريني بكل شي بصير
لهون وصلت معك الامور يا صاحبي ، اي شو عليه ، بس ما رح اتركك تفرح كتير ببطولتك ، و رح تشوف معتصم بيك مين بكون وقت الجد ..
لا و نرجس عم تستمتع كتير بالمؤامرات و الأكشن ، تعودت عليي ضل اركض وراها ، خليني شوفكم انتو التنين كيف رح تواجهوني بس اكشف لعبتكم ..
معتصم : كيفك فادي ، معك معتصم بيك
فادي : على راسي انت ، طمني صار معك شي جديد ؟
معتصم : لا ما صار ، عم حاكيك اطلب منك خدمة ما بنسالك اياها
فادي : بتؤمر انت ولو
سامر : انسة ريهام انا طالع مشوار ضروري ، اجلي كل شي لبكرا
ريهام : و لا يهمك استاز
ريهام : نعم معكم شركة .. تفضل
فادي : بدي احكي مع الانسة نتالي لو سمحتي
ريهام : عفوا بس ما عنا حدا بهالاسم ، انت متاكد انها بشركتنا ؟
فادي : طبعا هي اعطتني الرقم و قالتلي انها موظفة هون
ريهام : استاز سامر اسفة عالازعاج بس في شخص اتصل وقال انه نتالي بتشتغل عنا و طلب يحكي معها
سامر : و مين هالشخص ما عرفتي مين بكون ؟
ريهام : لا ما عرفته قال اسمه فادي
سامر : شوووو
صباح : هاد انت ؟
سامر : كأنه ما انبسطتي بشوفتي
نتالي : اهلين استاز سامر خير ؟
اول ما لمحني ، هجم عليي و بدو يضربني ..
صباح : اتركها ، شو عم تعمل بالبنت ؟
سامر : لك انتي وحدة وسخة و بعمرك ما رح تنضفي
نتالي : ما بسمحلك تحكي عني هيك ، اطلع لبرا فورا
سامر : لا وصار عندك بيت تقلعي الناس منه ، لك طول عمرك وحدة فلتانة و مو معروف قرعة ابوكي من وين ، بس انا ما رح اسمحلك تخربي حياته لمعتصم ، ازا كان هو عشقانك و مو شايف قدامه انا الك بالمرصاد
صباح : و انت شو دخلك بعلاقتهم ؟ مين اعطاك الحق لتحكي عن بنت مسكينة و هاربة من الموت هيك كلام
سامر : اسأليها ليش معطية تلفون الشركة لهداك الواطي فادي و قايلة انها بتشتغل عندي
بس سمعت اسمه غط على قلبي ، و ما صحيت الا تاني يوم ..
صباح : الحمدلله عسلامتك يا بنتي قلقتيني عليكي
نتالي : شو صار ؟ وين الاستاز سامر ؟
خبرتني بكل شي حكالها اياه سامر ، و عرفت انه في حد عم يحاول يخرب حياتي ، قررت اني احكي مع معتصم و خبره بلكي برتاح و بخلص من هالقصة ، عالاقل بقدر حدد ازا لازم ابقى معه او اتركه ..
معتصم : و الله اهلين بالقمر اللي ما بنشوفه الا بالشهر مرة
نتالي : معتصم بعتزر كتير عن تصرفاتي بحقك ، و انا اجيت لحتى اوضحلك كل شي و انت احكم عليي متل ما بدك
معتصم : ههه شو الجديد هالمرة ؟ قررتي برضو تفتحي صفحة جديدة و اتطلعينا من حياتك نرجس الا نتالي خانوم ؟
نتالي ( بتبكي ) : فادي
معتصم : شو ؟
بعد ما شفتها بمكتبي ، و قالتلي كل شي صار معها ، تأكدت انه شكي فيها ما كان بمحله ..
_______________
بتمرق علينا لحظات بحياتنا ، بتعمي قلوبنا عن الحقيقة اللي كنا مؤمنين فيها ، و بننقاد لعواطفنا بدون ما نحفظ خط الرجعة ..
و لما نوعى على حالنا ، بنكتشف انه فات الأوان ، و يمكن بوقتها نكون خسرنا اقرب الناس على قلوبنا ، ويمضى الوقت فينا و نحن خايفين نبدأ بخطوة لتقربنا منهم من جديد ..
نرجس رجعت لوظيفتها ، و انا مبسوط بقربها مني ، و بعد بالثواني اللي بتمشي ببطىء ، لحد ما يجي الوقت المناسب لاعلن عن عشقنا قدام كل الناس ..
لكن فراقي عن سامر ، ترك فراغ كبير بحياتي ، ما لقيت أي شي يعوضني عنه ..
//////
رياض : يعطيكي العافية يا انسة ، ممكن اقابل معتصم بيك
يتبع ..
الجزء السادس :
كنت مشغولة بالاوراق اللي طلب مني معتصم اني جهزله اياهم للاجتماع ، و باب مكتبي مفتوح ، سمعت حدا عم يحكي ، رفعت راسي لرد عليه ..
حسيت بكهربا مشيت بكل جسمي ، و اخدت مني كل قوتي ، لدرجة ما قدرت اتجاوب مع كلامه ..
علامات الاستفهام من تصرفي كانت واضحة عليه ، لكن كل شي اله نهاية ، و هالصمت انقطع بدخول سلافة عالخط ..
سلافة : نتالي الاجتماع رح يبدأ و انتي لسا ما خلصتي
رياض : عفوا بس عندي موعد مع معتصم بيك
سلافة : انت المحامي ؟
رياض : نعم
سلافة : تفضل معي البيك بانتظارك
جمدت بمكاني ، انشليت تماماً ، كل شي تخيلت اني اعمله بهيك لحظة تبخر ..
//////
معتصم : طمني شو الاخبار في اي تقدم بالدعوى ؟
رياض : …
معتصم : في اي مشكلة ؟ حاسك مو على بعضك
رياض : بعتزر ، شو كنت عم تقول حضرتك ؟
قمت من ورا مكتبي و قعدت عالكنبة قباله ..
كان طلبي لحضوره حتى اجمعه بـ نرجس ، بس حسيت انه الوقت مو مناسب ..
و حبيت اني كون معه صداقة و اتقرب اكتر منه حتى مهدله عن نرجس والظروف اللي مرقت فيها ..
و اول شي كان اني اطلب منه نتغدى سوا ، بحجة نحكي عن القضية بشكل اعمق بما انه من نفس القرية ، و اشرحله عن نرجس بشكل مبهم ..
//////
معتصم : شكرا لقبول دعوتي ، بس ما اكون ازعجت عيلتك
رياض : العفو بالعكس انا بتشكرك على هالدعوة اللطيفة ، انا عايش مع امي بعد موت الوالد
معتصم : حلو يعني اجيت انت و اياها تسكنوا بالمدينة ، طيب ما عندك اخوة .. او خوات ؟
حديث طويل ، و تفاصيل كتيرة قدرت اعرفها من اول جلسة بيناتنا ، و بالفعل متل ما توقعت جايين يبحثوا عنها ..
انطباق الاسم و الكنية ، و مواصفات اخته اللي اعطته اياها امه ، بتشبه كتير مواصفات نتالي ( نرجس ) اللي بعرفها ، ضل عليي اتأكد من آخر علامة ، لاني ما كنت منتبهلها كتير ..
