#العقاب_بقلم_Nedaa_Ali
#الجزء_الاول
#نداء_علي
كنت مثلي مثل أي شب في هالعالم .. بحلم يعيش حياته بسعادة وفرح .. يكون معه مصاري .. وطبعا يتعرف ع بناتت مزز .. ع هاي الأشياء كانت حياتي بتتمحور .. ما عمري فكرت بإشي ثاني .. يعني .. ما كنت اصلي .. ولا اصوم .. وما ارد ع امي و ابوي .. مفهومي بالحياة كان عيش يوومك قبل ما تموت .. وعادي استمرت حياتي ع هذا الاساس ..
كنت بآخر سنة الي بالجامعة .. وما ضل شي وبخلص اربع سنين قضيتهم باللعب والهبل والتعرف ع أي بنت جديدة “سنفورة” مثل ما بحكوا .. يا ما ضحكت ع بنات .. ولعبت عليهم .. كنت اخليهم يصدقوا اني بحبهم .. لحتى اخليهم يسلمولي حالهم .. وعادي كان الوضع .. بعد ما آخذ يلي بديي اياه .. ارميهم مثل الكلاب .. وما كان يصيبني اي ندم .. بتقدروا تقولوا شي تعودت عليه وبس ..
كنت وقتها متأخر عن المحاضرة .. وبيني وبينكوا ما كنت اهتم .. الدراسة كانت اخرر اهتماماتي .. يعني كنت ادرس لشي واحدد بس .. انه البناات بحبول الشباب الدارسين .. عققي كان صغير .. وانا يلي كنت مفكر انهه ما حدا ذكي مثليي .. كل صحابي كانوا بقلدوني باللي بعملله .. و كانوا يضضلوا يحكولي انتا قدوتننا .. ههه كنت معلم بتزبيط البنات لحتى صررت قدوة ..
وبهذا اليوم بالذات ما كنت طايق حالي .. قبل ما اطلع تهاوشت مع ابوي لاني صرفت خمس مية دينار بشهر .. مش عارف وين المشكلة بالموضوع .. وما رضي يعطيني مصاري .. وانا كنت مفلس .. رحت ع الكافتيريا وقعدت لحالي .. طلعت تلفوني وصرت العب عليه .. مع انهه كثير بناات كانوا بحاولوا يلفتوا انتباهي بس انا مو طايق حدا .. الله اعطاني جمال بخلي اثقل البنات توقع بس تشوفني .. كنت اسمعهم بس يقعدوا يمدحوا فيي وانا الف وجهي بتكبر عنهم .. بقلكو حياتي كانت ع الفاضي ..
رفعت راسي .. وشفت بنت خلت عيوني تطلع من مكانها ..
سطلتنني .. ما حسسيت بحالي غير واقف ورايح لعندها .. ما كنت مفكر باي اشي وقتها .. وكل يلي بعرفه في كيف ازبط بنت انسيته تماما .. ما همني غير احكي معها ..
قربت لعندها وقلتها “مرحباا “
طلعت علي نظرة اشمئزاز ورفعت حاجبها وقالت “عفوا” ..
هي بتحكي ولا بتغرد .. ما همني نظرتها ولا كلامهاا .. حسيتني لقيت توأم روحي .. وباعتباري شب حلو مش حرضى احب غير حلوة .. وهي مش بس حلوة .. هي بتقول للقمر قوم وانا بقعد محلك
ابتسمتلها من ابتساماتي الساحرة وغمزتلها وقلت “اسف ع الازعاج بس .. مكن محرمة ؟!”
طلب غبي بعرف .. بس هي طيرت عقلي من جمالها ..
اتطلعت علي وصغرت عيونها وقالت
“اكيد .. لحظة”..
حطيت ايدي ع قليي .. يا جماعة هذا صوت ولا موسيقى ..
كنت بتأمل بوجها وهي بتدور ع محرمة بشنتتها ..
رفعت وجهها ومدتلي المحرمة وقالت “تفضل”
ع طول بدون تردد مديت ايدي واخذتها منها وقلت “شكراا غلبتك .. شكلك جديدة هوون ؟؟!”
استغربت وقالت “اهاا وشو خصك ؟!”
حسيت وجهي قلب احمر من ردهاا وقلت “لا بس استغرببتت .. ما شفتكك قبل “
ردت “اها مش مشكلة “
وراحت.. وقلبي رااحح معهاا .. وعيوني بتلاحقهاا من مكاان لمكان ..
الجزء الثاني :
رجعت ع الطاولة واخذت اغراضي ولحقتها .. ما كنت حاسس شو بعمل .. يلي كان يهمني بس اعرف مين هي ؟؟ .. كانت عيوني مسلطة عليها وين ما تروح .. وقلبي حسيته نفسه يطللع ويروحلها .. ما كنت اصدق يلي بحكو عن الحب من اول نظرة .. بس بعد ما شفتها .. صدقت كل يلي حكوه .. انا مش بس حبيتها .. انا عشقتها .. حسيت وكاني بعرفها صارلي سنين .. ومع انه ما صارلي شايفها غير دقايق بس .. حسيت انه اذا غابت عني .. ممكن اموت .. لا تطلعو هيك وتستغربوا .. حتى انا كنت مثلكوا ما اصدق .. بس رح يجي وقت تحسو بنفس شعوري ..
كنت مركز تماما وين بتروح و وين بتيجي .. بس يلي غثني انه صاحبي الحمار قطع عليي هالتركيز .. اجا وقلي انه المحاضرة الثانية هسا رح تبدا و مش لازم تروح علي لاني سنة تخرج .. ماا كنت حاب احضرها بس لما فكرت انه هاي البنت مكن ما تشوفني اشي اذا ما تخرجت تراجعت عن قراري .. حياتي كانت كلها عن البنات .. صدقوني هسا انا ندمان قد شعر راسي .. ما استفدت منهم اي شي غير المصايب .. مع انه كثير نصحوني وحذروني بس ما كنت اسمع لحدا واركض ورا شهواتي ونزواتي ..
مرت شهور وانا ما عدت اشوف البنت .. هي مرة وحدة بس يلي شفتها فيها وعلقت قلبي واخذته و راحت وما رجعت .. حسيت انه هي كسرت كبريائي … انه كيف وحدة قدرت تلعب عليي هيك .. كيف خلت كل تفكيري فيها وراحت .. حاولت كثير اني انساها .. التهي مع البنات حتى ما افكر فيها .. وكل ما كنت اتعمق بالتفكير فيها .. ازيد من طغياني واغلاطي عشان اريح شهواتي .. كنت انسان تافه .. صحيح صعب الواحد يعترف ويحكي عن حاله هيك .. بس الانسان كل ما بكبر بالعمر .. بشوف حاله قديه هو عمل اشياء غلط بحياته .. ورح يندم .. هيك احنا البشر .. ما بنحزن على الشي غير بس نفقده ..
اجا يوم التخرج .. كان يوم حماسي كثير .. كنت فرحان ومبسوط اني خلصت الجامعة يلي ضليت فيها ست سنين بدل اربعة .. حسيت اني انجزت بحياتي .. وتقريبا بديت انسى هذيك البنت .. واقولكوا شغلة بيني وبينكم .. انا قررت ابطل احكي مع بنات وانهي كل علاقاتي معهم .. لا تفكرو اني عقلت ، لاء .. بس زهقت .. بدي ادخل ع سوق العمل وبدي اعيش حياة جديدة .. واشطب كل اشي بحياتي هاي .. وانساها .. لاني عارف اذا استمريت بهالاشي رح اتدمر ..
كنت اشوف فرحة امي وابوي فييّ .. حسيت حالي حقير يلي ما خليتهم يفرحوا هيك فرحة .. خصوصا اني الولد الوحيد والبكر .. ما كنت افكر فيهم .. كل حياتي معهم بس مشاكل .. مع انهم بكل جهدهم بحاولوا يوفرولي الحياة الكريمة .. وانا بكل تبطر كنت اخذ يلي بدي اياه منهم ولا حتى احكيلهم شكرا ..
ما بعرف شو بصيريلي .. بس حاس انه كل مبادئي بتتغير بهاي اللحظة .. تمنيت اروحلهم واحضنهم واقلهم انا بحبكوا كثير .. سامحوني ع كل اشي سويته فيكم .. وشكرا كثير على الحياة يلي قدمتولي اياها .. وانا موقن انه ما حدا في هالزمن عايش بالراحة يلي انا عايش فيها .. اخذت شهادتي وركضتلهم عشان احضنهم .. حسيت كاني عايش سنين بالغربة وهسا رجعت لاهلي .. ما بعرف بس كنت مشتاق لحضن امي .. و ريحة ابوي ..
رفعت ايدي الوحلهم وانا شايف دموع امي يلي ما اخفتها وهي بتلوحلي .. ودموع ابوي وفخره يلي رفعني للسما .. قديه انا اناني يلي حرمتهم هيك احساسيس .. ركضتلهم ودخلت بين الزحمة لاوصلهم بسرعة وكلي شوق لاحضانهم .. بس .. بس الموت كان اله حكيي ثاني ..