الخطوة التانية كانت اني ازورهم بالبيت ، و اتفقت معه اني رح جيب معي خالتي تتعرف على امه ..
رجعت عالشركة و مرقت على نتالي ، دقيت الباب و دخلت على طول ..
كانت بوضعية النايمة ، راسها مدفون بين ايديها عالمكتب ، و شعرها متناثر بطريقة عفوية ..
سكرت الباب و مشيت بخطوات هادية كتير ، قعدت عىى حافة المكتب ، و مسكت اطراف شعرها باصابعي بخفة ..
نتالي ( بخوف ) : ما حسيت عليك
معتصم : خوفتك .. بعتزر بس فقدتك اليوم .. ليه وجهك باين عليه التعب ؟
بكيت و بدون ما حس على حالي ، ما كان عندي شي عبر فيه الا هالدموع ..
حضني معتصم ، و طلبت منه ياخدني من هون لانه الكلام اللي جواتي ما بدي يسمعه حدا ..
رحنا على ببته ، و لما دخلته ما كان متغير شي منه عن اخر مرة شفته فيها قبل سنتين ..
معتصم : روقتي ؟
هزيتله براسي و مسحت دموعي ..
معتصم : شو اللي مدايقك ؟ ما كان فيكي شي الصبح
نتالي : شفته ، كان واقف عباب مكتبي ، تفاصيله المتغيرة ما نستني ملامحه الطفولية العلقانة بذاكرتي
معتصم : ما فهمت ، عن مين عم تحكي ؟
ما توقعت يكونوا متقابلين ، كل شي عم رتبه ، و كل مجهودي باني امهد لقائهم ، اختفى بلمح البصر ، و حتى العلامة اللي بدي اتأكد منها ، ما عاد الها داعي ، لأنها عرفت اخوها ، و قدرت تميزه ، و قدام هيك موقف ما كان قدامي خيار تاني الا اني اعترفلها و برد نار قلبها ..
نتالي ( بتبكي ) : بدي شوف امي معتصم ، خدني لعندها
معتصم : معك حق الموضوع اسهل من التفكير فيه ، بس اعطيني شوية وقت حتى مهدلهم القصة ، اللي مرقتي فيه مو سهل
//////
ام رياض : اه يا حبيبي ما قلتلي شو رايك ب غدير؟
رياض : مين غدير ؟
ام رياض : يووه البنت اللي كانت عنا من شوي ، ما شفت كيف زي القمر اسم الله عليها و بتحبني و بتعاملني زي امها
رياض : اه .. لا ما انتبهت الله يستر عليها ، قلتلك الموضوع مش ببالي .. بس بدي اسالك
ام رياض : قول يمة خير صاير معك اشي ؟
رياض : مش عارف شو بدي احكي بس لو .. يعني بسال حالي انه هل لو شفتي اختي ممكن تعرفيها قصدي لانه الها سنين بعيدة عنا
ام رياض : انت شفتها يعني ؟ احكي و دير بالك تخبي عن امك .. و قلب الام ما بخيب
رياض : بصراحة يمة انا حاسس اني قربت اوصل لنرجس
ام رياض : كييييييف ؟؟
__________________
صور قديمة ، و ذكريات ضاعت بين دموع و اّهاّت سنين طويلة ..
قلوب دوبها الحنين للماضي حتى لو كان قاسي ، لكنه ارحم من حاضر بعيد عن الناس اللي بعدنا عنهم ..
كيف اقتنعت بكلام معتصم ، و قدرت امسك حالي و ما روح شوف امي و اخي ..
شو رح يصير هلأ ؟ انا كيف بدي كمل حياتي طبيعي ، و انا بعرف انه اللي بفصلني عنهم كم خطوة بالسيارة ..
لا مستحيل انتظر اكتر من هيك ، بكفيني فراق ..
خطرتلي فكرة ، و رنيت على معتصم مع انه الساعة كانت 2 بعد نص ليل ..
معتصم : بعدك فايقة ؟
نتالي : من وين رح يجيني النوم بعد ما وصلتلهم
معتصم : بوعدك عن قريب رح اجمعكم ، اوثقي فيي
نتالي : بدي عنوانهم و انا بروح اول شي ، معقول يتزكروني ؟!
أول ما طلع النهار ، رحت على شركة ابي و قابلت رياض ، اللي علامات الدهشة كانت واضحة عليه لما شافني ..
رياض : اهلين معتصم بيك ، شو هالزيارة المفاجأة ؟
معتصم : معك حق بس اجيت شوف ابي و قلت بمر عليك اخد عنوان بيتكم مشان اجي المسا انا و خالتي
رياض : بنتشرف ، بس غلبت حالك كنت انا ببعتلك اياه
اخدت العنوان منه ، و رحت عند نرجس اعطيها اياه ..
نتالي : يسلمو عزبتك معي
معتصم : يلا بوصلك
نتالي : معلش حابة كون لحالي
بقيت اتمعن بعيونها الغرقانة بالدموع ، و ملامح وجهها الناعم اللي ما بمل منه لو بقيت طول عمري اتطلع عليه ..
ما قدرت ناقشها لانه شعورها صعب توصفه كلمات اي لغة بالعالم ..
حتى الخالة صباح كانت متأثرة ، و ما قدرت تخفي دموعها ..
غدير : مين انتي ؟
نتالي : انا .. بدي شوف ام رياض ؟
غدير : و مين بتكوني انتي ؟ اكيد بتكوني حاطة عينك على رياض و بدك تتقربي منها
نتالي : لا انا ..
سكرت الباب بوجهي ، كنت بدي ارجع دق مرة تانية بس شي جواتي خلاني انسحب ..
ام رياض : مين عالباب يا بنتي ؟
غدير : وحدة مخربطة بالعنوان ..
ام رياض : يلا يا دوب نلحق نحضر للعشا ، جاي ضيوف اليوم من طرف رياض
معتصم : نتالي ؟
نتالي ( بتبكي ) : ما قدرت شوفها
معتصم : روقي لا تخافي رح تشوفيها و تشبعي عيونك منها ، بس شو صار معك ؟
شفقت عليها ، و أتفقت مع الخالة صباح نروح نزورهم متل ما كنت مخطط بالضبط ..
بس كل شي بتغير بلحظة ، و الخالة صباح انقلبت و ما قبلت تروح و تحججت بانها مريضة و ابصر شو صار معها ..
قدرت افهمها ، و عذرتها ، و قررت اني روح لحالي ..
صعب كتير علينا نفارق حدا تعودنا عليه ، و صار جزء مهم من حياتنا ، حتى لو ما بربطنا فيه جينات او دم ..
و هيك وضع الخالة صباح ، خوفها من خسارة نتالي اللي عاشت معها احلى سنتنين من عمرها ، سيطر عليها و سلب تفكيرها ..
معتصم : مسا الخير
رياض : مسا النور .. نورت معتصم بيك
ام رياض : اهلا وسهلا يا ابني .. تفضل تفضل زارتنا البركة .. شو وين خالتك ؟
معتصم : بتعتزر منكم ، صار معها شي ضروري
انا حسيت حالي لقيت امي ، و الحنان اللي فقدته لما ماتت امي لقيته باحضان هالعيلة المسكينة ..
وينك يا نرجس اللي امك عيونها بتحكي قصتك بكل نظرة الها على برواز صورتك ، و وجعها نار بتحرق كل حدا اذاكي ..
عفويتهم و بساطتهم ، كانت اكبر من اهتمامي بقضيتها بكتير ..
نسيت متى اّخر مرة قابلت فيها هيك ناس ، و رغم مرارة الظلم اللي داقوه بقريتهم ، الا انه اكلاتهم الطيبة خلتني اكتشفت انه طعم الحياة حلو ..
معتصم : خلينا نبدأ بالقضية بأسرع وقت ، احكيلي شو لازمك و كيف بقدر ساعدك ؟
رياض : اكتر شي بساعدنا الشهود ، و ناس كان عندهم اراضي متلنا و راحت لملكية الاغا بالغصب
معتصم : طيب انا بستاذن منكم ، و لقائنا قريب ، يسلموا ايديكي خالة الاكل طيب كتير
كانت عيني على موبايلي ، نتالي بترن عليي و انا مو قادر احكيلها اني عندهم ..
اول ما ركبت بالسيارة رديت عليها ..
نتالي : معتصم ليش ما عم ترد
معتصم : ليش هيك صوتك ؟ نتالي ردي
نتالي : الخالة صباح تعبت و اخدناها عالمستشفى
وصلت عندها ، و لقيتها بحالة انهيار ، و سامر بجنبها ماسك ايديها و بواسي فيها ..
الغيرة متل الصعقة ضربتني ، بس مسكت حالي لانه لا المكان و لا الموقف مناسب ..
معتصم : طمنوني شو القصة ؟
رفعوا راسهم و شافوني قبالهم ، انتبه عحاله سامرو بعد عنها ..
تقابلت عيونا بعد فراق ايام مرقوا كانهم سنين ، و هز براسه و قال انها بالعمليات عندها شي بالقلب ..
نتالي ما كانت قادرة تحكي اي شي ، بس بتبكي ..
قعدت بجنبها و ضميتها ، حاولت هديها و خفف عنها ..
لحظات صعبة بتمرق ، و كلنا امل بانه اللي بنحبهم يبقوا بحياتنا ، و نبعد عنهم الموت رغم ايمانا فيه و بانه حق علينا ..
قبل ما ينفتح باب غرفة العمليات ، و يطلع منه الاطباء ، كنت فكر شو رح اعمل لو ماتت الخالة صباح ..
لوين بدي روح ، و كيف رح اعيش بقية حياتي بدونها ..
بهاللحظة تأكدت انه رابط اقوى من الدم بيجمعني فيها ، هي بحياتي متل الاكسجين ، اللي صعب اتنفس بدونه ..
الطبيب : الحمدلله عسلامتها ، بعد ٢٤ ساعة بنتأكد انها تعدت مرحلة الخطر
ما صدقت اللي سمعته ، كنت بحاجة اعيده اكتر من مرة بيني و بين حالي حتى استوعب انها لسا عايشة ..
سامر : الف الحمدلله يارب ، سمعتي نرجس الخالة صباح رح تكون بخير
معتصم : اه سمعنا ، شو قالولك عنا طرشان شي ؟
سامر : مين حكى معك انت ؟
كانت نظرات الشوق بينهم واضحة ، و كل واحد بتحجج بشي مشان يحكي مع التاني ..
كرهت حالي لاني كنت السبب في فراق شخصين كانوا اكتر من اخوة ..
اتطلعت عليهم من بين الدموع ، و اجتني فكرة باني استغل هالموقف حتى صالحهم ..
نتالي : انا بدي روح اسال عن الخالة صباح ، انتو انتظروني هون
سامر : خليكي معه انا بروح
بقيت مع معتصم ، و حاسة النار رح تطلع من راسه من كتر ما هو غيران عليي ، ما كان الوضع و المكان مناسبين حتى افتح معه موضوع متل هاد ، تظاهرت باني مو فاهمة شي و كان اهتمامي بالخالة صباح هو سيد الموقف ..
//////
رياض : اهتمام معتصم بيك بقضية القرية كتير ملفت للانتباه ، شو رايك يمة شو ممكن يكون ورا اهتمامه ؟
ام رياض : و الله ما بعرف بس انا شايفة كثير اكابر و قريب من القلب
رياض : ما اختلفنا بس حاسس في اشي مخبيه علينا ، و هديك البنت اللي شفتها ..
ام رياض : اي بنت ؟
رياض : اه ؟ لا لا بنت لمحتها عنده .. يلا انا فايت انام تصبحي على خير ( مش عارف شو هالشعور اللي صابني لما شفتها ، نظراتها كانت غريبة و فيهم اشي )
//////
سامر : انا رح ابقى عندها ، و انتوا روحوا
نتالي : مو وقت النقاش استاز سامر ، شي طبيعي اني ابقى انا و انتو التنين تروحوا
معتصم : لا مستحيل ما بتركك بلكي احتجتي شي .. رح ضل هون انا
سامر : يا اخي كلامك جواهر ، معك حق بالصحرا اكيد الواحد رح يحتاج شي
واقفة بالنص و عم التفت عليهم كل ما حدا حكى شي ، ما قدرت الا انه نادي الممرضات حتى يشحطوهم تنيناتهم من المستشفى كله ..
عملت اللي ما توقعته منها ، انا اتقلع بهالطريقة ..
سامر تشمت فيي و بقي يضحك طول الوقت ، شفته قعد على كرسي بحديقة المستشفى ، رحت لعنده و تحركشته ..
سامر : بس ما تكون اشتقتلي
معتصم : في حدا بيشتاق لباتمان ، عالاقل صرت نام بكير و اصحى نشيط
سامر : دخيله النشيط ، يلا قحط من هون عمو الديك
معتصم : لا حبيبتي هون صعب روح و اتركها
قضيناها طول الليل مناقرات ، كلمة مني و كلمة منه ، لحد ما نعسنا و نمنا عالكرسي ..
_______________
فتحت عيوني بكسل ، على اشعة الشمس الداخلة من الشباك ..
التفتت حواليي ما لقيت حدا ، رحت على دورة مياه غسل وجهي ، و رجعت اتطمن على الخالة صباح ..
الممرضة : لسا ما خلصت المهلة لنتأكد ، بس امورها مستقرة لحد هلا
نتالي : يارب تطلع من هالازمة و تقوم بالسلامة
الممرضة : بس لازم تنتبوا ما تزعلوها ، او تسمع اخبار سيئة
هزيتلها براسي وانا محتارة بكلامها ، و بـ سبب هالازمة القلبية اللي صابت الخالة صباح ..
////
معتصم : يااه شو هالنومة ، لك ليش هيك لازق فيي قوم .. ساااامر
سامر : شو في شو صار ؟ شو عم تعمل هون انت
معتصم : اي قوم قوم خلينا نشوف شو صار بالخالة صباح
سامر : هيك من الباب للطاقة اقوم معك ؟ عالاقل اعزمني عالفطور مشان ارضى عليك
ما كان سهل علينا انا و سامر انه نتصالح ، بس بتصير معنا مواقف بتسهل علينا الخطوة الاولى اللي بنكون عاجزين عنها بسبب كبريائنا ، أو خوفنا من صد الطرف الاّخر انا ..