الجزء الثالث :
صوت القرآن كان منتشر بالمكان ببعث الهدوء والراحة والطمأنينة .. كنت واقف ع باب البيت بستقبل المعزين يلي بعزوني بموت امي وابوي .. شو صعبة ارد عليهم بس يحكولي “عظم الله اجركم” .. بحس بالغصة بتوقف بنص حلقي تمنع هالكلمة تطلع “شكر الله سعيكم” .. كان يوم من اصعب الايام يلي بتمر عليي .. حاولت كثير اني اصمد واسند حالي ع الاقل لحتى يخلصو الناس و يروحوا .. بس ما قدرت .. فجأة وقعت ع الارض وانهرت بالبكى .. كانت حالتي بتشفق الصخر .. صوت بكاي ما كتمته .. كنت بتمنى العالم كله يسمعني .. ويعرف شو شعوري بهاي اللحظة .. بقولوا يلي بفقد امه بفقد معنى الحياة .. كيف يلي بفقد ابوه وامه بنفس اللحظة وقدام عيونه ؟؟ …
منظرهم وهم قدامي والدم معبيهم مش راضي يروح عن بالي .. حاولت كثير انسى .. او اتناسى .. بس ما قدرت .. كل ما اغمض عيوني وافتحها بشوفهم قبالي .. انه كيف هم بين كل الناس يلي كانو موجودين بس يلي توفوا .. ليش هيك يروحوا بدون ما احضنهم ع الاقل .. كيف هيك بتركوني لحالي مع اخت انا صعب اربيها وهم عارفين هالشي .. كيف رح اتحمل مسؤوليتها وانا مش قادر اتحمل مسؤولية حالي ..
مر الوقت والناس بلشت تروح .. لحتى ما ضل حدا غيري انا واختي .. دخلت عندها بعد ما سكرت الباب .. ما كان فيي حيل لاي اشي .. شفتها ع الارض واواعي امي بحضنها وبتبكي .. الدموع تجمعت بعيوني من منظرها .. قربت منها وحضنتها وصرت ابكي معها .. وهي بس شافتني هيك زادت من بكاها وصوت شهقاتها عم بزيد .. حسيتها بتأن من الوجع .. زدت من حضنها وحاولت اهديها وانا بحاجة حدا يهديني .. دموعها بلت قميصي وكلامها قطع قلبي ..
_”ليش ما رحت معهم ؟؟ لو رحت كان انا هسا متت مثلهم وما تركوني لحالي .. اااه يااا يمااااا .. يااباا مين الي غيرك بهالحياة”
دموعي بدون ارادة مني كانت بتزيد ..
حاولت اواسييها بس ما قدرت .. كنت بحاجة حدا يواسيني .. ضليت ضامها لصدري ودموعنا بتشكي عن حالنا .. مر هاليوم بطوله ومأساته .. ومرت الايام يلي كنا مفكرينها مش حتمر … شو صعب انك تعود حالك تعيش بدون اشخاص كانت معك بكل مراحل حياتك .. بس بالنهاية انت حتتعود بالرغم انك مش حتحس بنفس الاحاسيس يلي كنت بتحس فيها …
مرت الايام والشهور .. بالرغم من كل الصعوبات والعقبات يلي واجهتها انا واختي “ريما” .. الا انه كملنا مشوار الحياة الطويلة .. وما وقفنا عند اول عتبة بتواجهنا .. حسيت وكانه ربي بعاقبنيي ع يلي كنت بسويه .. رجعت لربي ورجعت للطريق يلي كان لازم امشي فيه من زمان .. صرت ما اصلي غير بالمساجد .. ختمت خمس اجزاء من القرآن الكريم .. نسيت كل اصحاب السوء وكل بنت كانت الي معها علاقة .. دعيت لكل شباب وبنات المسلمين انهم يرجعو للطريق للصحيح .. شربت قلبي بحب الله.. علمت نفسي كيف بكون تقوى ربنا.. كيف اخاف ع اختي واذكر حالي انه كل شي بسويه بصير معها .. بالمختصر .. تربتي الصالحة سقييتها ورجعت لربنا ..
الحياة مع الله غير .. بس تشعر بوجود ربنا حواليك بكل مكان .. بتصيبك طمأنينة وراحة وسكينة .. استصغرت حياتي يلي كنت عايشها .. وما كنت حاس بطعم لالها .. كان ثمن رجوعي لربي غالي كثير .. خسرت اغلى اثنين ع قلبي .. وعايش لحالي مع اخت بحاول بكل طاقتي اني احميها واحافظ عليها .. ما كنت عارف انه المسؤولية صعبة هيك .. وعرفت شعور الام والاب لابنائهم .. حمدت ربنا كثير ع نعمة الام و الاب .. لانه بدونهم .. مش حنقدر نحافظ ع حالنا زي ما هم بحافظوا علينا ..