نتالي : شو عم تعملوا هون ؟
سامر : هههههه
معتصم : لا تضحك انت .. و انتي شو هالسؤال ؟ ما نسيتلك عملة مبارح بس هلا مو وقته احكيلنا كيف صارت الخالة صباح ؟
كنت كتير مبسوطة لما لمحتهم جايين من بعيد ، و ماشيين كل واحد مادد ايده على كتف التاني ..
و ضحكاتهم مع بعض بـ ترجع للقلوب الميتة الروح ، و بتبعث الأمل بلقاء كل المفترقين عن بعض بـ هالدنيا ..
معتصم غيرته كانت عامية على عيونه و قلبه ، و محبته الكبيرة الي و خوفه من فقداني سيطروا على تفكيره ، و فهمه لبعد نظر سامر اللي كان خايف عليه ، و بده مصلحة رفيق عمره ..
//////
أكرم بيك : شو رح تكون الخطوة الجاي ؟ على شو اتفقت انت و ابني ؟ ما بدنا يحس علينا الاغا او حدا من رجاله مشان ما يقدرو يمنعوا الشهود من معاونتنا
رياض : اترك هـالموضوع عليي ، انا رح جيب كم واحد بمون عليهم و بوثقوا فيي ، بس ..
اكرم بيك : بس شو ؟ احكي يا ابني في اي مشكلة بتواجهنا ؟
رياض : لا بس كنت عم قول انه لو التقي بالشخص اللي بعرفه معتصم بيك حتى اعرف مين بكون و كيف ممكن يساعدنا
أكرم بيك : كلامك بمحله ، و انا واثق فيك ، و عندي احساس انه رح نربح هالقضية
رياض : ان شاءالله بكون عند حسن ظنكم فيي يا بيك ، و بكون ممنونك لو انت طلبت منه يعرفني على الشخص
( لازم فك شيفرة هالقضية و أعرف شو الهدف من واحد متل معتصم بيك يهتم بقريتنا و اللي بصير فيها )
//////
معتصم : نعم بابا .. انا منيح بس مشغول شوي .. صار شي جديد ؟ .. تمام رح حاول اجمعهم هالفترة بس لبين ما تهدى الامور عندي .. سلام
نتالي : صاير شي ؟ باينتك متوتر
معتصم : رياض .. بدو يقابلك
يتبع ..
الجزء السابع :
نتالي : كيف يعني ؟
معتصم : لا تقلقي هو ما بيعرف شي ، و في قصة طويلة بقلك عنها بوقت تاني
نتالي : …
معتصم : قلتلك اوثقي فيي
الامور عم تمشي اسرع من تخيلاتي ، و يمكن النهاية صارت عالابواب ..
و اللي صار مع الخالة صباح سببه معروف ، كيف رح حل هالخيوط اللي زادت تعقيد ..
لو بعرف ما كنت دخلتها بالقصة ، و حافظت على السر بيني و بين حالي ..
الطبيب : بهنيكم على سلامتها ، الحمدلله قدرت تتجاوز الازمة ، بس متل ما فهمتكم لازم تبعد عن اي مصدر للتوتر والضغط النفسي
سامر : بنتشكرك كتير دكتور ، ان شاءالله كل الامور رح تكون تحت السيطرة
نتالي : بقدر حاكيها ؟
الطبيب : حاليا رح ننقلها على غرفة عادية ، و بعد هيك بتقدروا تشوفوها براحتكم
فرحتي برجعة الخالة صباح ما كانت بتنوصف ، بهاللحظة حسيت حالي ملكت الدنيا ، و ما بدي شي غير ارجع شوف عيونها و هية بتضحكلي ، و اسمع دعواتها ..
صباح : ن نتالي ياروحي
نتالي ( بتبكي ) : الحمدلله عسلامتك ، خفت عليكي كتير ، كيف حاسة حالك ؟
صباح : منيحة كتير لا تخافي ، شو نسيتي مين بكون انا ، طمنيني التقيتي بامك ؟
سؤالها رجعني للماضي الحاضر ، حسيت بوجع كبير بين هالحروف اللي طلعوا من بين شفافها ..
كان رايح عن بالي انه ممكن انا كون السبب بالازمة اللي صابتها ، حتى لو بطريقة غير مباشرة ..
نتالي : انتي اهلي و سندي ، ما بدي شي غير شوفك بكامل عافيتك
صباح : قلتلك انا منيحة ، و انتي صار الوقت لتحققي حلمك و تجتمعي فيهم ، هدول عيلتك اللي بكيتي على فراقهم سنين ، و قلبك تقطع من الحنين الهم
صعب كتير ، او يمكن من المستحيل ، انه تمنع دموعك تنزل لما تسمع هيك حوار ، و خصوصا انه بنعرف الحقيقة كلها ..
حقيقة الصراع اللي بتعيشه نرجس بهالفترة ، و مكابرة الخالة صباح على حالها ، حتى ما تكون حاجز بين نرجس و اهلها ..
//////
انسحبنا انا و سامر من المكان ، و راح كل واحد فينا على شغله ..
ما كان عندي القوة اني ابدا بالخطوة اللي طلبها رياض ، و احتاج مني الموضوع تفكير كتير ..
انخنقت ، و ما لقيت حالي الا قدام شركة ابي ..
اول خطوة اني وضحله مين هالشخص بكون ، قبل ما اجمع نرجس بأهلها ..
ما عرفت من وين بدي ابدا ، و توتري زاد مع كل نظرة منه ..
ابي اللي بعد ما ماتت امي من 5 سنين ..
بقي وحداني ، و ما قدر يشارك حياته مع وحدة تانية ..
و استقراري ببيت لحالي من سنتين ، زاد وحدته ..
بدون مقدمات ، اعترفتله بحبي لنرجس ، و عن نيتي بالزواج منها ..
و سؤاله باهتمام عنها ، و فرحته اللي اختفت لما وضحتله الظروف اللي عرفتها فيها ، زادت الامور سوء ، و ما سمحلي كمل كلامي ..
وقبل ما افتح باب مكتبه لاطلع منه ، قال : ازا بتتزوجها اعتبر انه ما الك اب
طلعت من عنده و كنت متل اللي انفجرت فيه قنبلة ، ما عرفت شو لازم اتصرف ..
انا فعلا واقع باختبار صعب ، و واقف بالنص بين نارين ..
ابي اللي ما بهون علي اخسره ، و ما بسمح لحالي كون سبب بأي كلمة تمس سمعته ..
و نرجس البنت البريئة ، اللي ما الها ذنب بأي شي مرقت فيه ..
توجهت لمكتب رياض ، و ركيت كتفي عالباب و بقيت راقبه بدون ما يحس ؛ لانه كان مشغول بالاوراق اللي معه ..
شعوري بالوحدة ، و خوفي من خسارة اي شخص بحبه ، كانوا اقوى مني ..
دايما كنت مضرب المثل بالشخصية القيادية و الحكيمة ، رغم صغر سني ..
و لما دخل الحب على حياتي ، و لانه اساسه ضعيف ، ضعفي صار يزيد يوم عن يوم ..
رياض : معتصم بيك !!
انتبهت على حالي وين انا ، ما كان عندي اي مبرر احكيه ..
قام من ورا مكتبه و تقدم لعندي ، مسك ايدي ، سكر الباب ، و قعدني على كرسي و قعد قبالي ..
رياض : بتقدر تعتبرني اخوك الصغير ، او بئر لأسرارك معتصم بيك
معتصم : كيف اعتبرك اخي و انت لسا بتناديلي بيك ؟
رياض ( نزل راسه و ابتسم ) : تمام ، معتصم .. بتحب نحكي او بنغير الموضوع
كانوا كلماته كتير رايقين ، و نساني كل شي مرقت فيه قبل كم دقيقة ..
ما كان قدامي مجال اني خبي عليه سبب تعاستي ، و حاولت اشرحله عن العشق اللي محتل كياني ، و النار اللي ما عم لاقي طريق لاتجاوزها ..
كان جوابه بكل بساطة ، ان الحب بروح و بيجي بس الاهل ما بيتعوضوا ..
و انها لو كانت مكاني ، فـ اكيد رح تختار اهلها ..
معتصم : بس انا جزء من عيلتها ، انت ما بتعرف شي عنها لحتى تحكم عليها بهالشكل
رياض : صدقني لو شو ما كنت بحياتها ، رح تختار اهلها
معتصم : بس اهلها بيوم من الايام ظلموها ، و هربت منهم ، و عاشت حياة قاسية كتير لحد ما وصلت لعندها
رجفته اللي ما قدر يخبيها ، كانت مدخل سهل قدرت من خلاله وضحله كل شي عن نرجس ..
//////
نتالي : استندي منيح عليي ، يلا رح نادي للمرضة تساعدني
صباح : لا تمام هيك مرتاحة .. بتعرفي قلبي انشرح بس شفت سامر و معتصم سوا من جديد
نتالي : و انا كمان .. شاعرة بذنب كبير لانه كل شي عم يصير بسببي
تركتها و رحت لجيب شي اشربه ، و لما رجعت سمعت صوت جاي من غرفتها ..
قربت من الغرفة ، و صار صوت معتصم واضح ..
دخلت عالغرفة بلهفة ، بس ما كان ببالي حتى لو جزء بسيط من الالف اني لاقي اخي رياض معه ..
و من صدمتي ، وقعت كاسة القهوة من ايدي ، و انا مو واعية على حالي ..
اجا لعندي بسرعة ، و معتصم ببتسملي ، و انا مو فاهمة شو هالاحداث اللي عم تصير ..
رياض : نرجس ..
بس سمعت اسمي من تمه ، رجعت لزمان كتير ، و تزكرت كيف كنا نلعب سوا و نقضي وقتنا بالارض ، و نساعد ابي ..
ثبتت راسه بايدي ، و عيوني بتفحصوا تفاصيل وجهه الحنونة ..
تلمست دقنه الحلوة ، اللي لما تركته يا دوب كانت طالعة ..
و مكان الحرق اللي على وجهه ، و مسحت دموعه و شديت عليه ، و ضميته بقوة ..
طلعت كل الوجع اللي بقلبي و انا بقله رياااااااض ، اشتقتلك كتيييييير ..
اشتقت لريحتك ، لصوتك و هو عم يناديني ، لك اشتقت لاسمي اسمعه منك ، اشتقت لكل ثانية كنت اقضيها انا و اياك حتى و نحن عم نتناقر متل اي اخوة بالعالم ..
تعب قلبي و هو عم يتحمل كل هالشوق و الحنين جواته ..
معتصم : الله يخليكم لبعض و ان شاءالله بعد اليوم ما بتفترقوا
قربت لعنده و ضميته بفرح كبير ..
نتالي : شكرا الك معتصم ، لولاك ما بعرف ازا كنا رح نلتقي .. بس وين امي
رياض : لسا ما بتعرف اشي
انتبهت عالخالة صباح ، اللي كانت عم تمسح دموعها ..
رحت لعندها كمان و ضميتها ..
نتالي : بعرفك على احن مخلوقة ممكن تقابلها بحياتك .. هي الخالة صباح اللي كانت عيلتي و كل شي ل الي
رياض : تشرفت فيكي خالة ، شكرا على اهتمامك باختي و اعتبريني متل ابنك من هلا و رايح
صباح : اهلين فيك يا ابني ، الله يطول بعمر امكم و تفرح فيكم
حسيت بشعور غريب بعد ما التقت نرجس باخوها ، صحيح كنت مبسوط لاني كنت الوحيد بعالمها ، بس حلو يكون عندك اخوة يحبوك و يشتاقولك لو غبت عنهم ..
عيلة اتضمك لما كل العالم تتخلى عنك ، دموع فرح تنزل منك لما تفرح لفرحهم ..
و تبكي معهم على احزانهم ، و يتشاركوا معك ب نفس المشاعر ..
كان نفسي تكتمل فرحتي ، و ابي يوافق على زواجنا انا و نرجس ، بس ما كنت بعرف كيف اغير مجرى احداث حياتي ، و قررت اني اترك الموضوع شوي حتى تستقر امور نرجس اكتر ..
_______________
أكرم بيك : انتبه منيح ، ما بدي اياه يحس على شي
جابر : لا تقلق يا بيك ، بس ما عرفت من وين ابدا ؟
أكرم بيك : من كل مكان ، ما بدي يروح مشوار بدون ما تلحقه ، سجل كل عنوان بروح عليه
جابر : اعتبر كل شي صار عندك
هيك يا معتصم ، رح نشوف مين هالبنت اللي رح اتضيع سمعتنا ، و تقضي على مستقبلك بسببها ..
//////
ام رياض : وينك يمة تأخرت عليي اليوم ؟
رياض : حقك عليي ، بس انشغلت شوي
ام رياض : و شو صار بالقضية و معتصم بيك ؟
رياض : كل شي ماشي متل ما بدنا باذن الله .. صحيح ذكرتيني .. البنت اللي اسمها غدير لسا بتيجي عندك ؟
ام رياض : اه اه شو اطلبلك اياها
رياض : ابدا ، ما بدي اشوفها .. معلش اعذريني بس ما ارتحتلها ، ان شاءالله بتلاقي بنت ثانية
ام رياض : مثل ما بدك ، بطل حدا يتجوز بالغصب هالايام .. كله الا ما تكون مرتاحلها
رياض : يخليلي اياكي ، و هاليومين رح تسمعي اخبار حلوة
ما في خبر احلى من رجعة بنتها لحضنها ، اللي انحرمت منه ظلم ، بس كل شي اله نهاية ..
و الظلم ما بدوم ، الا لما نظلم نفسنا بنفسنا ..
لانه ربنا كبير و عادل ، و فوق كل ظالم ..
يتبع ..
الجزء الثامن :
شعور جديد ، لهفة ما بتنوصف ، و فرحة غامرة كل كياني ..
اليوم ، و بعد غياب و فراق دام لسنوات طويلة ..
و خطوات معدودة بتفصلني عن امي ، اللي ضحت فيي باعتقاد منها انها رح تحافظ على حياتي ، و تبعدني عن الموت ..
و بسبب ظروف خارجة عن اردتنا ، يمكن كان الجهل ، أو الخوف ، و يمكن القدر ..
ام رياض : مين اللي بدو يجيني من على بكرة الصبح .. ميين ؟
معتصم : صباح الخير خالة .. بعتزر على ..
ام رياض : لا لا مية اهلا وسهلا .. بس رياض مش بالبيت والله يا خالتي
رياض : لا هيني هون يمة
ام رياض : شو عاملين عليي ثمثيلية من الصبح ؟ شو قصتك يمة
نتالي : امي
اظهرت حالي من بين معتصم و رياض ، اللي كانوا متفقين على هي الخطوة ..