ما كنت متوقع انه الحياة مع ربنا الها نكهة .. نكهة خاصة فيها .. سرية ما حدا بقدر يكتشفها غير شخص جرب هالحياة .. شي بداخلك بكون مرتاح .. ما رح تكون خايف من اي اشي .. راحة نفسية حتصيببك وقناعة وثقة تامة انه حياتك يلي مسيرها هو ربنا .. رح يمر يومك بكل سلاسة وسهولة .. مش حتندم ع اي لحظة بتمر .. رح تعيش باستقرار ما عمرك عشته .. وهيك كانت حياتنا .. انا واختي عشنا لسنتين بكل راحة واستقرار .. بدون اي شائبة او شي بعكر هالهدوء ..
الجزء الرابع :
مثل اي يوم .. صحيت الصبح .. افطرت مع “ريما” اختي كالعادة .. وصلتها ع جامعتها وبعدها رحت ع دوامي .. قدرت بفضل ربنا اني اكون شغلي الخاص .. واسمي صار معروف بالبلد .. المحامي يلي بنصر المظلومين بفضل الله .. من بعد تقربي من ربنا .. وذقت لذة الايمان .. قررت اني اشتغل شغل اساعد الناس فيه .. وساعدني تخصصي بهالشي .. ما كنت بعرف شو يلي خلاني ادخل هيك تخصص .. بس لما شفت حرقة المظلوم .. يتم الايتام .. ودموع الام .. حمدت ربي وشكرته اني دخلت هذا التخصص لحتى امحي كل مظاهر الالم والحزن عن وجوهم ..
كنت براجع بقضية عن مرة .. جوزها طلقها وحرمها من ولادها .. وهي بدها ولادها يرجعولها خصوصا وان الاب متجوز وهي لأ .. كان هالسبب كافي اني اعطي الحضانة للام .. قضية ما كانت صعبة .. والحمد لله يلي بجعل كل القضايا يلي بستلمها تمر بكل سهولة ويسر ..
دخل السكرتير “رمزي” بعد ما استاذن وقاال : “استااذ “طاارق” .. في مرة بدها تقابلك .. ايش اقلهاا ؟؟!”
رفعت راسي من بين كومة الاوراق : “خليها تتفضل”
دخلت بنت طويلة ومتحجبة ولبسها ساتر .. وقت ونزلت النظارات من على عيوني اول ما تعرفت عليها .. تذكرتووها .. هاي نفسها البنت يلي حبيتها .. عيووني تعلقت فيها .. بالرغم اني حاولت اغض بصري واستغفر جواتي بس ما قدرت .. قديه حاولت انساها .. حاولت كثير امحي وجهها من بالي بس صعب .. هيي استحوذت ع كياني واخذت مفاتيح قلبي وهربت ..
نزلت راسي واستغرت ربي وقلتلها :”تفضلي “
حسيت انها تفاجات هي كمان .. مو متاكد بالزبط .. اجت وقعدت ع الكرسي .. وانا قعدت ورا مكتبي .. رجعت لبست النظارات وتنحنحت وقلتها بعد فترة صمت طويلة نوعا ما:”ممكن اعرف اسمك ومشكلتلك لو سمحتي ؟!”
رفعت راسهاا وقالت :” اكيد .. انا اسمي الماس .. عمري ٢٥ .. جاية عندك لاني بدك ياك تكون محامي لقضيتي “
ابتسمت بداخلي ع اسمها .. لانها جد الماس .. عقدت حواجي وقلت :” لي الشرف اكون مسؤول عن قضيتك .. بس ممكن توضحيلي اكثر شو هي ..؟!”
ابتسمت :”اكيد .. انا وحيدة امي وابوي .. ما الي اخوة ولا حدا .. امي كانت وحيدة مثلي وكان عندها مشاكل بالحمل عشان هيك ما حملت من بعدي .. ابوي عنده اخ واخت .. وصراحة من لما اجيت ع الدنيا ما شفتهم غير بالمناسبات بس .. “
نزلت راسها وبلمحة حزن كملت ” قبل شهرين توفوا امي وابوي بحادث .. وما ضل الي حدا بالدنيا .. ابوي كثير غني واله كثير ممتلكات .. من بعد ما توفوا عمي وعمتي بطلبوا انهم ياخذوا حقهم .. يلي صار اني بعد شهر بالزبط اعطيتهم حصتهم .. جبت شييخ وقسمهم بينا ووقعناهم ع اوراق .. هسا الاوراق عندي وهم هسا رجعوا يطالبوا بحقهم وبقولوا اني غشيت عليهم ومن هالحكي .. رفعوا قضية عليي وانا صراحة بسبب الشغل المتراكم عليي بشركة بابا ما قدرت احل اموري .. خصوصا اني بنت لحالي .. فبدي تساعدني واخلص من هالقصة ووجع الراس “
ابتسمت وقلت :”محلولة ان شاء الله .. لا تخافي ما في اشي بضيع عند ربناا .. بدي تعطيني الاوراق …………….
وكملنا حكي بالقضية .. قبل ما تطلع حاولت اذكرها فيني بس يبدو انه ما كنت مشكلها اي اهتمام مثل ما هي عملت فيني .. فما اخذت كثير بالموضوع وراحت .. رح اكذب عليكو اذا قلت ما تاثرت .. حسيت كل مشاعري القديمة رجعت .. وشفتها فرصة اني اخذها وتكون حلالي .. خصوصا انها مش متزوجة مثل ما فهمت .. ما كنت متوقع انه ربي مخبيلي هيك فرحة .. وقد ما سويت لربنا ما بيجي جزء من عظمته وكرمه علي .. فالحمدلله ع كل اشي ..
الجزء الخامس :
اموري تسهلت بشكل انا ما كنت متوقعه .. قضية “الماس” انحلت بفضل ربنا .. وبعدها بفترة تقدمت لخطبتها ووافقت علي وكل شي كان تمام .. هالشهر يلي مر كان احلى شهر بمر بحياتي .. البنت يلي حبيتها وتمنيتها لسنين صارت من نصيبي ..
“ريما” بعد كم يوم رح يكون تخرجها .. ورح تصير دكتورة ترفع راسي بكل مكان .. كنت مبسوط كثير ع حياتي .. وكثير شكرت ربنا وحمدته ع نعمته ..
اليوم هو يوم تخرج “ريما” .. بالرغم من انه التخرج بحد ذاته كان اله ذكرى سيئة معي .. بس ما حبيت اني ما احضر تخرج اختي الوحيدة .. كنت قاعد بالصفوف الاولى .. كانوا لسا برتبوا بالمتخرجين .. وشفت “ريما” وهي لابسة روب التخرج .. حسيت بمشاعر الفخر جواتي .. وكنت بتمنى احضنها لاعبرلها عن مدى فرحتي فيها ..
الشي السيء بالموضوع انه مكان التخرج هو نفسه المكان يلي تخرجت فيه .. ونفسه المكان يلي ماتوا ابوي وامي فيه .. كل شي بهذيك اللحظة رجعلي وكانه بصير هسا .. حاولت اشتت انظاري لحتى ما المح مكان الحادثة .. غمضت عيوني بحاول اني ابعد هالافكار بس ما قدرت .. الصورة مش راضية تتزحزح من مكانها ..
“”
رفعت ايدي الوحلهم وانا شايف دموع امي يلي ما اخفتها وهي بتلوحلي .. ودموع ابوي وفخره يلي رفعني للسما .. قديه انا اناني يلي حرمتهم هيك احساسيس .. ركضتلهم ودخلت بين الزحمة لاوصلهم بسرعة وكلي شوق لاحضانهم .. بس .. ما بعرف شو صار .. فجأة شفت شي بوقع من السما .. صوت الناس وهي بتصرخ وركضهم .. خلاني ما استوعب اي اشي .. هيك فجاة العمود يلي بكون عليه الاضواء وقع .. كيف وليش ما بعرف .. ماا وعيت ع حالي غير وانا بركض وبصرخ بكل صوتي :”يمااااااااااااااا … ياابااااااااا .. لاااااااااااء” …
شفته وهو بوقع عليهم .. قدام عيوني شفت الدم كيف ملا المكان من حوليهم .. وقعت ع الارض من صدمتي .. حاولت اصرخ اقوم اعمل اي اشي بس ما قدرت .. عيوني جحظت من الصدمة .. وصراخ الناس على بعض ما خلا في عقل .. شو يلي صار بعد هيك انا ما بعرف .. كنت بحالة صدمة قوية .. لدرجة اني ما قدرت اتذكر اي شي صار .. كيف اجت الاسعاف .. كيف وصلت ع البيت .. كيف استقبلت المعزيين .. ما بعرف .. بس لما استوعبت الموضوع وقعت ع الارض وصرخت بصوت عالي وما كان هامني اي اشي بهاي اللحظة .. ليه راحو قبل ما اقلهم انا قديه بحبهم .. كيف رح اقدر اعيش بدون ما ابوس ايديهم .. راحو قبل ما اقلهم يما ياباا انا اسف ع كل شي عملته معكم .. اسف ع اني ماا كنت ارد عليكم .. اسف لاني كنت واحد حقير ما بهمني غير حالي وحياتي .. اسف .. اسف وبحبكم .. لو تسمعوني بس .. .. ..