منظر امي لما سمعت صوتي و قبل ما تكمل كلامها مع رياض و معتصم ، كان اشبه بحدا صابته صعقة ..
بقيت فاتحة عيونها و عم تحدق ، كانها عم ترجع بالزمن و تتزكر اخر لحظة شافتني فيها ..
لما ضمتني و غرقت شعري بدموعها ، و كانت روحي رح تطلع من كتر ما شدت عليي ..
تقدمت كم خطوة ، و معتصم ورياض مسكوا ايدي و قدموني باتجاهها ..
ام رياض : ن ن نرجسسسسسسسسسسسسسس
نتالي : اممممممممممممممي
و بنفس القوة تعانقنا ، و بكينا ، بس دموع اليوم قررت انها تنزل اخر مرة ..
و ما في قوة رح تبعدني عن اي حدا بحبه ..
لحظة لما قررت اني اتحرر ، و ابعد عن الطريق الغلط اللي وصلتله بسبب جهلي ، كان أول دليل على نضوج تفكيري ، و أول قرار صائب اتخذته ..
امي اللي ما قدرت توقف دموعها ، كان عندها اسئلة و استفهامات كتيرة عن حياتي ..
رياض و معتصم طلبوا مني احكيلها كل شي ، لانها بالنهاية بتضل امي و من حقها تعرف ، حتى لو هالشي رح يسببلها وجع و احساس بالذنب ..
ام رياض ( بتضرب راسها بايديها و تبكي ) : حسبنا الله و نعم الوكيل .. الله يرحمك يا ابو رياض لو سمعت كلامي ما كان صار هيك في بنتنا .. الله ينتقم من الظالمين اللي كانوا السبب بهالمصايب .. و انتي يمة خلص توبي لربك ، و عفى الله عمّا مضى
يلا يا رياض هي اختك لقيناها استعجل بالدعوى انت و معتصم بيك .. الله يرضى عليك يا خالتي
نتالي : دعوى شو ؟ معتصم ؟
ما خطرلي تكون كلمته مقصودة لما قال ( انتي مظلومة ) ، و يحط بباله انه يجيبلي حقي و حق كل المظلومين بقريتنا ..
معتصم شخص عظيم ، وافضاله عليي ما بتنعد ..
انسان بكل معنى الكلمة ، ربنا بعتلي اياه ليعوضني عن كل يلي شفته ..
هو حبي الاول ، و بتمنى يكون الاخير ، أو تنتهي حياتي قبل ما افترق عنه ..
____________
صباح : مين عم يدق ؟
أكرم بيك : انا اكرم بيك يا خانوم
صباح : مين أكرم ؟ اي بحياتي ما سمعت عنك
أكرم بيك : انا والده لمعتصم رفيق سامر، اكيد بتعرفيه
صباح : اهلين وسهلين ، لا تواخذني ..
اكرم بيك : بعتزر ازا ازعجتك يا خانوم بس جاي احكي معك بموضوع مهم و ياريت تتفهميني و تسمعيني للآخر
صباح : ما في داعي للاعتزار البيت بيتكم اكرم بيك .. تفضل عم اسمعك
//////
نتالي : رياض لا تلح عليي ، موضوع فادي انتهى عندي و مو حابة لا اشتكي عليه و لا اغير اسمي حتى
رياض ( حك شعره من الخلف و بقلب نظره بين امه و اخته ) : يعني ما بدك ترجعي لاسم نرجس
نتالي : ……
ام رياض : خلص يمة اتركها براحتها ، مش مهم الاسم المهم انه لقيناها و رجعت لحضني ، تعالي يا حبيبتي ( حضنت بنتها و أشرت لرياض بايدها انه يتركهم )
نتالي : يا امي انا اللي خرب حياتي من الأساس هو ابن الآغا ، هو اللي لازم يتحاسب
ام رياض : و كلي امرك لربك و هو باخذلك حقك ، اخوكي درس محامي عشان هاليوم هاد ، و ربنا حط بطريقنا معتصم بيك ( تنهدت ) الله يرضى عليه رح يساعده و نكسر راس كل اللي خربوا حياتنا
//////
معتصم : سمعت شو صار ؟
سامر : ما ضل فضائية الا نشرت الخبر
معتصم : وقع بشر أعماله بعد ما كان يشتغل عالخفى بدون ما حدا يمسك عليه شي
سامر : اي خرجه ، و عقبال كل اللي متله ، بس الله اعلم شو عامل معها لحتى قالت عليي و على اعدائي هههههه
بعد رفض نرجس بالشكوى على فادي ، بنتفاجأ بخبر اعتقاله ، و اغلاق مطعمه بعد ما اشتكت عليه الموظفة شيرين اللي كانت شبه شريكته بكل شي ..
بس كمان هية ما نفدت من المحاكمة ، و اخدت جزاتها ..
______________
__________
بعد ٣ سنوات <<
سامر : نتالي الغي كل مواعيدي لبكرا لاني ما رح داوم بالشركة
نتالي : بتؤمر استاز سامر بس خير .. قصدي صاير شي ؟
سامر : هههه لا بس عندي مشوار بعيد
طلعت من مكتبه و عم هدي قلبي ، اللي كل يوم بستنى خبر عن معتصم ..
من بعد اللي صار بهداك اليوم ، و قبل ٣ سنين من اليوم ، روتين حياتي انحصر بين شغلي كمساعدة خاصة للاستاز سامر ، و بين امي و اخي رياض اللي شعر بالذنب بعد ما طلب مني اتركه لمصحلته و مصلحتي سوا ..
ما كان عقلبي مستوعب اني ارجع افترق عنه من جديد ، و ينفرض عليي اطلعه من قلبي ، بس كانت طلعة روحي اسهل بكتير من هالطلب ..
و متل ما تعودت دايما ، كانت الخالة صباح هية ملجأي و بير اسراري ..
صباح : عم استناكي عالغدا ، أكرم بيك ما رح يجي اليوم ما الك حجة
نتالي : هههه ولا يهمك ، أساسا اشتقت لأكلاتك
//////
رياض : بسم الله ، يسلم ايديكي يمة ، وين نرجس ما رجعت من شغلها ؟
ام رياض : راحت عند الست صباح عازمتها عالغدا ، ريته صحتين على قلبها ، و الله هالست صباح ما في منها بس لو ما تزوجت اكرم بيك
رياض : ما بتعرفي الخير وين موجود ؟ او متى رح يجي ؟
ام رياض : ااااخ ياربي طمني على اولادي قبل ما تاخذ امانتك ، و لا تلوع قلبي على ضناي
رياض : الله بطول بعمرك يمة ، ان شاءالله عن قريب احلامنا بتتحقق و قلوبنا بترتاح
//////
صباح : شو يا بنت ما بدنا نفرح فيكي
نتالي : افرح ؟ معقول انا من البشر اللي بحقلهم يفرحوا بحياتهم ؟
صباح ( مسكت ايد نتالي و ربتت عليها ) : تفائلوا بالخير تجدوه لك بنتي ، بعرفك غير هيك ، مو يعني ازا معتصم سافر بتكون نهاية العالم يعني ؟ بعدين انتي اللي تركتيه الشب كان شاريكي ، و قلبه متفطر على اللحظة اللي ينكتب اسمك على اسمه
نتالي : ليش كان بايدي اتىك او ابقى ؟ انتي ادرى باللي صار
صباح : خلص ، شو رح نقضي الوقت على بكي و زعل ، دوقيلي هاليالنجي عملته مخصوص مشانك يا قلبي
نتالي : يخليلي اياكي يا رب و يفرح قلبك متل ما بتفرحيني دايما
خالة صباح بعد ما زارها أكرم بيك ، ليطلب منها تبعدني عن معتصم ، كانت ردة فعلها رفض طلبه ، و انها من المستحيل تعمل هيك معنا ..