باللحظة يلي نزلتهم فيها ع القبر .. حسيت الدنيا كلها بتضيق فيني .. مسكت راس امي وبست جبهتها .. دموعي ملت وجهها .. حضنتها وهمست بذانها : انتي كيف بتروحي هيك .. لمين بتتركيني .. ليه تروحي .. وعدتيني ما تتركيني وتركتيني .. شوو رح اعمل بدونك .. كيف رح تمشي الايام بدون ما تحكيلي الله يرضى عليك يا ابني .. وين رايحة ومخليتني ولمين .. ليه هيك تتركيني ليه .. قوموني غصب من عندها ورميت التراب عليها .. نزلت ع الارض وحضنت التراب وانا ببكي .. وبس خلصت من دفنها .. بلشنا بدفن ابوي .. مسكناه ونزلته ع القبر .. شعوري لحظتها كانه ظهري انكسر .. سندي بالحياة وعزوتي راح و تركني .. مسكت راسه وبسته ع جبهته ودموعي بتجري .. حكيت معاه مثل ما حكيت مع امي : ليه ياا ياباا ليه .. انت وامي مع بعض .. ضربتين بالراااس بتوجع .. والله بتوجع يا يااباااا .. والله اني بحبكو .. لمين بتتركوني انتوا .. كيف حعيش بدونكوا كييف .. ..
ما خلوني اطول معاه ورفعوني عنه ورموا التراب .. ويلي صار مع امي صار مع ابوي .. طول طريقة الرجعة وانا مو حاسس باشي .. بس لما دخلت ع البيت واستقبلت المعزيين ..وعيوني بتروح ع كل ركن بالبيت .. حسيت بالمصيبة يلي صارت .. حسيت بفقدهم .. فجأة وقعت ع الارض وانهرت بالبكى .. كانت حالتي بتشفق الصخر .. صوت بكاي ما كتمته .. كنت بتمنى العالم كله يسمعني .. ويعرف شو شعوري بهاي اللحظة .. بقولوا يلي بفقد امه بفقد معنى الحياة .. كيف يلي بفقد ابوه وامه بنفس اللحظة وقدام عيونه كمان ؟؟ … “
الجزء السادس :
كل الذكريات وكل المشاعر يلي حسيتها وقت ما فقدتهم رجعتلي .. حسييت عيوني امتلوا دموع .. حاولت اسيطر ع حالي لفترة مش عشاني عشان “ريما” بس ما قدرت .. نزلت راسي ومسحت الدمعة يلي نزلت .. قويت حالي ورفعت راسي .. شفت “ريما” بتتطلع علي .. وكإنها حست فيي .. ضحكتلها لحتى ما اكسر فرحتها .. وحاولت اتناسى كل الدنيا مشان بسمتها ..
مر التخرج بشكل سريع .. وبمناسبة تخرجها قررت اني اسافر انا وياها ع اي بلد بتختارها .. كانت “ريما” كثيير فرحانة بفكرة السفر .. وانا اكيد فرحان لفرحتها .. نسيت احكي اني كتبت كتابي على “الماس” قبل تخرج “ريما” .. والحمدلله علاقتنا حلوة .. بس طبعا ما حكيتلها عن مشاعري لالها .. رغم كل يلي صار بظل في كبرياء للرجل ..
السفرة كانت كثيير ممتعة .. انبسطنا انا و”ريما” .. وحسيت اني تقربت منها اكثر من اي وقت ثاني .. بس .. حسيت في اشي مخبيته عني .. ما عرفت بالزبط شو هو .. بس كنت عارف انه في اشي .. في اشي هي بتحاول تخبيه عني وما بدها اياني اعرفه .. حاولت كثيير اني استدرجها بس ما عرفت كيف .. مش مهم المهم انه احنا انبسطنا واستمتعنا بالسفرة …
بعد رجوعنا .. رجع كل شي لطبيعته .. ما تغير اي اشي بحياتي غير وجود “الماس” فيها .. رجعتلي الحماس والفرح بوجودها .. ساعدتني بشغلي وكانت تعطيني دوافع بكل قضية بستلمها .. باختصار هي عطرتلي حياتي بروحها الحلوة ..
اليوم في ناس بدهم يخطبوا “ريما” .. جهزنا كل شي لاستقبالهم .. بالرغم من انه الشغلة كانت صعبة بدون وجود امي وابوي بجنبنا .. بس ما حبينا نحكي بهذا الموضوع او نفتح الجروح القديمة .. كل شي صار بسرعة .. الشب من لما شفته وانا مرتاحله .. وعيلته ناس طيبة .. حتى “ريما” حكتلي انه امه واخته طيبات وبدخلو ع القلب بسرعة .. خبرتها انها تستخير وتردلي جواب .. وانا نفس الشي رح استخير وان شاء الله ما بصير غير كل شي منيح ..
بعدها باسبوع ردينا للجماعة بالموافقة .. وحددنا انه بعد ثلث ايام نكتب الكتاب .. شفت الفرحة بعيون ريما .. وانبستطلها .. بس كنت حاسس بالحزن انه بعد كم شهر هي رح تتركني وتروح .. بس كمان كنت اتذكر انه هيك الحياة .. بالنهاية انا رح اتزوج والتهي بحياتي وهي رح تتزوج وتلتهي بحياتها .. وقديه حزني هالواقع .. انه كيف اختك يلي عشت معها حياتك وتعودت عليها .. رح تغيب عنك وتصير تشوفها بالاسابيع واحيانا بالشهور .. بالنهاية الحمدلله ع كل اشي .. ما بنقدر نحكي غير هيك ..
مرت الايام .. “ريما” كتبت كتابها ع “يامن” وعرسها بعد اربع اشهر .. كنت اشوف حوستها وهي بتروح من سوق لسوق .. واشوف لمعة الحب بعيونها بس تحكي مع خطيبها .. تمنيت السعادة تظل حوليها وما تفارقها .. بس ما كنت عارف انه القدر اله اماني ثانية غير امانينا ..
الجزء السابع :
كنت بحكي مع “الماس” بس دخلت عندي “ريما” بتحكي انه الغدا جاهز .. استاذنت منها وسكرت الخط ورحت معها ع طاولة الاكل .. قعدنا سوا والصمت هو سيد الموضوع .. رفعت راسي لحتى اشرب العصير .. انتبهت ل”ريما” انها ما اكلت اشي من صحنها .. استغربت وسالتها : ريما .. مالك ما بتاكلي ؟؟ ..
اطلعت علي .. وشفت عيوونها حيرانة .. حسيتها بدها تحكيلي اشي بس مش عارف شو هو .. نزلت راسها للارض وقالت : ولا شي .. بس .. وسكتت : بس شو .. قولي بدك اشي ؟ ..
اطلعت علي وعيونها مليانة دموع : لو امي وابوي معي هسا .. انا رح اتزوج وهم مش جنبي .. ونزلت راسها وصارت تبكي بصوت مسموع ..
تنهدت بالم .. ما عرفت بشو اواسيها .. وكل ذكرياتي معهم رجعتلي .. لو كانوا هسا معنا .. لو انهم ما ماتو .. ولو بتفتح ابواب للاماني والاحلام .. ويا ريت يلي بنتمناه يصير .. ولو مرة ..
قبل اسبوع من زواج “ريما” .. حسيت في اشي متغير فيها .. عيونها كانو مليانيين حزن .. وكل لهفتها للعرس حسيتها اتلاشت .. تجنبت احكي معها بالبداية .. قلت اكيد صار في مشكلة بينها وبين “يامن” وبتنحل مع الوقت .. او عشان امي وابوي مو معها .. بس لما دخلت عليها ع الغرفة وشفتها وهي بتبكي .. هون كل اشي توقف .. اني اشوف دموع اختي شي ما بقدر استحمله .. ما كان ضايل ع الزواج غير يومين .. حاولت كثير استدرجها لتجاوبني عن حالها .. توقعت كل اشي بس ما توقعت مثل هالاشي السيء ..
: ريما .. فهميني انتي ليش بتبكي .. شو فيه .. صاير بينك وبين يامن اشي ؟؟!! ..
بصووت مليان بكى جاوبتني : ما في .. اشي .. خلص .. لا تضل تسالني ..
: انتي عارفة اني رح اضل اسالك .. قولي شو فيي ولا بتصل عليه هسا ..
اتطلعت علي .. وشفت عيونها مليانة حكي : يامن …. طلقني .. ودخلت بنوبة بكى جديدة ..
انصدمت .. ما عرفت شوو احكي .. والعرس يلي بعد يومين .. طيب والحب يلي كان بينكوو ..
: شوووو … لييه شو يلي صاار .. فهمييني !!!!
: طااارق … اناا … طارق .. … .. اناا ..
: ولك قولي .. انتي شووو .. شو يلي صاير !؟ ..
بسرعة جاوبت : طاارق انا حامل ..
الجزء الثامن :
الكرة الارضية حسيتها بتدور فيي .. حسيت الوقت توقف .. قلبي بطل ينبض .. عيوني من الصدمة سكنت وما رمشت .. حاولت احكي .. بس الصوت هرب مني بلحظة كنت بامس حاجة اله .. ضليت اطلع ع “ريما” .. بينما هي دخلت بنوبة بكى وانين .. وحسيت كانه روحها بدها تطلع .. الموقف كان اصعب من اني اتحمله .. قعدت ع الارض بجنبها .. حاولت احكي اضرب اصرخ حتى ابكي .. بس ما قدرت .. كل الطاقة يلي فيي خارت .. غمضت عيوني ورجعت فتحتهم .. اول شي نطقته : من مين .. ؟؟؟
شفت الصدمة بعيون “ريما” : كيف يعني من مين ؟؟ .. انت بتتهبل اشي ..