و بعد تغير حالة معتصم ، و قرار سفره من البلد كلها ، و ترك كل شي وراه ، شعور أكرم بيك بالذنب ما فارقه ، و سمحلنا بالزواج ..
بس للأسف كان هالقرار متأخر ، و كنت وقتها رجعت اعيش مع امي و اخي ..
و حياتي تغيرت ، و متل ما علمتني امي عملت ، بقيت استغفر ليل نهار و توب لربي ..
أخي رياض ، اللي ما قدر يخبي عني الحقيقة ، و واجهني فيها ، و انه موافقتي عالزواج من رجل اعمال معروف متل معتصم رح يدمره ، و يضر بسمعته ..
بس أنا ما حدا حس بقلبي ، و شو الدمار اللي صار جواتي ، و انه بعدي عن معتصم سبب بإني ارجع افقد الأمل بهالحياة ..
________________
سامر : الحمدلله عالسلامة لك عصوووم ، اشتقنا والله
معتصم : الله يسلمك حبيب ، اتركني شم هوا بلادي ، لو تعرف شو مشتاق
سامر : اي شم شم مين ماسكك بلكي بيوصلك شوي من ريحتها
معتصم : لك ااااخ على ما اوصلها و ضمها و شمها ، ما عاد بدي شي من هالحياة غيرها ، بدي اصرخ و انادي عليها باعلى صوت بحبببببك نرجستي بحببببك
سامر : اي وطي صوتك فضحتنا يا زلمة ، يلا هي رح اخدك عليها و اصرخ قد ما بدك
غيابي اللي طال عنها ، و كل الوقت اللي مرق عليي بدون ما أشوف الحب الوحيد اللي عشته بحياتي ، زرعوا جواتي التصميم للرجوع ، و مواجهة أي شي كان سبب في فراقنا ..
اليوم ، و بعد حنين دام سنوات طويلة ، قلبي اعلن ثورته ، و استعد بكامل قوته ليرجع يعلن حبه الابدي ، و يمنع أي حاجز من الوقوف بطريق عشقه ..
يا ناراً تجتاح كياني ..
يا فرحاً يطرد أحزاني ..
يا جسداً يقطع مثل السّيف ويضرب مثل البركان..
يا وجهاً يعجّ مثل حقول الورد ويرفض لحني كحصاني .. قولي .. قولي .. قولي
قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني قولي لي ماذا أفعل فيك .. أنا في حالة إدمان قولي لي ما الحلّ فأشواقي وصلت لحدود الهذيان
______________
ام رياض : يا نرجس ، حطي على راسك يمة و شوفي مين بدق عالباب
نتالي : يلا رح افتح .. م م م معتصصصمممم
ام رياض : مين ؟
ما عم صدق اللي قدام عيوني هاد معتصم ، او انا بتخيل ؟
ياربي ليش رجع .. شو رح يصير هلا ؟
تجمدت بأرضي ، و كأني أول مرة بشوفه ..
معتصم : شو ما في تفضل ؟
ام رياض : الحمدلله عسلامتك يا خالتي ، اهلا وسهلا
ردة فعل نرجس لما شافتني فاقت كل توقعاتي ، حسيت برفضها ..
بس ما استسلمت ، و كملت طريقي اللي قطعت مسافة كبيرة مشانه ، و بعد تفكير طويل حتى اقدر اخطي هالخطوة ..
كانت في طاولة قدام عيوني ، حطيت عليها محفظتي بكل اللي فيها من بطاقات بنكية و دولارات ، و كنت جايب معي مفاتيح بيتي و كل شي بخصني ..
شلحت جكيت بدلتي و رميته بحد الاغراض عالطاولة ..
معتصم : انا رجعت ، بعرف انك رافضيتيني من ٣ سنين ، و انا اليوم جيت و بدي اسالك نفس السؤال بس بدون كل شي بخص معتصم بيك .. موافقة تتزوجي معتصم لحاله .. لحمه و دمه .. و بقلبه اللي ما دق الا الك ..
نتالي : ……..
كان منظره بقطع القلب ، شفقت عليه اكتر ما انا شفقانة على حالي ..
اليوم تاكدت من معنى الحب الحقيقي ، لما تكون حياتك ما بتمشي الا مع هالحب ..
لما عيونك ما بتشوف غيره ، و قلبك ما بدق الا اله ..
الحب مجرد من أي صفة ، ما بيرتبط باي جنسية او لون او ماضي او حاضر ..
الحب اللي بخليك تعيش احلى و أسوا الظروف ..
الحب اللي ما ببعدك عنه أي زمن ، و أي مسافة ، و أي مكان ..
معتصم : انا بحبك نرجس بحبك اكتر من حياتي ، ارجوكي اعطيني فرصة ، اتطلعي على حالتي ، شوفي عيوني شو بتحكي
نتالي : و انا بحبك ، لا قليلة كتير هالكلمة لتوصف اللي جواتي ، بس ..
صباح : بدون بس ، خلص انا بقلك انها موافقة ، و خد البس جكيتك و خليك بهيبة عريس
أكرم بيك : وافقي يا بنتي ، و بوعدكم تعيشوا احلى حياة ، و انا بعتزر ازا بيوم كنت السبب في فراقكم عن بعض
ما كنت منتبه لوجود ابي و الخالة صباح ، اللي كان جايبهم سامر بدون ما يخبرني ..
بقينا نطلع بوجوه بعض ، و بنستنى اي حرف من نرجس لحتى تشفي حنين قلوبنا ..
و تجمعنا مع بعض من جديد ..
رياض : آسف عالتاخير يا جماعة ، ليش واقفين تفضلوا
أكرم بيك : اهلين يا ابني ، ان شاءالله ما تكون نسيت اللي وصيتك عليهم
رياض : اكيد ما نسيت
صباح : و هي المحابس جاهزين ، بقي العروس توافق
كنت من جواتي عم ارقص من الفرحة ، لدرجة ما قدرت احكي ، و بقيت اقلب نظري بين الموجودين ، و اتبسم ..
لحد ما شفته متقدم لعندي ، و رفعلي ايدي اليمين ، و الخالة صباح اعطته المحبس ..
معتصم : شكلي رح استنى كتير لحتى اسمع موافقتك ، بس انا بعرف انه السكوت علامة الرضا .. و هي محبسي صار بايدك و هلا اجا دورك تلبسيني محبسي
رجعت اتبسم و راقب ضحكات للموجودين ، و تصفيقهم ..
صباح : و هي محبس العريس
حطتلي اياه بايدي ، و رفع معتصم ايده ، كان منظرنا كتير مخجل و بضحك بنفس الوقت ..