صراحة اول شي فكرت فيه هو انه “ريما” خانت “يامن” فعشان هيك طلقها .. اطلعت عليها بحدة : سؤالي واضح .. من مين حملتي ؟؟ بسرررعة ..
: شوو انت بتتهبل .. من مين يعني بدي احمل .. من زووجي اكييد ..
راحة صغيرة سكنتني .. بالرغم من كل اشي هو بضل جوزها .. المهم انهم كاتبين الكتاب .. يعني زوجها شرعاا .. بس المشكلة ليه طلقهاا ؟؟ ..
رفعت تلفوني لحتى ارن عليه .. بكل دقة كنت بحس بدقة من دقات قلبي بتختفي .. وبس فصل الخط بدون ما حدا يرد .. قلبي وقف .. يعني شو .. مش حيرجعها .. هيك حيصير فضيحة .. اختي رح تصير علكة بلسان الناس .. وشو قاسي لسانهم ..
وبس شفت “ريما” منهارة .. حسيت بالحقد اتجاه “يامن” .. كنت ع وشك اروحله ع بيتهم .. واطلع كل القهر يلي فيه بضربه .. بس رنت المسج يلي وصلني خلتني اتراجع عن كل اشي .. وبلحظة .. عيووني جحظت من الصدمة .. حسيت بصعوبة بالتنفس .. وسمعت صراخ “ريما” باسمي .. بس بعدها ما حسيت غير وانا بوقع ع الارض .. وغبت عن الوعي ..
فتحت عيوني ورجعت سكرتها من النور العالي .. ضليت نايم ع السرير .. والذكرياات .. رجعتني لايام انا بحاول انساها .. ايام بس كنت شب طايش ما بهمني اشي .. وحروف الرسالة بتمر بكل فترة كنت اعيشها .. “حق اختي اخذته .. واختك هسا حامل .. وانا طلقتها .. اتحمل هالمصايب يلي جبتها لحالك .. عشان مرة ثانية تعرف انه كما تدين تدان .. انت خدعت اختي وخليتها توثق فيك .. واختي هسا ماتت بسببك بعد ما تعذبت سنتين وكله منك .. وانا مستحيل اسكت عن حقها .. بس كنت احسن منك لاني تزوجتها لاختك وهي بتكون زوجتي وفش حرام بينا .. بس انت ما عملت وما فكرت غير بشهواتك .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك ” ..
الدموع كانت تنزل بسرعة من عيوني .. والندم كان بنهش فيني نهش .. ياا رب .. انت بتعرف اني تبت .. وما رجعت لهالاشياء بالمرة .. ياا رب سامحني .. شو رح اعمل هسا .. شو احكي لاختي .. يا رب .. ليه عاقبتني هيك .. ليه يا رب ليييه ؟؟ ..
استغفرت بداخلي وحمدت ربي وشكرته ع كل اشي .. ندمت ع كل كلمة قلتها .. ودعيت ربي يثبتني ويزيدني قوة لاتحمل هالحياة عشان اختي وعشاني .. ورجعت الطاقة جواتي .. وايقنت بداخلي .. انه شو ما بعمل بالناس بصيرلي .. وهذا ما كان غير #عقاب من ربنا ع اللي سويته بكثير بنات ..
انتشرت القصة بسرعة بين الناس .. وصرت اشوف نظرات الناس علي .. وبس ما قدرت استحملها .. قررت اني اخذ اختي وخطيبتي واسافر ع مكان ثاني .. كنت بدي كل شي ينتهي بهالمكان .. واروح ع مكان جديد اعيش في حياتي انا واختي وخطيبتي بكل راحة واستقرار ..
السنين يلي عشتها بعد هيك كانت كثير حلوة .. كلها راحة وامان واسترخاء وتقرب من ربنا .. علمتني الحياة كثير اشياء بالسنين يلي مضت .. وعرفت انه الواحد منا لازم ينتبه لكل اشي بسويه .. لانه الحياة اقصر من اني افرط فيها .. هي بس مجرد ممر للآخرة .. واذا مشيتها بالطريق الصح فانا هيك بكون فزت بنعيم الاخرة .. واذا بالطريق الغلط .. فانا بكون ظلمت نفسي باني حرمتها من هالنعيم .. والله يذوقنا كلنا هذا النعيم ..
Recent Comments