اكرم بيك : الف مبروك يا ابني ، الف مبروك يا بنتي الله يتمملكم على خير
ضميت ابي بقوة كبيرة ، ما كان في اي وصف للشي اللي عملوه معي اليوم ، و الفضل كله بيرجع لسامر ، و فيما بعد عرفت انه الخالة صباح خططت بعد ما عرفت عن موعد رجعتي ، و اتفقوا مع ابي و اخدوا موافقة رياض و امه ..
____________________
_____________
بعد سنتين <<
اكرم : بابا .. بدي كاندي
معتصم : يا روح بابا انت ، اي مو تكرم عينك اكرم بيك الصغير ، بس خلينا نشوف ماما وين غاطة و تاركتنا لحالنا
كنت عم حضر البحث اللي بدي قدمه لتخرجي من الجامعة ، بعد ما سافر معتصم ، و سجلني رياض ادرس ثانوية و ساعدني لانجح ، و قدرت ادخل جامعة تخصص ادارة الأعمال ..
معتصم : وينها حبيبتي المجتهدة
نتالي : بعتزر منك ، بس هانت يا عمري شغلة كم اسبوع و بنكمل حياتنا و ما في شي رح يشغلني عنكم
معتصم : لو تعرفي اديه فخور فيكي انا ، رح ضل معك و كون سند الك بكل مراحل حياتك
بعد ما خطبنا انا و نرجس ، و عرفت منها كل شي صار بغيابي ، زاد ايماني بانه الحياة رح تنصف كل المظلومين فيها حتى لو بعد حين ..
اللي مرقت فيه نرجس و عيلتها ، و متلهم كتار بهالعالم ، بشوية تفكير ممكن انه يتغير للافضل ..
لكن للاسف لما الجهل يعمي العقول ، الظلم رح ياخد راحته ، و طريق التفاؤل رح يتسكر بوجوهنا ..
و نمشي بالاتجاه المعاكس ، و يمكن ما نقدر نطلع منه ..
//////
رياض : محتار كثير بالهدية اللي رح اجيبها لنرجس على تخرجها
ام رياض : اكثر هدية رح تبسطها ، لما تعرف انها رح تصير عمة عن قريب
عبير : يخليلنا اياكي يا عمتي ، و انا مبسوطة كتير بانه اولادي رح يكون الهم عمة متل نرجس و جدة متلك
رياض : بس للاسف ابوهم انا
عبير : هههه لك مو هيك قصدي حبيبي
ام رياض : اتركيه يتدلل هاد بحب يعرف غلاوته عندك ، الله يخليكم لبعض و يفرحني بسلامتك
رياض : الله يسلمك يمة ، و يطوللنا بعمرك ، انتي بركتنا و لولاكي ما بنسوى اشي
ام رياض : الحمدلله اللي ربنا سمع دعائي ، و فرح قلبي باولادي و قر عيني بشوفة بنتي من جديد
//////
سامر : اي عصووم شو تخطيطاتك لتخرج حافية القدمين ، صار لازم تهديها شي سكربينة مميزة
معتصم : انه انا ما بدي اخلص من لسانك ، شو هالبلوة اللي مبتلي فيها انا ، على كل حال تخطيطاتي سرية للغاية ، و حاجتك تحشر انفك بخصوصيات المتزوجين
سامر : ايييه متزوجين ، بس ما تكون نسيت اني مفضل على راسك
معتصم : يا سيدي فضلك ما بنساه ، بس بدون منية هلكتني
سامر : هههه خلص رح حل عنكم بس آخر سؤال
معتصم : هات لنشوف ؟
سامر : سمعت انه الخالة صباح سجلت كل اللي كتبه ابوك باسمها لنرجس .. صحيح هالحكي
معتصم : و الله ما بعرف شو بدي قلك ، بس فاجأتنا كتير لما عملت هيك ، الله يطول بعمر ابي و عمرها
//////
رجعنا من حفلة التخرج ، و اجتمعنا بالفيلا عند أكرم بيك و الخالة صباح ..
و أول ما وصلنا ، كان المكان بدون اضوية ..
مسكني من ايدي معتصم ، و حملني و ركض فيي بحديقة الفيلا ، لحد ما وصلنا على مكان كان مضوي بالشموع الارضية ..
طلعنا على درج الترس ، و وقفنا نتفرج على المنظر ، كانت الشموع مرتبة بطريقة ملفتة ..
معتصم : قدرتي تقراي شو مكتوب ؟
نتالي : هل ع ن د ك ش ك .. هل عندك شك
معتصم : صح
هل عندك شكٌّ أنّك أحلى امرأةٍ في الدُنيا؟
وأهمّ امرأةٍ في الدُنيا؟
هل عندك شكّ أنّي حين عثرتُ عليك ملكتُ مفاتيح الدُنيا؟
هل عندك شكّ أنّي حين لمستُ يديك تغيّر تكوينُ الدنيا ؟
هل عندك شكّ أنّ دخولك في قلبي هو أعظمُ يومٍ في التاريخ وأجمل خبرٍ في الدُنيا ؟
هل عندك شكٌّ في من أنت ؟
يا من تحتلُّ بعينيها أجزاء الوقت يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ، جدار الصوت لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟
فكأنّك أُنثاي الأُولى وكأنّي قبلك ما أحببت وكأنّي ما مارستُ الحُبّ ..
ولا قبّلتُ ولا قُبّلت ميلادي أنت وقبلك لا أتذكّرُ أنّي كُنت.. وغطائي أنت وقبل حنانك لا أتذكّرُ أنّي عشت ..
وكأنّي أيّتها الملكة من بطنك كالعُصفُور خرجت ..
هل عندك شكٌّ أنّك أحلى جزء من ذاتي وبأنّي من عينيك سرقت النار وقمت بأخطر ثوراتي ؟
نتالي : ابدا ما عندي ادنى شك ، انت اللي رديت الروح لجسمي بعد ما فقد قيمته ، و رجعت الضحكة على وجهي بعد ما الحزن استعمره ، و كنت شعاع الحياة وسط ظلام الموت اللي عشته
معتصم : بعشقك
نتالي : بعشقك اكتر و اكتر
سامر : اي خلص فهمنا لسا بحبك و بعشقك خلونا ناكل ،هدول مو خرج الواحد يستناهم على سفرة
معتصم : لك انت مو ناوي تتجوز و تحل عنا
سامر : خلص نويت ما ضل فيها
معتصم : من ٧ سنين و انت ناوي ، طفشت كل جنس حوا
نتالي : هههههههههه خلص تعو نتعشى و بعدين بنفكر بعروس للاستاز سامر
_____^____^______
ليالي عمرنا اللي بتمرق علينا و نحن مبسوطين ، و معنا كل اللي بنحبهم ، ما بتتقدر بثمن ..
لا تسمحوا لأي سبب يفرقكم عن احبابكم ، و اصنعوا من ابسط المواقف جسور ، و امشوا فيها لتوصلوا للحياة ..
هالحياة اللي بنعتقد انها توقفت عند أول حاجز بمرق بطريقنا ، بتحمللنا كتير من باقات الورد لتقدملنا اياهم بين طرقاتها ..
لا تستسلموا للفشل ، و حاربوا الجهل ، و اصنعوا المستقبل ..
النهاية ♡♡
قصة رائعه بالتوفيق ياارب
اشكرك 💛